![]() |
مرايا الرمل
_1_ لِمَاذَا أَيُّهَا الرَّمْلُ سَرَقْتَ حَبِيبَتِي مِنِّي، وَمَا أَبْقَيْتَ لِي إِلاَّمَرَايَاكَ، تُحَاصِرُني وَتَنْسِجُ عالمي عَصْرًا من التِّيهِ؟ لِمَاذَا صَارَتِ الوُجْهَاتُ وَجْهًا وَاحِدًا يُدْعَى جَنُوبًا يَصْطَفِي عِشْقِي ويُفنِيهِ؟! لِمَاذَا....؟ لِمَاذَا يَا مَرَايَا الرَّمْلِ جَفَّفْتِ غَدِيراً طَلَّةُ المَحْبُوبِ فِي عَيْنَيَّ تُجْرِيهِ؟ عَكَسْتِ مَا أُقَاسِيهِ، عَلَى قَوْلِي عَلَى فِعْلِي، أُخَبِّّئُ فِي الحَشَا حُزْنِي، وَرَمْلُ الهَجْرِ يُبْدِيهِ، أَنَا رَمْلٌ عَلَى رَمْلٍ عَلَى رَمْلِ، أَنَا كُلُّ الّذِي فِيهِ، أَرَانِ صُرَاخَ صَبَّارٍ وَزَوبَعَةٍ وَكُثْبَانٍ وَعُقْبَانٍ وَثُعْبَانٍ وَشَمْسٍ تَسْتَحِمُّ عَلَى الرِّمَالِ، أَرَانِي مُرْمِلٌ حَدَّ التَشَبُّثِ بِالخَيَال ، أَرَانِي مُرْمِلٌ حَدَّ التَشَتُّتِ وَالتَوَحُّدِ وَالتَّرَاكُمِ وَالتَّقَوْقُعِ .....الانْصِهَارِ وَالانْعِزَالِ. -2- أَيَا رَمْلاً مِنَ الأَحْلاَمِ فِي صَمْتِ المَرَايَا زَاحِفٌ فِي عُمْقِ رُوحِي، أَيَا رَمْلاً مِنَ الوَهْمِ الدَّؤُوبِ. لِمَا لَا هَوْدَجًا فِي صَدْرِ صَحْرَائِي يَمُرُّ وَلاَ آثَارَ لِلْحُبِّ الشَّرُوبِ؟ _3_ مُعَذِّبَتِي مُعَلَّقَةُ الجُسُورِ عَلَى الِحبَالْ لِمَا لَمْ تَحْتَفِظْ بِحَبِيبَتي بَلْ دَوَّخَتْهَا أَرْعَبَتْ فِيهَا الجَمَالْ؟ عَلَى صَخْرٍ عَتِيقٍ حَطَّمَتْ أَحْلاَمَهَا بِالعَيشِ فِي أَحْضَانِهَا زَرَعَتْ بُذُورَ الإِرْتِحَالْ فِـي خُطَاهَا لمَ ْتوَدِّعْنِي ، تُرَى اعْتَبَرَتْنِي جِسْرًا مِنْ جُسُورِ مَدِينَتِي يُدَوِّخْهَا وَدَاعِي وَيُرْعِبْهَا ارْتِفَاعُ يَدٍ مُعَلَّقَةٍ عَلَى حَبْلِ الضَّيَاعِ؟! أَنَا....أَنَا أَنَا كُنْتُ جِسْرًا مِنْ دَفَا أَنَا كُنْتُ رِمْشًا مَا غَفَا أَنَا كُنْتُ حَارِسَ ظِلِّهَا أَسْرَجْتُ حُبِّي بِالوَفَا أَنَا كُنْتُ لَيْلاً مِنْ سَمَرْ أَلَّفْتُ مِنْ ضْوءِ القَمَرْ شِعْرًا لِعَيْنَيْهَا الخُضُرْ -4- وَمَضَتْ جَنُوبَا يَرْتَوِي مِنْ حُسْنِهَا الرَّمْلُ، وَيُهْدِيهَا شُمُوخُ النَّخْلِ وَشْمَا، وَتُمْحَى مِنْ مَآقِيهَا جُسُورٌ فِي مَهَبِ الرِّيحِ لاَ تَخْشَى هُبُوبَا هِيَ المِرْآةُ كم كَانَتْ تُهَوِّنُ حُزْنِيَ الأَزَلِي تُبَدُِّدهُ بِكَفٍّ دَافِئٍ نُسِجَتْ ثَنَايَاهُ مِنَ الأَمَلِ وَكَانَتْ مِثْل سِرْتَا أَجْمَل المُدُنِ مَثْل سِرْتَا أَصْعَبَ المُدُنِ وَقَدْ رَحَلَتْ وَجَرَّتْ خَلْفَهَا نِصْفَ المَدِينَه فَمَاذَا يَصْنَعُ المُشْتَاقُ فِي أَشْقَى مَدِينَه كَيْفَ يَعْبُرُ بَعْضَ جِسْرٍ كَيْفَ يُبْصِرُ عَبْرَ مِرْآةَ مُكَسَّرَةً حَزِينَه إِنْصِهَارَ الشِّعْرِ فِي الصَّخْرِ انْهِيَارَ الشِّعْرِ تَحْتَ الصَّخْرِ انْبِعَاثَ الشِّعْرِ فَوْقَ الصَّخْرِ _5_ صُرَاخُ الهَوْدَجِ العَابِرْ دُرُوبَ الصَّمْتِ فِي عُمْرِي يُنَادِينِي ، تمَرَّدْ أيُّهَا الشَّاعِرْ، فَلاَ صَحْرَاءَ تَحْرِمُنَا مِنَ الصَّبْرِ، وَلَا مِرْآةَ تَحْمِينَا مِنَ الغَدْرِ، تَمَرَّدْ أَيُّهَا الشَّاعِرْ، فَلَا زَالَتْ جُسُورُ مَدِينَةِ السِّحْرِ، تَلُوكُ هَوَاجِسَ البَشَرِ، وَتُلْقِيهَا إِلَى النَّهْرِ وَلَا زَالَتْ بِجُعْبَتِهَا حِكَايَاتٌ عَنِ الحُبِّ ، عَنِ اللُّقْيَا ، عَنِ الهَجْر’، وَلَا زَالَتْ تُخَبِئُ فِي تَوَازُنِهَا دَوَاوِينًا مِنَ الشِّعْرِ مَوَاعِيدٌ غَرَامِيَّه عَلَى خَصْرٍ مِنَ الرِّيحِ مَسَافَاتٌ مِنَ النَّقْرِ عَلَى دُفٍّ مِنَ الرِّيحِ بِدَايَاتٌ،نِهَايَاتٌ عَلَى الجِسْرِ. |
رد: مرايا الرمل
جميلة مرايا رملك العاكسة سر سحر وادي الرمال لتلقي نورها من على الجسر ، جميل بوحك ياابن حاضرة الجسور المعلقة ، آنسني نبضك الشفيف الشاعر ...
تحياتي شاعرنا المبدع بوبكر عيساني. |
رد: مرايا الرمل
إنه بوح من ذاق ظمأ المسيرة ، وتفننت الدروب في خداعه واحتمى بالقلم الذي لا يخون صاحبه طالما كان وفيا لحقيقة ما يجول في غياهب نفسه، أشكر حضورك سيدي.
|
رد: مرايا الرمل
يبدو أني أضعت كثيرا من الجمال الذي ترسمه أيها الشاعر الأريب فهذه أول مرة أقرأ لك حقا جميلة راقية تستحق أن نمكث بين ثناياها طويلا كيف لا وهي ملأى بالصور الراقية المغلفة بلغة سلسة محببة للنفس فشكرا لك |
رد: مرايا الرمل
مرايا الرمل، نصوص رائعة أستاذ عيساني بوبكر
وتستمر مسيرة التألق وتستمر في عزف ألحان الإبداع سلمت يداك على هذا النص الجميل |
رد: مرايا الرمل
شكرا كثيرا على هذا الإطلالة الجميلة يا صقر ، وأعد صديقي بالمزيد دمت سندا.
|
رد: مرايا الرمل
أيها الفلسطيني الجميل ، أسأل الله أن يعيد لكم أرضكم المسلوبة .كل الفلسطينيين شعراء يعشقون الأرض والتراب أكثر من أي شعب في الدنيا وحقّ علينا أن نحبهم ...أحبك يا صديقي علاء.شكرا لك
|
الساعة الآن 34 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية