منتديات نور الأدب - هذا المساء

هذا المساء

مشيت .. وهى تتبختر
بين الشجيرات .. والدروب
وهى سمراء اللون..
ذات خصر... ناعم ولعوب
لحظتنى بغمزة ...
فقمت وراءها ... مجذوب
تتعثر... قدماى.. فى حذائي
تتعثر قدماى فى ..الطوب
وان اقفذ ورائها .. فرحا
واثب ...اليها.. وثوب
قلت لها... ياليلتى الخمريه
يانسمتى ..النديه ..وجمال عينيك
وابتسامة شفتيك...
هل لى ...ان اتوب
قالت فى استغراب ... تتوب
قلت.. نعم اتوب .. على يديك
قالت ...من اى الذنوب
قلت ...من مشى الحوارى
خلف .. الجوارى
حتى صار.. حالى مقلوب
قالت ... فقط من مشى الحوارى
قلت.. وان تشفينى من الداء
قالت ... اى داء
قلت ....عشقى للنساء
قالت ...كيف
قلت ...ان تهبى لى ...هذا المساء
قالت.... فقط كاصدقاء
قلت ....نعم كاصدقاء
..ومشينا... على شط النيل
تتلامس .فى حنان... يدانا
على موجه.. حط الاصيل
لون بالذهب ....ظل لقانا
نسكر... فاصحو ..كالقتيل
تتارجح ..بالهوى.. خطانا
والشفق الاخمر... للمغيب
لايرى ....احدا سوانا
فضممتها لى... للتقبيل
تروى ...اضلعى الظمانا
فعلا صراخها... بالعويل
وقالت..... ياابن الجنانا
ياعديم الادب... ياقليل
الحياء..مالك .. امانا
اياك ...ثانيا تتعدى
يداك ..لمس الرداء
فاعتزرت.. لها فى حياء
جهرا.. مرارا.. وفى الخفاء
وقلت لها ..انا اسف...
وبجد.. انا مستاء..
ولما رحل ...عنا النهار
واستدار... وجهها.. لى وابتسم
وضاء... واستنار..
قلت. لها... يا ليلة الاقمار
هيا ننتخب ...بارا
نستريح ..على موائده
ونشرب.. ونطفئ النارا
وتوالت ...الكاسات..
على طاولة الخمارا..
هى كفت.. عن الشراب
واتا لازلت... اشرب
حتى كل... البارمان
وبدا الخمر ...ينضب
فقدم ...فاتورة الحساب
واغلق ..الباب .وشطب
وانا مازلت مستاء..
والجبين غاضب.. ومقطب
قالت... لى على استحياء
هل ..تقبل.. منى الاعتزار
انا ..ما ظنى اساء
ولم اقصد ..اهانتك
ولكنى ...كدت انهار
وكان الوقت.. لازال نهار
ولما رات.. انى مازلت
كما كنت ..مشتعل كالسيجار
قالت ...لى.. لاتزعل منى
واعتبر.. ما كان.. منى
كله كان.. معاك هذار
هيا بنا ...نكمل ليلنا
مع بعضنا.. فى الدار
قلت. لها.. ودموعى تهطل
على خدى.. كانها الامطار
لاول مرة ..يا سيدتى
اسمع من احدا..غيرى.. الاعتزار
وكانى صرت ...الان...
.. من ابناء النهار
طول عمرى اظلم... ويساء الى
وانا على دائما... الاعتزار
لا تعتزرى.. يا سيدتى
فانت امانتى ..ولن اخون امانتى
وانا الذى.. عليه الاعتزار
ويكفينى شرفا.. وافتخار
انك اعدت لى.. الاعتبار
ولتعلمى ..يا سيدتى.. وقد قارب
المساء ..على الانتهاء
وقبل ان ...يذهب كلانا
الى ..من حيث جاء
فانا ..ياسيدتى.. ليس لى بيت
وليس لى.. هنا دار
ولا اعلم شئ.. عن اهلى
وليس لدى.. عنهم اخبار
فقد نشات ..فى اصلاحيه
وتعلمت فيها.. بغض المهن الحرفيه
وانهيت بمشقة.. دراستى الجامعيه
وعانيت.. ولازلت.. اعانى
من نظرة الناس الى..
رغم عدم ذنبى ..فيما
جنته الاحداث ..على
كلما وجدت عمل.. يطردونى
كلما تقربت لاحد ..يتنكر لى
ويفتعل.. اى شئ ..ليبتعد عنى
وعشت اشتغل ..تملى
عند هذا يوم.. وعند ذاك يوم
اجيب فقط.. لقمة العيش
فانا كالطائر.. بلا ريش
من فرط الحرمان..
ابحث ..عن كلمة حنان
او نظرة... من اى انسان
رغم ان قلبى.. بالحب مليان
لكل انسانه.. وانسان
قالت .. وان كان المساء
قد اقترب.. من نهايته
وقضينا معا.. بعض سويعات الحب
فى حمايته..
فان مشوار ..حياتنا معا
لازال ..فى بدايته
واعلم يا حبيبى.. اننا لن نفترق
ولن يذهب كلانا ..الى وجهته
بل سنبقى معا.. نبنى لحبنا الوليد
اسباب حمايته ..وضمان صيانته
فليست الارقام ..ولا عنوان البنايه
ولا المراكذ.. والالقاب
لهم عندى.. اى عنايه
انما بالاعمال.. والتصرفات
والعبرة بالنهايه..
فالارض اوسع ..وارحب
لنا ...من اى بناء..
والسماء اجمل.. واغلى من اى غطاء
هيا معى.. نبنى لنا.. حجرة
من ورق الكرتون..
وبعد.. ان يعقد لنا.. الماذون
نفرش.. بالقش.. لنا وساده
فما بعد.. النوم ..احد فرق..
بين نوم القش... ونوم السجاده
فلربما ..بعد ذواجنا
يطرب لنا.. عيشنا
بحب وفرح وسعاده..
يحلم بها ..اهل القصور.. والابهه
واصحاب النيافه.. والسياده
كلماتى وبقلمى وبنات افكارى
محمد جادالله محمد الفحل