![]() |
لأمثالك يجب أن أعيش
لأمثالك..... يجب أن أعيش:
الموت يقبض بناجذيه على أضلاعه المتهتكة، سمادير الضياع تحوم أمام عينيه فيما نهر من الأرق ينهال دماً من دماغه على عينيه فيكاد يدفعهما من محجريهما. صوت أمه من الخارج: - بنيّ... أقبل فالغداء جاهز. يقوم متهالكاً، في وده لو لقي الخلاص كيفما يكن، ذكرياته القاتلة والأجواء العفنة التي عرفها في حياته تكاد تذهب بما بقي من عقله بعدما جففت ينبوع عواطفه وتركته هيكلاً ليس به من الإنسانية إلا رسمها. - أرجوك يا بني، إنك تمزق فؤادي بحال، أرجوك، حاول أن تغير. - لو كان التغيير في يدي أكنتِ رأيتني هكذا؟ أتحسبين أن أحداً يلج باب الشقاء راغباً؟ تطرق وقد ملكها اليأس، حاله سكين تذبحها منذ زمن ولا تستطيع دفعها، لا وسيلة تعرفها إلا سلكتها فلم تأت بنتيجة. الهاتف يرن. -تلك خطيبتك، هذه خامس مرة تتصل بها اليوم. -ليس بي قدرة على الكلام، أرجوكِ دعيني مني ومنها. يسرع إلى غرفته، الموت يحف به من كل جهة وما هو بميت. لمعت في ذهنه فكرة على حين غرة: - أيستحق شيء في الدنيا مما فعل بك هذا أن تضيع حياتك من أجله، أن تنغمس في درك الهلاك على هذه الصورة بسببه؟ دمرتك ذكرياتك وأهلها، لكنها أشياء لا يد لك فيها أتاها الآخرون لا أنت. أترى أن من الحكمة تعذيب نفسك انتقاماً ممن لا يعنيهم أمرك أتعذبت أم لم تتعذب؟ لو أن كل الدنيا كانت كمن تقهرك ذكرياتهم لكان في الأمر نظر، لكنهم باعترافك قلة، بل ما جعلك تثور عليهم أنك لم تر مثلهم فيمن تعرف. أليس في هذا سلوى لك يا رجل؟ فتح النافذة بحثاً عن قليل نقاء، كانت ابنة الجيران الصغيرة على الشرفة المقابلة، ابتسمت له فكأنما جعل الله جمال الدنيا كلها وشفافيتها في بسمتها تلك. رد لها الابتسامة بأخرى كانت كبعثة الميت من مرقده، وبقلب بزغ فيه الأمل بين خرائب السواد وأطلاله ردد في داخله: - لأمثالك، لأمثالك فحسب، يجب أن أعيش. |
رد: لأمثالك يجب أن أعيش
هناك دوما ما شيء جميل يمنحنا شحنة من الأمل بعد أن يكون الياس قد أنشب براثنه فينا .
استمتعت بقصتك أخي المبدع عبد الله .. وهذا شأني مع كل إبداعاتك .. محبتي الأخوية لك بدون حدود . |
رد: لأمثالك يجب أن أعيش
بوركت أستاذنا الغالي
رأيكم شرفني وأكرمني سلمكم الله دمتم بكل الود |
رد: لأمثالك يجب أن أعيش
الأديب العزيز عبدالله راتب تفاح
تكون الإبتسامة أحيانًا ساحرة وتبثّ الأمل في النفوس. نصّك ممتع وواعد. لك منّي خالص المودة. |
رد: لأمثالك يجب أن أعيش
سلمت أستاذي خيري
أنرت الأماكن بحضورك الراقي |
الساعة الآن 20 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية