منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   شخصيات لها بصمات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=123)
-   -   الأديب طلعت سقيرق (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=2167)

قاسم فرحات 14 / 02 / 2008 09 : 11 AM

الأديب طلعت سقيرق
 
الأديب طلعت سقيرق


أديب فلسطيني يعيش في سورية أصله من مدينة حيفا إحدى عرائس الساحل الفلسطيني، أصدر حتى الآن مايزيد عن ثلاثين كتاباً توزعت بين الشعر والرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً و النقد و الدراسات والمقال الصحفي، كما كتب المسرحية ذات الفصل الواحد والتي قدمتها بعض الفرق على خشبات المسرح، كما كتب الأغنية الشعبية التي غنتها فرق كثيرة وقدمتها في الإذاعات والتلفزة في عدة دول عربية.
ومنذ مجموعته الشعرية الأولى " لحن على أوتار الهوى " عام 1974، كان هاجسه الأساسي التجديد وإضافة بصمات واضحة في جميع الأشكال الأدبية التي كتب بها وخاصة في مجال الشعر..
ولعل من ابرز البصمات التي أضافها الشاعر طلعت سقيرق إلى القصيدة المعاصرة إيجاده شكلاً جديداً لهذه القصيدة ألا وهو (قصيدة السطر الواحد ) ويعتمد هذا الشكل الشعر ي الجديد على تفعيلة واحدة لكل القصيدة سواء طالت أم قصرت كما في مجموعته الشعرية " القصيدة الصوفية " الصادرة عام 1999 والتي اعتمد فيها على التفعيلة ( مفاعلتن ) لكل القصيدة المؤلفة من عشرين مقطعاً ، كما كتب بهذا الأسلوب قصائد مجموعته " خذي دحرجات الغيوم " الصادرة عن وزارة الثقافة عام 2002.
· ولد الأديب طلعت سقيرق في مدينة طرابلس ( في لبنان ) يوم 18/ آذار /1953.
· أتم دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة دمشق.
· انتسب إلى جامعة دمشق وحصل على الإجازة في الأدب العربي عام 1979.
· عمل في الصحافة منذ العام 1976، ومنذ ذلك الوقت تولى أعمالاً كثيرة منها:
o المسؤول الثقافي في مجلة ( صوت فلسطين ) منذ العام 1979.
o ومدير مكتب/سورية ولبنان/لجريدة ((شبابيك)) الأسبوعية التي صدرت في مالطا منذ العام1997 ثم مستشار التحرير فيها حتى توقفها عن الصدور..
o مدير دار (المقدسية) للطباعة والنشر والتوزيع في سورية حتى العام 2001م..
o صاحب ورئيس تحرير مجلة ((المسبار))
o رئيس رابطة المسبار للإبداع العربي التي تأسست بتاريخ ( 1/7/1999 )
o صاحب دار المسبار للطباعة والنشر والتوزيع ..
o صاحب موقع ( أوراق 99) الإلكتروني.
· وهو عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، عضو اتحاد الصحفيين في سورية، عضو اتحاد الكتاب العرب، عضو رابطة الأدب الحديث/مصر
· تناول النقد أعماله الإبداعية في الكثير من الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزة العربية
· ترجمت بعض أشعاره وقصصه إلى الإنكليزية، ويعد أديباً موسوعياً
· أعماله :
في الشعر:
1. لحن على أوتار الهوى:1974
2. في أجمل عام: 1975
3. أحلى فصول العشق :1976
4. سفر / قصيدة طويلة : 1977
5. لوحة أولى للحب : 1980
6. هذا الفلسطيني فاشهد : 1986
7. أنت الفلسطيني أنت : 1987
8. أغنيات فلسطينية / شعر محكي : 1993
9. قمر على قيثارتي : 1993
10. ومضات / بطاقات / ديوان مفتوح زمنيا ـ صدرت منه بطاقات متفرقة في الأعوام 1996، 1997، ،1998 ،1999، 2000
11. طائر الليلك المستحيل: 1998
12. القصيدة الصوفية : 1999
13. خذي دحرجات الغيوم / وزارة الثقافة : 2002
14. بستان الروح / نشر إلكتروني : 2005

في الرواية:
1. أشباح في ذاكرة غائمة : 1979
2. أحاديث الولد مسعود : 1984



في القصة القصيرة :
1. الأشرعة / اتحاد الكتاب العرب بدمشق : 1996
2. احتمالات / اتحاد الكتاب العرب : 1998
3. الريشة والحلم / اتحاد الكتاب العرب : 2001
4. امرأة تسرج صهوةالروح /اتحاد الكتاب العرب:2003
في القصة القصيرة جدا :
1. الخيمة : 1987
2. السكين : 1987
ببلوغرافيا :
· دليل كتاب فلسطين / دار الفرقد : 1998
في النقد والدراسات :
1. الاسلام ومكارم الاخلاق : 1990
2. الإسلام دين العمل : 1991
3. الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني / اتحاد الكتاب العرب : 1993 .. وطبع عدة مرات في الوطن المحتل
4. عشرون قمراً للوطن / دار النمير- دمشق : 1996
5. الانتفاضة في شعر الوطن المحتل / دار الجليل : 1999
نصوص :
1. زمن البوح الجميل / مشترك مع ليلى مقدسي : 1999
2. إشارات / زوايا صحفية / نشر إلكتروني : 2001
هيفاء وضوء القمر: قصص للأطفال / نشر الكتروني : 2000
مختارات من إبداعات الأديب طلعت سقيرق:
أحبك:
أنقّطُ من باب عمري شظايا الحكايات عشقاً وأمضي إلى غابةِ المستحيلِ أفيضُ على بحر بحري وأشربُ ما بين ظلّي وظلي نجوم التمنّي وكأس السرابِ أداخل وجهي على بعضِ وجهي وأضحك هل تذكرين لماذا تركتُ الرصيف ورحتُ أوزّع في كلِّ شبرٍ دموعي وجوعي وعريَ اختناقي وكانت يداكِ تلمانِ عبر الدخول إلى جلد جلدي بقايا سؤالٍ وشيئاً من الذكريات حلمت ورحتُ وخبأتُ نايَ اشتياقي وحين انتبهتُ إلى راحتيَّ تذكرتُ أنّ السحابَ الذي ما أطلّ وأنّ السحاب الذي ما أظلّ تهاوى على بركةٍ من وداع وراح يمصّ جدار الزمانِ ويمضي إلى المستحيل أحبكِ قلت ارتدي بعض مائي وعودي إلى ما تبقى من الأغنيات وصوتك كان يردد في كلّ وقت لماذا أخذتَ من الصوت صوتي ورحت تكسِّر فوق المسافات صرخةَ جوعي إليك أطلّ من الوعدِ نحوي وأحمل سلّة ريحٍ وأشتاق للذكرياتِ أكاد أجنّ وما بين صمتٍ وصمتٍ أحنّ أعيدي إلى بلح الروح عمري وعودي إلى شهقتين من الدندناتِ تقطّع وعد الثواني على درجٍ من زجاجٍ وفي لحظةٍ من بكاءٍ وكنتُ على ما تبقى من الريح أمتصّ وجهي وذكرى الرجوع إلى أغنياتي وأخطو على شارع من ضبابٍ وبابٍ يصفّ النهايات فوق النهايات يندهُ بعض وجوه الذين استفاقوا على بعض ذكرى لماذا تميلين نوراً وناراً ونصف سؤالٍ ونصف جوابٍ أحبك حتى طلوع الدماءِ مرايا إلى وجنتيّ وحتى خشوع المسافات جمراً من الأمنياتِ أعيدي إلى بعض نفسي حليبَ الطفولةِ أركض في شارع من أمانٍ وأرمي قميص التغنّي خذي بعض فنّي ومني خذي كلّ هذا التنفس هذا التوجّس خمرٌ سطوري وخمر مروري وخمر عبوري أنا بعض هذا الزمان الجميلِ وبعض انكسارات هذا النخيل ورفّةُ همسٍ تطالُ السماءَ وترسم فوق اشتداد التمنع جسمي ولحمي وهمي فلا تأخذيني إليك ولا تشربي قهوة البحر قربي أريدك أن تحتوي كلّ عمري مآذنَ عشقِ صراخاً نبيذاً نداءً رداءً ولا تأخذيني إلى بعض رقص الثواني وهمس الأماني فأنتِ التي أنتِ داخل عمري على كلّ سطر وفي كل سطر وأنت التي أنتِ جمرة عشقي وأحلى من الومض في بعض بعضي أحاول حين تكونين أقرب مني إلى نبض قلبي أحاول أن أستفيق على صرخةٍ من دمائي وأنظر في وجه وجهي أراك تطلين من نور عيني على نبض نبضي ويذهب جسمك مثل الصلاة يعانق جسمي ويذهل فيّ الذهول ويسرج فيّ الخيول يسابق فيّ الذي في غنائي الذي في دمائي ويطلع بحر الكلام جرار أمانٍ لك الآن أن تأخذيني وأن تشربيني وأن تطلقيني أميل إلى كل سطرٍ فمري إلى ما تبقى من الأغنياتِ وعودي إلى عزف عزفي ونزفي ولا تستردي سوى ما يكون أحبك حين تصير الظنونُ فتات غبارٍ وآخر دفقة نارٍ أحار تحار الحكايات أمضي إلى سكة المستحيل وأمتصّ ما قد تبقى من الوجد في وجد هذا النخيل فردّي إلى بعض روحي زمان الوصولِ سئمتُ من الركض خلف السراب تعبت من الركض خلف العذاب وجئت إلى باب بابي أرد على بعض بعضي جوابي وأحمل من راحتيك الشهور الزهور ارتطام السؤال بظني وأدرك أنك أني حكايةُ عشق تظلّ على كلّ سطرٍ أعيدي إذا ما أعدت البدايات عودي إلى لحم لحمي أحبك لا تأخذيني خذيني فقد دقتِ الساعة الآنَ أن تحتويني وأن تغلقي باب روحي على باب كفيكِ لا تتركيني .


نداء
شدي على جدران عمري
و امسحي بالأغنيات
بظل قافية ترود أصابعي
وجع السنينْ
حاولت أن آتيك ممتشقا
قميص الروح.. مندفعا
على شط الحنينْ
لكنني و أنا أجر خطاي
أوقفني زمان يمتطي
حدَّ الأنينْ
كم يسحرني
أشرع قلبي
أشرع روحي
ألف حديقة حب أبقى
للآتين أوزع نورا
أسكب عمري دفقا عشقا
كم يسحرني.. كم يأخذني
أن أتدفق نهر حنان
يسقي العالم.. كل العالم
من نبضات القلبِ
الخفقا..


لأنك أمي
لأنك أمي
تضيء الشوارع نورا بنورْ
لأنك أمي
أحس بأن حياتي زهورْ
فضمي لصدرك وردَ جبيني
و ضمي
أردد أمي
فتهطل فوق يدي العطورْ



ضياع
كان يشبه أن يكون
كنت من وحدي أجيء
حين ماءت سرة الحلم البعيد
خبأ الماء ارتطامي
رحت أصعد ثم أصعد
رحت أبحث هل أراني؟؟
كان وجهي.. ثم وجهي..
كنت في وحدي أعاني


سنةُ مضتْ
سنةٌ .. سنهْ
يمتصُّني نبضُ الحنينِ فأنثني
وألمُّ عن شجرِ الزمانِ
ألمُّ عن شجرِ المكانِ
زهورَ أغنيةٍ تهادتْ سوسنَهْ
* * *
سنةٌ .. سنهْ
حلوٌ طلوعُ الأمنياتِ
وحلوةٌ مثلُ الصلاةِ على النبيِّ
النمنماتُ ترودُ في ذهني
تنقّطُ عشقَها
وتردُّني حتى امتشاقِ الياسمينِ
من الدروبِ
أحنُّ حين تموجُ في البالِ الصورْ
وينقّطُ الدفءُ اللذيذُ مع المطرْ
وأحنُّ .. ما أحلى الحنينَ يصيرُ أجنحةً
يرفُّ .. فتصعدُ الدنيا وترْ
أتنشَّقُ اللحنَ الحنونَ .. وأرتوي
أتنفَّسُ اللحظاتِ تأخذني إليها
ثم تأخذني إليها خلسةً ..
فأغيبُ في عرسِ الشجرْ
وأغيبُ في عرس الوترْ
* * *
.. سنةٌ .. سنهْ
يتلفَّتُ القلبُ المطرّزُ بالنَّدى
ما أقصرَ الدرب الذي نمشيهِ
في هذا المدى
ما أطولَ الدربَ الذي نحكيهِ
في فصلِ الصدى
تتلفّتُ الشفتان
أسئلةٌ تدقُّ البابَ
أفتحُ .. في فمي طعم الحكاياتِ التي لا تنتهي
تتلفتُ العينانِ ..
أغمضُ .. حقلُ ألحان يظلّلُ أضلعي
ويفتحُ الوردُ .. انتباهُ الأمكنهْ
خطواتُ من مرّوا .. ومن أحببتُ
من أدمنتُ
تمتدُّ الشبابيكُ .. الوجوهُ
فأنطوي حبقاً يسيِّجُ كلَّ من أحببتُ
من أدمنتُ
أعطيهمْ إذا شاؤوا دمي
وأشدُّهمْ حتى بساتينِ الضلوعِ
ليرتدوا قلبي
ولم أحملْ سوى قلبي لهمْ
وأشدّهمْ حتى بساتينِ الضلوعِ
ليزهرَ القلبُ المعبّأ بالحنينِ .. ولم أكنْ
إلا .. همُ ..
* * *
سنةٌ .. سنهْ
كنْ نحلةً تمتصُّ حلوَ الأزمنهْ
وتصوغهُ عسلاً لكلِّ الناسِ
إنَّ القلبَ حينَ يعانقُ الدنيا هوىً
يزدادُ دفءُ الأمكنهْ ..
* * *
سنةٌ .. سنهْ ..
كم أشتهي أن أقفلَ الزمنَ الذي أحببتُ
كي يبقى معي
كم أشتهي أن أوقفَ اللحظاتِ ما بينَ الأصابعِ
لحظةً
لأعيدَ للحبرِ الطريِّ أصابعي
كم أشتهي أن أجمعَ الناسَ .. الدروبَ ..
بأضلعي
* * *
سنةٌ .. سنهْ
يمتصّني نبضُ الحنين فأنثني
أرتادُ كلَّ الأزمنهْ
أرتادُ كلَّ الأمكنهْ
وأصيحُ يا سنةُ .. سنهْ
لن أطفئَ اليوم الأخيرَ
بغير بسمةِ عاشقٍ
يهديكِ أحلى سوسنهْ ..


أنت ..الفلسطيني أنت


لا الشمسُ غائبة ٌ.. ولا ..
صوتُ الجذورِ .. ولا .. ولا ..
إنَّ الأغاني عالياتْ ..
ورؤوسَنا ..
أعلى .. وأعلى .. عالياتْ ..
ونحبُّ أنْ ..
وتحبُّ أنْ ..
نمضي .. ونمضي في الطريقْ
أطلق رصيفَ الذكرياتْ
أطلقْ نشيدكَ عالياً ..
أطلقْ شموسكَ والجبينْ
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ
أعلى منَ السجانِ أنتْ
أعلى منَ القضبانِ أنتْ ..
أعلى .. وأعلى ..
أنتَ .. أنتْ ..
أنتَ الفلسطينيُ يا رئةَ الزمانِ إلى
المطرْ ..
أنتَ الفلسطينيُ أنتَ
وأنتَ أنتْ ..
الأرض أنتْ ..
والدارُ أنتْ ..
والبرتقالْ ..
أنتَ السهولُ جميعها
أنت الجبالْ
أنتَ الفلسطينيُ أنتْ
أنتَ المطرْ ..
أنتَ الجذورُ وأنتَ في
جذعِ الشجرْ..
* * *
حيفا يداكْ
والكرملُ المجدولُ من شمسٍ هواكْ
عكا تراكْ ..
يافا على أشجارها ..
شدت خطاكْ ..
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ ..
سر الهوى الملتمِ في شفةِ الجليلْ
يهفو إليكَ وأنتَ تحتضنُ الخليلْ
أنتَ الفلسطينيُ أنتْ
سرُّ انتصابِ السنديانْ
أنتَ الأصابعُ حينَ ينطلقُ الحجرْ ..
أنتَ المواويلُ التي
شدتْ على خصرِ الشجرْ
* * *
للسجنِ والسجانِ قضبانُ الحديدْ
ولك النشيدْ ..
ولكَ النهاراتُ التي تأتي إليكْ ..
من أرضكَ السمراء تأتي
من قبضةٍ شدتْ على خصر الحجرْ ..
من كل .. لا ..
من خيمةٍ .. من كلِ دارْ ..
من طفلةٍ قبضتْ على حدِ النهارْ ..
دمنا منارْ ..
سنظل نصرخ في الطريق .. إلى
الطريقِ
إلى الديارْ ..
للأرض إنّا عائدونْ ..
إنا إليكمْ عائدونْ ..
يدنا تشدُّ على الزنادْ
دمنا منارْ
خطواتنا من كلِّ دارْ
ستهب إنّا عائدونْ
فلكَ النهارُ لكَ النهارْ ..
أنتَ الفلسطينُّي أنتْ
شجر وميلادٌ .. وأنتْ
هذا النهارُ إلى النهارْ
للسجنِ والسجانِ قضبانُ الحديدْ
ولهم ظلالُ ظلالهمْ ..
ليلٌ لهمْ ..
ولهمْ زوالْ ..
أطلقْ جميعَ الأغنياتْ
والذكرياتْ
الأرض لكْ ..
والدار لكْ ..
ولكَ النشيدْ ..
أنتَ الذي فجرتَ في الشجرِ الثمرْ
أنتَ الذي عبأتَ بالماءِ المطرْ
أنتَ الذي أرَّخْت في الأرضِ الجذورْ
أنت الذي أعطيتَ للزمنِ البذورْ
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ
في زهرةِ الليمونِ أنتْ
في حبةِ الزيتونِ أنتْ
في البرتقالْ ..
فليصرخوا ..
وليقبعوا خلفَ الأكاذيبِ القصارْ
فإلى زوالْ ..
لابد أن يأتي النهارْ ..
أنت الطليقُ وأنتَ أنتْ
في صرخةِ الميلادِ أنتْ ..
في خطوةِ التاريخِ أنتْ ..
الشمسُ أنتْ ..
الأرضُ أنتْ ..
الدارُ أنتْ ..
لابدَّ أن يأتي النهارْ ..
لابد أن يأتي النهارْ ..
نيسان 1984





الأمانة: ( قصة قصيرة )
كبرت حبة البرتقال ، تمددت في كل الاتجاهات ، وصارت كرة لا حد لها .. أخذت الطفلة تبحث عن سرتها، كانت معلقة في الأعلى ، حاولت تسلق البرتقالة ، سقطت.. بكت الطفلة الصغيرة .. قالت الأم : ماذا تريدين؟ أشارت الطفلة برأسها وتطلعت إلى البرتقالة .. قالت الأم : لا أفهم شيئاً يا بنيتي .. عادت الطفلة إلى البكاء .. حارت الأم .. حملت طفلتها ، وخرجت.. تبعتها البرتقالة الكبيرة .. دخلت الأم بطفلتها إلى الغرفة الأخرى.. ودخلت البرتقالة الكبيرة أيضاً .. عندما اشتد بكاء الطفلة.. ترك أبوها الشهيد صورته المعلقة على الجدار .. تقدم من البرتقالة ، فصارت صغيرة بحجم الكف ، وركضت نحو أصابعه .. رفعها ، ناولها إلى طفلته، أخذتها وأشرق وجهها الصغير بابتسامة غطت كل الملامح ..


الأرض:( قصة قصيرة )
أطلق الجندي الإسرائيلي الرصاص .. وأطلق هو الرصاص .. تطلعت أريحا بقلق .. سقطا معا على الأرض.. قال الجندي : هذه الأرض لي . قال هو : كان جدي يحب السنديان .. أصر الجندي : إنها لي .. وحكى هو عن جدته التي كانت تتجول كل يوم في شوارع أريحا.. شعر الجندي ببرودة الأرض . وكان هو يحس بدفء لا مثيل له .. قال الجندي : الأرض باردة .. وضحك هو ضحكة طويلة ، طويلة .. وما أن همدت حركة كل واحد منهما .. حتى سحبته الأرض إليها ، شدته بعمق .. وبقي الجندي معلقاً على طرف بندقيته الباردة ..

صبرا : ( قصة قصيرة )
حين دخلوا المخيم ، كان يقف جامداً دون حراك .. اقتربوا منه والتقطوا بعض الصور .. سألوه .. فلم يجب .. قال أحدهم (( إنه في السبعين من عمره )) قال الثاني : ((لا أظن.. لم يتجاوز الستين )) .. صاح الثالث : ((إنه لايتحرك .. هل هو ميت ؟؟)) اقتربوا منه أكثر .. حدقوا.. كان الجرح ممتداً من رقبته حتى قدميه .. قال الأول : ((غريب .. إنه يتنفس)) حمل الثاني أوراقه بشكل أفقي ، وسأله عن اسمه، وعن ؟؟ لم يجب .. ظل جامداً .. لمس الثالث طرف يده .. فامتلأت أصابعه بدمه الحار.. قال ((يجب أن ننقله إلى أقرب مشفى)) وافقوا بشكل مباشر ، التفوا حوله .. ثلاثة .. أربعة ..عشرة .. وحاولوا جاهدين أن يحركوه من مكانه .. ولكن دون جدوى .. وضعوا آلات تصويرهم وأوراقهم على الأرض .. عادوا إليه حاولوا من جديد .. فلم يفلحوا في زحزحته قيد أنملة .. أخذوا ينضحون عرقاً وتعباً وإرهاقاً.. وكان يقف جامداً لا يتحرك.. وحين ابتعدوا يائسين ، تدحرجت من صدره إلى صدره حبة برتقال كان يخبئها منذ زمن طويل ..
العجوز : ( قصة قصيرة )
أخذت الصور تقفز إلى ذهنه بحدة مخيفة.. انتفضت الذاكرة برعب .. تساءل بشيء من قلق/ لماذا ؟؟ نظر إلى أحفاده النائمين ، واحداً، واحداً : أحمد ، سمير ، سعاد ، لبنى وذلك المقمط نبيل .. وتساءل : لماذا تأخر الأبوان في العودة ؟؟.. أخذ يحدق بالأطفال من جديد .. والمقمط يضحك حتى في نومه ، وعادت الصور تلح على الذاكرة.. دير ياسين .. كفر قاسم .. و.. فتح الباب مخلوعاً .. ضحك الجد ، أخيراً عادا .. لكن الخطوات ليست خطواتهما .. شعر بقشعريرة تجتاح كل جسمه.. وذلك المقمط ما زال يضحك .. دخل الغرباء بوجوه كالحة .. مليئة بالكره .. وقف متسائلاً وهو يبحث عن عكازه.. دفعته المدية بخشونة .. تقدم نحوهم .. اندفعت مدية أخرى .. سقط متشنجاً من الألم .. شعر بحرارة الدم .. أخذ يتلاشى .. قفزت كل الصور ساخنة .. وعلقت أنفاسه في الحلق حين أخذت أجساد أحفاده تقطَّع وتسبح في برك من دم.. أراد أن يتحرك ، أن يصرخ .. والمقمط لا يضحك و لا يبكي .. برك الدم تكبر .. أخذ يزحف متشبثاً بآخر خيط من خيوط الحياة .. شعر بسكاكين أخرى تعض لحمه اليابس .. وفي آخر نظرة من نظراته ، كان المقمط في نهر صغير من دم.. ولا يضحك ..
إعداد : قاسم فرحات
21/3/2007


المصادر:
موقع أوراق 99: www.awrak99.com
أشعراء فلسطين في نصف قرن 1950 -2000 ( توثيق أنطولوجي ) : محمد حلمي الريشة و مراد السوداني / المؤسسة الفلسطينية للدراسات والنشر / رام الله / 2004
خذي دحرجات الغيوم ( مجموعة شعرية ) : طلعت سقيرق / منشورات وزارة الثقافة / 2002.
طائر الليلك المستحيل ( مجموعة شعرية ):طلعت سقيرق / 1998
ومضات / بطاقات / ديوان مفتوح : طلعت سقيرق صدرت منه بطاقات متفرقة في الأعوام 1996، 1997، ،1998 ،1999، 2000


أنت الفلسطيني أنت ( مجموعة شعرية ) : طلعت سقيرق / 1987.
الخيمة ( قصص قصيرة ) : طلعت سقيرق /1987
السكين ( قصص قصيرة ) طلعت سقيرق / 1987
مصادر أخرى .......

نصيرة تختوخ 06 / 03 / 2012 21 : 08 PM

رد: الأديب طلعت سقيرق
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]شكرا على ماقدمت أستاذ قاسم وعلى هذه المختارات المقتطفة من إبداعات الأديب و الشاعر طلعت سقيرق.
تحيتي [/align]
[/cell][/table1][/align]


الساعة الآن 09 : 02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية