![]() |
((( بين نصنا القديم والحديث )))
بين نصنا القديم والحديث عادل سلطاني ، بئر العاتر ، السبت 7 أفريل 2012 ما أجمل أن نبحر من خلال هذا العنوان المستفز لنقف على إشكالية ((( بين النص القديم والحديث))) تلك الجديرة بالبحث والتقصي في محاولة معرفية لفك الارتباط القائم بين طرفي هذين المفهومين أي بين النص القديم والحديث ، أين تكمن الحقيقة التراكمية المتصلة لا المنفصلة لنصنا القديم ونصنا الحديث الجديد مهما ادعى المنسلخون الحداثيون بأن هذا الحدث الجديد قائم بذاته من خلال مرجعية عبثية شاذة محورها الفراغ ، فكما نعلم بأن لاشيء مطلقا نشأ من عدم في إطار عالمنا المحسوس المرئي ، فإذا أقررنا بهذا المبدإ العبثي ألغينا الكائن التواصلي ، أو بالأحرى الظاهرة الاتصالية الإنسانية بين الأشياء والموجودات وبين بني الإنسان في عالمنا المشهود في عمومها ، وبين المبدعين على مر العصور وبين النصوص أيضا بوجه خاص ، فالنصوص تتواصل متناصة متعالقة فيما بينها أو متقاطعة ، ولا يهمنا إلى أي مدى تواصلت ببعضها بعضا أو تقاطعت مختلفة متباينة ، فالنصوص الشعرية أو النثرية منظومات لغوية بالدرجة الأولى خرجت من الوعاء اللغوي الموروث والمكتسب خلال التنشئة اللغوية الاجتماعية المتواصلة أثناء الممارسة الإبداعية لهذا النص أو ذاك ، وتعود إليه أي إلى " الوعاء اللغوي " في آخر المطاف في شكل جديد ، لتثري اللغة والفكر والثقافة على الصعيدين المحلي والعالمي (( الذاتي والإنساني )) ، فشعراؤنا المحدثون من المحيط إلى الخليج لم ولن يستطيعوا أن يخرجوا أبدا من وعائهم اللغوي القومي الموروث بفسيفسائه المختلفة ذات الخصوصية القطرية المتناغمة في إطارها اللغوي المتكامل ، فالشاعر الحديث شاء أم أبى هو امتداد لسلفه القديم رغم اختلاف الأدوات في ممارسة الفعل الإبداعي ، فمهما تطورت المجتمعات الإنسانية ستبقى تحن إلى الظاهرة الأسلافية ((( معانقة الحضور الأسطوري للأسلاف ))) كممارسة اجتماعية طقوسية ، وشاعرنا الحديث ليس بمنأى عن معانقة هذا الحضور الأسلافي كظاهرة اجتماعية ، لِيُدْخِلَ النص القديم الْمُسْتَدْمَجَ الْمُتَمَثَّل " الممتص " كظاهرة معرفية أسطورية من خلال امتداد شخصية " الشاعر السلف " لترفد النص الحديث بقراءة جديدة من خلال تفعيل هذا الشكل الموروث أو ذاك ليخرج في حلة جديدة باستحضار هذا الشاعر السلف كرمز لتجسيد حالة الضياع والفراغ والشعور بالاغتراب في محاولة للبحث عن توازن روحي لهذه الذات المغتربة القلقة في التغييرات التحديثية المتلاحقة التي تسم العالم ، ومجتمعاتنا العربية ليست في منأى عن الظاهرة التحديثية على جميع الأصعدة حيث طفت على سطحنا الاجتماعي كما السياسي كما الاقتصادي كما اللغوي خلخلة بنيوية كبيرة مما استدعى حقيقة أن تظهر على سطح ممارساتنا الإبداعية أجناس إبداعية جديدة على غرار التفعيلة وقصيدة النثر والقصة القصيرة ، فهذه الخلخلة البنيوية الصادمة تبعتها هزات ارتدادية بنيوية ولا تزال على مستويات مختلفة ، فظاهرة التجريب التي تسم فعلنا الإبداعي شعرا أو نثرا ماهي إلا محاولة لإعادة التوازن البنيوي للذات المبدعة على مستوى الأنا والنحن جراء الخلخلة البنيوية المستمرة على جميع الأصعدة الحياتية المعيشة في مجتمعاتنا. |
رد: ((( بين نصنا القديم والحديث )))
مرحبا بك يا أمير الفكر الأدبي (( الفكرو أدبي)) القدير صديقي الشاعر والباحث والأديب عادل سلطاني ..
أبصم لك في العشرة وأؤيدك فيما قلت وقولك الصدق .. التجريب يا صديقي .. ومن الذي يُسمح له بالتجريب .. من يجرب في أي جنس أدبي عليه أن يتمتع بتجربة متكاملة وغنية تخوّله تجاوز المرحلة الإبداعية إلى آفاق التجديد وأن يكون قد امتلك رؤية كاملة للمرحلة الإبداعية ليتمكن من التجريب . يا سيدي سأضيف رأيا وأرجو أن تقبله فضلا فيما مضى كان الهاجس الجمالي والصنعة اللغوية طاغيين على النصوص الأدبية شعرا كانت أم نثرا .. وتأثرا بالفتوحات العلم نفسية الكبيرة بدأت القصيدة أو النص الأدبي عموما تتجه إلى العالم الداخلي للإنسان ( العمق الإنساني ) ولهذا فلقد اختلفت بموضوعاتها وبدأت تنهل من جزئيات بسيطة ومهملة من الحياة والهموم اليومية ومن دون أن تغفل بحثها الدأوب عن إيجاد أشكالا فنية وأطرا لها تواكب هذه المواضيع وتتوافق مع ذائقة المتلقي الحالية .. لروحك ألف سلام وشكر على هذا الموضوع القيّم والرائع .. تقديري الكبير أخي عادل مع المحبّة .. |
رد: ((( بين نصنا القديم والحديث )))
حاولت تثبيت الموضوع ولكن لا صلاحيات لي هنا ههههههه
فأضفت تقييم ممتاز تحياتي |
رد: ((( بين نصنا القديم والحديث )))
[align=justify]
تحياتي الشاعر المبدع المثقف أستاذ عادل [/align]طرح قيّم يستحق من الجميع الوقوف عنده كل الفنون بما فيها الشعر والأدب تحتاج للابتكار والخلق والتجديد ولكن دون التنكر للماضي نعتز بالماضي ونحافظ عليه دون أن نتجمد عنده نعتز ونفتخر كعرب بالشعر العمودي وبحور الشعر وأوزانه، فهو تراثنا وهوية شعرنا وتميزه ودون أن نتنازل عنه نبتكر الجديد الشعر الحر له جماله وقصيدة النثر شقت طريقها أيضاً بموسيقى داخلية عوضتنا عن الأوزان، ولكن لمن يكتب قصيدة النثر أن يتعلم الأوزان والبحور أولا. ومن خلال التفعيلة والنفس الطويل كتب الشاعر طلعت سقيرق القصيدة المدورة أو قصيدة السطر الواحد دون توقف 183 صفحة كما في القصيدة الصوفية وغيرها الرواية جميلة لكن القصة القصيرة لها جمالها الذي يتناسب أكثر مع عصرنا ومن يمتلك ناصية الحرف والإبداع الحقيقي يتمكن من تقديم القصة القصيرة جداً بشكل مركز يعوضنا عن التطويل وستخرج دائماً أصناف شعرية وأدبية جديدة تأت وتنجح من خلال الابداع وحب التجربة والابتكار... إلى أي حد؟ إلى حد الجنون، أليس الجنون فنون؟! بشرط أن نحافظ على ماضي الاسلاف العمودي يجب أن يبقى المرتكز والأساس الذي ننطلق منه ويجيد كتابته الشاعر ويتعلم محبته شخصياً أعبر عن نفسي وقناعاتي : أحترم الماضي وأحافظ عليه ولا أرضى أن أحيله إلى التقاعد بحجة التجديد لكني لا أتجمد عنده وأو أحوله لروتين نمطي هذا رأيي على عجالة أعمق آيات تقديري واحترامي لطرحك القيّم الذي يفتح الشهية للقراءة والحوار |
رد: ((( بين نصنا القديم والحديث )))
منذ أيام كنت أتحدث وأخي حول اللغات وتطرقنا لطبيعتها.
إذا عدنا الآن لنصوص أدبية هولندية لقرون قريبة مضت قد لايفهم منها القارئ الهولندي المعاصر أي شيء وذلك لتبدل اللغة وتطورها شكلا / املائيا/بنيويا وحتى على مستوى المصطلحات. أما بالنسبة للغة العربية فهي لغة حتى وإن انضافت لقواميسها مصطلحات جديدة إلا أن طبيعة استخراج الكلمات من نفس الجذر وطبيعة تحويل الكلمات فيها يجعلها محافظة على طبعها وتسمح لقارئ اليوم أن يقرأ نصوص الأمس بليونة وسهولة أكبر دون أن يكون مختصا في دروب اللغة. هذا يتيح لكل الأجيال أن تنهل بيسر من المخزون الأدبي وأن تبني عليه كما يجعل الموروث الأدبي في غنى مستمر دون إحالته للتهميش لأنه لازال صالحا للقراءة و الاطلاع عليه و التجديد. إن التفنن والإتقان اللذان يرافقان ألق أية حضارة هو ماقد يغيب نوعا ما في زمن الاستهلاك والتقليد والتيه لكن النهل من تجارب الغير و الانفتاح وفي نفس الوقت مد جسور مع الموروث أو الأسلافي ينشئ ويخلق ذلك الجديد الممتع القابل لعبور الحدود والديمومة في نفس الوقت إذا كان المخزون اللغوي سليما وبعيدا عن الركاكة و الابتذال. تحيتي لك أستاذ عادل وتقديري لما قدمت و تقدم. |
رد: ((( بين نصنا القديم والحديث )))
اقتباس:
يثبّت في: 2012/08/10 |
رد: ((( بين نصنا القديم والحديث )))
كل حاضر هو موصول بماضيه حتى الحرف
ولولا ماقرأناها في الماضي لما كتبنا اليوم لكل زمن / حرف رونقه وجماله ويبقى التجديد يفرض نفسه مع بداية كل عصر جديد ويبقى القديم / العتيق هو قاموسنا الذي دائما نلجأ إليه ... تقديم مميز يشبه روح الإنسان المميز فيك أخي عادل دمت ألقا / وأينما حللتَ لروحك السلام |
رد: ((( بين نصنا القديم والحديث )))
اقتباس:
أشكرك من القلب .. وبدوري أشكر جميع من مرّ من هنا محبتي |
رد: ((( بين نصنا القديم والحديث )))
موضوع قيم أستاذ عادل
نعم علينا أن نتحلى بالديناميكية والفطنة لما يحدث حولنا من تغييرات وتطورات وأن نواكبها ونجرب.... لكن وفي ذات الوقت علينا أن نكون مرنين في إطار منطقي حتى لا تفلت الأمور عن السيطرة وحتى لا نتحرر من القيم والقوانين والأطر بشكل كلي ووقتها بدل أن نبني، سنخرب وندمر! المرونة تعني أن لا نتجاوز الخطوط العريضة وأن لا نتنكر للماضي ونرميه وراء الظهور! فمسيرة التطور الأدبي والانساني هي مسيرة متراكمة لها قواعد وجذور ثابتة في حياتنا... ولا زالت الحضارات رغم السنين الطويلة تذكرنا بها دائماً كي نرتبط بها ونبني عليها أمجادنا اللاحقة.. . شكرا لك على هذا المقال المفيد أستاذ عادل مودتي وتقديري لك |
رد: ((( بين نصنا القديم والحديث )))
تحياتي أستاذ عادل:
قد أوجزت وأنجزت، وهذا نوع من الإبداع، فلك الشكر موصول على ما قدمت. أرى أن اللادود والتعليقات قد زادت الموضوع ألقا على ألقِ، وقد أسعدني ذلك كثيرا. ولعلي أقتبس المثل المصري (مين فات قديمه (أديمه) تاه)، فمن ليس له ماض يعتز به فليس له حاضر يعيشه، ولن يكون له مستقبل يبنيه وانظر إلى الشجرة لن تكون يانعة إلا بمقدار قوة جذورها، وارتباطها بها، واحتضان التربة الخصبة لها فان انفصلت الشجرة عن جذورها ذوت واضمحلت حتى فارقت الحياة، وطواها النسيان، وأصبحت عبئا لا بد من التخلص منه بالحرق أو التقطيع أو النفي إلى مكبات النفايات إن الارتباط الوثيق بالماضي لا يمنع مطلقا من تعالي البنيان في الحاضر، بل هو شرط أساس لا غنى عنه لارتفاع البنيان تحياتي واحترامي |
الساعة الآن 14 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية