منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ((( سَنَابِكُ النُّور ))) (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23329)

عادل سلطاني 10 / 07 / 2012 19 : 08 PM

((( سَنَابِكُ النُّور )))
 
((( سَنَابِكُ النُّور )))



[frame="1 98"] فَيَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الَّذِي زَارَ مُهْجَتِي [/frame]
[frame="1 98"]

.......حَلَلْتَ كَرِيـمًا أَيُّهَا اللَّيْلُ فَانْزِلِ
سَكَنْتَ بِغَوْرٍ ظَلَّ يَنْتَجِعُ الْمُنَى
.........وَيَهْدِي شِرَاعًا فِيكَ يَالَيْلُ أَقْبِلِ
لِأَحْضُنَ أَوْجَاعِي وَأَكْتُمَ غُصَّتِي
........بِصَدْرٍ مِنَ الْأَنَّاتِ وَالْـهَمِّ مُثْقَلِ
وَتَاهَ شِرَاعِي فِي غِمَارِ كَآبَتِي
.......لِتَقْذِفَنِي الْآهَاتُ فِي كُلِّ مَـجْهَلِ
فُتِنْتُ مِنَ الْآلَامِ حَتَّى تَـخَالُنِي
......رُؤَى الْـهَمِّ وَالْأَوْجَاعِ أَتْعَسَ مَنْزِلِ
وَطَوَّفْتُ حَتَّى تَشْرِئِبَّ كَآبَتِي
........إِلَى أُفْقِهَا الْـجُونِيِّ فِي نُورِ مَأْمَلِي
تُبَعْثِرُنِي الْأَحْزَانُ فِي كُلِّ وِجْهَةٍ
.........وَتَرْمِي رُؤَايَ الشَّارِدَاتِ بـِمَقْتَلِ
وَفَوْقَ شِفَاهِي نَبْرَةٌ قَدْ تَوَهَّجَتْ
.......وَخَلْفِي خُطَايَ الشَّاحِبَاتُ وَهيْكَلِي
تَفَجَّرَ هَـمِّي مِنْ شَظَايَاهُ مُزِّقَتْ
.........جِرَاحٌ تَلَظَّتْ فِي دِمَائِي بـِمَعْزَلِ
وَقَادَ شِرَاعُ التَّعْسِ رِحْلَةَ حَيْرَتِي
............... فَأَوَّاهُ مِنْ هَمٍّ تَبَرَّجَ مُرْسَلِ
****
أُصَافِحُ كَفَّ الرِّيحِ فِي ظِلِّ غَيْمَةٍ
..........مِنَ التَّعْسِ حُبْلَى تَسْتَقِرُّ بِأَدْمُعِي
تَشُقُّ خَبَايَاهَا الْكَئِيبَةَ أَبْرُقٌ
....مِنَ السُّوءِ يُلْقِيهَا الشُّعُورُ بِـمِسْمَعِي
يُرَدِّدُ حُزْنِي نَغْمَةً قَدْ تَلَوَّنَتْ
........شُحُوبًا سَقَتْهُ النَّائِحَاتُ بِأَضْلُعِي
وَلَفَّ ضَبَابٌ خَاشِعٌ فِي هَيَاكِلِي
......رُؤَايَ الَّتِي تَنْثَالُ فِي هَمِّ مَضْجَعِي
وَخَلْفِي تَرَاتِيلٌ مِنَ الْـحُزْنِ أَشْرَقَتْ
........سُكُونًا بِقَلْبِي يَاتَرَاتِيلُ جَـمِّعِي
شَتَاتِي لِسِيزِيفَ الَّذِي مَلَّ صَبْرَهُ
......وَصَخْرَتُهُ الْبَلْوَى تُغَازِلُ مَوْضِعِي
وَحُلْمٍ كَئِيبٍ قَدْ تَدَاخَلَ سَرْدُهُ
....وَأَغْوَارُهُ الثَّكْلَى سَتَحْضُنُ مَصْرَعِي
وَتَـمْضِي رُؤَايَ الْعَازِفَاتُ شُرُودَهَا
.....فَيَا هَذِهِ الْأَرْجَاءُ بِالْـحُزْنِ رَجِّعِي
وَمُرِّي صَدَايَ فِي دِمَائِي وَرَدِّدِي
........نَشِيدًا يُغَذِّيهِ الشُّعُورُ لِتُشْرِعِي
غَدًا جَاءَ تـَهْدِيكِ الرِّيَاحُ وَشَارِدٌ
..مِنَ النُّورِ فِي سِحْرِ الرَّحِيلِ لِتَسْمَعِي
****
حَنِينِي بِلَا شَكْوَى تُـحَاصِرُ صَمْتَهُ
....مُسُوخٌ تَـجَلَّتْ فِي رَمَادِ مَصَائِبِي
تَقَاسِيمُ وَجْهِي قَدْ تُسَافِرُ خِفْيَةً
.......وَرَاءَ شُرُودِي رُغْمَ قَيْدِ رَغَائِبِي
وَوَشْـمِي عَلَى وَجْهِي أُسَافِرُ مُرْهَقًا
.....خِلَالَ حُدُودٍ مُثْقَلَاتِ الْـجَوَانِبِ
تَـجَاعِيدُ كَفِّي خَيْبَةٌ قَدْ أَعَرْتُـهَا
.......سَرَابًا يُـجَلِّي مَا جَنَتْهُ مَتَاعِبِي
وَيَرْسُمُ هَذَا الدَّهْرُ وَجْهًا حُدُودُهُ
......حُطَامُ الْبَقَايَا فِي سَوَادِ الْعَوَاقِبِ
لِيَتْرُكَ سِرًّا مُثْقَلًا بِرُمُوزِهِ
.....وَشَكْلِي سُؤَالٌ فِي ضَمِيرِ غَيَاهِبِي
فَيَا لَكَ مِنْ وَجْهٍ يُرَابِطُ دُونَهُ
...أَنِينُ السَّوَاقِي فِي الْتِهَابِ الْكَوَاكِبِ
أُعَانِقُ دَرْبِي وَالْـخُطَى كَمْ تَرَكْتُهَا
..تُقِلُّ عِثَارِي بِالْـحَصَى الْـمُتَصَالِبِ
وَعُدْتُ أُوَاسِي لَـحْظَةً كَمْ أَلِفْتُهَا
...تَئِنُّ وَتَشْكُو خَلْفَ هَمْسِ الْمَسَارِبِ
يُدَوِّي نَزِيفِي الْـمُرُّ يَشْكُو انْفِجَارُهُ
.......حَنَينًا يُوَاسِي فِي رُؤَايَ مَصَائِبِي
****
أُعَاتِبُ هَمْسِي وَالرُّؤَى تَسْبِقُ الْمُنَى
....وَوَشْمُ دُمُوعِي فِي اغْتِرَابِ مَلَامِحِي
تـَمُرُّ رُؤَايَ الشَّاحِبَاتُ وَحَوْلَـهَا
.هُـمُومِي وَدَوَّتْ فِي فَرَاغِ جَوَانِـحِي
عَلَى سَاحِلِ الْأَحْزَانِ يَـمَّمْتُ وِجْهَتِي
.....وَوَجْهِي حُطَامٌ فِي مَرَايَا جَوَارِحِي
وَتُغْرِقُ قَلْبِي مَوْجَةٌ تَصْفَعُ الْـمُنَى
.......وَهَـمِّي طَوِيلٌ لَا أَرَاهُ مُبَارِحِي
وَيَصْطَكُّ قَلْبُ الْـمَوْجِ حَوْلِي وَحَالُهُ
....تُشَابِهُ حَالِي فِي اضْطِرَابِ قَرَائِحِي
وَتَـمْتَدُّ آلَامِي إِذَا أَخْـمَدَ الدُّجَى
....هُـمُومِي وَوَافَانِي بِأَعْنَفَ جَارِحِ
فَيَالَكَ مِنْ قَلْبٍ تُرَفْرِفُ حَوْلَهُ
.مُسُوخٌ تُوَارِي فِي رُؤَايَ مَطَامِـحِي
فَعَانَقْتُ أَطْيَافَ الْـحَنِينِ وَسَافَرَتْ
...ظُنُونِي عَلَى مَتْنٍ مِنَ الْـهَمِّ جَامِحِ
فَتَبًّا إِلَامَ الْـحُزْنُ يَعْبُرُ جُثَّتِي
......إِلَى هُوَّةٍ تَقْتَاتُ فَيْضَ جَوَارِحِي
****
أُرَاوِدُ أَطْيَافَ الْأَسَى فِي اضْطِرَابـِهَا
وَأَقْفُو هُـمُومِي حَيْثُ أَسْمَى مَعَارِكِي
أُرَابِطُ فِي ضِيقٍ تَقَلَّصَ مُثْقَلًا
....وَوَجْهِي سَرَابٌ مِنْ أَسًى مُتَهَالِكِ
ذَرَعْتُ دُرُوبِي حِينَ وَحَّدَهَا الْأَسَى
...لِتُمْسِي غُمُوضًا فِي ثَنَايَا مَسَالِكِي
حَصَاهَا يُوَارِي حَسْرَتِي فِي اضْطِرَابِهِ
...وَرُوحِي رُمُوزٌ طَلْسَمَتْهَا مَهَالِكِي
وَسَافَرْتُ فِي لَيْلَيْنِ لَيْلٌ أَلِفْتُهُ
..وَلَيْلٌ مُقِيمٌ فِي سَـمَـاءِ مَدَارِكِي
تَـهَاوِيـمُ فِكْرِي يَسْتَقِرُّ شُرُودُهَا
......وَرَاءَ قُلُوبٍ قَاسِيَاتٍ حَوَالِكِ
إِلَى الْمُنْتَهَى الْجُونِيِّ يَمَّـمْتُ وِجْهَتِي
رَكِبْتُ ظُنُونِي حَيْثُ أَعْتَى الْمَهَالِكِ
هُنَاكَ أَرَى الْإِنْسَانَ يُشْرِقُ طَاهِرًا
....خِلَالَ غِمَارِي فِي أَسًى مُتَشَابِكِ
هُنَاكَ اسْتَوَى مِيلَادُ فَرْحَةِ قَلْبِهِ
.....تُشِعُّ خِلَالِي بَدَّدَتْ كُلَّ حَالِكِ
هُنَاكَ اسْتَوَى فَتْحٌ يَهُزُّ جَوَانـِحِي
...يَشُقُّ ضَيَاعِي نُورُ وَقْعِ السَّنَابِكِ
[/frame]
عَادِل سُلْطَانِي ، بئر العاتر ، الخميس 23 جوان 1994

محمد الصالح الجزائري 10 / 07 / 2012 16 : 09 PM

رد: ((( سَنَابِكُ النُّور )))
 
أثبّتها...ولي عودة إن شاء الله...
في: 2012/07/10

عادل سلطاني 11 / 07 / 2012 02 : 12 AM

رد: ((( سَنَابِكُ النُّور )))
 
شكرا على تثبيتها أيهذا الصنو الجراوي العاقل الإنسان ، ثبتك الله بالقول الثابت في الدنيا وفي الآخرة

تحياتي للمعلق بيني وبيني

محمد الصالح الجزائري 11 / 07 / 2012 26 : 12 AM

رد: ((( سَنَابِكُ النُّور )))
 
طويلية مفعمة بعبق الماضي المعتّق بالأصالة والعمق..قصيدة تؤكّد براعة النحّات وصدق ذائقته ..هي فضاءات تعيد تشكيل جمالية الشعر بكل تجلياته..قديمك كحديثك صنو الروح ..سحر ومتعة ودهشة تربط بين طرفي الإبداع!!! مودتي أيهذا المعلّق بيني وبيني...

عادل سلطاني 11 / 07 / 2012 30 : 02 PM

رد: ((( سَنَابِكُ النُّور )))
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 152919)
طويلية مفعمة بعبق الماضي المعتّق بالأصالة والعمق..قصيدة تؤكّد براعة النحّات وصدق ذائقته ..هي فضاءات تعيد تشكيل جمالية الشعر بكل تجلياته..قديمك كحديثك صنو الروح ..سحر ومتعة ودهشة تربط بين طرفي الإبداع!!! مودتي أيهذا المعلّق بيني وبيني...


نص عتيق لم ير النور أخرجته ذات مساء عاتري حزين من كهف الروح ليراه القارئ في نور الأدب ، آنستني لمستك الجراوية الدافئة الدافقة أيهذا الحبيب وهاقد أزلت عن القلب غبار جفاف أبيد ، أسعدتني قراءتك الواعية المتأملة المستكنهة العمق تلك التي تستل سر الحزن المقدس كيف لا ومثلك من أوتي سرجدته وبئرها معا ...

تحياتي للمعلق بيني وبيني.

إبراهيم بشوات 18 / 07 / 2012 44 : 03 PM

رد: ((( سَنَابِكُ النُّور )))
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل سلطاني (المشاركة 152897)
((( سَنَابِكُ النُّور )))


[frame="1 98"] فَيَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الَّذِي زَارَ مُهْجَتِي
.......حَلَلْتَ كَرِيـمًا أَيُّهَا اللَّيْلُ فَانْزِلِ

سَكَنْتَ بِغَوْرٍ ظَلَّ يَنْتَجِعُ الْمُنَى
.........وَيَهْدِي شِرَاعًا فِيكَ يَالَيْلُ أَقْبِلِ

لِأَحْضُنَ أَوْجَاعِي وَأَكْتُمَ غُصَّتِي
........بِصَدْرٍ مِنَ الْأَنَّاتِ وَالْـهَمِّ مُثْقَلِ

وَتَاهَ شِرَاعِي فِي غِمَارِ كَآبَتِي
.......لِتَقْذِفَنِي الْآهَاتُ فِي كُلِّ مَـجْهَلِ

فُتِنْتُ مِنَ الْآلَامِ حَتَّى تَـخَالُنِي
......رُؤَى الْـهَمِّ وَالْأَوْجَاعِ أَتْعَسَ مَنْزِلِ

وَطَوَّفْتُ حَتَّى تَشْرِئِبَّ كَآبَتِي
........إِلَى أُفْقِهَا الْـجُونِيِّ فِي نُورِ مَأْمَلِي

تُبَعْثِرُنِي الْأَحْزَانُ فِي كُلِّ وِجْهَةٍ
.........وَتَرْمِي رُؤَايَ الشَّارِدَاتِ بـِمَقْتَلِ

وَفَوْقَ شِفَاهِي نَبْرَةٌ قَدْ تَوَهَّجَتْ
.......وَخَلْفِي خُطَايَ الشَّاحِبَاتُ وَهيْكَلِي

تَفَجَّرَ هَـمِّي مِنْ شَظَايَاهُ مُزِّقَتْ
.........جِرَاحٌ تَلَظَّتْ فِي دِمَائِي بـِمَعْزَلِ

وَقَادَ شِرَاعُ التَّعْسِ رِحْلَةَ حَيْرَتِي
............... فَأَوَّاهُ مِنْ هَمٍّ تَبَرَّجَ مُرْسَلِ

****
أُصَافِحُ كَفَّ الرِّيحِ فِي ظِلِّ غَيْمَةٍ
..........مِنَ التَّعْسِ حُبْلَى تَسْتَقِرُّ بِأَدْمُعِي

تَشُقُّ خَبَايَاهَا الْكَئِيبَةَ أَبْرُقٌ
....مِنَ السُّوءِ يُلْقِيهَا الشُّعُورُ بِـمِسْمَعِي

يُرَدِّدُ حُزْنِي نَغْمَةً قَدْ تَلَوَّنَتْ
........شُحُوبًا سَقَتْهُ النَّائِحَاتُ بِأَضْلُعِي

وَلَفَّ ضَبَابٌ خَاشِعٌ فِي هَيَاكِلِي
......رُؤَايَ الَّتِي تَنْثَالُ فِي هَمِّ مَضْجَعِي

وَخَلْفِي تَرَاتِيلٌ مِنَ الْـحُزْنِ أَشْرَقَتْ
........سُكُونًا بِقَلْبِي يَاتَرَاتِيلُ جَـمِّعِي

شَتَاتِي لِسِيزِيفَ الَّذِي مَلَّ صَبْرَهُ
......وَصَخْرَتُهُ الْبَلْوَى تُغَازِلُ مَوْضِعِي

وَحُلْمٍ كَئِيبٍ قَدْ تَدَاخَلَ سَرْدُهُ
....وَأَغْوَارُهُ الثَّكْلَى سَتَحْضُنُ مَصْرَعِي

وَتَـمْضِي رُؤَايَ الْعَازِفَاتُ شُرُودَهَا
.....فَيَا هَذِهِ الْأَرْجَاءُ بِالْـحُزْنِ رَجِّعِي

وَمُرِّي صَدَايَ فِي دِمَائِي وَرَدِّدِي
........نَشِيدًا يُغَذِّيهِ الشُّعُورُ لِتُشْرِعِي

غَدًا جَاءَ تـَهْدِيكِ الرِّيَاحُ وَشَارِدٌ
..مِنَ النُّورِ فِي سِحْرِ الرَّحِيلِ لِتَسْمَعِي

****
حَنِينِي بِلَا شَكْوَى تُـحَاصِرُ صَمْتَهُ
....مُسُوخٌ تَـجَلَّتْ فِي رَمَادِ مَصَائِبِي

تَقَاسِيمُ وَجْهِي قَدْ تُسَافِرُ خِفْيَةً
.......وَرَاءَ شُرُودِي رُغْمَ قَيْدِ رَغَائِبِي

وَوَشْـمِي عَلَى وَجْهِي أُسَافِرُ مُرْهَقًا
.....خِلَالَ حُدُودٍ مُثْقَلَاتِ الْـجَوَانِبِ

تَـجَاعِيدُ كَفِّي خَيْبَةٌ قَدْ أَعَرْتُـهَا
.......سَرَابًا يُـجَلِّي مَا جَنَتْهُ مَتَاعِبِي

وَيَرْسُمُ هَذَا الدَّهْرُ وَجْهًا حُدُودُهُ
......حُطَامُ الْبَقَايَا فِي سَوَادِ الْعَوَاقِبِ

لِيَتْرُكَ سِرًّا مُثْقَلًا بِرُمُوزِهِ
.....وَشَكْلِي سُؤَالٌ فِي ضَمِيرِ غَيَاهِبِي

فَيَا لَكَ مِنْ وَجْهٍ يُرَابِطُ دُونَهُ
...أَنِينُ السَّوَاقِي فِي الْتِهَابِ الْكَوَاكِبِ

أُعَانِقُ دَرْبِي وَالْـخُطَى كَمْ تَرَكْتُهَا
..تُقِلُّ عِثَارِي بِالْـحَصَى الْـمُتَصَالِبِ

وَعُدْتُ أُوَاسِي لَـحْظَةً كَمْ أَلِفْتُهَا
...تَئِنُّ وَتَشْكُو خَلْفَ هَمْسِ الْمَسَارِبِ

يُدَوِّي نَزِيفِي الْـمُرُّ يَشْكُو انْفِجَارُهُ
.......حَنَينًا يُوَاسِي فِي رُؤَايَ مَصَائِبِي

****
أُعَاتِبُ هَمْسِي وَالرُّؤَى تَسْبِقُ الْمُنَى
....وَوَشْمُ دُمُوعِي فِي اغْتِرَابِ مَلَامِحِي

تـَمُرُّ رُؤَايَ الشَّاحِبَاتُ وَحَوْلَـهَا
.هُـمُومِي وَدَوَّتْ فِي فَرَاغِ جَوَانِـحِي

عَلَى سَاحِلِ الْأَحْزَانِ يَـمَّمْتُ وِجْهَتِي
.....وَوَجْهِي حُطَامٌ فِي مَرَايَا جَوَارِحِي

وَتُغْرِقُ قَلْبِي مَوْجَةٌ تَصْفَعُ الْـمُنَى
.......وَهَـمِّي طَوِيلٌ لَا أَرَاهُ مُبَارِحِي

وَيَصْطَكُّ قَلْبُ الْـمَوْجِ حَوْلِي وَحَالُهُ
....تُشَابِهُ حَالِي فِي اضْطِرَابِ قَرَائِحِي

وَتَـمْتَدُّ آلَامِي إِذَا أَخْـمَدَ الدُّجَى
....هُـمُومِي وَوَافَانِي بِأَعْنَفَ جَارِحِ

فَيَالَكَ مِنْ قَلْبٍ تُرَفْرِفُ حَوْلَهُ
.مُسُوخٌ تُوَارِي فِي رُؤَايَ مَطَامِـحِي

فَعَانَقْتُ أَطْيَافَ الْـحَنِينِ وَسَافَرَتْ
...ظُنُونِي عَلَى مَتْنٍ مِنَ الْـهَمِّ جَامِحِ

فَتَبًّا إِلَامَ الْـحُزْنُ يَعْبُرُ جُثَّتِي
......إِلَى هُوَّةٍ تَقْتَاتُ فَيْضَ جَوَارِحِي

****
أُرَاوِدُ أَطْيَافَ الْأَسَى فِي اضْطِرَابـِهَا
وَأَقْفُو هُـمُومِي حَيْثُ أَسْمَى مَعَارِكِي

أُرَابِطُ فِي ضِيقٍ تَقَلَّصَ مُثْقَلًا
....وَوَجْهِي سَرَابٌ مِنْ أَسًى مُتَهَالِكِ

ذَرَعْتُ دُرُوبِي حِينَ وَحَّدَهَا الْأَسَى
...لِتُمْسِي غُمُوضًا فِي ثَنَايَا مَسَالِكِي

حَصَاهَا يُوَارِي حَسْرَتِي فِي اضْطِرَابِهِ
...وَرُوحِي رُمُوزٌ طَلْسَمَتْهَا مَهَالِكِي

وَسَافَرْتُ فِي لَيْلَيْنِ لَيْلٌ أَلِفْتُهُ
..وَلَيْلٌ مُقِيمٌ فِي سَـمَـاءِ مَدَارِكِي

تَـهَاوِيـمُ فِكْرِي يَسْتَقِرُّ شُرُودُهَا
......وَرَاءَ قُلُوبٍ قَاسِيَاتٍ حَوَالِكِ

إِلَى الْمُنْتَهَى الْجُونِيِّ يمََـَّمْتُ وِجْهَتِي
رَكِبْتُ ظُنُونِي حَيْثُ أَعْتَى الْمَهَالِكِ

هُنَاكَ أَرَى الْإِنْسَانَ يُشْرِقُ طَاهِرًا
....خِلَالَ غِمَارِي فِي أَسًى مُتَشَابِكِ

هُنَاكَ اسْتَوَى مِيلَادُ فَرْحَةِ قَلْبِهِ
.....تُشِعُّ خِلَالِي بَدَّدَتْ كُلَّ حَالِكِ

هُنَاكَ اسْتَوَى فَتْحٌ يَهُزُّ جَوَانـِحِي
...يَشُقُّ ضَيَاعِي نُورُ وَقْعِ السَّنَابِكِ

[/frame]
عَادِل سُلْطَانِي ، بئر العاتر ، الخميس 23 جوان 1994

التحفت بعبقك القديم سيدي وتشربت تلك الفلسفة الإنسانية المزروعة في قلب تضيق به زوايا الكون ويحضنه حرف حالم

عادل سلطاني 19 / 07 / 2012 39 : 09 PM

رد: ((( سَنَابِكُ النُّور )))
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم بشوات (المشاركة 153527)
التحفت بعبقك القديم سيدي وتشربت تلك الفلسفة الإنسانية المزروعة في قلب تضيق به زوايا الكون ويحضنه حرف حالم

ذلك حرف هارب من الضلع ذات بث أيهذا الصنو ، آنسني ردك القطبي المتميز سيدي وآن للسنابك أن ترى النور وهاهو ردك القارئ يلقي عليها من سنا روحك فتشرق ويشرق القلب من سدف ظلماته ...

تحياتي يا أخضر البث والبوح

فتيحة عبد الرحمن 20 / 07 / 2012 30 : 02 PM

رد: ((( سَنَابِكُ النُّور )))
 
وكم من نصوص تنساها الأيام ونعود اليها ذات حنين فنقرأها ونحن لا نصدق أننا كتبناها ذات وجع ...
لحرفك العتيق هذا عبق الأصالة والتميز ولروحك منى سلام
تصافحك أكف الأمان أخي عادل

عادل سلطاني 24 / 07 / 2012 00 : 09 PM

رد: ((( سَنَابِكُ النُّور )))
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحية عبد الرحمن (المشاركة 153689)
وكم من نصوص تنساها الأيام ونعود إليها ذات حنين فنقرؤها ونحن لا نصدق أننا كتبناها ذات وجع ...
لحرفك العتيق هذا عبق الأصالة والتميز ولروحك منى سلام
تصافحك أكف الأمان أخي عادل

شكرا على ردك الراقي أيهذي الكريمة النبيلة ، سعيد بهذه اللمسة الدافئة الحانية أختاه..

تحياتي شاعرتنا الراقية فتحية عبدالرحمن.


الساعة الآن 12 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية