![]() |
عودة الخوف!!
"لاتخف كثيرا من الموت.. بل عليك أن تخاف من الحياة الناقصة" بريخت
[1] الخوف انفعال سليم إذا كان في حدوده السوية ، والخوف حالة طبيعية تلتبس الإنسان لكي لا يقفز في الظلام وما وراءه!! هو الخوف الذي نعرفه لدى الأطفال والكبار... خوف العقل والمنطق والفهم واستيعاب معطيات الآني والآتي وإلى أين يؤدي فيكون كابحا للفرد من اجل الاستمرار بغريزة البقاء التي هي حالة تنسحب إلى النفس الكائنة العاقلة وغير العاقلة... الخوف يعني ان الكائن يتعامل مع الحياة بشكل طبيعي وسوي... إنه الخوف غير المجاني والمُبرر... والمشروع... فإذا اخترت موتك فإنك أيضا تخاف من حياة أسوأ... لذلك تقرر الموت المشروع الذي ذهبت إليه نتيجة الخوف الطبيعي على الحياة والكائنات التي حولك... الأمر ليس فيه أي فلسفة للخوف..بل محاولة للتعريف البسيط... تضحي لأنك تخاف خوفاً مشروعا من إن تسود حياة لا معنى للبقاء فيها!! [2] لكن عندما يتحول الخوف الى حالة الرهبة من الملاذ الذي تظنه هو الملجأ.بعد التضحيات.عندئذٍ يقتات منك الرعب ويكون الموت حالة مستمرة معك في كل لحظة ولا تعرف حتى لماذا؟؟. الخوف الذي يصعب فهمه!! بينما مات الكثيرون من اجل القضاء عليه... وعندما لا تفهم.هذا الخوف.معنى هذا أن هناك فرقعة تسطو على السمع... وانه تحت محراثك الخشبي... الكثير من الحجر المُختفي في العمق يعرقل حرثك في طين مختلط!!و أن الحرث سيعود إلى نقطة الصفر في الحقل الذي استغرق وقتا لبسطه وبذاره. الخوف لمجرد الخوف... هو المرض الحقيقي في مجتمع يصبح فيه الناس متهمون حتى يثبتون براءتهم وليس العكس..حتى ولو كانت فلذات أكبادهم سالت دماءها على تراب الوطن... فلا شفاعة لهم... الخوف من حجارة ترجم بها لأن الآخرون يريدون إسقاط عيوبهم عليك... صكوك التفاهة والغفران وشهادات الإفك... وليس كل مواطن من حقه أن يتنفس الحياة أو ينتخب أو يرشح... الخوف من سفينة لا تعرف بأي الخلجان ستصطدم ومتى ذلك؟؟ الخوف الذي يعيد الخوف إلى قاعدته سالماً وكأنه لم يحدث شيء... الخوف أن تضطر للدفاع عن نفسك وأنت لا تريد ذلك لأنك تعي التداعيات..الخوف المريض الذي قفل راجعا من رحلة الدماء والدموع. [3] الخوف الذي يقابلك عائدا في كل مطلع شمس... فتجد المتحمس الذي يريدك ان تجري معه حوار صحفي يعيد له حقوقه.. في اليوم التالي مترددا وكأن الخوف الذي تلتمع به عيناه قد قضى ليلته معه!! يبث في اركانه خيوط الموت البطيء، الخوف الذي لاحل له إلا بإعادة الكرة بخوف سوي يدفعك للدفاع عن الحياة مرة أخرى!! وهذه المرة ستكون أفظع من سابقتها. الخوف الذي يريك مليون قامع وقامع ... يمنع عنك الخوف الطبيعي إلى خوف سايكو لوجي لاتفهمه من أين خرج لك.؟!! وقد قضيت عليه فينبت لك من الأرض... ويتجلى في صور كالأحلام المرعبة... الخوف من الرصاص العشوائي والأعراس الباهتة والعيون المُحدقة والأصابع على الزناد... والأطفال التي ترتعب في مدارسها من أصوات الرصاص والنساء التي تجهض بسبب الرعب المجاني... الخوف من أن لاتعرف أين ولمن تلجأ إليه لاسترداد حقوقك... الخوف بمساحة الوطن مما هو آت..تنتظره يأتي ولا يأتي. الأقلية تخاف من السحق.أكثرية الإقليم تخاف من التهميش والمركزة.الأكثرية الترابية تخاف من الفدرلة... فترفضها وتجلس دون طرح بدائل. العائدون يخافون من العنصرية والعزل والإقصاء.وينتظرون هم وأولادهم.!! ترنو أعينهم إلى غدٍ لا يعرفون لونه، الخوف كلهيب يحتطب بوقود جاهز حارق... مشتعل... الخوف من الظلام والليل... من الكائنات الرخوية واللزجة... الخوف لم يعد انفعال طبيعي... بل مفتعل... في كل شيء... في كل مناحي الحياة... الخوف من الغد حالة مسيطرة... الخوف يعود أكثر بذاءة ورعبا... الخوف على القلوب الرقيقة والمُحبة من سيوف الحقد والكراهية. [4] الحل هو ان نتفائل وألا نخاف.خوفا مريضا... بل.نعود إلى الخوف الطبيعي على نصاعة الحياة والانتصار لها، الانحياز لوطن يحتاجنا ويحتاج فلذاتنا..فالمستقبل لهم... نعود إلى الخوف الجماعي الموحد على جسد واحد وألا نخشى الكائنات الصدفية الرخوة لأنها هي الخائفة الخوف المريض... وترمينا بالحصى كي تسقط علينا لزوجتها وإعاقاتها وعداءها للحياة والغد لأن الهواء لابد وان يكون نقيا... وهي غير قابلة للصفاء.وسماء الوطن المُبهجة...الحل ألا نسمح بعودة الخوف... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ * سبق نشر المقال بجريدة [الأحوال] الليبية بعدد الأربعاء الأسبوعي بتاريخ 9 مايو 2012م. |
رد: عودة الخوف!!
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]مشكلة الخوف أنه حين يزداد يتحول إلى إعاقة وأن هناك من يصنعونه ويغذونه وأحيانا حتى دون إدراكهم لذلك تماما.
عندما يستوطن الخوف يصعب اقتلاعه وعندما يجتث لايجب إعادة زرعه والحل الذي ختمت به ''ألا نسمح بعودة الخوف '' يجب أحيانا أن تتضافر فيه الجهود وتتآلف فيه النفوس. تحيتي لك أستاذ محمد.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: عودة الخوف!!
اقتباس:
نعم نحن من نصنعه ونتحول الى ضحاياه شكرا لك |
الساعة الآن 01 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية