منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   أدباء أعرفهم (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=61)
-   -   كم أنت حي فينا يا ناجي العلي ؟؟ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23752)

آمنة محمود 03 / 09 / 2012 56 : 09 PM

كم أنت حي فينا يا ناجي العلي ؟؟
 
ناجي سليم حسين العلي (1937 إلى 29 اغسطس 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين. له أربعون ألف رسم كاريكاتوري، اغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987. قام الفنان نور الشريف بعمل فيلم له باسم ناجي العلي أثار ضجة في وقتها وطالب بعض المحسوبين على الحكومة المصرية بمنع الفيلم، بسبب انتقاده للنظام المصري.

الشهيد الفنان ناجي سليم حسين العلي رسم آخر رسوماته بدمه أمام مبنى صحيفة القبس الدولية في لندن… هناك في جنح النهار وتحت الشمس الخجلى من الظهور امتدت الأيادي الوقحة نحوه لتحاول منعه من القدرة على التحرك وليمنعوا قلمه وفرشاته من فضح المؤامرة…
لاحقوه خوفا من فضح خيانة أسيادهم فأطلقوا الرصاص على رأسه
لا تسقط من مناجل الحصادين سوى السنبلة الطرية الطائعة … أما القامات الطويلة العصية على الانحناء فلانقصافها تحت وقع الموت دويّ كموت بلد … وكان لموته دويّ لم يهدأ حتى الآن في واحد وعشرين بلدا … بكته وما زالت تنوح كأفراخ الطير اليتامى
يقول
ناجي العلي:

"لا يهمني أن يحمل رسومي من يسعون إلى الضحك ومن تهتز كروشهم صخبا… يهمني أن يعيشها الإنسان العادي والأمي والمثقف وان تصل الفكرة بكل أبعادها وصدقها … ربما تأخذ شكلا تحريضيا وشكلا ثوريا حينا آخر…

ويقول أيضا:
"أتمنى أن أصبح مثل الآلهة الهندية بأيد متعددة .. وفي كل يد قلم لكي ارسم أكثر فأكثر"

أما حول رمز حنظله فقال:
"حنظلة هو أيقونتي التي تحميني من الشطط"
وعن الشخوص الزاحفة والمترهلة التي ادخلها في رسوماته قال
ناجي العلي:
"إن هذا الزمن هو زمن الزواحف"
ترى… هل كان عبثيا في قوله أو رسمه…؟

وهل كان مخطئا حين قال ذات موقف:
"لست قاضيا ,,, ولكنني رسام … ولأنني رسام يتحتم علي أن أوجه ريشتي نحو ما أظنه بائع دماء شعبنا لعلها تتحول يوما إلى نصل يمزق وجه القناع ويكشف مدى قبح ملامح الحقيقة"


ترى … هل ثمة جنحة ارتكبها حين صرخ:
"رسمت بالحس الطبقي
الذي يلفت النظر لهذه القوى المسحوقة التي تجدر بها الحياة وهي عملية لفت نظر لأصحاب القضية الحقيقية في الثورة كي يتوجهوا أو ينتبهوا لهذا الواقع"
وهل اخطأ في عدم اعتقاده
الذي كرره غير مرة:
"لا اعتقد أن هناك اختلافا بين أي مواطن في وطننا العربي … هناك حقوق مهضومة وواقع تجزئة"



أنجز
ناجي العلي أكثر من 40 ألف كاريكاتير وظل موقفه ثابتا لا يتزعزع … وقد كتبت مجلة "نيويورك تايمز" في أحد أعدادها تقول:
"إذا أردتم أن تعرفوا مدى كراهية العرب لأمريكا … تصفحوا رسومات
ناجي العلي"



"ولد حنظلة في العاشرة من عمره وسيظل دائما في العاشرة … ففي تلك السن غادرت الوطن وحين يعود حنظلة سيكون بعد في العاشرة … ثم يأخذ بالكبر بعد ذلك … قوانين الطبيعة المعروفة لا تنطبق عليه .. انه استثناء … وستصبح الأمور طبيعية حين يعود الوطن … فالطفل يمثل موقفا ليس لي فقط .. بل بالنسبة لحالة جماعية تعيش مثلي وأعيش مثلها "


"قدمته للقراء .. وأسميته حنظلة … كرمز للمرارة .. في البداية قدمته كطفل فلسطيني لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفق قومي ثم أفق كوني إنساني"


محمود درويش يكتب عن ناجي العلي:

"لا اعرف متى تعرفت على
ناجي العلي.. ولا متى أصبحت رسومه ملازمة لقهوتي الصباحية الأولى .. ولكنني اعرف انه جعلني ابدأ قراءة الجريدة من صفحتها الأخيرة…

كان يسخر من نفسه لان الغزاة في صيدا ظنوه شيخا طاعنا في السن بسبب بياض شعره …

سألني الى أين ارحل؟ قلت سأنتظر الى أن اعرف وسألته إن كان سيبقى فقال انه سينتظر الى أن يعرف … لم يكن أحد منا خائفا …

لان المشهد الدرامي في بيروت كان اكبر من أية عاطفة …

فرسم بيروت وردة وحيدة … ولم نعلم ولم يعلم أحد أن وراء الوردة وحشا يتقدم من مخيماتنا …

لم نعلم أن الخناجر والسكاكين كانت تشحذ جيدا في ذلك الليل لتقطع أثداء أمهاتنا … فقد كنا غائبين عن وعي التكهن … ونحن ننظر الى البحر الغارق في البحر…

ورأيته للمرة الأخيرة في باريس … لم يتذكر إلا بيروت …

قلت له مازحا:أما زلت تنجو لان الغرباء يظنون انك شيخ طاعن في السن؟ :

كان يشكو من رئيس التحرير السابق .. قلت له:اهدأ … فقد آن لك أن تجد التوازن بين يديك الذهبية ومزاجك العاصف… وكان يهدأ رويدا رويدا … خطرت له خاطرة … تعال نعمل معا … أنت تكتب وأنا ارسم… وكنا صديقين دون أن نلتقي كثيرا …

لا اعرف عنوانه ولا يعرف عنواني … تكلمنا مرة واحدة حين امتنعت جريدته عن نشر إحدى مقالاتي التي أدافع فيها عن نفسي أمام هجمات إحدى المجلات ..

قال: سأدافع عن حقك في التعبير وسأتخذ موقفا … قلت له اهدأ … وكنت اكتب .. وكان يرسم… جميع الذين عملوا معه

كانوا يقولون انه أصبح جامحا وان النار المشتعلة فيه تلتهم كل شيء … لان قلبه على ريشته ولان ريشته سريعة الانفعال والاشتعال لا تعرف لأي شيء حسابا …

ولأنه يحس بأن فلسطين ملكيته الخاصة التي لا يحق لأحد أن يجتهد في تفسير ديانتها … فهي لن تعود بالتقسيط … لن تعود إلا مرة واحدة … مرة واحدة من النهر الى البحر

وإلا لن يغفر لأحد … وأعلن الخلاف مع الجميع وخدش الجميع بريشة لا ترحم ولا تصغي للأصدقاء الذين قالوا له: "يا ناجي لا تجرح روحك الى هذا الحد … فالروح جريح"وكان الأعداء يسترقون السمع الى هذا الخلاف و كانوا يضعون الرصاصة في المسدس … كانوا يصطادون الفرصة

وكنت اكتب وكان يرسم… وحين استبدل عبارتي"بيروت خيمتنا الأخيرة"

بعبارته اللاذعة"محمود خيبتنا الأخيرة" كلمته معاتبا…

فقال لي:لقد فعلت ذلك لأني احبك ولأني حريص عليك مما أنت مقدم عليه …

ماذا جرى … هل تحاور اليهود … اخرج مما أنت فيه لأرسمك على الجدران … لم يكن سهلا علي أن اشرح له …

لم يكن سهلا أن تناقش
ناجي العلي الذي يقول: "لا افهم هذه المناورات …

لا افهم السياسة .. لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية" كان غاضبا على كل شيء فقلت له …

مهما جرحتني فلن أجرحك بكلمة … لأنك قيمة فنية نادرة … ولكن بعدما صرت "خيبتك الأخيرة" لم يعد من الضروري أن نكتب وان نرسم معا وافترقنا كما التقينا على الهواء…

حين استشهد ناجي العلي .. سقطت من قلبي أوراق الأغاني لتسكنه العتمة … الاختناق في الحواس كلها .. لا لان صديقا آخر .. صديقا مبدعا … يمضي بلا وداع فقط …

بل لان حياتنا صارت مفتوحة للاستباحة المطلقة .. ولان في وسع الأعداء أن يديروا حوار الخلاف بيننا الى الحدود التي يريدونها … ليعطوا للقتيل صورة القاتل التي يرسمونها وليتحول القتلة الى مشاهدين …

فلماذا يغتالون الشهداء مرة ثانية … بأن يضفوا عليهم هوية ليست لهم …

إن ناجي العلي لنا … منا … ولنا … ولنا… لذا ليس من حق سفاحي الشعب الفلسطيني أن يسرقوا دمعنا .. ولا أن يخطفوا منا الشهيد …

فهذا الشهيد الذي كان شاهدا علينا هو شهيد ثقافتنا … شهيد الطرق المتعددة الى الوطن … وهو ابننا وأخونا ورفيق مذابحنا وأحلامنا …

وخالق حنظلة الخالد … القادر أن يسمي هويتنا بتأتأة تضحكنا وتبكينا … من الطبيعي أن يتكاثر الذباب حول الدم … فهل اخذ الذباب وقتا كافيا ليعتاش من دمنا المسفوك في كل ناحية ..؟ كفى … كفى…

إن تعميم إبداع ناجي العلي على جيل اليوم وجيل الغد هو مهمتنا … وان تكريم هذا المبدع هو واجبنا … ومن كان منا بلا خطأ أو خطيئة فليطبق بصوابه المطلق على عمرنا كله …




عزيزي القارئ اسمح لي ان اقدم لك نفسي .. انا وأعوذ بالله من كلمة أنا ..
اسمي :
حنظلة ،
اسم أبي
مش ضروري ،
امي
.. اسمها نكبة وأختي الصغيرة فاطمة ..
نمرة رجلي :
ما بعرف لاني دايماًً حافي ..
تاريخ الولادة :
ولدت في (5 حزيران 67)
جنسيتي:
انا مش فلسطيني مش أردني مش كويتي مش لبناني مش مصري مش حدا .. الخ
،باختصار معيش هوية ولا ناوي اتجنس .. محسوبك انسان عربي وبس ..
التقيت بالصدفة بالرسام ناجي(هو نفسه حنظله ) .... كاره فنه لانه مش عارف يرسم .. وشرحلي السبب ..
وكيف كل ما رسم عن بلد .. السفارة بتحتج ..الارشاد والانباء ( الرقابة) بتنذر ..
قلي الناس كلها اوادم .. صاروا ملايكة .. وآل ما في أحسن من هيك .. وبهالحالة ..
بدي ارسم بدي اعيش .. وناوي يشوف شغلة غير هالشغلة ..
قلتله انت شخص جبان وبتهرب من المعركة .. وقسيت عليه بالكلام ، وبعدما طيبت خاطرو ..
وعرفتو على نفسي واني انسان عربي واعي بعرف كل اللغات وبحكي كل اللهجات معاشر كل الناس المليح
والعاطل والادمي والازعر .. كل الانواع .. اللي بيشتغلوا مزبوط واللي هيك وهيك .. وقلتله اني مستعد ارسم عنه الكاريكاتير .
كل يوم وفهمته اني ما بخاف من حدا غير من الله واللي بدوا يزعل يروح يبلط البحر ..
وقلتلو عن اللي بيفكروا بالكنديشن والسيارة وشو يطبخوا اكتر من مابفكروا بفلسطين ..
وياعزيزي القارئ .. انا اسف لاني طولت عليك .. وما تظن اني قلتلك هالشي عشان اعبي هالمساحة
.. واني بالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن صديقي الرسام اشكرك على طول .. وبس ..
التوقيع (حنظلة)
ما اروع هذا الطفل الغامض اجمل ما فيه صمته كأنه مراقب حزين لسان حاله يقول''انا اخفي وجهي حياءً من امهات فلسطين''

قتلوا ناجي
وبقي حنظلة العلي شاهدا لا يموت على جريمة هذا العصر..
:
:nic92:








هيفاء شما 04 / 09 / 2012 17 : 12 AM

رد: كم أنت حي فينا يا ناجي العلي ؟؟
 
بارك الله فيك أستاذة أمنة محمود

على هذا التوضيح الرائع للفنان العربي الفلسطيني رحمه الله ناجي العلي

فهو تاريخ وحاضر ,, كما حنظلة تاريخ .. و حاضر وإن شاء الله مستقبل وهو الغالب دائماً ,,,
حقاً
قتلوا ناجي
وبقي حنظلة العلي شاهدا لا يموت على جريمة هذا العصر..
جزاك الله خيراً

ناهد شما 04 / 09 / 2012 27 : 02 AM

رد: كم أنت حي فينا يا ناجي العلي ؟؟
 
[read]
إن حنظلة فكرة تحولت لرمز فأصبحت طريق .
ما أعظم أولئك الذين يضربون حياتنا بأثارهم فتبقى حية لاتموت
ما أعظم رسوماتك يا حنظلة ...
إن حنظلة في كافة تحولاته هو ناجي ، وإن
كل خط في تلك الرسوم هو خفقة من قلب ناجي
الرحمة لروحك ناجي العلي[/read]

حسن ابراهيم سمعون 04 / 09 / 2012 35 : 02 AM

رد: كم أنت حي فينا يا ناجي العلي ؟؟
 
شكرًا آمنة ,,, فلقد ساعدتني ,, لنعط الرجل شيئًا من حقه ...
كل المحبة والتقدير لك أختي
حسن ابراهيم سمعون


الساعة الآن 14 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية