منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قصيدة النثر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=448)
-   -   اغتصاب التوت و ضحكة السواد (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23116)

جمال سبع 17 / 06 / 2012 36 : 01 AM

اغتصاب التوت و ضحكة السواد
 
في بلادي يُقْتَلُ الضوء بٍسُنبلة
يَبِيضُ الظلامُ كأنه التراب
يَشِيخُ عَفَنُ الصور تحت الاعتقاد
يُعَشِشُ السُكونُ فوق السحاب كي يُضَاجع قطرة ماء
يُدغْدِغُ الضُحى بعضًا من الدفاتر المُغتصبة
الشوارع لا ترقصُ إلا لمُغتَصِبها
أنا يا مدينة بِنُكهة دم الخناجر أَجّتَرُ ثَورتي
يَتَسخ عَرقي بالمعاول و المآذن
يُدّميني جُبني
يَجرُني نحو لحظة البكاء
أَلفُ الدموع مع بقايا السيجارة
كم أنت منطفئ يا دخان ألمي
في بلادي يُقْتَلُ الضوء و يَبِيضُ الظلام
تُغتصب هِرة و تَضِيعُ منها المخالب
تَعج ُحوانيت العري بزجاجات القهر
يَتَمايلُ مَوسمُ الرقص فوق الجماجم
تَأِنُ الخطى و يَتَنفسُ الزفت هواء القنابل
تٌقّتلٌ الإرادة .. تَتَرجلُ ذبابة
الرصاص من الرصاص تملص
هناك .. هنا
تحت المعركة .. في الأفواه الصارخة
في بلادي يُقْتَلُ الضوء و يَبِيضُ الظلام
تَأكلُ المُومِسٌ فضلات التقيؤ
تُبرزُ اِنْتفاخ العري للمساء
الذئاب لا تأكل إلا لحم الموت
الفتات لنقيق الضفادع
الاغتسال من أكل التفاحة كان أن كان
النهيق يركض وراء تمايل الفراشة
قد يُغتصبْ طريق العودة
الرحيق بألف درهم
القبل تُداس كأنها التراب
مَزقْ قميصي لتَشرب الماء
مَزقْ تأففي بخنجر الإبادة
سأنتظركم خلف الغسق
خلف الوسادة .
في بلادي يُقْتَلُ الضوء و يَبِيضُ الظلام
يُعاد تشكيل تمثال الشمع الأزرق
تُلمعُ المرايا
نُصفق للنواميس الآفلة
نَتشبث بالأريكة المُنتهك شرفها
نَأكلُ من عَفن صَمتنا و نُغني
كأننا البجع الأبيض
نَستسلم للعصا القديمة
للأفعى المرابطة خلف أسوار المدينة
الطارق ما الطارق .. و ما أدراك ما الطارق ؟
نصر على الغرق تحت القشور
الحياة بين الطحالب أدغال مورقة
مسافات موغلة في الحمم
نبارك للنار وُلُوجَها جَوفنا
لا نَتيمم لأن الوضوء جنحة جديدة
نَكره الطين و الحجر
قد نَثملُ حتى الهروب نحو النبيذ
نُسافرُ نحو قرية الرقيق
نَتأبط الخطايا كأنها العشق المستدام
نَلهثُ كأننا كلاب الفاجعة
هل ستقصف صُراخي ؟
هل ستنشق ضوء هُتافي ؟
لو تتكلم مشكاة الصلوات النازفة
في بلادك يُصر التوت على عشق السواد

حياة شهد 17 / 06 / 2012 33 : 02 AM

رد: اغتصاب التوت و ضحكة السواد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال سبع (المشاركة 150348)
في بلادي يُقْتَلُ الضوء بٍسُنبلة
يَبِيضُ الظلامُ كأنه التراب
يَشِيخُ عَفَنُ الصور تحت الاعتقاد
يُعَشِشُ السُكونُ فوق السحاب كي يُضَاجع قطرة ماء
يُدغْدِغُ الضُحى بعضًا من الدفاتر المُغتصبة
الشوارع لا ترقصُ إلا لمُغتَصِبها
أنا يا مدينة بِنُكهة دم الخناجر أَجّتَرُ ثَورتي
يَتَسخ عَرقي بالمعاول و المآذن
يُدّميني جُبني
يَجرُني نحو لحظة البكاء
أَلفُ الدموع مع بقايا السيجارة
كم أنت منطفئ يا دخان ألمي
في بلادي يُقْتَلُ الضوء و يَبِيضُ الظلام
تُغتصب هِرة و تَضِيعُ منها المخالب
تَعج ُحوانيت العري بزجاجات القهر
يَتَمايلُ مَوسمُ الرقص فوق الجماجم
تَأِنُ الخطى و يَتَنفسُ الزفت هواء القنابل
تٌقّتلٌ الإرادة .. تَتَرجلُ ذبابة
الرصاص من الرصاص تملص
هناك .. هنا
تحت المعركة .. في الأفواه الصارخة
في بلادي يُقْتَلُ الضوء و يَبِيضُ الظلام
تَأكلُ المُومِسٌ فضلات التقيؤ
تُبرزُ اِنْتفاخ العري للمساء
الذئاب لا تأكل إلا لحم الموت
الفتات لنقيق الضفادع
الاغتسال من أكل التفاحة كان أن كان
النهيق يركض وراء تمايل الفراشة
قد يُغتصبْ طريق العودة
الرحيق بألف درهم
القبل تُداس كأنها التراب
مَزقْ قميصي لتَشرب الماء
مَزقْ تأففي بخنجر الإبادة
سأنتظركم خلف الغسق
خلف الوسادة .
في بلادي يُقْتَلُ الضوء و يَبِيضُ الظلام
يُعاد تشكيل تمثال الشمع الأزرق
تُلمعُ المرايا
نُصفق للنواميس الآفلة
نَتشبث بالأريكة المُنتهك شرفها
نَأكلُ من عَفن صَمتنا و نُغني
كأننا البجع الأبيض
نَستسلم للعصا القديمة
للأفعى المرابطة خلف أسوار المدينة
الطارق ما الطارق .. و ما أدراك ما الطارق ؟
نصر على الغرق تحت القشور
الحياة بين الطحالب أدغال مورقة
مسافات موغلة في الحمم
نبارك للنار وُلُوجَها جَوفنا
لا نَتيمم لأن الوضوء جنحة جديدة
نَكره الطين و الحجر
قد نَثملُ حتى الهروب نحو النبيذ
نُسافرُ نحو قرية الرقيق
نَتأبط الخطايا كأنها العشق المستدام
نَلهثُ كأننا كلاب الفاجعة
هل ستقصف صُراخي ؟
هل ستنشق ضوء هُتافي ؟
لو تتكلم مشكاة الصلوات النازفة
في بلادك يُصر التوت على عشق السواد

..................
في بلادي يقتل الضوء ..
****
كلمات لها صدى .. لها ألف وجه يمكن لها أن تشتغله لتحاكي الجرح ..
كلّ ما كتبته عميق و معبّر جدا حتّى أنّي فكرت ان أقتبس شيئا مما أعجبني فوجدت القصيدة كله اقتبست ..
أستاذ جمال سبع .. حضورك جميل و توقيعك بقصيدة دامية أروع توقيع ..
سعدت لأنّني قد لملمت في نفسي شيئا من المعاني الجميلة .
أثبتها عن جدارة يوم : 16/06/2012

محمد الصالح الجزائري 17 / 06 / 2012 59 : 05 PM

رد: اغتصاب التوت و ضحكة السواد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال سبع (المشاركة 150348)
في بلادي يُقْتَلُ الضوء بٍسُنبلة
يَبِيضُ الظلامُ كأنه التراب
يَشِيخُ عَفَنُ الصور تحت الاعتقاد
يُعَشِشُ السُكونُ فوق السحاب كي يُضَاجع قطرة ماء
يُدغْدِغُ الضُحى بعضًا من الدفاتر المُغتصبة
الشوارع لا ترقصُ إلا لمُغتَصِبها
أنا يا مدينة بِنُكهة دم الخناجر أَجّتَرُ ثَورتي
يَتَسخ عَرقي بالمعاول و المآذن
يُدّميني جُبني
يَجرُني نحو لحظة البكاء
أَلفُ الدموع مع بقايا السيجارة
كم أنت منطفئ يا دخان ألمي
في بلادي يُقْتَلُ الضوء و يَبِيضُ الظلام
تُغتصب هِرة و تَضِيعُ منها المخالب
تَعج ُحوانيت العري بزجاجات القهر
يَتَمايلُ مَوسمُ الرقص فوق الجماجم
تَأِنُ الخطى و يَتَنفسُ الزفت هواء القنابل
تٌقّتلٌ الإرادة .. تَتَرجلُ ذبابة
الرصاص من الرصاص تملص
هناك .. هنا
تحت المعركة .. في الأفواه الصارخة
في بلادي يُقْتَلُ الضوء و يَبِيضُ الظلام
تَأكلُ المُومِسٌ فضلات التقيؤ
تُبرزُ اِنْتفاخ العري للمساء
الذئاب لا تأكل إلا لحم الموت
الفتات لنقيق الضفادع
الاغتسال من أكل التفاحة كان أن كان
النهيق يركض وراء تمايل الفراشة
قد يُغتصبْ طريق العودة
الرحيق بألف درهم
القبل تُداس كأنها التراب
مَزقْ قميصي لتَشرب الماء
مَزقْ تأففي بخنجر الإبادة
سأنتظركم خلف الغسق
خلف الوسادة .
في بلادي يُقْتَلُ الضوء و يَبِيضُ الظلام
يُعاد تشكيل تمثال الشمع الأزرق
تُلمعُ المرايا
نُصفق للنواميس الآفلة
نَتشبث بالأريكة المُنتهك شرفها
نَأكلُ من عَفن صَمتنا و نُغني
كأننا البجع الأبيض
نَستسلم للعصا القديمة
للأفعى المرابطة خلف أسوار المدينة
الطارق ما الطارق .. و ما أدراك ما الطارق ؟
نصر على الغرق تحت القشور
الحياة بين الطحالب أدغال مورقة
مسافات موغلة في الحمم
نبارك للنار وُلُوجَها جَوفنا
لا نَتيمم لأن الوضوء جنحة جديدة
نَكره الطين و الحجر
قد نَثملُ حتى الهروب نحو النبيذ
نُسافرُ نحو قرية الرقيق
نَتأبط الخطايا كأنها العشق المستدام
نَلهثُ كأننا كلاب الفاجعة
هل ستقصف صُراخي ؟
هل ستنشق ضوء هُتافي ؟
لو تتكلم مشكاة الصلوات النازفة
في بلادك يُصر التوت على عشق السواد

قوية جدا جدا ألفاظ القصيدة ومعانيها عميقة جدا..الحقل الدلالي المستعمل يفيض حزنا وأسى...ما أقدرك يا جمال على رصد الفضاءات الدكناء في زمن التردّي والاسفلت!!! مودتي..

علاء زايد فارس 18 / 06 / 2012 45 : 02 PM

رد: اغتصاب التوت و ضحكة السواد
 
في بلادي يقتل الضوء!
ويبيض الظلام..........
ومن الذي قتل الضوء غير الظلام وأهله؟؟!
سادة الظلام لا يتركون مكانهم إلا لظلام مثلهم في السواد لا يأتي إلا بكوابيس الفقر والحرمان والدمار!
حتى لو كان الظلام غريباً جاء من بعيد، يحق له أن يرث عرش السواد كي لا يمنحوا للضوء فرصة لأن يبزغ!
هكذا هي عقيدتهم الثابتة التي يتمسكون بها..
فهؤلاء يخشون النهار منذ الأزل
لأن الضياء يخدش سواد قلوبهم!

قصيدة منفتحة على الكثير من المعاني
توصف واقعا مزريا قد وقعنا به هذه الأيام

سعدت جدا بالمرور إلى هنا
تحياتي لك أستاذ جمال

جمال سبع 21 / 10 / 2012 07 : 11 PM

رد: اغتصاب التوت و ضحكة السواد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة شهد (المشاركة 150361)
..................
في بلادي يقتل الضوء ..
****
كلمات لها صدى .. لها ألف وجه يمكن لها أن تشتغله لتحاكي الجرح ..
كلّ ما كتبته عميق و معبّر جدا حتّى أنّي فكرت ان أقتبس شيئا مما أعجبني فوجدت القصيدة كله اقتبست ..
أستاذ جمال سبع .. حضورك جميل و توقيعك بقصيدة دامية أروع توقيع ..
سعدت لأنّني قد لملمت في نفسي شيئا من المعاني الجميلة .
أثبتها عن جدارة يوم : 16/06/2012

الأستاذة شهد لمرورك لون النرجس
حتمية أنه في أوطاننا يقتل الضوء و يبيض الظلام
شكرا على التثبيت الذي كان
تحياتي و تقديري

جمال سبع 06 / 08 / 2013 03 : 03 AM

رد: اغتصاب التوت و ضحكة السواد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 150412)
قوية جدا جدا ألفاظ القصيدة ومعانيها عميقة جدا..الحقل الدلالي المستعمل يفيض حزنا وأسى...ما أقدرك يا جمال على رصد الفضاءات الدكناء في زمن التردّي والاسفلت!!! مودتي..

أخي محمد الصالح ..
كلماتك كانت طيبة بمثل روحك .
سعدت بمروك المعطر
تقديري و احترامي

محمد الصالح الجزائري 06 / 08 / 2013 34 : 05 AM

رد: اغتصاب التوت و ضحكة السواد
 
يا مرحبا ...يا مرحبا... أخي العائد الكبير جمال..أين كنت يا رجل!! افتقدناك..ربما سمعتَ نداء أخيك رشيد الميموني...

ميساء البشيتي 06 / 08 / 2013 26 : 04 PM

رد: اغتصاب التوت و ضحكة السواد
 
في بلادي يُقْتَلُ الضوء و يَبِيضُ الظلام
يُعاد تشكيل تمثال الشمع الأزرق
تُلمعُ المرايا
نُصفق للنواميس الآفلة
نَتشبث بالأريكة المُنتهك شرفها
نَأكلُ من عَفن صَمتنا و نُغني
كأننا البجع الأبيض
نَستسلم للعصا القديمة
للأفعى المرابطة خلف أسوار المدينة

دوام الحال من المحال يا جمال ولن تبقى الأمور بهذا السوء
مسألة وقت وتأخذ الأمور نصابها الصحيح
أهلا بعودتك الجميلة وشكرا لك على هذا الإبداع
ورمضان كريم عليكم .


الساعة الآن 27 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية