منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   مسرحية هزلية وسيوف خشبية (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23456)

محمد الفاضل 25 / 07 / 2012 59 : 10 PM

مسرحية هزلية وسيوف خشبية
 
مسرحية هزلية وسيوف خشبية – محمد الفاضل

في سباق محموم وجو هستيري ممانع لايخلو من مفارقة مضحكة تجري الاستعدادات على قدم وساق لتهيئة موقع التصوير حيث يقوم المخرج ومساعدوه بإعطاء التعليمات الصارمة للكادر الفني والتقني بضرورة حفظ أدوارهم وتقمص الدور بشكل احترافي في محاولة يائسة لخطف الأضواء وصرف أنظار المشاهدين العرب عن متابعة المسرحيات الإقليمية المندسة ، والأجندات الخفية للقنوات المغرضة المنافسة للسوق المحلي ! تم رصد ميزانية ضخمة لإنجاح العمل المسرحي على أمل كسر الاحتكار وتحقيق أعلى الإيرادات في شباك التذاكر . بذل خبراء المعارك ومصممي الملابس والمكياج وطاقم العمل جهداً غير عادي لإضفاء لمسة واقعية على العمل وذلك بنصب صواريخ الممانعة الكلامية في عدة مواقع للإطلاق ، بشكل يوحي للجمهور بجدية المواجهة وذلك لبث الرعب في قلوب الأعداء ومحوهم من الخارطة .
يروق لحكامنا بين الفينة والأخرى ممارسة هوايتهم الأثيرة في إطلاق صواريخ الردع والردح الثوري العابرة للقارات ومختلف صنوف الأسلحة والمشادات الكلامية ، والخطابات الحماسية الساخنة ، وإطلاق الرصاصات الخلبية فوق خشبة مسرح الدمى في محاولة مستميتة لشد وجذب المشاهد العربي الذي أضحى يحفظ السيناريو عن ظهر قلب في مشهد درامي لايخلو من كوميديا سوداء تبعث على الضحك حد البكاء . فجأة قرر الحاكم أن يظهر مواهبه الفنية في الإخراج المسرحي مستعيناً بطاقم العمل الممانع من نجوم صف أول وصف ثاني ، وكومبارس ومهرجين ومطبلين وعازفين . ولأن حكامنا مولعون بعالم الشهرة والأضواء حد الهوس ، فانهم لا يتركون فرصة أو مناسبة للظهور إلا واغتنموها في محاولة مريضة للبقاء فوق خشبة المسرح وتحت الأضواء أطول فترة ممكنة !

وعلى الرغم من الأداء الغير مقنع للممثلين ، يصر المخرج على المضي قدماً في عرضه المسرحي المتفرد غير عابئ بعبارات الاستهجان والصفير التي تعالت خلف الكواليس وفي أوساط المشاهدين . نحن أمام مشهد درامي ملئ بالتناقضات ، يحمل في طياته الواقع الأليم والمر لحجم المأساة والهموم التي ينوء تحت وطأتها جمهور اعتاد على التهميش طيلة عقود.
وفي مشهد يحاكي شخصية (دون كيشوت)للكاتب الأسباني سرفانتس,وهو يحارب طواحين الهواء ، ظهر الممثلون ببزاتهم العسكرية ونياشينهم القصديرية التي توزعت فوق صدورهم بحجم خارطة الوطن ! وهم يرقبون المناورات العسكرية الهزلية في مشهد كوميدي يبعث على القرف والبصاق .
وفي نهاية العرض خيم على المكان صمت مطبق وأسدل الستار والجمهور في حالة وجوم وذهول من كم المشاهد المضحكة مقارنة مع حجم القمع والقتل اليومي خارج خشبة المسرح ، مع فارق أن الدماء التي تسيل هي دماء واقعية وليست فنية ، والرصاص الذي ينهمر فوق رؤوس المندسين الذين لم يعجبهم العرض هو رصاص حي ، ممانع بامتياز وليس خلبي !!!!

مسرحية هزلية وسيوف خشبية – محمد الفاضل

ميساء البشيتي 27 / 07 / 2012 15 : 03 PM

رد: مسرحية هزلية وسيوف خشبية
 
مساء الخير أخي محمد
صدقني أنا احترت من أصدق وماذا أصدق
الطرفان يمارسان الحيلة والخداع
والطرفان متورطان لقراقيش أذانهما
في البداية قبل أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه الآن
كان من الممكن أن أقف مع أو ضد .. أما الآن فقد تستغرب
أنا ضد وعلى طول الخط .. أنا ضد جميع الأطراف طالما الدماء انسكبت
والبلاد دمرت وحصل كل هذا الخراب فالجميع متورط ولا أعفي
أحد من المسؤولية لأنه لم تعد هناك ثورة بل مجازر ومذابح ولم يعد يفيد
أن نقول مع أو ضد في النهاية كل من تبقى مشروع قتيل ؟
الجميع متورط والسيوف للأسف ليست من خشب وإلا فكيف تفسر
كل هذه المجازر .. الكل سن سيفه على رفبة الطفل والعجوز والمريض
ولم تسلم النساء فقد كانت كبش الفداء الأعظم ..
في النهاية الثمن كان فادحاً جداً والكل مسؤول
شكرا لك اخي محمد والله يعيننا بعد ما تضع الحرب أوزارها
ونحصي الخسائر عندها لن نجد ما يقال ..
رمضان كريم أخي .

محمد الفاضل 27 / 07 / 2012 53 : 08 PM

رد: مسرحية هزلية وسيوف خشبية
 
مساء الخير أخت ميساء

ياسيدتي في عصر كثرت فيه التجاذبات وتعقدت وتشابكت المصالح وطغت فيه الأهواء ، غدت مهمة البحث عن الحقيقة وإماطة اللثام عن النوايا الحقيقية والصفقات التي تتم في دهاليز وأروقة السياسة ، ومراكز صنع القرار مهمة شاقة يكتنفها الكثير من البحث والتقصي والتمحيص بغية محاولة فك رموز كيمياء السياسة ومعادلاتها السرية ، فضلاً عن قراءة مابين السطور لكشف المستور. وبعيدا عن التعصب والمهاترات والجدل البيزنطي للوصول إلى جوهر الحقيقة بعقلية مستنيرة وتفكير منطقي قائم على التحليل الموضوعي ، تقتضي الأمانة العلمية دراسة معطيات الحالة السورية والنتائج المستخلصة بعقلية منفتحة وبعيدا عن الشتائم وكيل الاتهامات.
وللوصول إلى الحقيقة بمنطق وأدوات تحليلية موضوعية يجب على الباحث أن يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف وبدون أي تعصب أو تحزب . وقبل أن أسترسل أقول هل من العدل والإنصاف أن نساوي بين الضحية والجلاد؟
وحرصاً مني على عدم الدخول في متاهات وتجنب الإتهامات وللحفاظ على المصداقية ، سوف أطرح بعض الأسئلة التي تدور في خلد الجميع.
من ذبح المقاومة الفلسطينية في لبنان ؟ ماذا عن جبهة الجولان؟ من ارتكب المجازر المروعة في سجن تدمر في الثمانينات ومجزرة جسر الشغور ، ومجزرة حماة الشهيرة التي راح ضحيتها عشرات الاَلاف ؟ من حول لبنان إلى فوضى ونشر فيها الدمار؟ من كان يتحكم في لبنان ؟ أليست المخابرات السورية؟

هل كان هناك في وقتها متاَمرين ومندسين لكي نتهمهم ونبرئ النظام؟ من فرق شمل المقاومة الفلسطينية وزرع الفتنة بين جميع الفصائل؟
من كان يصدر الإرهاب إلى العراق؟
من قام بسحق وقتل جميع أطياف المعارضة وإيداعهم السجون الثورية؟ من قام بقلع أظافر الأطفال وتعذيبهم بوحشية ؟
من يقصف القرى والمدن الاَمنة ويمثل بالجثث؟ لماذا كانت ومازالت جبهة الجولان أبرد منطقة في العالم؟
كيف يمكن أن نساوي بين الضحية والجلاد؟ هل هذا انصاف وعدل ؟
من يتاَمر على من ؟ من يقف مع النظام ؟ أليس العالم برمته يتاَمر على هذه الثورة دفاعاَ عن اسرائيل؟
وأخيراً ماذا نقول للأمهات الثكالى والأطفال الأيتام ؟
هل نقول لهم بأن الشعب السوري يتاَمر على بلده ؟ وأن النظام مغلوب على أمره وبذلك نعطيه مبرر لمزيد من القتل؟
هل نخبرهم بأن الشعب السوري صاحب أقدم حضارة قد تحول فجأة إلى مجاميع من الرعاع والذين يسهل التغرير بهم ؟ هل يمكن أن يبيع الشعب السوري شرفه مقابل مال العالم كله؟
لماذا يجب على الشعب أن يخرس ويتحمل كل تلك العقود من القهر والبطش؟ وعندما طفح الكيل وثار أصبح إرهابي ؟ لماذا ندافع عن الأنظمة القمعية بهذه الحماسة ؟ ألا يحق للشعوب أن تثور ، أم هو حرام على الشعب السوري؟
هل سوريا بلد ديموقراطي ونحن لاندري؟ هل أصبح النظام يحب الحرية ؟ ألم يغير الدستور في غضون دقائق من أجل سيد الدار الجديد ؟ هل هذه هي الحرية التي تتكلمون عنها ؟
أبناء جلدتنا يذبحوننا ويهدرون كرامتنا ويجب أن لاننبس ببنت شفة فنحن كما يقولون دولة ممانعة وبالتالي لاصوت يعلو فوق صوت المعركة. سنوات طوال ونحن نستقطع من قوت أطفالنا لنبني هذه القوات ليوم المحن.

جزماتهم العسكرية تدوس وجوهنا وجباهنا وتترك أثرا عميقا وجرحا لايندمل ويجب أن نسكت فنحن دولة ممانعة والوطن مستهدف. نقتل بدم بارد وتمتهن كرامتنا ويجب أن نسكت فنحن مندسون ولا نستحق الحياة !! كيف نجرؤ؟؟؟




مع خالص الود والتقدير


الساعة الآن 25 : 02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية