![]() |
أطفال لكنهم ...كبار
[align=center]
من غريب الاقدار اني دائما كنت أحلم أن أعمل بالتدريس ربما لان هناك معلمين وأساتذة تركوا في نفسي بصمات لا تمحى .. ورسمت لهم في قلبي صور الناس المثاليين الذين يصنعون العالم المشرق بحق... وربما كذلك كانت تبهرني تلك السلطة التي كانت تبدو لي مطلقة للمدرس في الفصل الدراسي... وتحقق الحلم ... وفي نفسي اينعت كل مشاعر الفرح والسعادةالغامرة ... وبدأت المشوار لأصحح الكثيرا لكثير من المفاهيم والافكار التي كنت أحسبها يوما ما صحيحة .في قسمي بدأت أفهم ان الطفل الذي بين يدي هو الانسان ..الذي نصنع مجده حين نعلمه كيف يحترم ذاته كانسان ....وأن القسم خليط من كل الأفكار والقناعات والأعراف والبيئات السائدة المتجذرة في مجتمعي... واني لست اكثر من جزء من جماعة لكني أملك أن احرك كل الجماعة نحو الخير او نحو الشر نحو الايجابي او السلبي... نحو المهم او التافه ..عندما تغرس كلماتي قيما أو سفها أوعدمية قد يسبح فيها خيال انسان.. أدركت ان المهمة أصعب من تصوري وأن حلمي كان اكبر مني ..لانه من هنانصنع الانسان ليشقى ..او ليرقى..واني حين اعلم اتعلم .نعم أتعلم وفي كل يوم دراسي أزداد معرفة بالانسان لاني معهم أعيش عوالم من الحياة وصورا مختلفة من الخبرات واكثر ما أدهشني اني اكتشف يوما عن يوم ان مفهومنا عن الاطفال قاصر..لانهم دائما اكبر وأوعى مما يمكن أن نتصور..;وانهم على احاطة شبه كاملة بحقيقة الاشخاص أو الاحداث لأنهم يستطيعون بصفاء نفوسهم أن يصلوا الى الحقيقةالتي قد تغيبها النزعات الفردية أو المصالح الذاتية لدى الكبار.ووقفت على حقيقة ما قال لنا يوما أحد اساتذتنا ..أن هؤلاء الاطفال يصلون دوما بذكاء لفهم تفاصيل شخصية الأستاذ...ويقفون على عمق شعورك نحوهم فان أعطيتهم محبة بذلوا لك منها الكثير ..وان شعروا منك بكراهية او نفور لا شك تجد منهم أضعاف ذلك ...وساءني اكثر ما ساءني أن أكتشف أن الاطفال في بلادنا دائما يكبرون قبل الاوان فتخاطب ولدا لتجد بداخله رجلا وتخاطب فتاة لتجد بداخلها أمراة لذلك وصلت الى نتيجة ربما تحمل بعض المصداقية أن بيداغوجيات التربية العالمية أو بصفة اوضح الغربية قد تكون غير ذات جدوى في مجتمعاتنا ليس لأنها غير صحيحة بل للفوارق الكبيرة بين ظروف ونفسية الطفل في الغرب وبين ظروف وحياة ونفسية الطفل في مجتمعاتنا..لطفل يكبر قبل الأوان نحتاج لسياسة تربوية محلية تراعي ظروف وبيئة أطفالنا ..وفهمت كذلك أن أرقى صور معاملة الأطفال أن تشعره دوما بالمحبة والاهمية داخل جماعة القسم ..مهماكان مستواه التعليمي فقد لا نكسب طبيبا او مدرسا أو مهندسا بارعا للمجتمع لكننا على الاقل بل على الاكثر سنكسب انسانا سويا وصالحا يعرف كيف يحترم نفسه ويقدرها ويقدرأهميته في مجتمعه ..لأن غيرنا ارتقى حين أدرك قيمة الانسان وفهم ان اي تنمية وحضارة تبدا من...احترام الانسان.ا [/align] |
رد: أطفال لكنهم ...كبار
السلام عليكم
لقد شدني مقالك ، أقرأه بشغف إلى آخر سطر .. ولا أملك إلا أن أحييك . لأنك ذكرت ما يجب أوعلى الأقل ما يمكن ذكره عن هذا العالم الصغير الذي تلتقي فيه ثلة من المتعلمين مع مدرسهم .. هو عالم فريد من نوعه .. لا يخضع لرقابة أحد سوى الله والضمير .. رغم زيارة المفتشين ، ورقابة رئيس المؤسسة . فذلك يبقى شيئا رتيبا دون جدوى إذا انتفى الوازع الديني و الأخلاقي . أماعن أطفالنا . فأنا من رأيك . هم يكبرون قبل الأوان لأننا نعاملهم على أنهم كبار في وقت يجب أن يعيشوا فيه طفولتهم و مراهقتهم .. و في المقابل .. نعرض عنهم إذا أبدوا آراءهم وأدلوا بدلوهم ، بحجة أنهم صغارا .. هو موضوع ذو شجون ، أختي ، و أشكرك على طرحه .. وأريدك أن تتفضلي بقراءة قصتي القصيرة التي سوف أنشرها عما قريب بمنتدى القصص القصيرة .. وعنوانها "الصبــــار" .. دمت أختي إثراء لـ"نور الأدب" |
رد: أطفال لكنهم ...كبار
أخي الكريم حسن يسعدني حرصك واهتمامك وتشجيعك...التعليم في بلداننا العربية...يتخبط في مشاكل لاأ ول لها ولا آخر...فلا اقل من ان نضمن اطارا نظريا صحيحا للتواصل مع أبنائنا التلاميذ...ربما تسعفنا الخبرة والقراءة وتبادل التجارب...وكثير من التفهم لجيل مختلف عنا....لك تقديري ..ان شاء الله اطلع على جديدك
بارك الله بك |
رد: أطفال لكنهم ...كبار
[frame="1 98"] أختي الحبيبة غالية كلام جميل جدا ً ومنطقي للغاية الأساليب التربوية المستوردة أبدا ً لا تناسبنا نحن شعوب نعيش ظروف مختلفة جدا ً عن الأخرين لذلك نحن الأقدر على صياغة هذه الأساليب التربوية ومراعاة تنفيذها بالشكل المناسب . شكرا ً لك عزيزتي ودمت بهذا التألق [/frame] |
رد: أطفال لكنهم ...كبار
إنت محقة ياغالية بكل حرف كتب في هذا الموضوع وبالفعل إن أحترام الإنسان هو الطريق نحو التنمية وهو الدرب لبناء الحضارة لإن الإحترام يقوي الروابط الإجتماعية بين المجتمعات ويجعل للحياة معنى.
وبالنسبة لقولك أن الطفل في المجتمعات العربية يكبر قبل أوانه فهذا كلام صحيح مئة بالمئة لإن مايقاصيه الطفل العربي يشد من عوده ويجعل منه إنساناً ناضجاً قبل أوانه ودليل كلامي هو أطفال فلسطين لقد ولدتهم أمهم رجالاً لم يعرفوا معنى الطفولة يوماً لم يكتب لهم القدر التمتع بهذا العمر وبالفعل إنهم أطفال كبار..... |
رد: أطفال لكنهم ...كبار
العزيزة ميساء ...أشكرك على تشجيعك الدائم
أما مشاكل التعليم...في وطننا العربي فلا حصر لها رغم الاصلاحات المتكرة لك تقديري ومودتي:sm135: |
رد: أطفال لكنهم ...كبار
العزيز كنان...أشكر تفاعلك ...آراؤك صحيحة...عندما نعلم الانسان كيف يحترم ذاته...فنحن نؤسس لمجتمع سليم
يمكنه البدء في بناء ذاته الحضارية...لكن والله يا كنان اولئك الصغار احيانا عم يوجعولي راسي كتير كتير من الفوضى :sm215: تحياتي وتقديري |
الساعة الآن 33 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية