منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   هروب جارية - نزار ب. الزين (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23807)

نزار ب. الزين 13 / 09 / 2012 06 : 01 AM

هروب جارية - نزار ب. الزين
 
هروب جارية
قصة قصيرة :
نزار ب. الزين
*****

FONT="Simplified Arabic"]فرحت "آبوا" ( و هذا هو اسمها ) و ابتهج والداها و إخوتها الثمانية ، عندما استدعاها مكتب التخديم في مدينتها الصغيرة ، ذلك أن "آبوا" سوف تنتشلهم جميعا من مستنقع الفقر الذي يعيشون فيه.
<< عليك أن تستعدي خلال ثلاثة أيام >> أمرها بذلك مدير المكتب ؛ جميع أفراد الأسرة – من ثم - جندوا أنفسهم لإتمام استعداداتها ، ثم جاءت لحظة الوداع ، عناق و دموع ، ثم إلى الطائرة ، ثم إلى مضارب بني يعرب .
استقبلها مخدومها بترحاب و كذلك ربة البيت وولداها الفتيان فوزية و حمد، أما بقية الأبناء و البنات – و هم من جميع المقاسات - فلم يكترثوا .
"آبوا" ، كانت فتية و شعلة من النشاط و الذكاء مع مسحة من الجمال ، و قد تمكنت بسرعة من تعلم بعض الجُمل العربية لإحتياجاتها اليومية ، و كذلك استطاعت إرضاء الجميع فأحبوها و أحبتهم .
و لكن ...
ذات ليلة ، تسلل إلى فراشها بكر الأسرة المراهق ..
كمَّ فمها ، حاصرها بذراعيه القويتين ، ثم مارس فعلته الشنعاء !
تألمت كثيرا ،
بكت كثيرا ،
و لكنها أجابت بالصمت المطبق كل من حاول سؤالها عن سبب بكائها ،
<< لعلها حنَّت لأهلها ؟! >> قالت ربة البيت ، فكفوا عن سؤالها ..
و ذات ليلة أخرى ، تسلل حمد – ثانية – إلى فراشها ،
كمَّ فمها ، حاصرها بذراعيه القويتين ، ثم مارس فعلته الشنعاء !
تألمت أكثر ،
بكت أكثر ،
و لكن ...
أحدا لم يأبه لبكائها هذه المرة ..
ثم تتابعت ممارساته و استمرت "آبوا" صامتة ، و لكن حزينة ، تعيسة ، و كسيرة الخاطر ...
و لكن ...
بعد مائة يوم أو تزيد ظهرت عليها أعراض الحمل ..
أكد ذلك الطبيب الذي جرتها إليه أم حمد !
ثم خضعت "آبوا" إلى تحقيق وحشي ، ابتدأته أم حمد و شاركتها به ابنتها فوزية ....
و بين كل وجبة تحقيق و أخرى ، كان حَمَد يتقدم من أذنها مهددا بالويل و الثبور و عظائم الأمور ، إن هي زل لسانها بتصريح أو تلميح .
<< لا بد أنه أحدٌ من الشارع ، قد يكون القمّام و قد يكون سائق الجيران >> قالت ذلك أم حمد ثم قررت أمرا :
<< هذه العاهرة ، يجب أن نجهضها قبل أن تفوح رائحة الفضيحة >>
و ابتدأت أم حمد - من بعد – سلسلة من الإجراءات الأكثر وحشية ، سعيا وراء إجهاض "آبوا" ، و تم لها ذلك !...
ما أن أبلَّت آبوا من آثار الإجهاض و التعذيب ، حتى قررت أمرا .
كانت قد طلبت من ( أبو حمد ) أن يعيدها من حيث أتت ، فسخر منها قائلا : << و النقود التي دفعناها لمكتب التخديم ؟ و المال الذي بذلناه لتذكرة سفرك ؟ و الرواتب التي أرسلناها لأهلك ؟! >> ثم أضاف مذكرا << كان علينا أن نسلمك للشرطة بعد فعلتك الشنعاء و لكننا لم نفعل إشفاقا عليك ! و لكن يبدو أنك عديمة الوفاء و لا تستحقين الشفقة !! >> ثم أضاف منذرا << إسمعي يا بنت ، جوازك في عهدتي و روحك في يدي ، عودي إلى مطبخك في الحال قبل أن يشتعل غضبي ! >>
و في ظهيرة اليوم التالي و بينما كان أبو حمد في عمله ، و أم حمد و ابنتها فوزية تنالان قيلولتهما ، و الصغار في مدارسهم ، تسللت "آبوا" من الدار ، تتقاذفها الشوارع على غير هدى !
كان الجو قائظا ، و بداية عاصفة رملية أخذت تلوح في الأفق...
تعبت ...
كلت قدماها ...
أُرهقها التجوال بلا طائل ..
بدأت قواها تخور ..
و بدأت تشعر بالدوار،عندما لمحت مبنى مخفر الشرطة ،
فتماسكت و اتجهت نحوه في الحال ،
و لكن ..
ما أن إبتدأت باجتياز الشارع ، حتى حاصرتها سيارتان ..
توقفتا ..
نزلت من الأولى أم حمد و جارتها أم سليمان ،
و نزلت من الأخرى فوزية و صديقتاها نورا و لولوة ؛
توقفت حركة المرور ..
بدأت أبواق السيارات تعوي ، و إشرأبت الأعناق من نوافذها ..
أما النسوة الأشاوس فقد حاصرن "آبوا" ..
حاولت الإفلات ....
أمسكتها أم حمد من شعرها الطويل ثم جرتها قسرا إلى سيارتها ..بينما كانت الأخريات يتناوبن على صفعها و ركلها ..
تجمهر بعض المتطفلين ...
ضحك بعضهم لطرافة المشهد ....
انتبه رئيس المخفر لصخب الشارع ، فوقف بجوار نافذة مكتبه يستطلع الأمر...
ما أن شاهد أم حمد و قد إنحسرت عباءتها فحملتها بيد بينما جرت المسكينة من شعرها بيدها الأخرى ، حتى ضحك بدوره لطرافة المشهد !!!!
---------------------------------
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com

من مجموعة جواري العصر
[/FONT]

رشيد الميموني 16 / 09 / 2012 09 : 01 PM

رد: هروب جارية - نزار ب. الزين
 
مآسي كثيرة تعيشها الخادمات في معظم البيوت .. ممارسات تفتقر لأدنى المعاملات الإنسانية ..
والأخطر من كل هذا أن سوء المعاملة هذه قد تنعكس على الصغار كانتقام من الخادمات لأنفسهن مما يلحق بهن من ظلم وقهر .
دائما ما تتحفنا أخي الغالي نزار بهذه المشاهد الواقعية على شكل سرد قصصي ممتع .
دمت بكل المحبة .

فهيم رياض 16 / 09 / 2012 05 : 02 PM

رد: هروب جارية - نزار ب. الزين
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار ب. الزين (المشاركة 158248)
هروب جارية
قصة قصيرة :
نزار ب. الزين
*****

font="simplified arabic"]فرحت "آبوا" ( و هذا هو اسمها ) و ابتهج والداها و إخوتها الثمانية ، عندما استدعاها مكتب التخديم في مدينتها الصغيرة ، ذلك أن "آبوا" سوف تنتشلهم جميعا من مستنقع الفقر الذي يعيشون فيه.
<< عليك أن تستعدي خلال ثلاثة أيام >> أمرها بذلك مدير المكتب ؛ جميع أفراد الأسرة – من ثم - جندوا أنفسهم لإتمام استعداداتها ، ثم جاءت لحظة الوداع ، عناق و دموع ، ثم إلى الطائرة ، ثم إلى مضارب بني يعرب .
استقبلها مخدومها بترحاب و كذلك ربة البيت وولداها الفتيان فوزية و حمد، أما بقية الأبناء و البنات – و هم من جميع المقاسات - فلم يكترثوا .
"آبوا" ، كانت فتية و شعلة من النشاط و الذكاء مع مسحة من الجمال ، و قد تمكنت بسرعة من تعلم بعض الجُمل العربية لإحتياجاتها اليومية ، و كذلك استطاعت إرضاء الجميع فأحبوها و أحبتهم .
و لكن ...
ذات ليلة ، تسلل إلى فراشها بكر الأسرة المراهق ..
كمَّ فمها ، حاصرها بذراعيه القويتين ، ثم مارس فعلته الشنعاء !
تألمت كثيرا ،
بكت كثيرا ،
و لكنها أجابت بالصمت المطبق كل من حاول سؤالها عن سبب بكائها ،
<< لعلها حنَّت لأهلها ؟! >> قالت ربة البيت ، فكفوا عن سؤالها ..
و ذات ليلة أخرى ، تسلل حمد – ثانية – إلى فراشها ،
كمَّ فمها ، حاصرها بذراعيه القويتين ، ثم مارس فعلته الشنعاء !
تألمت أكثر ،
بكت أكثر ،
و لكن ...
أحدا لم يأبه لبكائها هذه المرة ..
ثم تتابعت ممارساته و استمرت "آبوا" صامتة ، و لكن حزينة ، تعيسة ، و كسيرة الخاطر ...
و لكن ...
بعد مائة يوم أو تزيد ظهرت عليها أعراض الحمل ..
أكد ذلك الطبيب الذي جرتها إليه أم حمد !
ثم خضعت "آبوا" إلى تحقيق وحشي ، ابتدأته أم حمد و شاركتها به ابنتها فوزية ....
و بين كل وجبة تحقيق و أخرى ، كان حَمَد يتقدم من أذنها مهددا بالويل و الثبور و عظائم الأمور ، إن هي زل لسانها بتصريح أو تلميح .
<< لا بد أنه أحدٌ من الشارع ، قد يكون القمّام و قد يكون سائق الجيران >> قالت ذلك أم حمد ثم قررت أمرا :
<< هذه العاهرة ، يجب أن نجهضها قبل أن تفوح رائحة الفضيحة >>
و ابتدأت أم حمد - من بعد – سلسلة من الإجراءات الأكثر وحشية ، سعيا وراء إجهاض "آبوا" ، و تم لها ذلك !...
ما أن أبلَّت آبوا من آثار الإجهاض و التعذيب ، حتى قررت أمرا .
كانت قد طلبت من ( أبو حمد ) أن يعيدها من حيث أتت ، فسخر منها قائلا : << و النقود التي دفعناها لمكتب التخديم ؟ و المال الذي بذلناه لتذكرة سفرك ؟ و الرواتب التي أرسلناها لأهلك ؟! >> ثم أضاف مذكرا << كان علينا أن نسلمك للشرطة بعد فعلتك الشنعاء و لكننا لم نفعل إشفاقا عليك ! و لكن يبدو أنك عديمة الوفاء و لا تستحقين الشفقة !! >> ثم أضاف منذرا << إسمعي يا بنت ، جوازك في عهدتي و روحك في يدي ، عودي إلى مطبخك في الحال قبل أن يشتعل غضبي ! >>
و في ظهيرة اليوم التالي و بينما كان أبو حمد في عمله ، و أم حمد و ابنتها فوزية تنالان قيلولتهما ، و الصغار في مدارسهم ، تسللت "آبوا" من الدار ، تتقاذفها الشوارع على غير هدى !
كان الجو قائظا ، و بداية عاصفة رملية أخذت تلوح في الأفق...
تعبت ...
كلت قدماها ...
أُرهقها التجوال بلا طائل ..
بدأت قواها تخور ..
و بدأت تشعر بالدوار،عندما لمحت مبنى مخفر الشرطة ،
فتماسكت و اتجهت نحوه في الحال ،
و لكن ..
ما أن إبتدأت باجتياز الشارع ، حتى حاصرتها سيارتان ..
توقفتا ..
نزلت من الأولى أم حمد و جارتها أم سليمان ،
و نزلت من الأخرى فوزية و صديقتاها نورا و لولوة ؛
توقفت حركة المرور ..
بدأت أبواق السيارات تعوي ، و إشرأبت الأعناق من نوافذها ..
أما النسوة الأشاوس فقد حاصرن "آبوا" ..
حاولت الإفلات ....
أمسكتها أم حمد من شعرها الطويل ثم جرتها قسرا إلى سيارتها ..بينما كانت الأخريات يتناوبن على صفعها و ركلها ..
تجمهر بعض المتطفلين ...
ضحك بعضهم لطرافة المشهد ....
انتبه رئيس المخفر لصخب الشارع ، فوقف بجوار نافذة مكتبه يستطلع الأمر...
ما أن شاهد أم حمد و قد إنحسرت عباءتها فحملتها بيد بينما جرت المسكينة من شعرها بيدها الأخرى ، حتى ضحك بدوره لطرافة المشهد !!!!
---------------------------------
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.freearabi.com

من مجموعة جواري العصر
[/font]

قصتك جميلة جدا ومؤلمة جدا ، لكن أرى
أن إستخدام كلمة " مضارب " غير مناسب
في هذه القصة ، وإنما اللائق هو إستعمال
" مَعَاطن " أو " مَبَارك " بدلا منها .
تحية تليق .

شيماء البلوشي 16 / 09 / 2012 25 : 03 PM

رد: هروب جارية - نزار ب. الزين
 
ملف "الخادمات" (رغم نفوري من هذا الاسم واحبذ ان اسميهم المساعدات فهم يساعدون في اعمال المنزل) يحمل الكثير والكثير من المأسي والقصص المؤلمة .. خاصة في دول الخليج العربي .. ليس للمستقدمة فقط .. بل حتى بالنسبة للعائلة ..
قصة مؤلمة .. ولكنها للاسف تحدث كثيرا .. كثيرا جدا ..

شكرا لك استاذي الفاضل نزار .. ودمت بخير وعافية :)

نزار ب. الزين 17 / 09 / 2012 40 : 02 AM

رد: هروب جارية - نزار ب. الزين
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 158587)
مآسي كثيرة تعيشها الخادمات في معظم البيوت .. ممارسات تفتقر لأدنى المعاملات الإنسانية ..
والأخطر من كل هذا أن سوء المعاملة هذه قد تنعكس على الصغار كانتقام من الخادمات لأنفسهن مما يلحق بهن من ظلم وقهر .
دائما ما تتحفنا أخي الغالي نزار بهذه المشاهد الواقعية على شكل سرد قصصي ممتع .
دمت بكل المحبة .

------------------------------------
أخي الحبيب الأستاذ رشيد
يبدو أن جذور الحيوانية تستيقظ
عندما يصبح الإنسان في موقع السلطة
و المتسلط هنا الأغنياء من ربات البيوت
اللواتي ينظرن إلى خدمهن
على أنهن جواري
و من هنا يتولد الظلم و الاضطهاد
***
أخي العزيز
إشادتك بما أقدم
شهادة شرف سأعتز بها على الدوام
أما تفاعلك مع أحداث القصة
فقد رفع من قيمتها و أثراها
فلك جزيل الشكر و عميق الود
نزار


نزار ب. الزين 17 / 09 / 2012 51 : 02 AM

رد: هروب جارية - نزار ب. الزين
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهيم رياض (المشاركة 158591)
قصتك جميلة جدا ومؤلمة جدا ، لكن أرى
أن إستخدام كلمة " مضارب " غير مناسب
في هذه القصة ، وإنما اللائق هو إستعمال
" مَعَاطن " أو " مَبَارك " بدلا منها .
تحية تليق .

================
شكرا لاهتمامك أخي الكريم فهيم
مع خالص مودتي
نزار

نزار ب. الزين 17 / 09 / 2012 12 : 03 AM

رد: هروب جارية - نزار ب. الزين
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء البلوشي (المشاركة 158597)
ملف "الخادمات" (رغم نفوري من هذا الاسم واحبذ ان اسميهم المساعدات فهم يساعدون في اعمال المنزل) يحمل الكثير والكثير من المأسي والقصص المؤلمة .. خاصة في دول الخليج العربي .. ليس للمستقدمة فقط .. بل حتى بالنسبة للعائلة ..
قصة مؤلمة .. ولكنها للاسف تحدث كثيرا .. كثيرا جدا ..
شكرا لك استاذي الفاضل نزار .. ودمت بخير وعافية
:)

=================
أختي الفاضلة ليلى
صدقت ، مثل هذه المأساة تحدث كثيرا
في بيوت أغنياء العرب
إنها نظرة السيدة للجارية
نظرة استعباد تحمل في طياتها
القسوة و الظلم
***
شكرا لزيارتك أختي الكريمة
و مشاركتك في نقاش النص
مع ود و ورد
نزار

خولة السعيد 28 / 06 / 2022 13 : 03 PM

رد: هروب جارية - نزار ب. الزين
 
قصة مؤثرة باسلوب مشوق ... رحم الله صاحبها


الساعة الآن 48 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية