منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   للمجانين فقط !!.. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=158)
-   -   تغير و لكن ...... (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23836)

فهيم رياض 18 / 09 / 2012 24 : 03 AM

تغير و لكن ......
 
وأنا أتصفح بالفأرة صفحات المنتديات ومواضيع عناوين
الشريط المتحرك شعرت بنوبة من الضجر تنتابني لمّا لم
أجد من بينها جديدا يروق ولمّا خلا رأسي إلاّ من الغث
من المواضيع التي استنكفَت نفسي من إطلاقها للتفاعل
بها مع روادها المحترمين ، فقررت القيام بجولة ليست
محددة الوجهة بسيارتي الصغيرة جدا لعلي ازيل عني
بها هذا الملل الذي ما فتيء يتنامى .
بدأت رحلتي الترويحية وفي أول توقف بسبب فوضى
المرور والإزدحام لاحظت أن سيارتي بدأت ترتفع إلى
الأعلى شيئا فشيئا ، وعندما أصبحت فوق كل مرتفع
أنطلقت في الجو كالطائرة ، فاحترت في هذا الأمر
وخشيت على نفسي من الهلاك وكاد قلبي أن يتوقف
وتساءلت إن كنت قد ملأت خزان سيارتي بالوقود
الخفيف المخصص للطائرات ( الكيروزان) ،وفي
الأخير تأقلمت مع هذا المستجد المخيف والمريح
في آن ، فطائرتي لم تعد بحاجة إليّ بل أصبحت تقاد
آليا ، تنخفض حيث يجب الإنخفاض وترتفع حيث
يجب ان ترتفع وبنفس الكيفية كانت تدور وتضبط
سرعتها والمدهش أنها كانت تطعمني حين تشعر
هي بجوعي وترويني عند العطش .
انسجمت مع هذا الوضع الجديد بكثير من الرضا و
السرور و لم يعد يشغلني شاغل إلا التمتع بالمناظر
المتنوعة و الخلابة .
نزلت سيارتي كثيرا وعندما أقتربت من أرض هي
عبارة عن سهل مخضر ، حطت على شجرة كبيرة و
تحولت إلى جندب فبدأ ينط بي من مكان إلى آخر و
من شجرة إلى أخرى حتى أصبت من فرط النط والقفز
بالدوار فحاولت النزول غير أن جندبا لم يمكنني من
ذلك إلا أنه توجه بي إلى جانب مزروع بأجمل
الورود منظرا وازكاها رائحة فاسترددت عافيتي .
اقتربت الجرادة من إجتياز السهل ، فتذكرت أن
خلفه يوجد إصطبل للأتن فخشيت أن يتحول هذه
المرة إلى حمار يجري خلف أتان فيصكني أمام
جموع الناس من الفلاحين والمارة ومربي الحمير
فاكون لهم فرجة قد تعقدُني طول العمر ،
فصحت بأعلى صوتي : توقف يا هذا وعدت إلى
أصلك .
توقفت الجرادة وتحولت مباشرة إلى السيارة ألتي
ألفتها ولمّا تفحصتها وجدتها كما كانت لم يصبها
عطل ولا تزوير ، لكني عثرت في خلفها على ورقة
بيضاء مكتوب عليها بلون وردي محمر- أعتقد أنه
لون صمغ حبة شمندر أخذت من ذاك السهل – عبارة
تقول : تغير .... ولا تكن يابسا فتهلك ...لكن بعيدا
عن الأتن حتى ، من الحمير، لا تُصك .

فهيم رياض 07 / 09 / 2013 08 : 09 PM

رد: تغير و لكن ......
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهيم رياض (المشاركة 158709)
وأنا أتصفح بالفأرة صفحات المنتديات ومواضيع عناوين
الشريط المتحرك شعرت بنوبة من الضجر تنتابني لمّا لم
أجد من بينها جديدا يروق ولمّا خلا رأسي إلاّ من الغث
من المواضيع التي استنكفَت نفسي من إطلاقها للتفاعل
بها مع روادها المحترمين ، فقررت القيام بجولة ليست
محددة الوجهة بسيارتي الصغيرة جدا لعلي ازيل عني
بها هذا الملل الذي ما فتيء يتنامى.
شرعت في الرحلة وفي أول توقف إضطراري بسبب
فوضى المرور والإزدحام لاحظت أن سيارتي بدأت
ترتفع إلى الأعلى شيئا فشيئا، وعندما أصبحت فوق
كل مرتفع أنطلقت في الجو كالطائرة، فاحترت في
هذا الأمر وخشيت على نفسي من الهلاك وكاد
قلبي أن يتوقف وتساءلت إن كنت قد ملأت الخزان
بالوقود الخفيف المخصص للطائرات ( الكيروزان)؟ و
في الأخير تأقلمت مع هذا المستجد المخيف والمريح
في آن، فطائرتي لم تعد بحاجة إليّ بل أصبحت تقاد
بغير إرادتي، تنخفض حيث يجب الإنخفاض وترتفع
حيث يجب ان ترتفع وبنفس الكيفية كانت تدور و
تضبط سرعتها والمدهش أنها كانت تطعمني حين تشعر
هي بجوعي وترويني عند العطش.
انسجمت مع هذا الوضع الجديد بكثير من الرضا و
السرور و لم يعد يشغلني شاغل إلا التمتع بالمناظر
المتنوعة و الخلابة .
نزلت سيارتي كثيرا وعندما أقتربت من أرض هي
عبارة عن سهل مخضر، حطت على شجرة كبيرة
و تحولت فجأة إلى جندب فبدأ ينط وأنا على
ظهره من مكان إلى آخر و من شجرة إلى أخرى
حتى أصبت من فرط النط والقفز بالدوار فحاولت
النزول إلاّ أنه لم يمكنني من ذلك وفي الأخيره توجت
بي صوب جانب مزروع بأجمل الورود منظرا و
ازكاها رائحة فاسترددت قليلا من عافيتي، ولمّا
اقتربنا من إجتياز السهل، تذكرت أن خلفه
يوجد إصطبل للأتن فخشيت أن يتحول هذه
المرة إلى حمار يجري خلف أتان فتصكني أمام
جموع الناس من الفلاحين والمارة ومربي الحمير
فاكون لهم فرجة قد تعقدُني طول العمر ،
فصحت بأعلى صوتي: توقف يا جندبا وعد
إلى أصلك .
توقفت الجرادة وتحولت مباشرة إلى السيارة التي
ألفتها ولمّا تفحصتها وجدتها كما كانت لم يصبها
عطل ولا تزوير، لكني عثرت في خلفها على ورقة
بيضاء مكتوب عليها بلون وردي محمّر- أعتقد أنه
لون صمغ حبة شمندر أخذت من ذاك السهل– عبارة
تقول: تغير .... ولا تكن يابسا فتهلك ...لكن بعيدا
عن الأتن حتى لا تُصك .

.......................................
........................................
..........................................


الساعة الآن 53 : 01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية