![]() |
معجم محمود محمد شاكر
معجم الأستاذ محمود محمد شاكر ثم كان من بعده كتاب ( معجم محمود محمد شاكر) ليؤكد أن للغة فضاءات بلا حدود ، وتجددا دائما ، وتطورا دؤوبا ، يستطاع تحقيقه، إن امتُلِكت الأداة ، لئلا يكون العملُ أخدجَ ، غير مكتمل الولادة . ** ** ** ** ** ** وُلد في محافظة الإسكندرية عام 1327 هجرية ، 1909 م . ومع بداية عام 1922 م ، أتمّ حفظ القرآن الكريم ، وبدأ بالتتلمذ على الشيخ العلاّمة سيد بن علي المرصفي ( ت : 1931 م ، من جماعة كبار العلماءفي الأزهر )، فقرأ عليه كتاب (الكامل ) للإمام محمد بن يزيد المبرّد (210 - 285 هجرية)، وحماسة أبي تمام حبيب بن أوس الطائي ( 188 - 231هجرية) ، وشيئا من (أمالي القالي ) إسماعيل بن القاسم ( 288 - 356 هجرية ) ، وبعض أشعار الهُذَليين ( التي وصلتنا عن طريق الحسن بن الحسين السّكري 212 – 275 هجرية ). وتعرّف على الدكتور طه حسين (ت: 1973 م )، الذي كان يتردد أيضا على الشيخ المرصفي للقراءة عليه ، وكان الدكتور طه في نحو الخامسةوالثلاثين . وراسل الأستاذ مصطفى صادق الرافعي ( 1880 م - 1937 م) ، وهو طالب في المرحلة الثانوية سنة 1923 م ، واتصلت المعرفة بينهما إلى وفاة الرافعي . وفي عام 1926 م حصل على شهادة البكالوريا/ القسم العلمي ، فقررالالتحاق بكلية الآداب- قسم اللغة العربية (ربما نتيجة تأثره بشيخه المرصفي ) .وكان مدير الجامعة آنذاك الأستاذ أحمد لطفي السيد ( 1870 م -1963م ) أستاذ الجيل ، يرى أن لا حقّ لحامل البكالوريا/ القسم العلمي في الالتحاق بالكليات الأدبية ، فتوسط لديه الدكتور طه مزكيّا ، فكان ذلك وراء قبوله بالكلية . وظل في كلية الآداب حتى السنة الثانية، فنشب بينه وبين أستاذه الدكتور طه حسين ذلك الخلاف الشهير في مسألة الشعر الجاهلي،موقنا أن ماتوصل إليه أستاذه طه حسين ليس من البحث العلمي النزيه المجرد،ولكنه انتحال لمقالة نشرها المستشرق مرجليوث ( دافيد صمويل مرجليوث الإنجليزي 1858م - 1940 م) في مجلة الجمعية الملكية الآسيوية عام 1925 م ، وكان قرأها قبل دخوله الجامعة . فاشتد الأمر واحتدم . ولما طال النزاع ، تدخل في مناقشته بعض الأساتذة من المستشرقين كالأستاذ نَلّينو(كارلو ألفونسو نَلّينو ،ت1938م )،والأستاذ جويدي (إغناطيوس جْوِيدي 1844م – 1935 م ) وكلاهما من إيطالية ،وكلاهما كان يعرف حقيقة سطو الدكتور على مقالة مرجليوث ، ولكنهما كانا يداورانه ويماحكانه ،إرضاء للدكتور طه حسين . فسقطت صورة الجامعة المثالية من صدره ، فقرر تركها ، مغادرا مصر كلها ، وكان ذلك عام 1928 م . سافر إلى الحجاز مهاجرا، وأنشأ هناك مدرسة جدّة السعودية الابتدائية ، بناء على طلب من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (1876 م– 1953 م ملك المملكة الأول ومنشئها )، وعمل مديرا لها ، لكنه ما لبث أن عاد إلى القاهرة أواسط عام 1929 م . وفي عام 1928م أسس( جمعية الشبان المسلمين ) مع ابن خالته عبد السلام هارون،وكان هدف الجمعية نشرالعلم الصحيح،بمختلف أنواعه، عن طريق خيرة من علماء المسلمين،فلا يدخل هذه الجمعية إلا من توفرت فيه شروط العالِم .ولكنه تركها لتغيّرالغرض الذي أنشئت من أجله،فقد صارهمّ الجمعية جَمْعُ الرسوم المادية ، واستقدام الاشتراكات الجديدة أيّا كان هذا المشترك ودرجته العلمية . وما بين سنة 1929 م – وسنة 1936 م انصرف إلى قضية الشعرالجاهلي، فأعاد قراءة التراث الإسلامي ، قراءة شاقة صبور، طالبا اليقين فيها لنفسه،فاكتسب عن طريق التدرب والتأمل والتحليل ( منهجا ) بديعا في النقد والتحليل وشرح النصوص ،( كان إمامي في كل ما أكتبه وما أقرأه .بل إنني ما عرفت صواب القراءة إلا بسحر حذقه وعبقرية منهجه ! وعلى ذلك المنهج بنيت أسس دعائم كتبي! حتى أن أحد أساتذتي قال لي :أنت تسلخ معاني الأستاذ محمود محمد شاكر! وغفل أن المحب يتمثل خُطا الحبيب حذو القذة بالقذة دون أن يقصد لذلك.وعددتُ كلامه فخرا كبيرا لي،ووساما بيّنا ، لأنه يعني صحة ما تعبت من أجله وحرصت عليه. بل وسامي الأكبر كان وقتما زرت الأستاذ رحمه الله في منزله بالقاهرة سنة 1993 م ،وأطلعته على مقدمة تحقيقي لكتاب عيون الأخبار لابن قتيبة،فقال لي : دي مش مقدمة كتاب ! ده شعر! فلم تسعني الدنيا فرحا ، ولم تزل !) . وفي هذه الفترة ، شارك الأستاذ محمود في الكتابة في المجلات والصحف ، فكتب في مجلتي الفتح والزهراء ، لصاحبهما محب الدين الخطيب (1886 م-1996 م) ، مترددا على دار المطبعة السلفية ، فتعرّف هناك على الأستاذ أحمد تيمور باشا ( 1871 م- 1930 م ). وأولى مقالاته كانت في مجلة المقتطف سنة 1932 م ، ثم كتب في مجلة الرسالة والبلاغ وغيرها من الصحف.وبناء على دعوة صديقه فؤاد صَرّوف(1900 م- 1985 م) صاحب المقتطف ، ساهم في اختيار وترجمة مجلة(المختار)بدءا من عددها الثاني ، ولكنه توقف بعد قليل . مقدّما مستوى للترجمة الصحفية لم يُعرف من قبل ، مُدْخلا عددا من المصطلحات الجديدة في اللغة للتعبيرعن وسائل واختراعات حديثة من نوع ( الطائرة النفّاثة ).وما زالت عناوين ( المختار) التي كان يصوغها نموذجا في هذا الباب . وبعد وفاة الرافعي نشأت صحبة وصداقة عميقة بينه وبين الأستاذ عباس محمود العقاد (1889 م- 1964 م ) ، خاصة بعد صدور كتابه ( المتنبي)عام 1935 م. وفي سنة 1938 م أخذ امتياز مجلة ( العصور) لتصدر أسبوعية ، بعد أن كانت شهرية . وصدر منها عددان ،ثم توقفت عن الصدوربسبب ضعف الإمكانيات المادية .وفي هذه الفترة ، قامت علاقة وطيدة بينه وبين الكاتب الكبير يحيى حقي(1905 م- 1992م)،والشاعر المبدع محمود حسن إسماعيل(1910م- 1977 م) مجدد طارئ جمود الشعر العربي. وفي سنة 1950م تعرّف على الأستاذ فتحي رضوان( 1911 م- 1998 م) مؤسس الحزب الوطني الجديد عام 1949م،واستمرت صلته به والمساهمة بالكتابة في مجلته(اللواء الجديد ) حتى إلغاء الأحزاب السياسية في مصر عام 1953 م . وابتداءا من عام 1952 م ، تفرّغ للعمل بالتحقيق ونشر النصوص ، فأخرج جملة من أمهات الكتب العربية،كما نشر قصيدته الشهيرة ( القوس العذراء) وهي استلهام فريد لقصيدة الشّمّاخ (بن ضرار الذبياني،وهو شاعرمخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام وتوفي نحو سنة 22 هجرية) في وَصْف القَوْس ، ثم أعاد نشرها عام 1964 م . وفي سنة 1957 م أسس مكتبة دار العروبة لنشر كنوز التراث الإسلامي، ووُضعت المكتبة تحت الحراسة سنة 1965 م بسبب اعتقاله . (اعتُقل الأستاذ مرتين في عهد الرئيس جمال عبدالناصر(ت:1970 م ) ، الأولى نحو من سنة 1959 م ، والثانية من 31 آب/أغسطس سنة 1965 م - وحتى 30 كانون أول / ديسمبر سنة 1967 م ). واختير عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية بدمشق منذ سنة 1980 م. وعضوا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1982 م . وفي سنة 1981 م ، مُنح جائزة الدولة التقديرية في الآداب . وفي أواخر سنة 1983 م نال جائزة الملك فيصل العالمية . ** ** ** ولا أظن أن تشبيه امرئ القيس قد جاء إلا بعد الصفة التي وصف بها الترائب بقوله ( مصقولة ) ، فإن هذا النعت يحمل من معاني النعمة والترف وحسن الغذاء والصحة والامتلاء وغضارة البشرة واستوائها وخفاء العظام من تحتها، وخلوها من الخشونة والمسام التي تكون كمغارز الإبر في الأديم، ما لايدرك إلا بالتأمل .والمرأة تعلم موضع الفتنة من هذا المكان ، فهي تحتال للكشف عنه بما يزيده لألاء وبهجة ، والرجل يرى فيه من روائع الجمال ما لا يراه في غيره ، ولذلك أمر الله نساء المؤمنين أن يضربن بخمرهن على جيوبهن ( المعجم 150 ). فتتساءل ، وأنت مع عوالم الأستاذ محمود : هل كان بيانه لغوامض كلم الغابرين شرحا ذكيّا لنصوص العربية ؟ أم هو جهدٌ تَمّم بناءَ المتأخرين ،وقتما قدموا كتبَ الأوائل بصورة حية جددتْ جوهرَ التراث ، ونقلتْ طارئ جموده إلى أصيل حركة دائبة ،جمّعت الأزمنة ،وأكملت الصورَ ، برفق بديع فريد ؟ أم وَكْدُه ، كان ، بَعْثَ التراثِ اللغوي والديني وعلوم الإسلام ،لتتواصل الأزمنة الأولى بكل طاقاتها ، فتصيغ وجودا مميزا ، يبدأ نهضة صحيحة ، تبدأ من حيث ينبغي البدء ؟ أم كان هذا هو كله ؟ ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحملْ علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملْنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ). |
الساعة الآن 53 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية