منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مقام الحجاز (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=25058)

الشاعر الصارخ 02 / 03 / 2013 19 : 11 PM

مقام الحجاز
 
وتوقف العــــزاف مـن منا انجرف
عن نوتة البــــــــيمول من منا انحرف

وتهامسوا مستـــــــنكرين ملامـحي
وتصايحوا يا عــــــازف العود اعترف

لــــــم تسبر الجـرح الموشى حكمة
أسررت نبض طقـــوسنا في المنعطف

أوجستها في غـــــــور نـفسك خيفة
تقـــــتات مــن صدئ الزمان فما تكف

خــفــضت سير مقام حـــزنك نوتة
ورفعت أخـــرى ليس ندري مـا الهدف

ما هذه الأبعاد وحــــدك جبـــــــتها
ستّاً مـــن الدرجــات تصعــــدها شغف

فشغــفـــــــتها حبّا بروح تـــصوف
وهمـــــمت إذ هــــمّــت وأنت بلا كنف

يا أيها الرجــــــل المــــــدلّــــه قلبه
حـــــتّام تلـــــحــــن فـيك أوتار السلف

قل لــــــي ومعـــــــذرة بأي مشيئة
أعشار قــــــلبك عطّــــلت حين اعتكف

أتحــــزّ في الوتر الحجازي الأسى
فــــي زفـــــرة صلــــبت بأبعاد السدف

كم غــــيمة قـــدّت قمــــيصك غيلة
حتّى تعـــــــرّى مــــاءها حين انغطف

إلا تكـــــــوّر ليلــــها العاري على
ظمئ يخـــامــــر صبحها عند الضفف

مــرّ السحابة يمـــــتطيك مدى وها
في القلب غــيض الماء إذ فاض اللجف

أبكـــــــتك دانية ظـــلال الروح في
معـــــــراج حلــــــم منتهاه في الجوف

مازلـــتَ تـــبكي شدو ناقف حنظل
بيت المــواجـــــــع قلبك العاري الدنف

هل تطــــلق الروح السجين بهمّه
ويضـــــيء فـــينا جـــرحه لما انكشف

يا صحب قد جثم الرماد على دمي
وأحاط بي زمـــــن الذين جخوا الشرف

مـــــــرّغتُ دمعة نغـــمة مكـــبوتة
في جوف أرمـــدة الرؤى خوف الهيف

أبكي هنا رٌبع المقــــام يـسومــــــه
ظلما ذوو القــــــــربى وعنهم كم نزف

أبكي هنا رٌبع الــمـقـــــام وربَــــعه
رزحـــــتْ هـنا نوتاته تـحـــــت الشفف

فـــتّشت عن ريش اللحون وفاتـــني
أن الطــــــيور بلا غـــــــناء في النجف

لا غـــــــيمة للعـــــود تنبت لحــــنه
لا دمـــع بعــــد جـــفافـــــــنا فيه ورف

قد خف عن عشق وخفّ من الهوى
أسفـــــــي فمتن العـــــــشق سجيل تلف

في آخـــــــــر النوتات بل في بدءها
يتلـــــعْـــــثــــم السلفاج مــــبديا الأسف

فالنغمة الأولى تحـــــــــرّق نـبضها
يستـــــقرئ الأوتارَ ما تطوي الصحف

يا أيها اللحــــــــــن الذي يعــــتادني
هذا مــــقـــــــــامـــك نـــــــوتة لا تأتلف

يا أيها اللحــــن الحــــجازي الخطى
هل بعــــــــدك الألحان يعصرها اللهف

كل الطقـــــوس تآكـــــلت واعتادها
زمن التـــــــقوقع و التموقع في الخلف

مازال فـــــــي كفّ المآسي نخــــلة
قالت لمــــــــريم مـــــا يخـــبئه السعف

لا بأس لـــــو كشـفت عيوني مـــرة
عـــن شوقـــــــــها إن الحجاز بلا وطف

فالشدو جفّ عـــــلى الشفاه وهــــدّه
ملـــــــح التراب وعـــــاده زمن الجيف

يا لحــــــــن فانزل راجلا واحدد بنا
فالعــــــــير ملّت دربها بعــــــد الشظف

أغــري النجوم ببعضها لتضيء لي
دربا تعـــــــــــتّمه الدجى في المنتصف

هي قصة للـــــــريح ولهى في فمي
قـــــل هـــــــل أتاك حديث أول منعطف

كم أسرجــــوا للحزن أجنحة الرؤى
والحـــــــزن يعرف بـــيـــته بي يلتحف

يا حادي الإبل المــــــريـقـــة نبضها
أحـــــدد بها ثم ارتجــــــز كي لا تقف

خلّـــفتُ خلـــــــــــــفي خيمة لخليلة
قد خــضبتْ بــــدم الحسين رؤى النجف

مازلتُ مصدوما أقــــول لها انتخي
فالــــحــب أول بـــــــدءه غض الطرف

بيني ودجـــــــــــلة يا خليلة نقــــطة
للـــــــبدء والدفــــــــق الفــراتي الورف

إني لأسألك الهــــــــوى بعد السرى
فهــــــل العراق غـــــــدا معافى أم دنف

عذرا أيـنــتهـــجــــــون في دم نخله
كــــل الوصــــايا والرطـيب غدا حشف

فبأي جـــــــــذع للنخـــــــــيل أشــدّني
لا نخـــلة في القلب يسكـــــنها السعف

ولجأتُ أبحــــــث عــــــنك فــيّ لعلّني
أتلمّس الصيد القـــــــــــــديم بلا أسف

أهـــــــديـــك من وتري موشح جرحنا
إن الحجاز توسّـــــــــــعت فيه الشأف

لا تخــــــصمي الأرواح فـــــــيّ فإنني
كهف المواجـــــــع صدرها لم أختلف

أشعــــــلتُ فــــــــيّ الشوق شيبا بعدما
هــــذا الرحيل المــــــــرّ فينا قد أزف

ذاب الهوى وتلــــعـْـــــــــــــثمت ناياته
وكــــــــمانه شـبق الحنين وما عزف

في كــــل أزمــــــــنة الرباب مواجدي
تبكي العـــــراق قصيدة حرى الشغف

تـبــــكي مدائن جـــــــــــرحنا مبــــتلّة
إذ يــنـحب الوتــــــــر المدله في أسف

يمشي إليها الوجـــــــــد طـــــيفا حالما
فــــتعـــــثّرت خــطواته في المنتصف

فأدس ناري فـــــي الرمال وطـــــورنا
للـتــــين والزيــتــــون سيــناء الحتف

مازلت من زمـــــــــــن الحكاية باخعا
نـفسي عــــــــلى آثارهم مضنى كلف

أروي تباريح الحجاز عـــــــــلى رؤى
سفّــت تهاويس الثرى حــــين ازدلف

وحـــــدي بكــــــــــــل كآبة متــــــفرد
والحزن في عرف الورى سلوىترف

تقــــــــتاتُ من وجـــــعي دمشق عليلةً
وربيــــعها العربي يطـــــعمها الوكف

نجــــــواك يوم الــــــــردة الأولـى فها
سكت القـــصيد ولحــــــنه لما انحرف

رحماك يوم الشـــــــــدّة الأولـــــى فها
سقط الــنـصيف وسرّنا فـــيك انكشف

يا أيها الوطـــــــن المسافر في دمــــي
حبل الجناة يــــــــروع قـلبي فالـْتُــقف

الجرح صار مديـــــــــنة مهــــجـوسة
يتســـكّع الشعــــــراء في دمها الدنف

وتظل خلف عــيــــــــــوننا عــــوراتنا
لا ثوب من جـــــــارات جرح نستلف

فـــــي باب كسرى عـــلّـــــقت أسماءنا
لمــّا انـتــمــــينا للحــــجاز نشى يهف

والروم تسقط قيـــــصرا عن عــــرشه
لمّا المقوقس عـن رؤى روما انجرف

وتظـل تعلـــــــكنا الحدود ظنـــــــــــينة
فمن الحدود إلـــــى الحدود غــدٌ نكف

هـــا أنت واقــــــفة أمام جـــــــــــراحنا
حــــتّام تــنــــتــظرين إذن المنصرف

خبـــــــــــئت أحـــــزاني بعمق حكايتي
وخلــــعت عـــن جسدي بقايا للصفف

فاخــــــضر في سعف النخيل دمي وكم
كبرت على صدر الرمال رؤى الألف

فلكـــــــــــم حملنا الأبجـــــــــدية منهلا
حتى حـــــــــروف العلة الولهى قطف

لكن ذبحـــــــنا يوم غـــــــــــــزة وحدنا
والعالـــــــم المسعور يشهد ما اقترف

بُحّـــت عـــــــــــلى حيفا الهوى أوتارنا
وأخــــو الجـــــليل وأخته يافا الوجف

يا غـــــــــــــزة الرؤيا أ يوسف هـــاله
تـفــــــســير رؤياك التي لا تـتـــصف

سيظل وجـــــهك مـــــــوغلا في منتهى
أعماقنا والعــــــــــمر من أزل نشف

لا تــــحــــــتــمي بالبحر ها صحراؤنا
للروح زاحــــــــفة ترابط في الشغف

أنشـــــــودة المــــــــطر الهطيل ترحّلت
أســـــــفاً مـــع السيّاب لا مطرا يكف

كــــــــم ضل في بـــــيداء لبنى خاطري
يختال عـــــمرا ظامئ مضنى عجف

عيناي تعـــــــــــتــصران غور مدامعي
ومواجــعي صمت الصحارى تلتحف

يبقى صهيل الحـــــــرف مذبــــوحا بها
للظل لملــــمت الرؤى زمـــــنا خرف

رحـــــــماكَ قـــــــــالتْ لا تسل أوتارنا
رحماكَ ما فــي الجــرح من أحد يقف

يا ابن الصحارى السمر... مالك ممـعن
في لحن جــــرحك هل مقامك ينكسف

كم نوتة تســـــــتــــقــــــــرئ الهمّ الذي
يتكــــــبّد الأقصى مـشـقّـــــة ما نزف

قد جئـــتــــني تسعى بجـــــــرحك نازفا
وبني عــــمـومتك الذين رموا الهدف

ورفـــــضت كــــــل مديــــنة رفعت يدا
تحمي الذين تنكّـــــروا رمــل الشرف

مازلت تــصرخ فـــي البـــــــــرية نادبا
مستــصرخا عـــجم اللحون وما تهف

يا كاتب التاريخ قـــــــــد أهـــمـــلـــتــنا
ونسيـــــتنا والقــــدس مازالت ترف

يا صخرة الأقـــصى أ أخــــــيلة الرؤى
شجّـــت مــــــــرايانا ونحن بلا أُنُف

أم أن فيك استــــنــــسخــــــــت أرواحنا
وتناسخت فـــينا بني هــــــوذا الجيف

قد جئت من زمـــــــــن الذين توسّـــدوا
رمل الحقـــــيقة طــــرّزوها بالقطف

وحدي ومن زمــــــــن الفحول قصيدتي
تٌتْلَى ويوقــــــن لحــنها الأمد الصلف

يا أنت وحــــــدك تذرفــــــــــين لظـــلنا
حتى شـــرقـتِ بـــدمـــــعة لا تنذرف

كم أمــــة لعــــــنت جـــــهارا أخـــــتها
باءاتها في الجــــــهل تـشـمت بالألف

يا نخلة الــــــــوادي دمـــــــوع حجازنا
بالرُقــــــمتين ديارنا مـــرمى الحجف

أمضي بدفـــــــــــق دمي أغــني للهوى
خذ خافقي وتـــراً على جرحي الزلف

خذ مقــــــــــلتي نورا ومن شفـــتي سنا
فالجاهــــــــليّة ها تعـــــود على كتف

أنكــــرتُ في زمـــــن السقوط ملامحي
وملاحـــمي صارت قصــيدة منحرف

وأرى جــــــراحي كهف أزمــــنة الألى
قــــد عبَّ منها ليل أزمـــــــنة الخلف

حتى جلستُ القـــــــــــــرفـصاء كحاملٍ
كأساً دهـــاقاً بالأسى كـــــــم يرتشف

ما هالـــــــني إلا تغــــــيّم خـــــــاطري
يا صحـــب ما تأويـــل رؤيا المكتنف

يا صحب قــــد سكت القــصيد ولحــــنه
وتســــــمّــــــرت فيه ظنوني إذ هتف

يا أيها العــــــــــــزاف مــــــــن منّا نشا
في جرحــنا المسعور لا شيء اختلف

حنّــــت لحـــــوني للحجاز مشــــــــوقة
فــتـــتابعت نــــــوتاته حـــــذر النكف

هذا مقــــــــامك أيها اللحــــــن الهـــوى
ديـــــــــوانه يأبى مقــــــامات الشغف

زين العابدين إبراهيم 03 / 03 / 2013 25 : 06 AM

رد: مقام الحجاز
 
لقد عزفت على أوتار جراحنا أيها الشاعر ,,,, كأنها مقامات موسيقية سافرت بنا في كل الأوطان فلم نجد وطننا المفقود ,, فالنوتة إما أن تكون فنا أو لا تكون
شكرا لك أيها الشاعر أبدعت

السيد سالم 06 / 04 / 2013 20 : 09 AM

رد: مقام الحجاز
 
بوح راائع
وكلمات ومعانى ولا اجمل
سلمت وسلم بوحك الراقى
تحياتى وتقديرى لك
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر

حسن ابراهيم سمعون 09 / 04 / 2013 15 : 10 AM

رد: مقام الحجاز
 
نص صارخ , أيها الصارخ ,, أهلا بك دومًا , وحبذا أن لاننس ذكر البحر ,, وحبذا لو ضبط النص بالشكل لأنه يستحق
محبتي واحترامي
حسن إبراهيم سمعون

الشاعر الصارخ 16 / 08 / 2013 59 : 11 AM

رد: مقام الحجاز
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زين العابدين إبراهيم (المشاركة 172610)
لقد عزفت على أوتار جراحنا أيها الشاعر ,,,, كأنها مقامات موسيقية سافرت بنا في كل الأوطان فلم نجد وطننا المفقود ,, فالنوتة إما أن تكون فنا أو لا تكون
شكرا لك أيها الشاعر أبدعت

الشكر موصول لك أيها الشاعر تقبل تحياتي

الشاعر الصارخ 16 / 08 / 2013 00 : 12 PM

رد: مقام الحجاز
 
هذا من دماسة أخلاقك ولين طبعك سيدي تقبل مودتي

الشاعر الصارخ 16 / 08 / 2013 03 : 12 PM

رد: مقام الحجاز
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن ابراهيم سمعون (المشاركة 174610)
نص صارخ , أيها الصارخ ,, أهلا بك دومًا , وحبذا أن لاننس ذكر البحر ,, وحبذا لو ضبط النص بالشكل لأنه يستحق
محبتي واحترامي
حسن إبراهيم سمعون

أستاذي حسن لقد اشتقنا إليك يا أخي وعيدك سعيد نحمدالله أنك بخير وعافية نعم أستاذي سوف أفعل إن شاء الله محبتي


الساعة الآن 16 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية