منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=343)
-   -   مفاهيم خاطئة في التملك (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=25469)

د. محمد رأفت عثمان 23 / 05 / 2013 25 : 08 PM

مفاهيم خاطئة في التملك
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخي المسلم : ربما تعاني من كآبة أو ضيق في الصدر لأنك لا تملـك أياً مما يلي :
- جمالاً معيناً (أي أن تكون على درجة معينة من الجمال) أو
- نوعاً من الثياب أو
- أثاثاً منزلياً (سريراً أو خزانة أو ...) أو
- هاتفاً عادياً أو نقالاً أو
- كمبيوتراً أو
- مبلغاً من المال أو
- رصيداً في البنك أو
- زوجة أو
- أطفالاً أو
- بيتاً واسعاً جميلاً و سيارة فاخرة أو
- عملاً ذا مواصفات معينة أو
- والداً كما تحب و ترضى
- أو انتماء لعرق أو بلد أو
- أن تدرس في جامعة أو معهد أو ...........
و ربما تظن أن امتلاكك لهذا الشيء أو لتلك الأشياء أمر لابد منه و لا نقاش فيه و بالتالي فإن كل يوم يمر عليك من دون أن يتحقق مرادك يجعلك تعاني و تعيش في كرب شديد و ربما سببت للآخرين أذيات مختلفة فهل مفهومك في هذا صحيح ؟
أخي المسلم : هل سألت نفسك إن كنت على حق أم لا , و هل سألت نفسك :
- لِمَ يجب أن تمتلك ذاك الشيء أو تلك الأشياء , هل لأن والدك أو قريبك أو جارك يمتلكه ؟
- من الذي يقرر في هذا الكون من يمتلك كذا و من يمتلك كذا ؟
- إن كنت أديت ما عليك قبل أن تطلب ما تطلب أم أنك تظن أن عملك القليل الذي تقوم به كاف لتحصيل كل ما تريد ؟
- ما فائدة تضييع وقتك في النحيب على ما ليس لديك و كم ستتمتع به في حال حصلت عليه ؟
- لِمَ تعلق سعادتك فيما لا تملـك و لا تسعد نفسك بما لديك من نِعَم بدل ذلك ؟
- لِمَ تمتلك أشياء لا يمتلكها الكثيرون ؟
- إن كانت نفسك عليمة بعواقب أمرك و تأكدت من أن امتلاكك لهذا الشيء أو تلك الأشياء سيفيدك حتماً أم أنك لا تبالي إلا بملء البطون و إشباع الشهوات ؟
- إن كان لديك الوقت لاكتساب كل ما تريد و التمتع به و الحفاظ عليه أبد الآبدين , أم أن متعتك تتمثل في اكتسابه فقط ؟
- إن كان أحد قد حاز على كل شيء قبلك و في نفس الوقت وجد لنفسه الوقت الكافي للتمتع به ؟
هل أجبت على كل هذه الأسئلة و غيرها قبل أن تتضايق من عدم حصولك على مرادك ؟
أخي المسلم : تطلب لنفسك شيئاً و ربما أشياء و تعتبرها من بديهيات الأمور و أن الحياة لا تحلو إلا بها و تنسى أن الدنيا هي دار العمل و الجد و النشاط و ليست هي الجنة المرجوة و تنسى أن الطالب المجتهد يقضي سنين في الدراسة ليحصل بعدها على شهادته التي يريد و تنسى أنك طالب في هذه الدنيا لتحصيل الجنة و ربما المراتب العليا فيها و ليس لإشباع شهواتك كلها و تنسى أن البلاء من الله عزوجل شيء لابد منه مهما تغيرت صورته و شكله و أنه جل جلاله هو الذي يقرر من يحصل على كذا و من يحصل على كذا , يعطيك أشياء و يحرمها آخرين و يمنعك أشياء و يعطيها آخرين , فلا تشترط لنفسك ما يجب أن يكون عندك بل اعمل على ذلك بما يرضي الله عزوجل فإن أعطاك فله الحمد و الفضل و المنة و إن منعك فله الفضل و الحمد و المنة أيضاً لأن عطاءه عطاء و منعه عطاء و عش مع ما لديك من النّعَم و احمد الله عزوجل عليها فكم من شخص يتمنى ما عندك من نِعَمٍ , هاك عاجز يتمنى أن يكون لديه قدمين مثل قدميك و ذاك أعمى يتمنى أن يكون لديه عينين مثل عينيك و هذا الفقير يتمنى أن يكون لديه غرفة من غرف بيتك الذي لا يعجبك و كم من يتيم يتمنى أن يكون لديه والد مثل والدك الذي تعقه و كم من جاهل غني يتمنى شهادتك الدنيوية التي لا تقيم لها وزناً بدل ماله الذي لديه و كم من ضال يتمنى تقواك التي تبخسها حقها و كم من حَسَن الخِلقة سيء الخُلُق يتمنى أخلاقك الجميلة التي غفلت عنها و كم و كم ....
تذكر يا أخي أن العمر أقصر من أن تكسب فيه كل ما تريد و في نفس الوقت أن تتنعم بما حصلت عليه و أنك لا تدري إن أتتك نعمة هل ستأخذ بيدك للجنان أم أنك ستهوي بها للجحيم و هل ستكون سبباً في سعادتك الدنيوية أم أنها ستحمل لك هموماً لا طاقة لك بها و تذكر أيضاً أن في الحياة نِعَماً كثيرة لا تحتاج منك إلا إلى تحصيلها كالعلم و الخُلُق الحسن و التأمل و الحكمة و العبادة و معاشرة الناس بما يرضي الله عزوجل و السعي على اليتيم و الفقير و الأرملة و المسكين و ذكر الله عزوجل و قضاء حوائج الناس .
و تذكر أيضاً أن نِعَم الدنيا زائلة بائدة و لن تستطيع الحفاظ عليها مهما عملت و أن نعيم الدنيا أشبه بالحلم , حلاله حساب و حرامه عقاب و أن الفَطِن الفطن من تزود ليوم لا يوم بعده فإما إلى جنة لا نهاية للذائذها و إما إلى نار تعيس زائرها .
- وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) البقرة
- ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) التكاثر
بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل .
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 23أيار 2013






فاطمة البشر 30 / 05 / 2013 00 : 09 PM

رد: مفاهيم خاطئة في التملك
 

بالفعل هذه مفاهيم خاطئة للتملك ، هذه دنيا زائلة وما عند الله باق ،
أشكرك "د. محمد عثمان " لما تقدمه من مواضيع مفيدة
ودي ووردي

د. محمد رأفت عثمان 31 / 05 / 2013 59 : 12 PM

رد: مفاهيم خاطئة في التملك
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة البشر (المشاركة 177656)

بالفعل هذه مفاهيم خاطئة للتملك ، هذه دنيا زائلة وما عند الله باق ،
أشكرك "د. محمد عثمان " لما تقدمه من مواضيع مفيدة
ودي ووردي

بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك أختي أ. فاطمة على مرورك و اهتمامك و ردك , رزقك الله سعادةً في الدنيا و هناءً و حبوراً , و في الآخرة جناناً وأنهاراً و عيوناً و قصوراً .

فتيحة الدرابي 31 / 05 / 2013 04 : 03 PM

رد: مفاهيم خاطئة في التملك
 
حفظك الله ورعاك وسدد خطاك، ما نقلته لنا هنا مفيد جدا مشكور عليه دكتور محمد رأفت عثمان تحياتي.

د. محمد رأفت عثمان 31 / 05 / 2013 22 : 03 PM

رد: مفاهيم خاطئة في التملك
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتيحة الدرابي (المشاركة 177697)
حفظك الله ورعاك وسدد خطاك، ما نقلته لنا هنا مفيد جدا مشكور عليه دكتور محمد رأفت عثمان تحياتي.

بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك أختي أ. فتيحة على اهتمامك و ردك
, أدام الله عليك نعمة الايمان و ثبتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة و كتبك في الفردوس الأعلى مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و أبعد عنك العلل و الأمراض و الهموم و الأحزان .


الساعة الآن 21 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية