![]() |
أعواد الريحان ...ق .ق أمال حسين
أعواد الريحان
دست المفتاح فى عين الباب الذى يفصلها بين تعاسة وتعاسة أخرى ... همست لنفسها : إيه اللى رماك على المر ؟ دخلت إلى حجرتها وألقت بجسدها المتعب على السرير وحاولت أن تغمض عينيها ولكن لم تستطع .... ذلك الصوت يأسرها ويتكرر فى أذنها = من يقول أن إمرأة فى جمالك و جسمك تعمل هذا العمل المهين ؟ مثلك تسكن الفلل والقصور ويحوطها الخدم ليلبوا طلباتها . نظرت ليدها المتسخة بالصبغة وتحسست خصرها الذى مازالت تستشعراللمسات والدفء فى جنباته .. تشممت ملابسها المتسخة تفوح منها رائحة الريحان من كل جانب ..كل هذا بعشرة جنيهات . تنهدت تنهيدة تلفظ بها تعب السنين الجاثم فوق صدرها المثقل بزوج عويل وأطفال تشردو على يديه .. رجل متجهم أجش الصوت قابع على كنبة فى ركن الصالة نصفه الأعلى عار ويستر أرجله بسروال قصير .... استقبلها . _ أين علبة السجائر وزجاجة البيرة ؟ ثم تمخض وبصق على الأرض رمقته بنظرة مستسلمة وألقت بالكيس الذى به بعض الطعام بجانبه على الكنبة التى عفا عليها الزمن وتلونت بلون الضنك . = ماتردى يابنت الـــ*** فين علبة السجائر وزجاجة البيرة ؟ = هنا فى الكيس فض ستر الكيس ومزق أرجائه وبعثر محتوياته ثم نظر لها غاضباً متسائلاً _ أين زجاجة البيرة ..أنتى هتنقطينى يابنت الـ ***؟ هى : لم أجد الصنف الذى تشربه كأنها أخرجت العفريت من القمقم.... إنتصب جسده المترنح وأمسك بالكرسى وألقى به بعيداً وتطاير السباب من فمه مصحوبا بالذبد الذى تناثر هنا وهناك .. حتى طال كل فرد من عائلتها نصيب من الشتائم . الحجرة الخاوية هى المأوى لتختلى بنفسها بعض الوقت من وجه هذا الزوج العاطل والأولاد المشردين ...لا أتعجل حضورهم ...سيحضرون بعد قليل ليسلموه مكسبهم اليومى ... _اتفو عليك رجل ... قالتها بتمرد وتقلبت على سريرها المتسخ ..سمعت وقع أقدامه تقترب من بابا الحجرة والباب ينفتح عن مارد أشعث ينفث دخانه فى سمائها ...استسلمت لقدرها التعس . صباح جديد فى حديقة المصنع لتسقط على أعواد الريحان فتتكسر تحت وطأة الجسدين _ كنت أعلم أنك هنا وسط الريحان أريد أن أرى ضحكتك ...اضحكى وخذى عشرة جنيهات ..أو عشرين . _ لا ثلاثين . جر ملابسه الملقاة بعيدا واخرج لها ثلاثين جنيها ثم دسها فى يدها فضحكت ...انتشى الريحان وفاح من ملابسها . أمال حسين ™ |
رد: أعواد الريحان ...ق .ق أمال حسين
الأديبة أمال حسين
كأنّي أقرأ الفارق ما بين الشيطان والإنسان في هذا النصّ الأدبي. لك باقة من الريحان ولقلمك المزيد من الإبداع والعطاء. |
الساعة الآن 36 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية