منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   أنا أحب ............. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=22584)

منجية بن صالح 16 / 04 / 2012 10 : 12 AM

أنا أحب .............
 
أنا أحب.......


لم يصدق..... أذهله وقع الكلمة في سمعه .....خفق قلبه من غير أن يستطيع التحكم في نبضه المتسارع تحت وقع ركض أقدامه في أزقة نفسه ،يصرخ فيه صوت ...... أنا أحب .....قالتها ....لم يسمع... لكنه أدرك……. لم يستوعب لكنه سمع .....
مازالت ضحكتها ترن في أعماقه ..... تبتعد برشاقة ، تصحبها زرقة ملابس بلون السماء و كأنها تلتحف بها ، لتفترش أرض خضرة عينيها التي تشرق على من يلتقى بنورها.... تنظر إليه قبل أن تختفي في الزحام، تصحبها روحه العاشقة للجمال و حب لا يعرف ملامحه إلا في قصص كانت تحكيها له الجدة ، و حنان أصابعها، يتخلل شعرا حريريا بلون أشعة شمس الأصيل...... كان يضع ٍرأسه الصغير على ركبتها ،و كأنه يتزود بمخزون يستمطر غيثه من ذاكرة قدم الزمن على أرض الإنسانية....

عرف بعدها ،أن للحب ملامحا و أحداثا تفرق، ليكون بعدها لقاء سعادة، أو حزن.... يلتحف بسطور روايات تدمع لها عين الكلمات، لتروي عطش تربة الإنسان لخيال يشكل فكره، أفعاله و أقواله ،أو ربما هو عطش الحزن لمشاعر أخرى ألفها تغذي وجوده ، ترافق وحدته الدفينة، يشعر من خلالها بالتعاسة ، و بغربة لا يعرف مأتاها و لا منتهاها ، بل يعيشها بقساوتها ، في انتظار لفتة ، ضحكة و كلمة ،تزيح عن سماء النفس غيومها المتلبدة القاحلة، و التي تظلل تعاسة نفس تجوب حَيرتها .....
احتضن ضحكتها و نام ملأ جفنيه، ممنيا نفسه برؤيتها في أحلامه حتى لا تفارق خياله ، وهي التي سمع منها كلمة طالما رددتها الجدة في قصص طفولته الوردية..... ربما أتت اللحظة التي ستتجسد فيها حلاوة مشاعر الحب لتنتقل من الخيال إلى الواقع هل ما سمعه حقيقة ؟

ينام فيه السؤال لعل الجواب يستيقظ ذات حلم.....
أنا أحب .....قالتها ليرجِّع الصدى وقع كلمات صوتها الحالم ، تستحوذ على أركان كيانه ، تسكنه لتصبح و كأنها نصفه الآخر، الذي ضاع منه في زحمة وجد نفسه جزءا منها .....أهو الحب؟
أجابته ضحكتها، و إشراقة ملامحها، و بريق عينيها، خاطبه صمتها، حلق فوق أمواج بحرمشاعره ، و كأنه يبحث عن حضن ليلتقط أنفاسه بين ثناياه........... قالت له رؤياها ....

- يا أنتَ لقد سمعتني و لم تسمعني، رأيتني و لم ترني.... شعرت بوجودي و لستُ أنا ......لستُ منفصلة عنكَ و لا مُتصلة بك...ينبض قلبك بي و لي ....تختزل وجودي مشاعرك ليحتويني جمال روحك ... ابحَثْ عنها.... عندها فقط، ستراني و يتسع سمعك لي ...

يعلو المآذن آذان الفجر، و كأنه رجع صدى..... تتفاوت الأصوات على مدى اللحظات، لتكون سنفونية كونية تسكب أنغامها في سمعه .....يستفيق عليها، و كأنه يسمعها لأول مرة ....
غزت داخله ضحكتها لتردد....أنا أحب..... تجيبها كلماته التي عاشت أسر سجنه .....يردد لبريق عينيها المتسلل من بين جفون غابة حدقاتها ،بعد أن التحف بلون سمائها.....أحبكِ أنتِ..... يا أنا .......

محمد الصالح الجزائري 16 / 04 / 2012 22 : 02 AM

رد: أنا أحب .............
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منجية بن صالح (المشاركة 143560)
أنا أحب.......


لم يصدق..... أذهله وقع الكلمة في سمعه .....خفق قلبه من غير أن يستطيع التحكم في نبضه المتسارع تحت وقع ركض أقدامه في أزقة نفسه ،يصرخ فيه صوت ...... أنا أحب .....قالتها ....لم يسمع... لكنه أدرك……. لم يستوعب لكنه سمع .....
مازالت ضحكتها ترن في أعماقه ..... تبتعد برشاقة ، تصحبها زرقة ملابس بلون السماء و كأنها تلتحف بها ، لتفترش أرض خضرة عينيها التي تشرق على من يلتقى بنورها.... تنظر إليه قبل أن تختفي في الزحام، تصحبها روحه العاشقة للجمال و حب لا يعرف ملامحه إلا في قصص كانت تحكيها له الجدة ، و حنان أصابعها، يتخلل شعرا حريريا بلون أشعة شمس الأصيل...... كان يضع ٍرأسه الصغير على ركبتها ،و كأنه يتزود بمخزون يستمطر غيثه من ذاكرة قدم الزمن على أرض الإنسانية....

عرف بعدها ،أن للحب ملامحا و أحداثا تفرق، ليكون بعدها لقاء سعادة، أو حزن.... يلتحف بسطور روايات تدمع لها عين الكلمات، لتروي عطش تربة الإنسان لخيال يشكل فكره، أفعاله و أقواله ،أو ربما هو عطش الحزن لمشاعر أخرى ألفها تغذي وجوده ، ترافق وحدته الدفينة، يشعر من خلالها بالتعاسة ، و بغربة لا يعرف مأتاها و لا منتهاها ، بل يعيشها بقساوتها ، في انتظار لفتة ، ضحكة و كلمة ،تزيح عن سماء النفس غيومها المتلبدة القاحلة، و التي تظلل تعاسة نفس تجوب حَيرتها .....
احتضن ضحكتها و نام ملأ جفنيه، ممنيا نفسه برؤيتها في أحلامه حتى لا تفارق خياله ، وهي التي سمع منها كلمة طالما رددتها الجدة في قصص طفولته الوردية..... ربما أتت اللحظة التي ستتجسد فيها حلاوة مشاعر الحب لتنتقل من الخيال إلى الواقع هل ما سمعه حقيقة ؟

ينام فيه السؤال لعل الجواب يستيقظ ذات حلم.....
أنا أحب .....قالتها ليرجِّع الصدى وقع كلمات صوتها الحالم ، تستحوذ على أركان كيانه ، تسكنه لتصبح و كأنها نصفه الآخر، الذي ضاع منه في زحمة وجد نفسه جزءا منها .....أهو الحب؟
أجابته ضحكتها، و إشراقة ملامحها، و بريق عينيها، خاطبه صمتها، حلق فوق أمواج بحرمشاعره ، و كأنه يبحث عن حضن ليلتقط أنفاسه بين ثناياه........... قالت له رؤياها ....

- يا أنتَ لقد سمعتني و لم تسمعني، رأيتني و لم ترني.... شعرت بوجودي و لستُ أنا ......لستُ منفصلة عنكَ و لا مُتصلة بك...ينبض قلبك بي و لي ....تختزل وجودي مشاعرك ليحتويني جمال روحك ... ابحَثْ عنها.... عندها فقط، ستراني و يتسع سمعك لي ...

يعلو المآذن آذان الفجر، و كأنه رجع صدى..... تتفاوت الأصوات على مدى اللحظات، لتكون سنفونية كونية تسكب أنغامها في سمعه .....يستفيق عليها، و كأنه يسمعها لأول مرة ....
غزت داخله ضحكتها لتردد....أنا أحب..... تجيبها كلماته التي عاشت أسر سجنه .....يردد لبريق عينيها المتسلل من بين جفون غابة حدقاتها ،بعد أن التحف بلون سمائها.....أحبكِ أنتِ..... يا أنا .......

..قرأتُ هنا حرفا يشبه الحلم أو السحر!!! أطربتِ وجداني بلغة هامسة شفيفة...بارك الله فيك...

منجية بن صالح 17 / 04 / 2012 53 : 01 PM

رد: أنا أحب .............
 
أستاذي الكريم محمد الصالح

سعيدة بتجاوبك مع القصة و تفاعلك مع معانيها
و هذا هو منتهى طلب الكاتب
كل الشكر و التحية لوجودك الجميل


الساعة الآن 37 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية