![]() |
الظل الأخير ...
الظل الأخير
كُنْ موجَةً قُربَ الضفاف حتى تُعانقَ ما تشاءُ من الشواطيء والرمال حتى تُلاحقَ موجةً أخرى هنالكَ شاردة كنْ زهرةً حتى تجيئكَ في الصباح فراشةُ بينَ الظلالْ كنْ ما تشاءْ كنّي أنا كنْ أنتَ كنْ ذاكَ المسافرُ في الخيالْ كُنْ غَيمةً بينَ السّحابْ وارسلْ ضياءكَ للربى رغمَ الضبابْ أينَ الطريقُ إلى دمكْ حتى أراكَ بلا قناعْ دعْ كلَّ شيءٍ خلفَ ظلّكَ واستعدْ لونَ الشعاع هل في الفضاء سوى الفضاء لأحومَ حولكَ في المساء راياتُنا لا تنتمي إلا لسارية الضياعْ عنوانُكَ السريُّ تعرفهُ الزوارقُ والشّراعْ مفتاحُ بيتكَ ليسَ لكْ والبرتقالةُ في الحديقةِ للأسفْ لا تعرفكْ مِنْ لا هنا من حيثُ كنتَ وكنتَ وحدكَ في المدائنِ والقرى هي رحلةٌ حتى تُعيدكَ عاشقاً أو ميّتا هي فكرةٌ لا تُشْتَرى الحالمونَ يُفتّشونَ عن الخريفْ ويُطالعونَ الطالعَ اليومي في الصُحُفِ الرّئيسةِ في الصباحْ في صفحة الأبراجِ تختلفُ الملامحُ كالنساءْ تتأرجحُ الأحلامُ مثل جديلةٍ فوق الجدارْ الوَجدُ لا ينمو هنا الزهرُ مُرٌّ في الحقول والليلُ خاصمهُ النّهار للبحرِ لؤلؤةٌ يُغازلها المَحارْ أبوابُ صيدا مُغلقة والعاشقُ العربيُ يبحثُ عن دليلْ قرب النوافذ والجدار خُذني هناك كي أستعيدَ توازني رغمَ الحصارْ إن شئتَ كنْ شَبحاُ يلاحقٌ خطونا أو شئتَ كنْ طيفاٌ يُتابعُ حلمنا إنْ شئتَ كُنْ .. أو لا تَكُنْ ماذا يؤثّرُ في انتصار اللوزِ أو موت الحمامْ كُنْ ما تَشاءْ أزَليّةٌ أحلامنا أبديةٌ أوجاعُنا ما بينَ منفىً أو حصارْ كانتْ تعيشُ قبيلتي كانتْ تُفتّشُ عن نهارْ مُتْ واقفاُ أو نائما أو جالساُ أو راكبا أو عاشقاُ أو جائعا سيُصفقونَ ويرقصونَ على دمائكَ إخوتكْ سيصافحونَ القاتلينْ وسيشربونَ زُجاجتينِ منَ النبيذْ نَخْبَ انصهاركَ في دمكْ مُتْ ...لا تَمُتْ كي لا يبيعوا صورتَكْ في المهرجانْ ستّونَ عاماُ والقناعُ هوَ القناعْ ستّونَ عاماُ والطُّغاةُ لهم مكانْ ستّونَ عاماُ لستُ أعرفُ جيّدا لونَ الهواء .. ستّونَ عاماً والقتيل هو القتيلْ أمّا الجُناةُ فلهم وُجوهٌ واحدة وهناكَ خلفَ النافذة كانتْ تُراودُني الحياة كانتْ تُسرّحُ شعرها كانتْ تُثيرُ غرائزي لكنّني .. ما زلتُ مُختفياً هنا خلفَ الستارة لا ترى وجهي ولا ظلّي الممدّد في الطريقْ دعني أبيعكَ غيمتينْ أو خيْمتينْ لا فرقَ بينَ سَحابَةٍ أو خيْمَةٍ دعني أدسُّ لكَ الحنينَ إلى الوطنْ في وجبة الوردِ التي أعددتُها لكَ في المساءْ دعني أشاطركَ العَشاءْ فنجان شايْ أو صوت نايْ أو ما تبقّى من رغيفْ مَنْ باعَ قاتلكَ الرصاصةَ كلّها هل جارُكَ الغربيّ أمْ أبناءُ عَمّكَ أمْ أخوكْ ؟ للجرحِ وجهٌ مُخْتَلفْ عن قاتلكْ لا تَعترفْ حتى تُآخيكَ البلادْ وتنالَ حُبَّ العازفينَ على الجراحْ دَمُنا مُباحْ زنزانتي / زنزانتُكْ لا ماءَ فيها لا ضياءْ لا نَشرةَ الأخبار لا صوت المذيع لا شيءَ فيها غيرَ أنتْ الوقتُ فيها نائمٌ لا فرقَ فيها بينَ ليلٍ أو نهارْ أينَ الطريقُ إلى سواكْ هل تحتَ نافذتي أراكْ حتّى أعلّقَ صورتينْ للحُلْمِ واحدةٌ وأخرى لي ولَكْ أم خلفَ ذاكرتي تنامْ يوماً كما فعلَ الحمامْ نَمْ تَحتَ رمشي أو هناكْ خلفَ الجفونْ كيْ لا يراكَ المُخبرونْ يا حُزْنُ غادرني وسافر من دمي ودَعِ الفُصولَ تزورني دعني أغيّر ُحبلَ مشنقتي هنا ودعِ البلادَ تحبّني وأحبها من غير خوفٍ أو قلقْ الوليد نابلس http://www.weqaia.com/wp-content/upl...8A%D9%86-2.jpg |
رد: الظل الأخير ...
[frame="1 98"]أخي دويكات أهلا وسهلا بك بيننا ..كم استعذبتُ هذه المعزوفة الحزينة الشفيفة ..كم كانتْ صادقة معبّرة..أظل أخير ومعزوفة خالدة!!!؟؟؟ شكرا لك ..مودتي وغصن زيتون...[/frame]
|
رد: الظل الأخير ...
وتثبّت ..في 2011/12/15
|
رد: الظل الأخير ...
سأذكر أن حرفك الجميل كان أول حرف استقبل قصيدتي وحرفي في هذا الفضاء تحية لك ولحضورك ... باحترام الوليد |
رد: الظل الأخير ...
شكرا لك لتثبيت هذه القصيدة ...دمت صاحب ذائقة متفردة |
رد: الظل الأخير ...
أطربتني .. أثملتني ..
حتى انتشيت بروعة الحرف الشهيّ مذاقه .. لله درك يا الوليدْ ولكم لشعرك من شعور .. بالله قم هات المزيدْ فلعلني لا أنثني عن نبض حبّك في الوريدْ إني لحرفك كالمريد .. أهلا صديقي الحبيب .. وألف شكر لأبتي الجزائري الحبيب هذا توأم روحي الوليد يا أبتي |
رد: الظل الأخير ...
موسيقى عذبة فتحت جروحنا ولاقتها النفس بالأحضان ووصل صدى حروفك إلى الأعماق.. عل الحال يتغير وننعم بسكينة النفس... أبدعت "أ. الوليد دويكات " ودي ووردي |
رد: الظل الأخير ...
الصديق عبد الكريم تحية لنبضك الجميل وقلمك الرشيق وحرفك الأنيق شكرا لك لهذه الكلمات وهذا الحضور كن بخير دائما كي تعرف العصافير لحن الشدو مودتي الوليد |
رد: الظل الأخير ...
المكرمة / الأستاذة فاطمة ذائقتك الجميلة أسعدتني وحضورك الجميل نشر البهجة والفرح بين حروف القصيدة ... تحية لك وباقة ورد باحترام الوليد |
رد: الظل الأخير ...
تغريبة الوجع الفلسطيني مرسومة هنا بالألم والصدق والعنفوان ما أجملها من قصيدة تنوعت فيها الصور التي أذهلت عيني هو الشعر أيها الشاعر الشعر الذي يبقى في البال طويلا فشكرا لك |
الساعة الآن 47 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية