منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قاعة الندوات والمحاضرات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=438)
-   -   الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23551)

هدى نورالدين الخطيب 10 / 08 / 2012 29 : 11 AM

الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]
يسخر البعض منا ويقولون أننا كأمة مصابون بداء التوجس من كل شيء واعتبار كل ما يحدث يتبع لـ: " نظرية المؤامرة "
أما الحقيقة فإن المؤامرة أو المؤامرات علينا وعلى أمتنا ووطننا الكبير بكل أقطاره واضحة وضوح الشمس وتوجسنا في مكانه لكنه توجس سلبي أو سالب معطِّل، حيث أن معظمنا يجلس وينتظر وكأن كل ما يراد لهدم هذه الأمة وتفتيتها قدر محتوم مثل الولادة والموت والبراكين والهزات الأرضية!!
لنعد مرة إلى الخلف لعلنا نتعلم
الوطن القومي لليهود والصهيونية العالمية ووعد بلفور ومخططات سايكس - بيكو إلخ...
في حقيقة الأمر حين نعود للوراء ونقرأ نجد أنها معلنة لم تأت بغتة، لكننا نحن لم نفعل شيئاً لتداركها بالشكل والتوقيت الصحيح والمنظم.
كذلك اليوم نعيش نفس الهاجس
مشروع الشرق الأوسط الجديد وتقسيم الوطن الكبير إلى كنتونات عرقية وطائفية متصارعة!
نعرف المخطط ونعرف أنه قد رصدت له ميزانية كبيرة
نعرف كعرب وغير عرب شركاء في هذا الوطن من محيطه إلى خليجه أن قوتنا في اتحادنا وأن القضبان تفرق ليسهل كسرها ليس إلا وأن أي مجموعة عرقية أو دينية ليست أكثر من ثور أكل يوم أُكل الثور الأبيض وأنه لا يلزم أبداً أن تكون أي أمة من عرق ودين ومذهب واحد وأن كل الأمم لديها أعراق وديانات وأحياناً لغات شتى وأننا أكثر الأمم التي لديها ما يجمع أكثر مما يفرق، ومخططات الغرب ليست قدراً محتوماً إن لم نساعدهم نحن على أنفسنا لتنفيذ مخططاتهم الشريرة لتمزيق الأمة.
الحرب الايرانية العراقية الطويلة، إعداد وتدريب البشمركة وصولاً إلى أحداث أيلول / سبتمبر 2001 مروراً بتنظيم القاعدة المخترق من قبل عدد من الحكومات وحكاياته المبهمة منذ بداية تشكيله، التخطيط والدفع لاحتلال العراق للكويت ثم حصار العراق القوي المنيع والعمل على تفكيكه وصولاً إلى احتلاله من قبل أميركا وتسليمه إلى إيران رغم العداء بينها وبين أميركا كما يشاع!
الحكومة العالمية بين الوهم والحقيقة أو ما يعرف بسطوة الصهيونية العالمية
كيف نرتب الأحداث حتى نتمكن من فهمها قبل أن نصل للربيع العربي الذي يراه البعض تلقائياً كتعبير عن طول الظلم والفساد والديكتاتورية وإذلال الشعوب وسرقة مقدراتهم وصولاً إلى الخيانة والتعامل ضمن اتفاقيات تعتبر بمجملها ضد مصلحة الوطن، بينما يرى البعض الآخر هذا الربيع ليس أكثر من تنفيذ مقصود في تحريك الشعوب وخلق حالة ما عرفت عنه يوماً أميركا في زمن سيء الذكر بوش - جونيور بمشروع " الفوضى الخلاقة "
وظهرت بالتزامن مع كل هذا وثائق " ويكليكس " المختارة بعناية بحيث لا تمس هيبة الكيان الصهيوني والدول الاستعمارية الكبرى.
وجهات نظرنا أكثر من أي وقت مضى تختلف بين موالاة لأنظمة إجرامية ومعارضة بعضها الشريف وبعضها العميل وفريق ثالث هو بحد ذاته أكثر من فريق وأكثر من رأي، لكننا جميعاً مهما اختلفت آراؤنا يسكننا الخوف من الغد ويقتلنا سيل الدماء، هرمنا من شدة الألم، نتلوى حزناً على ما نرى ونسمع
أقل من سنتين مرت علينا وكأنها ألف سنة
لو توقفنا لحظات في مصر وما حدث مؤخراً في رفح نلمس حجم المؤامرة وقوة فلول النظام الخائن ودهاء الصهاينة والفلسطيني هنا وهناك ما زال من السهل تحميله تبعات كل شيء فإسرائيل ترتكب الجريمة والفلسطيني يتهم بها ويدفع ثمنها وتغلق من دونه الأبواب!!
على هامش الحديث سألني أحدهم بالأمس عن رأيي فقلت له:
"برأيي أن نبني محرقة شاسعة تشبه محارق بورما على أكبر مقاس يرمى بها كل الفلسطينيين!!"
لم أكن أمزح - كنت غاضبة وما زلت - هنا يقتل الفلسطيني وهناك يتهم!
إسرائيل تخطط وتستأجر من ينفذ لها جرائمها والفلسطيني دائماً هو المتهم بل المجرم
ربما من أجل هذا أمس الأول رفعت على الشريط مادة شاعرنا الغالي الأستاذ طلعت " احذروا الإيدز الإسرائيلي!! "
ولكن!!
الإيدز وإن يكن إسرائيلي فالفلسطيني هو المتهم به، والنتيجة مخالب الخونة تقوى والتشرذم يردنا للخلف فالإسرائيلي بريء بل وبطل يكشف الجريمة ويتصدى لها والخائن بريء أيضاً ، والضحية منا وكذلك المتهم!
قهقه أيها الظلم ويا أيتها الجريمة فنحن أمة لا تتعلم الدرس أبداً ولا نبحث عن المستفيد على الأقل لنفهم ولا نقتل الشهيد مرتين
وهكذا تمر بنا الأيام
كم أتمنى أن نتدارس مع بعضنا البعض
ألسنا أمة تستحق الحياة؟
نستحق الديمقراطية وحكومات منتخبة والقضاء على الفساد والحفاظ على أمتنا وأمننا الوطني وإيجاد فرص عمل للشباب وأن تستفيد أوطاننا بعقولنا وأن تعيش شعوبنا حياة كريمة أسوة ببقية البشر والتطور والتحول من الاستهلاك إلى الاكتفاء الذاتي ونستحق أولاً وأخيراً ألا تكون مخططات الغرب ضدنا قدر محتوم
[/align]

حياة شهد 10 / 08 / 2012 41 : 11 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
ما يسعني كمشاركة أولى إلّا أن أضع علامة استفهام كبيرة ..
؟
قد تفي بالغرض مبدئيا ..
فهو الأصوب لأنّ ما يحدث في بلداننا العربية يحتاج لمزيد من التساؤلات و الاستفسارات العميقة
قبل محاولة وضع الأجوبة و بالتالي إيجاد الحلول .. رغم أنّ هذه الخطوة في رأيي مستبعدة لأنّ الصمت المحبط
المحيط يثير الخوف و الهواجس و الكوابيس من حولنا ..
فلو تساءلنا عن تلك الوضعيات الشاذة و الامور التي تحدث متناسقة تماما مخطّط لها
و التنفيذ كان تدريجيا و نحن نشاهد مسلسل الذّل و الهوان و نصمت بل و ننتظر الحلقات القادمة و ما تحمله من مفاجآت
العدو واحد و نحن أمة ... ؟؟؟
فأين الخلل .. لدينا عقول .. لدينا من المقومات و التاريخ و الدين ما يمكننا من اختراق العالم ..
لكن ... ؟؟؟
***
سيّدة النّور أشكر مساعيك النبيلة خدمة لكلّ القضايا العربية .. و فلسطين خاصة ..
ملف مهم .. أرجو أن يفتح أمامنا المزيد من الأبواب لتدارك أخطاءنا على الأقل في فهم ما يجري حولنا ..
و فهم رسالتنا و أهدافنا و ما يجب فعله أو التخطيط له ..
..
كلّ التقدير و المودة ..

مازن شما 11 / 08 / 2012 35 : 04 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]جزاك الله خيرا اختنا الغالية هدى نورالدين الخطيب على فتح هذا الموضوع،
تائه لاأجد جوابا شافيا ولعلنا امام مرحلة اصبح فيها الحق باطل والباطل حق

سريعا وعلى عجل أطرح للنقاش أسئلة مشروعة برسم الاجابة:

لماذا يسمح لمرسي ان يدخل سيناء بغير حساب ( طيران حربي، دبابات، اليات حربية وغير حربية والآف الجنود ) بينما لم يسمح من قبل بتعزيز تواجد جنود مصر بأبسط الاسلحة الفردية أو بزيادة عدد الجنود وذلك حسب اتفاقيات الاستسلام الموقعة بين الاحتلال والدولة المصرية؟.

هل تتصور أن يأتي يوم يصفق فيه العربي في مصر العربية عندما تدمر شرايين حياة قطاع غزة؟.

هل أصبحت دولة الاحتلال تقاتل بجنودنا (كمسلمين وعرب) وتحولنا بذلك الى قاتل وضحية؟.

لماذا تدفع دول البترودولار بسخاء "للربيع العربي" بينما هناك من هم بحاجة ماسة لمد يد العون لهم قبل ان يدفنوا احياء؟

لماذا كل هذا الصمت العربي على مايجري للمسجد الاقصى؟[/align]

عبدالكريم سمعون 11 / 08 / 2012 03 : 12 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
أستاذتنا الغالية هدى تحية طيبة وتقدير
من لهجتك في الخطاب يتضح لنا حجم الألم والأسى الذي يسكن قلبك مما يحصل
وهذا الألم حقيقة هو في كل قلب نقي حر ولكن نعود لنقول ما العمل ؟؟
ما هي الحلول ؟؟
ولا يحرك العالم سوى المال... وحده المال ..
كان يحرك العالم المال والدين ولكن الآن بكل أسف وبعد تسييس الدين من قبل البعض
أصبح العالم محكوم بالمال فقط
والأخلاقيات والقيم الإنسانية خلت من المجتمعات وإن وجدت فهي بيد من لا سلطان ولا نفوذ ولا مال له ..
ولا رأي لمن لا يطاع ..
الحال مؤسف بل محزن بل قاتل ..ولكن ....

تقديري لروحك المفعمة بالنور

عبدالكريم سمعون 11 / 08 / 2012 12 : 12 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن شما (المشاركة 155391)
[align=justify]جزاك الله خيرا اختنا الغالية هدى نورالدين الخطيب على فتح هذا الموضوع،
تائه لاأجد جوابا شافيا ولعلنا امام مرحلة اصبح فيها الحق باطل والباطل حق

سريعا وعلى عجل أطرح للنقاش أسئلة مشروعة برسم الاجابة:

لماذا يسمح لمرسي ان يدخل سيناء بغير حساب ( طيران حربي، دبابات، اليات حربية وغير حربية والآف الجنود ) بينما لم يسمح من قبل بتعزيز تواجد جنود مصر بأبسط الاسلحة الفردية أو بزيادة عدد الجنود وذلك حسب اتفاقيات الاستسلام الموقعة بين الاحتلال والدولة المصرية؟.

هل تتصور أن يأتي يوم يصفق فيه العربي في مصر العربية عندما تدمر شرايين حياة قطاع غزة؟.

هل أصبحت دولة الاحتلال تقاتل بجنودنا (كمسلمين وعرب) وتحولنا بذلك الى قاتل وضحية؟.

لماذا تدفع دول البترودولار بسخاء "للربيع العربي" بينما هناك من هم بحاجة ماسة لمد يد العون لهم قبل ان يدفنوا احياء؟

لماذا كل هذا الصمت العربي على مايجري للمسجد الاقصى؟[/align]






أستاذنا القدير والمحلل الواعي الأخ مازن شما تحية طيبة
تقديري الكبير لوعيك ونضجك ورؤياك السليمة لما يحصل ..
أرى ماتراه هو عين الصواب
شكرا لك
تحياتي

عادل سلطاني 11 / 08 / 2012 46 : 04 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
أولا أشكر الأستاذة هدى نور الدين الخطيب على طرح هذا الموضوع الراهن الهام المستفز وأشكر كل المتدخلين لإثراء هذه الندوة مغتنما هذه الفرصة الرائعة لأضع بين يدي القارئ النوري الجزء السادس الموسوم : أمركة الوطن العربي والهوية من الفصل الثالث الموسوم : العولمة من الصفحة 147 إلى الصفحة 154 من مذكرتي الموسومة : الألعاب الإلكترونية وتأثيراتها في إعادة تشكيل ثقافة الشباب في عصر العولمة..

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية حسب ميشال بوغنون إلى أمركة الشرق الأوسط فهي المنسق الوحيد لعملية السلام ، ليقدم الفلسطينيون الكثير من الضمانات والتنازلات وأمريكا مازالت تقود المفاوضات مع الأطراف المعنية بمفردها ، وسوريا لا تجري محادثات إلا مع الولايات المتحدة منذ حرب الخليج حيث أسعفها الحظ لتختار المعسكر الرابح ، ورغم فشل اتفاقيات أوسلو المزعج لواشنطن ، إلا أن السيطرة الأمريكية على المنطقة لم تتأثر بذلك، ومع وجود نقاط ارتكاز مثل المملكة العربية السعودية والكويت ومصر والأردن ، بجانبها إسرائيل المتذبذبة والمحيرة أحياناً ولكنها الحليف الأبدي لها، فسيطرة الولايات المتحدة على منابع النفط ومناورتها لمحاصرة إيران، وحظر التبادلات الاقتصادية والتجارية معها ، وفرضه على العالم أجمع بواسطة قوانين ( هلمز – بورتون وأماتو ) محاولة استخدام كل الأساليب لعزلها .[1]
وبشكل متناقض لموقفها تدعم طالبان ، مما يدفعنا أن نفكر جدياً حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الأمريكيون في الجزائر ، إنما تريد الولايات المتحدة تحقيقه على المدى المنظور يتجاوز الخنق الممكن للنظام الإيراني؟. [2]
فالولايات الأمريكية بعد زوال المعسكر الشرقي بدأت تنافس الدول الأوروبية على أماكن نفوذها في مستعمراتها القديمة ، محاولة إيجاد موضع قدم لها وتحقق لها الأمر في الجزائر وتونس والمغرب وليبيا ومصر لتكون المنسق الوحيد كطرف في معادلة السلام الواهية بين الفلسطينين والكيان الصهيوني مستغلة الفجوات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية لتجد المنفذ الذرائعي ، لتتدخل في هذه الدولة أو تلك ، فتارة تدعم حركة طالبان من أجل مصالحها لمرور أنبوب الغاز بالأراضي الأفغانية ، وتضييق الخناق على إيران كقوة تحاول قلب الموازين في الشرق الأوسط إضافة إلى أنها دولة نفطية ، وتدخلها السافر في العراق في حملتها الائتلافية الشرسة التي يعتبرها الباحث روجيه جارودي حربا من نوع جديد ، وحملتها الراهنة على النظام الليبي رغم دكتاتوريته واستبداده ودمويته بمباركة مجلس الأمن ، وتدعيم الإرهاب في الجزائر كما أشار إلى ذلك الباحث ميشال بوغنون إلا أن هذه التدخلات السافرة تعكس هشاشة الأنظمة العربية الاستبدادية القائمة.
يبين الباحث نبيل علي في كتابه الموسوم : الثقافة العربية وعصر المعلومات حينما تطرق إلى هويتنا القومية التي تتعرض إلى تهديدات العولمة التي أعطت لنفسها الحق في تجنيس ثقافات العالم ، وطمس خصوصياتها فعولمتهم هذه تريدنا أن نكون عالميين بلا تاريخ ، وبلا مكان لتضعف التكنولوجيا الاتصالية المتطورة الارتباط بالمكان وتسحق الزمان .[3]

أما المغرب حيث التوتر والألم يمثل اليوم مسرحا لإعادة توزيع الأوراق، ليتراجع دورفرنسا هناك لصالح الأمركة الزاحفة والماكرة، وفي تونس يحافظ النظام على وضعه بصرامة بواسطة حكومة قمعية إلا أن دورها المساعد على الاستقرار في المنطقة لا يمكن أن تتجاهله الولايات المتحدة ، مما يتيح لهذه الأخيرة أن تركز اهتمامها على الجزائر وليبيا .[4]

ففي الجزائر حيث الشعور المناهض لفرنسا فسيكون ذلك أمراً مستساغاً ، وبين مصر الحليفة القوية والجزائر المسيطر عليها لن تتأخر ليبيا بالسقوط ، وهذا ما تأمله الولايات المتحدة،وبعد اتهامها دون دليل مقنع بحادثتي لوكاربي وتـنره ، خضعت ليبيا لحصار اقتصادي لأربع سنوات فتت بنيانها بشكل ملموس .[5]

وفكك أيضا نسيجها الاجتماعي لتعود الصراعات القبلية إلى الظهور لتفقد السلطة السياسية المعزولة عن الشعب الكثير من هالتها وقانون هلمز – بورتون المطبق ( خارج كل شرعية حسب القانون الدولي ) ، خارج الأراضي الأمريكية ينال من كل الشركات الصناعية والتجارية التي تقيم علاقات اقتصادية مع ليبيا ، وقد وجد الكثيرون أنها إجراءات رادعة فعلاً إن طلقة الرحمة لن تتأخر كثيراً ، لأن السيناريو الأمريكي الأخير قد بدأ، ألم يعلن جهاز السي. أي. أيه. أنه اكتشف بفضل أقماره الصناعية للتجسس في ترهونه معملاً للسلاح الكيميائي تحت الأرض ؟ [6]

لقد تراجع دور فرنسا الريادي في المغرب والجزائر من خلال الرهان على الورقة السياسية والثقافية التي بدأ تأثيرها في التلاشي في المغرب والجزائر ، لتستغل الدولة العظمى الفجوة الحاصلة فالشعب الجزائري بكل تشكيلاته في الغالب ، لا يستسيغ التدخل الفرنسي في الشأن الداخلي الوطني ، وهذه المناهضة الشعبية استغلتها أمريكا كورقة رابحة تدخل من خلالها وتتغلغل فارضة مصالحها على الحكومات في دول الشمال الإفريقي ، فأمريكا لم تتدخل عسكريا في الشأن الجزائري أثناء العشرية السوداء ، لأن الوضع آنذاك يسير في اتجاه مصالحها ويخدمها لأن استخباراتها حسب الباحث ميشال بوغنون من حركت خيوط اللعبة الدموية في الجزائر والتدخل العسكري لا يخدمها ، لتلجأ إلى تدخل آخر أشد فتكا من التدخل العسكري يتمثل في خلق بؤر للتوتر الاجتماعي تستغله لتعزيز مصالحها الاقتصادية والسياسية وإن كان استشراف بوغنون الباحث لحملة عسكرية محتملة وأكيدة على النظام الليبي ، فطلقة الرحمة البوغنونية المستشرفة أطلقها التحالف الائتلافي في التاسع عشرمن شهر مارس سنة ألفين وإحدى عشر.

وفي هذا الصدد يشير برهان غليون محللا أزمة حرب الخليج الأولى ، فغزو أمريكا للعراق يعكس الهيمنة الليبيرالية العولمية التي تريد فرضها على الشعوب قاطبة لتكسيرها وتفتيتها من الداخل واستنزاف ثرواتها ، وهذه الأزمة عكست انعدام وجود الأسس الموضوعية والذاتية لوحدة المصالح العربية لتهز جسد الأمة رغم المحاولة التي يجب أن تكون صحية تستثمر مجددا للخروج من هذا المأزق .[7]
فمهما كان الاختلاف قي تقييم نتائج المواجهة بين العراق والولايات المتحدة وتقييم دوافع الأزمة الراهنة في الخليج ، لا يمكن بأي حال رأب الصدع ، وإعادة الوضع لما كان عليه قبل أوت من ذات السنة ، ويقصد برهان غليون بالوضع مجموع التوازنات ، والخيارات السياسية والاقتصادية ، والأمنية التي قادت الأمة أكثر من ثلاثة عقود إثر الهزيمة الناصرية وانهيار الحركة القومية في المشرق .[8]
ولكن بعد الضربة الإجهاضية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وحرب الاستنزاف اليمنية قام الوضع الجديد على مبدأين حاسمين أساسين بالتخلي عن القضية الفلسطينية والانسحاب من خط المواجهة العربية الإسرائيلية ، ودفن الخيار العربي الواحد على الصعيدين الأمني والاقتصادي ، ومن ثم تكريس اقتحام الأمركة وفكرها العولمي الاحتوائي في تأكيد إحكام وتكريس السيطرة العسكرية الإسرائيلية والسياسية المطلقة ، وتفتيت الصف العربي وكسر وحدته المادية والمعنوية ، باستعمال جزء من مواردنا النفطية لإفساد نخبنا ، وتكسير إرادتنا الوطنية .[9]

وفي ذات السياق يشير برهان غليون إلى مدى الاحتوائية العولمية من خلال التدخل في فضاء الشرق الأوسط ومحاولة بناء معالمه الجديدة حسب الأبجدية الثنائية الأمريكية الإسرائيلية أو ما يسمى خارطة الشرق الأوسط الجديد ، وهذا المشروع الذي تسعى الولايات المتحدة من خلاله لأمركة المنطقة ، وتوسيع دائرة الصراع ودائرة الحروب الإقليمية والوطنية والأهلية وانتشار العنف والإرهاب على أوسع نطاقه ، وكانت ثمرة هذا المشروع تدويل السياسات الأمنية العربية والقطرية والإقليمية والعودة بالمنطقة إلى ما قبل الحقبة الوطنية .[10]

حيث تكرس الأمركة العسكرية متمثلة في القواعد العسكرية المبثوثة هنا وهناك وتوقيع اتفاقيات الحماية والوصاية الخارجية ، لتحصل في الأخير على شرق أوسطي معزول معولم مسلوب الإرادة والقرار ، وبالتالي حرمان الشعوب الشرق أوسطية وتسطيحها من خلال تفريغ أنظمتها من المحتوى السياسي والاجتماعي والثقافي ، لتنتشر الفوضى الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والثقافية في النسيج الشرق أوسطي ، وتعم البطالة والفقر والتفكك الاجتماعي ويحل المفهوم العشائري الضيق ويسود بدل مفهوم الدولة الوطنية ، وذلك من أجل تعميق أزمة الهوية .[11]

يبين الباحث أمارتيا صن في كتابه الموسوم : الهوية والعنف الحاجة الماسة في عالمنا المعاصر إلى أن نسأل أسئلة لا تعنى باقتصادات العولمة وسياساتها وحسب ، بل عن القيم والأخلاق والشعور بالانتماء الذي يشكل مفهومنا عن العالم الكوكبي ، والانخراط في الهوية الكوكبية والشعور بالانتماء الكوكبي لإقامة الدولة العالمية لا يستدعي بالضرورة استبدال ولاءاتنا القومية والمحلية بالكامل حتى ننخرط في هذا السياق .[12]

يبين الباحث جون جوزيف في كتابه الموسوم : اللغة والهوية ..قومية إثنية دينية إلى أن الهوية رغم اشتمالها على التصنيف فإنها نوع من التمثل ، وبقدر ما تشتمل على التفاعل اللغوي بين الناس فإنها نوع من التواصل ، فالتمثل الذاتي لهوية المرء هو المركز المنظم لتمثلاته للعالم المشكل لها وفي التواصل .[13]

يبين الباحث ميشال بوغنون موردون أن المواطن الواعي الناشط القادر على التعبير يحب لغته قبل كل شيء ، مشيرا إلى مقولة موريس دريون : بأنه لا شيء يمكن أن ينفع الدولة في النضال من أجل اللغة القومية ، إذا استمرت اللغة داخل الأمة نفسها بالتراجع وبالتلف وبالتفتت وهكذا فإن العطب قد أصاب جسد من يجب أن يكون في وسط المعركة من صحافة وتلفاز ودعاية وإدارة وتعليم، فالكل أصابه مرض اللامبالاة وبات كسيحاً، لدينا الكثير ممن هبطت قواهم اللغوية والكثير من الناس الذين يلتفون قليلاً أو كثيراً بالرايات الأجنبية من أجل مصالح وهمية ، قبل كل شيء علينا إفهام الشبيبة واليافعين بأن كل واحد منا مسؤول بطريقته وأمام نفسه ، بأن اللغة هي التعبير عن النفس والطبع، فمن لا يحترم لغته لا يحترم ذاته أي أنه لن يصبح بالتالي محترماً من الآخرين ، يقول بوغنون مشيرا لفرنسا : لنرفض شراء كل المنتجات التي تستخدم لغة دعائية تشوه اللغة الفرنسية، والاستماع إلى البرامج التي تقلل من كرامتها، والاعتراض على كل نشرة غير مفهومة، لنطرد من حياتنا كل كلام غير مفهوم في أي مكان نواجهه لنرمي بالخزي والعار كل أولئك الذين يوسخون ويذلون ويشوهون أغلى ما نملك من تراثنا ».[14]

فأين نحن كمسلمين في واجبنا تجاه لغتنا فيما ذهب إليه الباحث بوغنون تجاه لغته ؟ فالأفكار التي أوردها في هذا السياق الواعي تدق ناقوس الخطر تجاه اللغة الفرنسية التي تتعرض للأمركة. ويعتبر الدولة الفرنسية المسؤولة المباشرة على ما يقارب خمسين دولة تستعمل اللغة الفرنسية في إداراتها ، ولا بد أن تأخذها الغيرة للحفاظ على إرثها اللغوي بالأحرى في مستعمراتها القديمة لتحافظ على نفوذها ، فهذا السياق يعكس أهمية اللغة كقوة وسلطة وكمعنى محدد للوجود الإنساني في عمومه ، فاللغة تحدد معالم الهوية الحضارية على المستوى المحلي والعالمي ، فهذا الشعور الواعي بزحف الأمركة جعل المثقفين على غرار بوغنون يدقون ناقوس الخطر مشيرين إلى الخطر الداهم الذي يهدد خصوصيتهم الثقافية مركزا على المقاومة الذاتية الداخلية للغة وصمودها كبنية ومؤسسة قائمة بذاتها إزاء أعاصير العولمة العاتية ، فاللغة كمؤسسة إذا أصابها العطب فإن الأجهزة الناقلة لها على غرار الجهاز التعليمي التربوي والإداري والإعلامي وغيرها من الأجهزة التي تعتمد على التواصل اللغوي سينتقل إليها العطب والتشويه الحاصل في اللغة أصلا ليعلن الرفض المطلق لكل شيء يستهدف نقاء الفرنسية من المنتجات الدعائية التي تشوه على حد تعبيره أعز ما يملكون .
فماذا نقول نحن المسلمون تجاه لغتنا التي تسحق أمام أعيننا صباح مساء في أجهزتنا المختلفة في الإدارة والتعليم والإعلام ، فاللغة تدهورت في هذه الأجهزة وتقهقرت وتراجعت ولم تعد تؤدي وظيفتها الحضارية ، لتكتسح اللغة الإنجليزية دول الخليج المنفتحة والمنخرطة في هذا التيار والمقبلة على لغته بنهم شديد لتنحسر اللغة العربية الأم في عقردارها.
وفي ذات السياق يشير محمد شعبان علوان إلى أن العولمة تحاول باستمرار طمس الثقافة الهوياتية للشعوب ، في محاولة للاتجاه نحو تفريغ العالم من هذا المكون الأساس الذي يعكس خصوصية شعب عن شعب وأمة عن أمة ، فتفريغ العالم من الهوية الوظيفية والقومية يمثل هاجسا عولميا يسعى الكبار إلى تحقيقه ، وهويتنا الإسلامية يستهدفها بشراسة هذا الإفراغ العولمي واللغة العربية من أولى الأولويات في الأجندة العولمية لأهمية اللغة كأساس متين في الحفاظ على الهوية ومايعكس محاولة صهر العالم وسبكه في لغة وحيدة هي لغة العولمة.[15]

فاللغة تعكس الهوية الوظيفية والقومية ، فمحاولة العولمة المستمرة والمتواصلة في فرض نهجها على الدول القومية والتدخل في شؤونها الداخلية ، لإملاء سياساتها في التعليم والاقتصاد والإعلام باستهداف اللغة كإسمنت يساهم في تلاحم النسيج الاجتماعي في أي مجتمع من المجتمعات القومية في العالم ، وما من شك أن اللغة العربية لا تخرج عن دائرة الاستهداف العولمي لأنها تعكس الهوية الإسلامية ، فلابد أن تفرغ هوية الأمة من مكون أساس ضمن مكوناتها الأخرى التي تحفظ استمرارها ، وهذا ما تعكسه العولمة من أمركة تستهدف العالم برمته في جميع المناحي فاللغة العولمية يجب أن يقف عندها التاريخ لأنها الأجدر الأصلح بالبقاء ، فالمشيئة التي يؤمن بها أتباع كالفن يجسدها ريتشارد نيكسون قد اختارت أمريكا لتقود العولمة واختارت لغتها لتسود كل اللغات وتهيمن على العالم.

[1] - ميشال بوغنون موردون ، أمريكا المستبدة وسياسة السيطرة على العالم " العولمة " ، ترجمة الدكتور حامد فرزات منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق 2001 ، ص.ص.203- 206.

[2]- نفس المرجع والصفحة.

[3]- نبيل علي ، الثقافة العربية وعصر المعلومات ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد رقم 265 ، الكويت ، الطبعة الأولى 2001 ، ص.43.

[4] - ميشال بوغنون موردون ،مرجع سابق .

[5] - نفس المرجع والصفحة.

[6]- نفس المرجع والصفحة.

[7] - برهان غليون ، مابعد الخليج وعصر المواجهات الكبرى ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، الطبعة الأولى 1993، ص.ص.26-34.

[8] - برهان غليون ، نفس المرجع والصفحة.

[9]- نفس المرجع والصفحة.

[10] - برهان غليون، العولمة وأثرها على المجتمعات العربية ، ( بيروت : 1 ديسمبر 2005 )، ص.2.
http://www.escwa.un.org/divisions/sdd/events/19dec05Ghalioun.pdf

[11]- برهان غليون، مرجع سبق ذكره ، ص.2.

[12]- أمارتيا صن ، الهوية والعنف - وهم المصير الحتمي - ، ترجمة سحر توفيق ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد 352 ، الكويت ، الطبعة الأولى 2008 ، ص. 171.

[13]- جون جوزيف ، اللغة والهوية قومية إثنية دينية ، ترجمة عبد النور خراقي ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد رقم 342 ، الكويت ، الطبعة الأولى 2007 ، ص.286.

[14]- ميشال بوغنون موردون ، مرجع سابق ، ص.228 .

[15]- محمد شعبان علوان ، مرجع سابق ، ص.3.


إبراهيم بشوات 12 / 08 / 2012 54 : 12 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية الشكر الجزيل للأخت هدى على الاستفاضة في طرق وطرح الموضوع بحيث أصبح إيجاد ما يكمله صعبا.
ورغم ذلك أحاول عرض وجهة نظري
من قراءاتي المتواضعة للتاريخ العالمي والعربي خاصة،وجدت أن طبيعة الإنسان متوترة تتوق إلى التذبذب والتوهان،حتى في أعز مراحل الحكم الإسلامي كان الأمير المسلم يصادق عدوه ليحافظ على العرش فيقتل أخاه أو أباه بكل بروده،تلك سمة لم تزل تتوارثها الدول وإن تبدلت وسائل الاضطراب ومظاهرها.
إن قيادة الأمم مهمة كل الهم معلق بها والغريب أنها اليوم سبيل لزوال كل الهم! ذلك أن الكرسي أصبح وسيلة للسيطرة لا طريقا للقيادة الرشيدة،ثم عد من جديد واستقرئ صفحات التاريخ على تلك الفترات التي زهت فيها الدولة الإسلامية تجد أن القادة كانوا راشدين عازفين عن ملذاتهم واضعين نصب أعينهم المسؤولية الكبرى،فإن لم يكونوا على هذه الدرجة من النباهة وجدتَ البطانة الصالحة تنير طريقهم.
نعم كل حاكم له الحق في التمتع بثروة بلاده لأنه على رأسها،ولكن قبل ذلك يجد بكل مسؤول أمام التحديات الكبيرة الحاضرة أن يضع ألف حساب،فتلتقي بذلك القلوب على هدف واحد هو صلاح الدولة.
أعود إلى نقطة الاضطراب في النفس البشرية التي خلقها الله سبحانه وتعالى وعلم ما تكن كل نفس،فأوجد مع استخلاف البشر في الأرض القوانين التي يحكم بها الناس أنفسهم،ونحن كما نعلم لنا دين كان الكفيل الوحيد في إظهار وحدتنا والتفافنا على قلب رجل واحد،فإذا تفرقنا فيما هو أولى أن نتفق فيه باعتباره دعامة الأمة الأولى وأساسها هوى البناء قبل اكتماله أو آل إلى الزوال في مدة قصيرة.
إبراهيم بشوات
11أوت 2012

رشيد الميموني 12 / 08 / 2012 18 : 02 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
أختي الغالية ، الأديبة هدى .. حياك الله و رعاك ..
تاريخيا ، بدأ التآمر منذ الوهلة الأولى التي أعقبت نداء ربنا الجليل لنبيه عليه الصلاة والسلام بأن يصدع بما يؤمر و يعرض عن المشركين ..ولكنه كان تآمرا محليا .
وتتالت المؤامرات بعد الهجرة النبوية الشريفة حيث كانت هناك عدة أقطاب تآمرية أو لنقل عدة محاور أهمها : اليهود و المشركون و المنافقون .
ثم بدت معالم المؤامرة تتجلى في اغتيال الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب ومن بعده الخليفة الثالث عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب ..
ولكي لا أطنب في ذكر الوقائع التاريخية رغم أني أجدها هامة ، لأن عدم قراءة الأجيال الحالية للتاريخ له عواقب كارثية على مستقبل الأمة ، فإني أنتقل مباشرة إلى المؤامرة الكبرى التي دبرت إبان حكم العثمانيين بحيث شوهت صورة السلطان العثماني عبد الحميد الذي لايجب أن ننكر فضله في رفضه لتوطين اليهود بفلسطين التابعة آنذاك للحكم العثماني .
الوعود التي أعطيت للعرب بعد انهيار الخلافة العثمانية و نشوب الحربين العالميتين الأولى و الثانية أبانت عن خبث و مكر الغرب و الشرق وتآمرهما ضد الأمتين العربية و الإسلامية ..
وبانتهاء الحرب الباردة انتهى الاستعمار القديم بانهيار المعسكر الشيوعي الذي كان يقف ندا للغرب بدفاعه عن المجموعة المنضوية تحت حمايته من الدول العربية من أجل مصالحه الخاصة فقط ..
الاستعمار الجديد تزامن وبزوغ العولمة التي ابانت عن شراستها ووحشيتها في تدمير كل القيم و الهويات التي تتمتع بها كل دولة عريقة تاريخيا و حضاريا .. وها نحن نرى هذه الهجمة تطال الدين و التاريخ و اللغة .
أختي الغالية هدى .. في طرحك المميز نقطة إيجابية و هي تلك التي تتساءل عما يمكن فعله و تتساءل في ما إذا كنا سنبقى متفرجين على كل هذه المؤامرات بسلبية تامة ..
وقد ذكرت في معرض حديثي في منتدى المشرفين حول ما يمكن فعله لتطوير المنتدى عن فكرة الاعتماد على محاور ثلاثة يقوم عليها صرح منتدانا العزيز وهي :
الدين
اللغة
التاريخ
وأنا أرى ان تفعيل كل المنتديات التي لها صلة بهذه المحاور كفيل بأن يبعدنا عن الارتجال والتشتت في بلورة موقف كل واحد منا ، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة أخرى أكثر فعالية حين نضع هذا السؤال : كيف يمكننا التأثير على محيطنا و إبلاغ آرائنا حتى نقوم بدور التوعية و التحسيس أحسن قيام ؟
"إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله ."
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و المؤمنون ."
صدق الله العظيم .
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

محمد السنوسي الغزالي 12 / 08 / 2012 48 : 02 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
نظرية المؤامرة بلاشك لااستبعدها
لكن لماذا العرب بالذات من يتم التآمر عليهم؟؟
الحكام هم السبب..حتى اؤلئك الحكام الذين تحبهم شعوبهم وينحازون للعروبة لايستطيعون المطالبة بالكثير ..لأنهم في الغرف الدولية المغلقة يواجههم الغرب بديكتاتورياتهم..فيمرر ما يشاء لأنهم ليسوا فوق مستوى الشبهات,,القضية من وجهة نظري هي قضية ثقافة وحضارة وتقدم..الشعوب الحية لايتم التآمر عليها لأنها تستطيع ان تتحدى حكامها وتسقط حكوماتهم..الشعوب المقموعة هي برسم كرسي الحاكم الذي هو على استعداد للتنازل عن كل شيء مقابل ان يبقى على الكرسي..
نظرية المؤامرة من وجهة نظري هذه هي ابوابها التي تدخل منها الى العرب.
وقد اكون على خطأ
الموضوع طويل ومتشعب ومحزن ايضا
فاللعرب ثروات بدلا ان تكون اداة ضغط للتحرر ..تصبح اداة شراء لذمم العالم مقابل السكوت عن مثالب الأنظمة..

فتيحة عبد الرحمن 12 / 08 / 2012 19 : 07 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 

محزن جدا هذ المسلسل الدموي الذي نراه يوميا عبرَ وسائل الإعلام
فالمنطق يفرض نفسه هنا ومن المعيب أن نلوح بشعاراتنا الحماسية التي تحركها مشاعرنا لنلغي العقل
واهمون إن ظننا أنّ بوادره بدأت في الثمانينات أيام العُشرية السوداء التي عاشتها الجزائر!! ..
شئنا أم أبينا ، هو مخطط منذ أزمنة ، تعاقبته أجيال تمشي وفق مخطط مدروس ذاكَ الذي نفاه البعض وبشدة ، فقط لأنهم يرفضون بقاء الحاكم ، فالقضية أبدا ليست وجود حاكم أو تغييره والدليل مايحدث في أوطاننا بعد غياب/ الإطاحة بـ كل حاكم !!!
وواهمون أيضا إن فكرنا أنّ الهدف هو الدين ، فالإسلام باتَ في عقرِ ديارهم ويمارس بصفة أفضل من وطنه الأصلي
القضية قضية منطقة برمتها عاصمتها قدسنا الشريف وما يحتويه هذا الوطن من خيرات وموقع إستراتيجي عالمي مهم جدا
فكل التنازلات التي قدمتها الأمة العربية لم تكفهم بل زادت من أطماعهم وزادت شهيتهم للنيل من وطننا قطعة قطعة بل ودماغا دماغ ...
فالخسائر التي تكبدتها أمريكا في كل حروبها العربية العربية ليست لوجه الله كلنا يعلم أنها أموال من أصل خليجي
وهنا نتساءل لما تعزم أمريكا على التغيير وترسيخ ماتسميه بالدمقراطية في ربوع بلادنا ؟
أنا لا أقول أنّ العدل يسود أوطاننا لا ولن أقول أننا أمة صادقة نقية تقية ، لا بل نحن أمة نخر السوس عظامها ، تُفَضل النوم على العمل
عقولنا ومفكرينا وكل طاقة تولد عندنا نصدرها للغرب لأننا وببساطة لا نعرف قيمة الإنسان ولا الموهبة
عيوبنا كثيرة فكيف نطالب أن يكون الحاكم منا مثَاليًا وكيف نريد لأوطاننا التقدم ونحن لا نعمل إلا على تخريبها
دون شك كل هذا لا يخفى عن الغرب وإسرائل وأمريكا وهي دول تنام بعين وتترك لنا عينها الثانية تحرسنا ، ليسَ لأننا من غواليها ولكن لأننا منطقة تستحق كل الإهتمام والمتابعة
درسوا أفكار شبابنا وعرفوا نقاط ضعفهم ففصلوا لنا ولهم عباءات على المقاس ، فكانت أولى ما صدروه لنا وسائل الإتصال التي تكالبنا عليها ، ومن خلالل الإتصال رسموا لنا سبلا وعززوها بشعارات وهمية هم أنفسهم لا يعترفون بها
أما الذي نعرفه جميعنا فكل الثورات التي تفجرت عبر وطننا العربي الكبير هي تكملة لحرب الخليج والتي تمت بتعزيزات عربية
وجهها كان إطاحة نظام وباطنها تغير جغرافية منطقة وامتصاص خيراتها حتى آخر قطرة ...
نحن شعوب لا تتعض تملؤنا الأحقاد فتعمى بصائرنا ، أما كفانا إنقسام السودان والعراق وليبيا ...؟؟
البعض سيقول أن الثورة نجحت في تونس ومصر .. وأنا أقول كلها ثورات إنطلقت من مبدأ حرية ودمقراطية وانتهت لاختلاف طائفي ومذهبي وفكري وكل صار يغني على ليلاه ...
كل مايحدث الغاية منه أن ننشغل عن قضيتنا الأم .. فلسطين ، والدليل أن مصر تُزَود بملايين الدولارات منذ بداية الثورة وذلك باعتراف خارجية أمريكا
وآخر منحة تحصلت عليها مصر مبلغ مليوني دولار أمريكي منحة من قطر أليسَ غريبا أن تتزامن الهِبَة ومصر تغلق الأنفاق وتقتل كل من يحاول العبورمن الفلسطينيين .. بحجة الإرهاب
يا من تهللون للثورات .. أين حصادها ؟ .. أليسَ فقط إنقسام وتقسيم وقََسمَة ظهر ؟ !!




الساعة الآن 38 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية