منتديات نور الأدب - الأرزاق من عند الله

عاش شقيقان في حي من أحياء المدينة أحدهما فقير
لايكاد يملك قوت يومه اما الثاني فغني جدا ، و
كان هذا التناقض العجيب الإجتماعي بين الأخوين
غير المفهوم لدى سكان الحي مدعاة للمز والهمز
بشكل يلقي بالتبعات على الشقيق الغني .
وفي مناسبة من المناسبات اجتمع نفر من هذا
الحي بالساحة العمومية وكان من بينهم الشقيق
الثري فأثيرت هذه الظاهرة من جديد، فرد هذا
الأخير عليهم بأن الدنيا حظوظ وأن حظ أخيه هو
الفقر فحسب والأرزاق في كل الأحوال هي من
عند الله سبحانه وهو الذي يجعل من يشاء من
عباده أغنياء ويجعل من يشاء منهم فقراء ويجعل
بإذنه فئة ثالثة بينهما .
لم يهضم أغلب الناس حجته وتصاعد الجدال بين
من يؤيدها وبين من يعارضها، وبينما هم كذلك
إذا بالأخ الفقير يظهر من بعيد قادما إلى حيث
الجماعة فطلب الأخ الغني من الجماعة الإنتباه
ليثبت لهم صحة رأيه فأخرج من جيبه محفظة
مليئة بالنقود وألقى بها في طريق أخيه .
تقدم هذا الأخير قليلا ثم قال للجماعة :" كم
ستعطونني إذا جئتكم مغمض العينين دون ان
أخطيء الطريق ؟ "، أجابوه والحيرة تتملكهم
: ياشقي ، أتعطل نعمة البصرالتي وهبكها الله
سبحانه وتعالى والتي بها قد تكتشف خيرا
وفيرا في طريقك إلينا ، فلم لاتأتي وانت فاتحهما ؟
رد الفقير بإصرار : " أنا أريد أن أتحداكم ، فكم
ستعطونني إذا قدمت إليكم مغمض العينين دون
أن أخطيء الطريق ؟ "
ردوا عليه وقد أستوعبوا حجة أخيه إستيعابا
كاملا :" مادام الأمر هكذا فسنعطيك أقل قطعة
أو ورقة مما هو ميسر لك الآن لو جئتنا بصيرا ".
قدم الرجل كما أراد ، وكان حظه قطعة من فئة
10 دنانير .