|
سهامٌ من أنين
سِهامٌ مِنْ أنين أسند جراحك وامتطي = موتاً يناجيهِ الجسدْ واصرخْ بوَجهِ القِبلتي = ن ولا تقل أحدٌ احدْ فالأمسُ قيَّدهُ الحطا = مُ وذاك قيَّده الكَمد وطبولُ حرقك والدفو = فُ على حبالك من مسدْ تبت يداك لقد صبأ = تَ فأنت وحدك من صمَدْ تبت يداك لقد كفرتَ = بدينِ "بوش" وما وعدْ واليوم يحرقُك الشقي = قُ مُطهراً منك البلدْ ما ذنْبُهم قد خيرو = ك لكي تكونَ كمن سَجد قدماك ما ركعتْ لهم = ورصاصُ حرفِك ما بردْ دين الخنوع مهيمنٌ = والكل حج لمن عَبدْ إلاكَ انت قذفتهم = برقاً تزمجرَ فارتعدْ ونفختَ سُخْطَك مِرجلاً = مترجلاً في مُتقدْ ورسمت حيفا بالرّصا = ص وكنت اول من وَقَدْ **** يا ذاك عصرُك قد مضى = حيفا تُعتّقها السطور واليوم حجُّك ما غدى = برصاصةٍ يبغي العبورْ إما تكونُ قَديمَهُم = أو فلتكُن كلَّ العصورْ وعليك أن تبري الجرا = ح كأسهمٍ بنصال نورْ اصنع مدادك من دماك = وخُطَّ آية من يثورْ فلهيب قنبلةٍ تُفي = قُ الراقدين من القبورُ ***** الموتُ أنت نقيضُهُ = والخلدُ صار لك النظيرْ اسطورةٌ إنْ صِغْتَها = يا ذاك في حيفا تصير نجماً لكل التائهي = ن ليصنعوا العرس الكبيرْ إن يحرقوك تكن لهم = ربّاً ومخلِدُه يطيرْ. ستكونُ من حبرِ الفدا = ء مواسما بك تستنير **** ما بين صرخةِ ثائرٍ = والخانعين من العبيدْ عيدٌ تعرَّى بالجدي = د وبؤسه عَزَفَ النشيدْ أو بين بأسٍ يمتطي = في كلّ يوم ألفَ عيدْ فالعيد حيفا وحدُها = ودماؤنا عَزْفُ النشيدْ *** هم بَوْصَلوك لِحدِّهم = وأمامك اللّحدُ الأغرْ وأتوا لأمِّك ليلةً = كي يرجموك بألف سِر حتى إذا جدَّ الزفي = رُ وساء ذاك المستقرْ كل العروش وجدتها = من حدّها أضحت تفرْ والوِزْرُ وزرُك يا اخي = فاحملْ بوزرك ألف وزرْ **** العرْبُ تعقد قمةً = قد هالها ذاك النبأ أفعى الغزاةِ تجرُّهم = في ذيلها وعلى الملأ إما تُباركُ جَمْعَهم = أو أن تكون كمن صَبَأ احذرْ حِبالك عندَهم = والبئرُ تشكو مِن ظَمَأ كَبّل يديك بقيدهم = إنْ شئتَ ذا أو لم تشأ *** قاومْ عدوك يا أخي = وسْطَ الحراب الغادرةْ وإذا دخلت مخيماً = وسألتَ أين الناصرةْ ووجدت جثةَ أُمةٍ = خلف الطعان محاصرةْ قف عند دجلةَ هاتفا = يا نيلُ أين القاهرة واحمل عراقكَ بيرقا = صَلبتهُ أيدٍ جائرة صِلْ بالمساء صلاتَهُ = واقرأ نشيدَ الذاكرةْ فالقدس في عينيك يا = بغداد تبقى حاضرة **** عدد من الأرقام انتْ = تُشرى تُباعُ ببضعِ سنتْ والنفط مثلُك يا اخي = وإذا رأيتُك لستُ انتْ سأجوبُ كلَ العابري = ن أقول أنك قد لحنتْ *** يا أيها الطفل التَقِم = والمرضعاتُ كألف أُمْ إن شئتَ أثداء الريا = ض وشئتَ فارضع ثديَ قُم انت اليتيمُ بالاختيا = ر ونهدُ أُمّك كالأصمْ انت الربيب على الضلا = ل وكل ما تأتيه سُمْ *** أقسمتُ في كافٍ ونون = أني لقحتُك بالظنونْ إما تكونُ كعاقرٍ = أو فلتمتْ بين السكونْ أقسمت في واوٍ ونون = والطاء بينهما تكون ستعيش أنت مشرداً = بين الضلالة والسجونْ والحكم يبقى سيداً = صيرورةُ الملك الخؤون *** بَوْحٌ تَلَطّخَ بالأنينْ = في رحمِهِ سرٌ دفينْ وعلى الشراذم ينطلي= لكنَّ مأواه اليقينْ انظر شراعَ سفينهِ = في الغابرات من السنين *** فالنيلْ إنْ لم يلتقِ = بردى بأرض الرافدين أنت الوقودُ لنارِهم = مِنْ أنتَ تصبحُ اثنتين لتدورَ بينكما رحىً = وكأنتَ تصنعُ دولتين وإذا وجدتَ مخيماً = غدهُ يكونُ مخيمينْ خالد حجار فلسطين |
رد: سهامٌ من أنين
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]فالقدس في عينيك يا = بغداد تبقى حاضرة
**** ماأجمل هذه التوأمة وكم هي بعض المدن العربية مثقلة بالتراث والتاريخ والعراقة ورغم ذلك لم تجد من يذوذ عنها ومن يرفع عنها الأسى. كما تفضلت أصبح المخيم مخيمان ومخيمات والمعاناة الفلسطينية وجدت لها أخوات فالجرح العربي صار جراحا. تقديري لقلمك أستاذ خالد ودام مشوارك الإبداعي.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: سهامٌ من أنين
اقتباس:
الاديبة العزيزة نصيرة تختوخ مرور أسعدني وكلمات شقت الطريق للانتماء لهذه الامة العظيمة بكل أقطارها ، نعم الجرح واحد والوطن واحد والامة واحدة سلمت على هذه اللفتة وهذه القراءة الدقيقة المتأنية مع كل التقدير والتحية خالد |
رد: سهامٌ من أنين
الأستاذ خالد , صوت نصرخه ويجلجل في دواخلنا , إلى حد الحلم .. لكن ؟؟
نص واقعي مكتنز يلامس همومنا وطموحاتنا .. وفقت أيها الشاعر بتميز, بكل خصائص النص كبناء , وموضوع نبيل .. ولو كنت مكانك , لحافظت على تخميس المقاطع ,, فأنا شخصيًا تطربني نصوص كهذه ( هذا مجرد رأي إيقاعي ) مع محبتي , واحترامي وأكرر إعجابي بهذه التحفة حسن إبراهيم سمعون وأثبتها 15/1 |
رد: سهامٌ من أنين
اقتباس:
اهلا بك اخي حسن وأشكرك كل الشكر على مرورك الجميل وتثبيتك القصيدة وتحياتي لك على قراءتك المعبرة والمعمقة مودتي وتحياتي وتقديري اخوك خالد حجار فلسطين |
رد: سهامٌ من أنين
خالد الحجار
شاعر يملك زمام القصيدة ويعرف كيق يسوسها وشاعر مسكون بترابه مهموم بوطنه يعرف متى يستدعى التارث كقناع ومتى يستدعى التراث كطلقة وهنا يجعل الوطن قلبته الأولى ومحراب تعبده وهو مسيح الوطن يحمل عذاباته من خلال بوح شفاف يختزل المسافة بين الشعور والشعر فتقرأ وكأنك ترتجف من شدة ما يتسرب إليك من طيات الحروف إلى مخزون المشاعر وهنا تتحق لذة التلقى بوركت أخى الحبيب الرائع |
رد: سهامٌ من أنين
اقتباس:
استاذي الكبير عبد الحافظ متولي وهل أملك من الكلمات إلا أن أقف على قراءتك متأملا مبهورا من جمال قولك الذي أعطى القصيدة رونقا مشرقا سلم نبضك الحر أخي عبد الحافظ بخيت متولي وسلمت روحك التي تزخر بالانتماء لقضايا الامة العظيمة التي سلب منها امجادها واصبحت تعيش الانحدار تلو الانحدار دمت شاعرا وناقدا واستاذا أفخر بأن اكون من مريده اجمل التحيات وأعطرها خالد |
رد: سهامٌ من أنين
قصيدة تتقّد في يدي قارئها سبائك ذهبيّة... على شكل مقطوعات عزفت سمفونية جراحك أخي خالد بروعة...سلمت الأنامل.
|
رد: سهامٌ من أنين
اقتباس:
أشكرك اخي بغداد على هذا المرور وهذه لاكلمات المضيئة التي نثرتها على النص وتقبل تحياتي ومودتي خالد |
| الساعة الآن 38 : 04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية