منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   المقالة السياسية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=520)
-   -   غزة وراءنا والإنتخابات للكنيست تعود للصدارة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=24384)

نبيل عودة 24 / 11 / 2012 01 : 09 PM

غزة وراءنا والإنتخابات للكنيست تعود للصدارة
 
غزة وراءنا والإنتخابات للكنيست تعود للصدارة

بأي حق ندعو النساء للتصويت؟

نبيــل عــودة


عدنا لمعركة الإنتخابات بعد حرب غزة الثانية وسقوط "الردع الإسرائيلي" سقوطاً مهيناً، وما كان له أن يتعزز بواقع شعب لم يعد له ما يخسره إلا كسر قيود الإحتلال !!
أنا لا أشعر بأي حافز للمشاركة في معركة الإنتخابات القادمة، هذا الجو سائد في وسط الجماهير العربية في إسرائيل . في الانتخابات الماضية شارك 58% فقط (مصادر اخرى تقول 53% فقط) من أصحاب حق الإقتراع العرب. فكريا انا مقتنع تماما أن الامتناع عن المشاركة في التصويت يعطي نتائج أسوأ مما نتوقعه من المقاطعة. فكرياً على الأقل أرى أهمية المشاركة بالتصويت وتعزيز القطاع العربي داخل الكنيست. على الأحزاب العربية إقرار استراتيجية انتخابية لرفع نسبة التصويت بين المواطنين العرب ، دعاية مشتركة إذا أمكن ، دون المنافسة بين القوائم العربية على الأصوات، أرى أن المنافسة ستساهم في إبعاد مصوتين عرب عن المشاركة قرفا ومللا من الصراع بين أحزاب وقوائم من المفترض أنها تعبر عن مصالح مشتركة ، فلماذا إذن تكون الجنازة حامية ما دام الميت كلب؟
اتجاهي أقرب للجبهة الديمقراطية – الحزب الشيوعي- رغم رفضي لبعض مواقفها السياسية خاصة من سوريا. على المستوى السياسي العام والاجتماعي أنا متماثل تماما مع برنامجهم. يجب إعطاء الناخب العربي حرية الاختيار وأن تخوض الأحزاب العربية التي لا أرى فائدة من تجمعها بقائمة واحدة ، لأسباب كثيرة هامة، بعضها أيديولوجي وبعضها شخصي أن تخوض دعايتها الإنتخابية بتنسيق مشترك . أتوقع أن يخلق هذا الأمر جوا صحيا ، يشجع الممتنعين على المشاركة بالتصويت.
الأمر المقيت والمثير للغضب بين الأوساط الواعية هو مواصلة استبعاد النساء عن الأماكن المضمونة. الجبهة مع الأسف وضعت مرشحة في المكان السادس، ضمن تعهد أن يستقيل من الكنيست بعد سنتين رأسي القائمة محمد بركة وحنا سويد على أمل ان تحصل الجبهة على أربعة مقاعد كما هو عدد مقاعدها اليوم، ليحل مكانهما المرشحان الخامس والسادس أيمن عودة ونبيلة اسبنيولي .هذه التعهدات لا تعني شيئاً ولن تخدم انتخابياً هذه القائمة. ما أراه أن واقع المرأة في تراجع نسبي كبير ، يمثل مجمل التراجع في تقدم المجتمع المدني العربي . إذ لا يمكن تحقيق تقدم في قضية المرأة طالما ظل مجتمعها قبلياً في مبناه وعلاقاته ويحرمها من الحقوق السياسية المتساوية.

تساهم المرأة في الدول المتقدمة بحصة تكاد تكون مساوية لحصة الرجل في جميع نواحي الحياة. . في عالمنا العربي وفي المجتمع العربي داخل إسرائيل أرى أن المرأة ، حتى الأكاديمية ، تخضع لقيود مستهجنة، نجد أن واقع المرأة لا يختلف بمجمل مضمونه. ولكن هذه الظاهرة تخفي واقعا أشد مرارة . واقع اتساع البطالة في صفوف النساء بالمقارنة مع الرجال. واقع التمييز من داخل مجتمعها ( العربي في اسرائيل في حالتنا) هو أشد مضاضة من التمييز ضد النساء في المجتمع الأوسع ضمن التمييز العام ضد الأقلية العربية بكل مركباتها..
كيف سنقنع المرأة الفلسطينية المواطنة في اسرائيل أن تشارك بمعركة انتخابات يسيطر عليها الذكور ، ولا ترى بشائر خير بأن تكون مشاركة فعلاً وليس بالشعارات فقط؟
الموضوع له أهميته ليس بايصال ممثلة نسائية إلى هيئة مقررة ، وهي مسألة هامة جداً، إنما لها وقع أخلاقي تربوي للمجتمع الذي تدعي الأحزاب أنها تمثله. هل هو تمثيل ذكوري والمرأة تابعة لقرار الرجل ؟
الإنتخابات كما أراها ليست منافسة على سياسات ،خاصة في الوسط العربي، ولا أبالغ بالقول أن مساحة الاتفاق السياسي واسعة جداً بين الأحزاب العربية، ومعظم الخلاف هو على المستوى الأيديولوجي ، وهو غير مطروح للحسم في هذه الإنتخابات مثلاً ، مع أني لا أتجاهل الفجوة الفكرية الواسعة بين التيارات المتنافسة في الوسط العربي داخل اسرائيل.
يؤسفني أني لا أرى مستقبلاً سياسياً للأقلية العربية بمثل ما أحلم به.
ما أراه استمرار في السقوط الى الحضيض!!
ما أراه المزيد من الاضطهاد الشوفيني الذكوري للمرأة من المضطهدين في الواقع الإسرائيلي. أي أن المرأة تعاني من اضطهادين ، من ذوي القربى ومن السلطة الصهيونية.
لا أعرف هل نسبة النساء الممتنعات عن التصويت ستكون أكبر من نسبة الرجال؟
القائمة التي أقرتها الجبهة مثلاً ، نفس الوجوه الأربعة بنفس الأماكن،المرأة للمكان السادس المستحيل، مع تعهد باستقالة المرشحين الأولين بعد سنتين، تعهد لا قيمة له، لا أرى أن هناك دافعا للنساء للتصويت.
هذا من ناحية، من ناحية أخرى استمرار الحفاظ على تركيبة القوائم، وكأن لا بديل للشخصيات التي ترأسها وتملأ المواقع المضمونة، رغم أنهم يمارسون نشاطهم منذ سنين طويلة جداً، هي ظاهرة لا تشجع على إقناع مقاطعي الانتخابات بتغيير موقفهم من مقاطعة التصويت..
رغم كل السلبيات، التي تجعلني مصوتاً رغماً عن أنفه. إلا أني أشدد على أهمية التصويت ورفع عدد الممثلين العرب في البرلمان، وأهمية ألا يحتدم النقاش بين المضطهدين ، بل أن تكون حملة دعائية منسقة ومشتركة في ظروف استحالة إقامة قائمة مشتركة.



الساعة الآن 58 : 09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية