![]() |
ضيف على هذا الزمان كان من جنةٍ - كلمتي في تأبين دمشق - هدى الخطيب
[frame="2 10"]
لو قالوا لك يا هدى أن الأرض مادت [/frame] والسماء انفطرت والبحار فجرت ما كنتُ يا غالي أشد جزعاً ويح قلبي على ثُريا الإبداع تدفن تحت الثرى يا لنزف روحي وطلعت أناديه ولا يجيب كيف أرثيك وكيف أعترف برحيلك؟؟!! وكابوس ينساب في مجرى دمي ملتهبا كبحرٍ من النيرانِ لماذا تسرعت بالرحيل يا سلطان الشعر ومذهل الإبداع؟؟ لماذا تسرعت بالرحيل وخلفك وجه حيفا ينتحب ويضيع الصوت في حرقة الغياب يحاول أن يرتجيك ولكن.. ويا للوعة المصاب حين امتطيت درب السماء أي شعور بالذعر والقهر استوطن على حين غفلة أيام حياتي لتحلق نسراً فوق هضاب حيفا وكرملها لصدمة عمري التي هشمتني بحوريتي المفجعة وإنعام انطوت على جرحها وقد انقضّت عواميد دارها الليل سيطول ويطول.. ووجهك طلعت معلق على مرايا أرواحنا كالقمر في ليلة بدره كل أنوار الإبداع في عائلتي على مذبح عشق فلسطين شهيدة وبعيداً عن ثراك حيفانا شريدة وأنت.. شمس في كبد سمائنا أنت فيا لنكبتي ويا لحرقتي ويا لغربتي! وشمسك الفلسطينية أشرقت نوراً وناراً وشمس إبداعك التي انحنت لها الحروف وعزفت على أوتار الشعر أنغامها مثل كل من أحبوك وآمنوا بإبداعك ونكبوا برحيلك يتيمة... يا سلطان الشعر والإبداع يا رئة الزمان الفلسطينية إلى المطر رحيلك نكبة رحيلك نكبة من نكبات هذا الوطن الجريح وفجيعة أليمة تضاف لسجل هذه العائلة الحيفاوية المنكوبة الدهر أفجعنا فيك وسقانا في شهر الصوم كؤوس الردى قولوا لتراب اللحد رفقاً بطلعت وبأصابع صاغت من الحروف نجوم كان من جنة لم يغره مال ولا جاه ولا مناصب، زاهد مترفع عن كل ما يلهث خلفه معظم البشر، أديب موسوعي متميز... كتب الشعر فابتكر وأبدع من الومضة وحتى القصيدة المدورة ، أو قصيدة السطر الواحد، كتب القصة ودخل إلى عمق النفس الإنسانية ورسم لوحات رائعة كل منها تروي حكاية مختلفة من حكايات شعبنا الفلسطينيوتضحياته ونضاله وآلام تشرده وأحسن توظيفها بإبداعه وحسه الوطني الراقي، إلى الدراسات والتوثيق والنقد والمسرحية ذات الفصل الواحد، لم يترك شاعرنا وأديبنا الكبير أي صنف أدبي لم يطرقه ولم يبدع ويبتكر فيه الجديد ويدخل مناطق إبداعية لم يدخلها أحد قبله السمو والشفافية التي تزخر بها صوره الشعرية تسمو بالروح الإنسانية بصفاء مفعمٌ بنقاء المشاعر ونبل أحاسيس لا تقل أبداً عن مستوى المذهب الرومانسي الأوروبي و لكن ببصمةٍ و خلفية عربية واضحة بعيداً عن التقليد أو التأثر لتجمع النفس و الروح في بوتقةٍ واحدة لتعرفنا نتعرف على مدرسة الشاعر طلعت سقيرقالأدبية الخاصة به، وتذوق هذه الشفافية بوضوح في شعره العاطفي والوطني معاً، ونرى ملهمة طلعتسقيرق صيغت من نور لكنها لا تذوب ولا تتلاشى تحت أشعة الشمس.. فهي فاطمة وهي سلمى ابنة الشهيد وهي مناضلة فلسطينية لوحتها الشمس تعرف كيف تقف في وجه الاحتلال دون أن يهزمها الظلم والقهر والشتات وتبقى أميرة نبيلة مفعمة بالجمال النوراني والشفافية، وهنا يكمن الإبداع والتفرد في القدرة على ابتداع هذه الخلطة المذهلة التي تجعل منها امرأة استثنائية لا مثيل لها وملكة متوجة بين نساء الأرض، والشاعر طلعتسقيرق يحترم ملهمته فلا يبتذل ولا يثير الغرائز ولا يضع جسدها على طاولة التشريح. في صوره الشعرية الوطنية لم يتوقف عند فلسطين فهو شاعر عربي بالمقام الأول، كتب لبغداد ولصيدا والمقاومة ومصر وتونس والجزائر، وكتب للإنسانية والإنسان في كل مكان... أنشد فلسطين وكان شاعر الانتفاضة بامتياز وغنت الفرق الفلسطينية أناشيده وجابت بها أصقاع الأرض... هذا المبدع المذهل والشاعر الرقيق الاستثنائي الفذ والإنسان النبيل المرهف الذي يحبّ و يحترم إنسانية الإنسان، والجوهرة الماسية الثمينة النقية نزف حياته لخدمة الناس والوطن وأعطى وضحى هل أنصفناه وقدرناه حق قدره كما يستحق منا وهل فكرنا بدراسة أعماله كما تستحق هذه الأعمال بما فيها من ابتكار وتميز خاص به ؟؟!! رحل طلعت انتصب بيننا وبينه برزخ مرعب ولم يعد هنا! خطف! ضاع! تسرب كما يتسرب الماء!! خذوا عمري وفوق العمر عمر وأعيدوا طلعت لإبداعه وفلسطينه... والشكر الجزيل للأستاذة بوران شما التي تكرمت بإلقاء الكلمة نيابة عني |
رد: ضيف على هذا الزمان كان من جنةٍ - كلمتي في تأبين دمشق - هدى الخطيب
خذوا عمري وفوق العمر عمر وأعيدوا طلعت لإبداعه وفلسطينه... كلمات صادقة تحمل كل الحزن والألم لفقدان أعز الناس على قلبكِ وقلبنا غاليتي أستاذة هدى وقد أضفت هذه الكلمة الرائعة والحزينة في حفل التأبين بدمشق على جميع الحضور كل مشاعر الألم والحزن , وشاهدتُ دموع التأثر في عيون كل محبي الراحل الكبير الأستاذ طلعت سقيرق , أما أنا من كان لها شرف إلقاء هذه الكلمة في حفل التأبين فقد منعتني غصة البكاء من المواصلة ولكني تماسكتُ وتابعتُ القراءة عدة مرات . غاليتي أستاذة هدى : لا نملك إلا أن نقول : رحمه الله رحمة واسعة , وألهمكِ الصبر لتحمل هذا المصاب الكبير والأليم . محبتي وتقديري . |
رد: ضيف على هذا الزمان كان من جنةٍ - كلمتي في تأبين دمشق - هدى الخطيب
وكاتب الخط تحت الارض مدفون
رحمه الله كان من فرسان الكلمة |
رد: ضيف على هذا الزمان كان من جنةٍ - كلمتي في تأبين دمشق - هدى الخطيب
اثاره باقية ما بيقيت الارض
ثلة الادب والثقافة |
رد: ضيف على هذا الزمان كان من جنةٍ - كلمتي في تأبين دمشق - هدى الخطيب
في حنجرة كل قارئ مرّ من هنا غصة استوقفته فبات مذهولا ، قرا ، شرد ، ترحّم ، ثم وقف عاجزا
عن صياغة رد مثلي أكتب وفي العين دمعة سيدتي رحم الله شاعرنا العظيم كان وطنا في رجل |
رد: ضيف على هذا الزمان كان من جنةٍ - كلمتي في تأبين دمشق - هدى الخطيب
الوافدون من الجنة لا تعجبهم الأرض كثيرا !! ، وسرعان ما يلحقون بركب الرحيل !! ، هم العائدون إلى الجنة ..رحمة الله وبركاته عليهم .
|
الساعة الآن 41 : 12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية