منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   كتبوا عني (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=365)
-   -   طلعت سقيرق.. قدر الجسد أن يرحل ولكن... بقلم الشاعر محمود حامد. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=24094)

مازن شما 18 / 10 / 2012 50 : 04 AM

طلعت سقيرق.. قدر الجسد أن يرحل ولكن... بقلم الشاعر محمود حامد.
 
[align=justify]طلعت سقيرق.. قدر الجسد أن يرحل ولكن...
بقلم الشاعر محمود حامد. (فلسطين):

هكذا الشّعراء يمضون مع الفجر، وفي عربات المساء يعودون على رائحة قهوة الذكريات، وجمر القصائد الجوريّ الذي يتوهج في المواقد الحزينة، وهي تحتفظ برماد تلك القصائد لتبثها لأجيال آتية تقرأ ما نزف أولئك الشّعراء من حبر دمهم الأرجوانيّ القاني شعراً نبض فلسطين فيه، وروعة اسمها العظيم، ونكهة ترابها الممزوج بالدمّ والشّعر، وقداسة ذلك الإسم والذي سيظلّ حاضراً بعروبته وقداسته إلى أبد الآبدين!!! طائر آخر يرحل سريعاً على خطى طائرين اثنين غادرانا أمس قبل ثوانٍ، وما غادرا: عبد الكريم عبد الرّحيم، ويوسف الخطيب، طائر فلسطينيّ آخر يرحل... طلعت سقيرق، كأنّ عبد الكريم، ويوسف الخطيب، وفواز عيد، وبقية ثلّة مبدعة رحلت تاقت لاستكمال وجودها في خلودها بانضمام بقية تلك الثلّة إليها، فإذا بقطار الموت يخطف الأسماء الجميلة واحداً تلو الآخر... يودّعون آخرين على رصيف الإنتظار، وهو يرصد الأسماء قي أوراق خريف الموت، من القادم الذي ينتظره القطار الآثم لاختطافه بغتةً من بين الصّحاب إلى مدن الغياب، ليتوهج حضوره أكثر هناك في عالمٍ يفصل بيننا، وبينه خيطٌ شفيفٌ من الوجد والبعد، يبدو أكثر ضراوةً ممّا يحيط بنا من مذهلاتٍ موجعة... ما أن نصحو من ضربة إحداها، حتّى تقذفنا أخرى بضربتها، فإذا بنا من حدّة الوجع نعتاد على وجعٍ يقيم بنا، ويسكننا، ويتغلغل بعيداً في الذاكرة كما وجه فلسطين الّذي ذوّبنا على وجه وأساه.

إذاً.. رحل طلعت سقيرق، وصمت صوتٌ آخر غنّى وأنشد لفلسطين كما غنّاها وأنشدها عشّاقها الموجعون بها حدّ المستحيل، وإذا غاب الصوت، فصداه في قصائده، وأشعاره، ومغناه سيبقى حاضراً بيننا بقوّة وضراوة، والشّعراء، عبر المقولة الخالدة... لا يموتون، ولكنهم يتمظهرون بالموت... وإذا كان طائر الغربة الحزين.. طلعت سقيرق... قد رحل.. على قدر الجسد أن يرحل، فإنّ روحه طوّافة بيننا على الدّوام، وبسمته وكتاباته، وما نطق به خلال حياته، وما ترك فينا من ذكرياتٍ ستظلّ ماثلةً في العين والذّاكرة...[/align]


الساعة الآن 35 : 11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية