منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   خالتي فطيمة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=2525)

غالية فاضل 27 / 02 / 2008 04 : 04 AM

خالتي فطيمة
 
[align=right]
[frame="10 98"]
[align=center]
[frame="9 98"]
هكذا كان يحلو لي أن أناديها...وسرعان ما كانت تستجيب لندائي....فتجيب على سؤالي...أو تساعدني في حل مشاكلي البيتية الصغيرة...كانت هي صاحبة البيت...تقيم بالدور الارضي...بينما اقيم أنا وممرضة بالدور العلوي....لكن علاقتي بخالتي فطيمة كانت أقوى وأوثق...لان الممرضة كانت لا تحب الثرثرة...وتؤثر العزلة....بينما كنت في حاجة الى من يحسن لغة المؤانسة....والحكي....وينسيني مرارة فراق العائلة...لذلك توطدت علاقتي بخالتي فطيمة...في بداية معرفتي بها كانت نظراتها الحادة تثير القلق في نفسي وتشعرني بعدم الارتياح...لكن سرعان ما اطمأنت نفسي اليها مع مرور الايام...عندما كشفت النقاب لي عن جوانب مرة من حياتها....حيث القسوة والمرارة غلفت أيامها....وفي ذهني وقلبي ..لم أكن افهم كيف تحسن هذه المرأة القوية...في أن تقرن بين المتناقضات....الحنان الرحمة المتدفقة...والشدة والقسوة والصرامة
لكنني كنت كل يوم أدرك سر هذا الذي يبدو تناقضا وليس بذاك
علمت فيما بعد أنها ذاقت مرارة اليتم....واضطرت منذ صغر سنها أن تعمل لتساعد اسرتها....ثم اظطرت للزواج من رجل ثري...يكبرها بسنوات...والادهى انه كان شديد القسوة قليل الرحمة...خاصة عندما أدرك ان خالتي فطيمة عقيم لاتلد.....حيث تزوج من بعدها ثلاثا....لم يفلحن في الانجاب...وبوجودهن تحولت خالتي فطيمة الى خادمة لزوجها ونسائه المحضيات....لكن سرعان ما أينع صبرها...عندما فشلن مثلها في انجاب الولد...فطلقهن من غير أسف...واقتنع بأهمية زيارة الطبيب الذي أطلعه....أنه هو العقيم...وانه عاجز عن الانجاب....في سرها لاشك أنها ضحكت بشدة....لان جزءا من كبريائها المجروح قد استعاد عافيته....امام الزوج القاسي الذي انكسر....وحتى عندما قرر زوجها تبني أولاد....لتربيتهم والاستئناس بوجودهم...حيث كانت تعايش خالتي فطيمة صور الأمومة باسمى معانيها...بحدبها عليهم وحرصهاالشديد على راحتهم....لم تفلح في ان تنال نصيبا من المحبة والاحترام من قبلهم....فسرعان ما كبروا ...وتذمروا منها لما أدركوا...انها ليست لهم بأم...وكأنهم عدوها مسؤولة عن وجودهم وحياتهم على هذا النحو....فتحولت مشاعرهم حيالها الى كراهية وبغض...
كانت في عقدها السادس....قد أضنتها الحياة بمتاعبها...لنها كانت تبهرني بقلبها الحديدي ونشاطها الدائم...وروح المرح والدعابة التي لا تغادر ثغرها....ولانني كنت احسن مجاراتها والاستماع اليها ومشاطرتها متاعبها....كانت تستمتع بسرد قصص حياتها....وحياة بعض عائلتها...وربما اسهبت...لتنقل طرائف بعض جيرانها....وحيثما ذهبت تاخذني معها...خاصة اذا تعلق الامر بدعوة من اقاربها....ومع اني لم أكن من العائلة....فقدأشعرتني بساطتها واهتمامها اني واحدة منهم...أشاركهم يوميات حياتهم وأخوض فيما يخوضون...وربما ابديت رأيا أو نصحا يحسنون الأخد به...ولاأنسى لحظات بعينها..صورها لاتزال مطبوعة في الذاكرة...عندما كنت أعود من عملي...في أيام الشتاء الباردة....فتناديني بصوتها القوي...غالية تعالي...لابد انك متعبة...فأدخل الى الغرفة الدافئة...فأجدها وقد أعدت لي الشاي وطبق لذيذا من السمك المشوي....فاجلس تسامرني وأسامرها...وفي قلبي تشرق صور المحبة والاعجاب نحو هذه المرأة الغريبةالتي احببتها.....كنت أسمع اليها باهتمام...وعيوني تترصد حركات عينيها وتفاصيل وجهها...لادرك أن تلك القسوة ماهي الاقناع مزيف فرضته قسوة أيامها الماضية...وان وراء نظراتها الحادة قلب ينبض بالحب والحنان والعطاء....تصورت للحظات انها.... أمي التي كنت أشتاق اليها


[/frame]
[/align][frame="10 98"]
:sm207::sm113:
[/frame]
[/frame]
[/align]


الساعة الآن 30 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية