![]() |
للخبز طعم اَخر
للخبز طعم اَخر – محمد الفاضل
تحلق أفراد الأسرة حول أعواد الحطب المشتعلة وهم يرقبون مشهد الشرارات المتطايرة والأدخنة المنبعثة من موقد قديم في ذلك المساء البارد ، مساءات كانون لها طعم خاص وطقوس أثيرة على نفوس أبناء تلك المدينة الوادعة التي تغفو على ضفاف نهر العاصي. سكون مطبق يخنق الروح ، لم يكسر وتيرته سوى زفرات الأم وهي تتنهد بحرقة وتغالب دموعها التي تزاحمت في مقلتيها وبدأت تنساب بغزارة مثل نبع حزين على وجنتيها التي علاها الشحوب ، وبدأ الهم يظهر جلياً على محياها برغم شبابها ! حاولت جاهدة أن تبدو قوية أمام أطفالها الأربعة فبعيد مقتل توأم روحها ورفيق دربها والمعيل الوحيد للأسرة أضحت الحياة تسير بتثاقل وإيقاع بطئ يغلب عليها الترقب والقلق من مصير مجهول . هدأت أصوات الانفجارات على غير عادتها وإن كان يسمع من بعيد أصوات طلقات متقطعة بين الفينة والأخرى ، حتى كفاح لم تعد تستهويه ألعاب أقرانه من أولاد الحي ، فجأة أحس بثقل المسؤولية وضغوط الحياة وشظف العيش فقد كست ملامحه علامات الصرامة والجدية. بدأت السماء ترعد مزمجرة وتعزف سمفونية حزينة من خلال قطرات المطر وهي ترتطم تباعاً بسطح المنزل القديم ، شعر بالبرودة تتسلل إلى كامل جسده النحيل فلم يجد سوى معطف والده القديم ليرد عنه البرد ، والذي أصبح رفيقه المفضل .في ذلك الصباح الذي لن يمحى من ذاكرة أهالي المدينة ، نهض كفاح مبكراً كعادته وهرع مسرعاً نحو أخيه الأصغر لتبدأ رحلة المعاناة ومشوار الحصول على لقمة العيش رغم تواجد القناصة ، وذلك بالوقوف أمام الفرن في طوابير قد تمتد بعيداً. تجمع أبناء الحي للحصول على ربطة خبز تسد جوعهم ، وفي تلك الأثناء تناهى إلى سمعهم صوت طائرة وهي تحوم فوق المكان ، فجأة سمع دوي انفجار هائل يصم الأذان ، هز المدينة بأكملها وتصاعدت أعمدة الدخان لتصل إلى عنان السماء ، انبعثت رائحة الدخان وشواء اَدمي. لوحة رهيبة ، الأشلاء المقطعة تنتشر في كل مكان وتغطي مساحة شاسعة ، الدماء تغطي أرضية الشارع والرصيف ، حاول كفاح أن يستوعب ماحدث فالمشهد يفوق الوصف ويتجاوز الخيال . لم يقو على الحركة ، استدار برأسه وهو يسمو فوق جراحه في محاولة للبحث عن أخيه الصغير وهومازال ممسكاً بربطة الخبز . هاله مارأى !!! على مقربة منه كان يرقد أخوه الأصغر والدماء تغطي وجهه الصغير ولم يبق منه سوى الجزء العلوي من جسده . في ذلك اليوم الدامي تناقل أبناء المدينة خبر ذلك الطفل الذي لم تفارق الابتسامة روحه البريئة وهو ممسك برغيف خبز أحمر! للخبز طعم اَخر – محمد الفاضل |
رد: للخبز طعم اَخر
قصة جميلة تؤرخ بوعيها الجمال للكفاح من أجل الوطن استطاع الكاتب بمهارة أن يحبكها بشل جيد جعلها تبتعد من مجرد نقل آلى للواقع إلى واقع فنى مغاير مرجعيته واقع مادى مهزوم حتى استطاع ان يستغرق كل العمل كل الدقائق التى تحيلة الى دوى قصصى فنى حتى رسم الشخصيات فلم يكن أسم البطل " كفاح" عمل مجانى بقدر ما التأكيد على بؤرة الدلالة المركزية فى النص وهى كفاح الشعب الفسطينى ولم يكن التصاق كفاح بمعطف والده إلا نوع من التماهى بين الاجيال المتلاحقة والتفافها حول فكرة واحدة وهى فكرة الكافاح من أجل تحرير الوطن ولذلك
لكنى توقفت عند جملة النهاية " للخبز طعم آخر" وهى تكرار لعنوان النص وليس من المستحب أن يتكررالعنوان لانه المختزل البرجماتى للنص وفى تكراره فى آخر النص تعد على ذكاء المتلقى فعلينا ان نترك للمتلقى مساحة من التفكير ليتوقع هو ما نريد كل محتى وعظيم تقديرى |
رد: للخبز طعم اَخر
قصة جميلة تؤرخ بوعيها الجمال للكفاح من أجل الوطن استطاع الكاتب بمهارة أن يحبكها بشل جيد جعلها تبتعد من مجرد نقل آلى للواقع إلى واقع فنى مغاير مرجعيته واقع مادى مهزوم حتى استطاع ان يستغرق كل العمل كل الدقائق التى تحيلة الى دوى قصصى فنى حتى رسم الشخصيات فلم يكن أسم البطل " كفاح" عمل مجانى بقدر ما التأكيد على بؤرة الدلالة المركزية فى النص وهى كفاح الشعب الفسطينى ولم يكن التصاق كفاح بمعطف والده إلا نوع من التماهى بين الاجيال المتلاحقة والتفافها حول فكرة واحدة وهى فكرة الكافاح من أجل تحرير الوطن ولذلك
لكنى توقفت عند جملة النهاية " للخبز طعم آخر" وهى تكرار لعنوان النص وليس من المستحب أن يتكررالعنوان لانه المختزل البرجماتى للنص وفى تكراره فى آخر النص تعد على ذكاء المتلقى فعلينا ان نترك للمتلقى مساحة من التفكير ليتوقع هو ما نريد كل محتى وعظيم تقديرى |
رد: للخبز طعم اَخر
عندما يكون للخبز مذاق الدم ورائحة الموت فاعلم بأنك في أوطننا التي تإن هنا قصتك توثق حقا ما يحدث لاهلنا في سوريا فرج الله عنهم ونصرهم تقديري لجمال قصتك |
رد: للخبز طعم اَخر
الأستاذ القدير عبد الحافظ بخيت
شاكر حضورك أخي العزيز وتحليلك الجميل وأتفق معك في ماتفضلت به ، أما بالنسبة لتكرار العنوان في النهاية فهو ماتعودت عليه كنوع من التوقيع وملاحظتك هي موضع تقديري واعتزازي ياسيدي فصول المأساة تحدث بشكل يومي في سوريا الجريحة !!!!! مع خالص التقدير لقلبك شتائل ورد ندية |
رد: للخبز طعم اَخر
الأستاذ العزيز وسام أحمد
أسعدني حضورك سيدي فرج الله على أهلنا في سوريا وفلسطين فالجرح واحد ياصديقي مع خالص الشكر والتقدير لقلبك باقة ياسمين |
رد: للخبز طعم اَخر
قصة مؤثرة تجسد واقعين... حياة أسرة بئيسة، وحياة شعب بئيس، والكل يبحث عن قطعة خبز...
جميل هذا التسلسل في روعة القص |
الساعة الآن 41 : 11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية