![]() |
الحزن
مهداة للأستاذة الأديبة هدى الخطيب وجه النور،والأديبة فارسة الكلمة نصيرة تختوخ: الحزن والأسى على فراق عزيز قد يحدث تبدلاً في حياة الإنسان، فهو تجربة قاسية ومريرة ، تختلف عن باقي تجارب الحياة. وهو إحساس إنساني طبيعي نشعر به عند فقد شخص عزيز،لكن الناس يختلفون فيما بينهم في حدة الشعور به، وبالتالي تختلف أساليب تعبيرهم عن ذلك الحزن وقدرة تعايشهم معه. ويكون لسمات الفرد الشخصية، ومدى علاقته بالفقيد، وخبراته وتجاربه الحياتية، وخلفيته الثقافية والدينية والاجتماعية دورٌ مهمٌّ في كل ذلك. فالحزن على الفقيد - وإن كانت نتائجه واحدة في حالاته- فهو يختلف في جزئياته بعض الشيء عن مجموعه: فالحزن بسبب وفاة مفاجئة: كحادث سيارة ،أو بسبب غرق أو حريق،هو في ظاهره، غير حزن الأهل لمريض عليل متوفى - خاصة في مراحل مرضه النهائية، رغم أن الأهل يتوقعون افتقاده عما قريب- فمرضه يكون بمثابة تمهيد للوفاة والحدث الصادم، ويمنح الأهل الفرصة الأكبر لتوديعه والتعبير عن حبهم له. لكن توقع الوفاة، لايقلل من الشعور بالحزن. ووقوع حدث الفجيعة يُظهر نفس مشاعر(صدمة) الوفاة بسبب حادث سيارة أوبسبب غرق أو حريق . كما يعتقد كثير من الناس أن الحزن مرحلة واحدة، تستمر لفترة قصيرة، يعاني خلالها الفرد من الألم النفسي والأسى بسبب الوفاة، لكن الحقيقة إن الحزن عملية انفعالية معقدة، يحاول خلالها الفرد التعايش مع الحدث، وقد تستمر لفترة طويلة. وعلى الرغم من أنه شعور قاس ومؤلم،إلا أنه من الضروري السماح للنفس بالتعبيرعنه في صورة من الصور،على اختلاف أنماط التعبير، مع عدم التردد في طلب دعم الآخرين ومساعدتهم لتخطي الأزمة واستئناف الحياة بشكل طبيعي.لكن رغم كل ذلك،فقد ينغر الحزن فجأة دون سابق إنذار،كعاصفة أسى يائسة تدمر كل لحظات الهناءة. ** ** ** ولحظات الحزن تمر بثلاث مراحل، لايُشترط فيها التسلسل والتتابع، فقد تتداخل، وقد تكون واحدة: المرحلة الأولى: هي الشعور بالصدمة، والإنكار، وعدم التصديق، والخواء. وهي حالة قد تستمر مع الفرد من ساعات إلى أسابيع. فيشعر المرء أنه منفصل عاطفياً عن العالم ، وتهاجمه نوبات من الأسى والحزن- خاصة عندما يرى ما يذكره بالفقيد- فيشعر بالضعف والانهيار، وينخرط في البكاء. وقد تسيطر عليه ذكرياته مع الفقيد، فيحاول صرف نفسه عن هذه الحالة بأي نشاط، أويفقد القدرة على التحكم في ما يجري حوله من أحداث. المرحلة الثانية: وهي مرحلة المواجهة الحقيقية للمصيبة: تتراجع مشاعر الذهول والانفصال عن العالم، لتحل محلها مشاعر الأسى والألم، فيدرك الفرد حجم ما فقده ،ويبدأ في التأقلم مع التغييرات والأوضاع الجديدة. وتختلف أعراض الحزن في هذه المرحلة من شخص لآخر، وان كانت تظهر في شكل نوبات من الألم، وقد يبدو المرء مشوشاً ومضطرباً، وقد يجد صعوبة في التفكير أو التذكر، أو القيام بأنشطته اليومية المعتادة: 1 فيميل إلى العزلة والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية. 2 ويجد صعوبة في التركيزوالتفكير. 3 وينتابه القلق والتوتر من وقت إلى آخر. 4 وتضعف شهيته إلى أنواع الطعام والشراب. 5 ويسيطر عليه الحزن. 6 وينتابه الشعور بالاكتئاب. 7 ويرى الفقيد كثيراً في أحلامه، أو يتخيله مراراً أثناء اليوم. 8 ويفقد من وزنه. 9 ويصعب عليه النوم 10 ويشعر بالإرهاق وبالضعف وبالإنهاك الشديد. 11ويكثر تفكيره في الموت وفي الرحيل وفي قرب الابتعاد عن الأحبة. 12 ويبدأ بالبحث عن أسباب تفسير حدث الموت ،بطريقة قد تكون غير منطقية في كثير من الأحيان. 13ويبالغ في التفكير في الأخطاء- سواء الحقيقية أو الخيالية- التي اقترفها في حق المتوفى،فيملؤه الشعور بالذنب ،ويبدأ بالإحساس بالإنفصال عن الآخرين وبالوحدة. 14وخلال ذلك ،قد ينتابه الغضب أو الحقد على الآخرين ممن لم يفقدوا أحبابهم المرحلة الثالثة: هي تعوُّد تقبل الحزن،وهي السمة المميزة لهذه المرحلة، فعلى مدى الشهور التالية للوفاة يبدأ الفرد في تقبل الوضع تدريجياً،ويعيد ترتيب حياته، وإن كان غالباً لا يستطيع التأقلم بشكل كامل مع التغيرات العاطفية والحياتية، إلا بعد مرور عام أو أكثر. وعلى الرغم من أن حدة الألم تقل تدريجياً، إلا أن تعلق الفرد بالفقيد قد يستمر ، لاحتلاله جزءاً هاماً من تفاصيل الحياة، فيشعر الفرد أن رحيل الغائب ترك فراغاً كبيراً، وكمًّا هائلا من المشاعر لا يُعْلم من يستحقها سوى الفقيد الغائب ،فيعاوده الحزن من جديد عليه وعلى نفسه ،وهو يرى حياته صارت بلا لون من دونه ! فلا حلَّ لهذه المشكلة ،سوى البدء في توجيه الطاقة العاطفية ،التي كان يفرغها مع ذاك المتوفى، بتكوين علاقات جديدة، أو انخراطه في أنشطة مفيدة، بالإصرار على إعادة ترتيب الحياة بما يتفق مع الأوضاع الجديدة (ولا يعني ذلك أنه غير مخلص للراحل، أو أنه يحاول أن ينساه ، لكن لابد من البحث عن مصدر جديد للإشباع العاطفي والروحي والنفسي والمادي،فالحياة لاتقف أبداً،وحركتها الدائبة ،لاتزال مستمرة، ونحن شئنا أم أبينا نكوِّن الجزء المهم فيها ). وللتغلب على الشعور بالأسى لابد من خطوات: 1 عبر عن مشاعرك، وتحدث عما يجول بداخلك من أفكار. 2 لا تخجل من دموعك ،فهي تخلصك من المشاعر السلبية الكامنة داخلك. 3 امنح نفسك فرصة التغلب على مشاعر الحزن والأسى، مع عدم مقارنة ردود فعلك بردود فعل الآخرين، ولا تسمح لأحد أن يفرض عليك مشاعره أو تصرفاته أو يخبرك متى يجب أن تتوقف عن الحزن. 4 حافظ على نمط حياتك وروتينك اليومي العادي، وتجنب القيام بتغييرات كبيرة أو اتخاذ قرارات هامة،خاصة في العام الأول ،(كتغيير العمل أو المنزل، أو اتخاذ قرار الانفصال عن شريكك) فذاك يشعرك ببعض الاستقرار والأمان. 5 فرِّغ مشاعرك على الورق: اكتب رسائل إلى الفقيد، وابعث إليه بأمور تريد قولها له، وتحدث إليه وقل له كم أنت تفتقده. وقد تجد في القراءة مسلاة جيدة ،خاصة إذا كانت تلك الكتب تحتوي على تجارب مماثلة لأشخاص نجحوا في التغلب على أجواء الأسى التي كانوا يعيشونها (وفي قصص تاريخنا كمٌّ وافر من القصص المحزنة)، فتشعر أنك لست وحيداً في محنتك ،وأن هناك الكثيرين ممن مروا بمحن قد تكون أقسى من محنتك. .6 اكتب يومياتك وأفكارك، أوارسم لوحة، أو ازرع زهرة أو شجرة 7 اعتن بنفسك، فالأسى يؤثر على تفكير الإنسان وعلى جسمه .فتناول ما يناسبك من طعام،وامش وتنزه، ومارس تدريبات بدنية خفيفة تحبها يومياً. 8 لا تلم نفسك، وسامحها على أي خطأ اقترفته. وحاول أن يمتد تسامحك ليشمل الآخرين فتغفر لكل من أخطأ في حقك. ** ** ** وللمعزِّي خطوات لابد من اتباعها: 1 أن يكون دائماً بالجوار، حتى لو لم يكن يعرف ماذا سيفعل أو كيف سيساعد آل المتوفى،فمجرد تواجده بالجوار سيشعر آل المتوفى بالارتياح والاطمئنان. 2 الاستماع لآل المتوفى ومشاركتهم في أحاسيسهم وآلامهم، شرط ألا يضغط عليهم أو يحاول إجبارهم على الحديث،فقد لايكونون يرغبون في ذلك،فليكن مستمعاً متفهماً. 3 أن يتقبل مشاعرهم مهما كانت سلبية، ولا يحاول إخبارهم كيف يجب أن يشعروا أو يتصرفوا.فليدعمهم وليخبرهم أنه يتفهم مشاعرهم، ولا يحاول التقليل من حجم فجيعتهم،وليعرض عليهم بعض المساعدات العملية: كالذهاب للتسوق، أو إعداد الطعام، أو ترتيب المنزل. ولا يضغط عليهم إذا لم يرغبوا ذلك. 4 وليحذر جملا مثل: "أنتم أقوى من ذلك،يمكنكم التغلب على هذا الأمر،تماسكوا من أجل الأبناء والزوجة.." فهي تضيف على آل المتوفى عبئاً نفسياً إضافياً، ويضغط ذلك على أنفسهم ،فيخفون مشاعرهم حتى يبدون متماسكين أمامك ومسيطرين على الأمور. 5 استمر في دعمهم وعرض مساعدتك حتى بعد مرور الصدمة الأولى، فعادة ما يأخذ الأمر وقتاً طويلا حتى يتعافوا ويتمكنوا من استئناف حياتهم الطبيعية. 6 حاول ألا تتركهم في المناسبات والأحداث الهامة كرمضان والعيدين وعيد الميلاد والذكريات السنوية التي اعتادوها ،لأنها قد تكون أوقات صعبة جداً عليهم، فساعدهم على إعادة ترتيب حياتهم واستئنافها، وشجعهم على اتخاذ القرار بنفسهم،وشجعهم على استثمار طاقاتهم الانفعالية والعاطفية في علاقات جديدة. 7 ساعدهم في حل ما قد يقابلهم من مشكلات، ولا تبخل عليهم بالنصائح والتوصيات التي قد تساعدهم في حياتهم، واربط كل ذلك بامتحان الله، وغاية الحياة، وجزاء الصبر، وحلاوة اليقين. |
رد: الحزن
جزاك الله الخير كله ..وأمدكم صحة وعافية ،،خففتم بعضا من ضغوطات نمر بها جميعا
خاصة والاوقات عصيبة تحيتي لكم |
رد: الحزن
ابنتي الأديبة عروبة شانكان فراشة الخير والأمل وكل طاقات النور: في غمرة الأسى التي نحيا بها ،أحببت أن نواجه الأسى بدراسة تجاوزه بشكل هاديء.. ربما تكون دعوة للتفاؤل بشكل ما، من باب آخر. والخير كله لك، ونبقى مع طيب صدق الحديث. |
رد: الحزن
أحسنت أخي منذر بهذا الطرح فنحن نمرُّ بحالات لا نستوعبها في حينها
وما تفضلت به كنت أظن أنني وحدي أشعر به فإذ به حالة عامة كلمات الشكر قليلة بحقك أيها العملاق في كل شيء دمت .. دمت .. دمت . |
رد: الحزن
[align=justify]
تحياتي لك دكتور منذر أيها الرائع الإنساني الحساس الشديد الشفافية [/align]أعذرني بداية لأني لم أنتبه من قبل ، لن أخجل من قول الحقيقة فأنا منذ أكثر من أسبوعين أعاني نوبات ربو متلاحقة وما يخلفه هذا من حالة إنهاك تامة وتشوش ذهني واضطررت للنوم في المستشفى أكثر من مرة وإجراء الحقن بالكورتيزون المركّز.. لا شك أن الحزن كما يقال من نصيب النفوس الكبيرة، وكلما ازددنا شفافية وحساسية ووفاء لمن نحبهم ازداد كم الألم وجرعات الأوجاع بالنسبة لي شخصياً عرفت الموت عن قرب منذ سنوات طفولتي الأولى وقبل أن أفهم وأستوعب ماهية الموت ، كانت المرة الأولى التي أسمع فيها بالموت حين وفاة جدي لأمي وبعده بأقل من سنتين جاء الموت الفاجعة - موت أبي - وبالسكتة القلبية المفاجئة، والذي ما زلت وسأبقى حتى آخر لحظة في حياتي أتجرع آلامه وأوجاعه التي لا تطاق وظمأه الهائل ، فاليتم للأسف والشعور باليتم حين يذبحنا أطفالاً صغاراً يلازمنا على طول العمر ، وبعد والدي بشهرين توفيت جدتي لأمي التي لم تحتمل الفاجعة التي حلّت بابنتها وحفيدتاها.. يتم الطفولة هو الشعور بأن نكون غصن من شجرة لم يعد لها وجود ، ومهما قالوا فيها لا أحد يعرف ما تتركه في النفس من آثار وذلك الإحساس المزمن بعدم الشعور بالأمان لا للقدر ولا للعالم من حولنا وملازمة الشعور بالخوف المرضي على كل من نحبهم... ماذا لو صنفنا جميع من حولنا أننا نسخة طبق الأصل فقط وحصرياً من ذلك الكائن الذي كان معظم وجوده في غير زماننا وتحول إلى سراب؟!! ربما ظلموني بهذا التصنيف والتأكيد الدائم بانتمائي للكائن الذي زال من الوجود، فلازمني الشعور بأني أستند إلى الفراغ وأنتمي إلى كائن لا يستطيع أن يكون الجدار الذي أستند إليه!! أختي وأنا صنفونا شكلاً ومضموناً وطباعاً ، أنا لأبي وهي لأمي ، وأبي كائن لا وجود له في الحياة، ولم يتح لي الزمن حتى لتشكيل قاعدة من الذكريات الكافية معه! أما الحزن الجديد فله حكاية قد يكون لها صلة بالحكاية الأولى.. أبي منذ ولد ابن شقيقته طلعت تعلق به تعلق خاص جداً ، لم يكن لسواه مثله وله وحده قال أنه لن يكمل رسالته وطلعت من سيكبر ويكملها، وبقي أبي كما كان يقول الجميع، روحه في طلعت... وتزوج والدي فيما بعد وأنجبنا، وكنت خلال ذلك الزمن القصير جداً الذي عاصرته شديدة التعلق به، خصوصاً وأنه توفي وأختي ما زالت رضيعة. تعودت منذ كنت صغيرة أن يكون لطلعت مكانة خاصة عندي لأنه كما كانت تكرر لي جدتنا - روح أبي - وربما لهذا كنت دائماً أنظر إلى طلعت بهذا الشكل، ورغم أنه لا يشبه أبي شكلاً .. وكان هذا الشعور عنده أيضاً أكثر مني، إلى حد أظن والله أعلم أني لو أنا التي متّ لكان طلعت مات حزناً عليّ ، فأنا لست عنده مثل أي من بنات أخواله ولا أي إنسان آخر- أنا هدى - هدى الغالية جداً والعزيزة جداً، خصوصاً وأن أبي وربما لفراسته كان يوصي طلعت بي وأخبره أني حين أكبر سأتجه أيضاً للأدب والكتابة، ولا أذكر أنه أوصى أعمامي مثلاً كما يفترض، وجدتي كانت تؤكد لي أني يمكن أن أغضب منها ومن أعمامي أما طلعت فألف لا... من جهة أخرى - طلعت وطني كما كنت أقول له، وصديقي جداً- والصداقة العميقة المطمئنة حين تكون بين من يرتبطون برباط الدم والجينات المشتركة، تكون بالفعل صداقة نادرة، والصداقة من هذا النوع حين تستمر طويلاً وخصوصاً في العشر سنوات الأخيرة حيث كنا - بفضل ما وفرته التقنيات الحديثة - نتواصل يومياً ودائماً حتى بتنا فعلاً وكأننا شخص واحد، وجاء أوراق99 ونور الأدب ليربطنا بمشاريع مشتركة.. مات خلال السنوات الأخيرة كثر وأعزاء عليّ، وعرفت طعم الحزن الشديد، لكن الحزن والشعور بالفقد مهما كبر فعلاً يختلف عن الموت الصادم الذي يترك أثراً هائلاً، المشكلة أني فعلاً شعرت أني يتمت للمرة الثانية وخُلعت من جذوري للمرة الثانية!! للأسف أعترف وأقر ما زلت أبحث عنه وما زلت مفجعة لغيابه، وما زال نور الأدب موجع جداً بالنسبة لي وقد غاب عنه... أما ما يفعله الآخرون بدل أن يطيبوا جراحنا - قلة هم الأصدقاء - وأنت منهم بالتأكيد، وكثر وللأسف الشديد شنوا علي وعلى نور الأدب حروب واستغلوا هذا الحزن والألم والصدمة وكشفوا عن وجوه لم تكن جميلة أبداً... دكتور منذر .. حياة كل منا ليست الذات فقط - ولا الإنسان منا يموت دفعة واحدة - فكل إنسان له مكانة بحياتنا هو جزء من هذه الحياة وبرحيله نفقد جزء من حياتنا نفسها.. أزمع أننا نموت على مراحل، وربما موتنا هو موت الجزء الأخير الذي يتبقى كحلقة أخيرة بعد اقتطاع أجزاء مع كل موت والوحيد الذي لا نتجرع مرارة كأسه... نموت في كل مرة ونعيش أكثر مع الذكريات فنضحك ونبكي.. كل صديق له مكانة لا يملأها أحد غيره، أنا مستعدة أن أدفع سنوات مقابل احتضان عمتي مرة واحدة! ليس القريب فقط ، قد تستغرب - أندريا لورنز - صديقتي الأميركية التي غادرتني بالسرطان عام 2009 ، وما زلت لا أجرؤ على الذهاب لأماكن كثيرة لنا فيها ذكريات مشتركة وما زالت دموعي تغسل صفحات وجهي كلما فتحت ألبوم الذكريات، ولم أعد أرد على اتصالات زوجها وتوقفت عن الاتصال بأهلها خوفاً فقط أن أسمع بارتباطه بسواها، فلا أحتمل أن يطوي حبيبها صفحتها ويفتح صفحة جديدة مع امرأة أخرى، ولأن هي ما زالت في أناي وفي داخلي جزء منها لا يحتمل حتى خيانة الزوج الحبيب لذكرياتها.. أنا لست كائناً واحداً وفي داخلي مجتمع كامل فيه كل من أحببتهم، أرحلوا عن هذه الحياة أم لم يرحلوا.. هي أرواحنا التي ترفض فراق من تحبهم أينما كانوا .. وحين يرحلون يتركون في دواخلنا منهم ولهم الكثير ونتمنى أن يعودوا لحظة واحدة لنحدثهم عن قدر محبتنا لهم ومشاعرنا تجاههم التي قد لا نكون عبرنا لهم عنها كفاية ... الأديب دكتور منذر ماذا عساني أقول لك غير أنك إنسان شفاف رائع وعزيز، تستطيع بسهولة أن تفتح مآقي حروفي لتذرف بصدق وغزارة على متصفحك... كل الشكر والتقدير لك ولقلبك الياسمين |
رد: الحزن
موضوع رائع أخي وصديقي... دكتور منذر أبو شعر آمال العرب وحلم سوريا... من منا بدون حزن...ولكن لدراستك للحزن نكهه وروعه آخرى يحسها ويشعر بها الوجدان...تحياتي وتقديري... سلمان الراجحي |
رد: الحزن
أميرة عذب البوح الجميل الحقوقية أختي ميساء البشيتي: لا أستطيع وأنا أتابع عذب جمال مشاعرك سوى الانحناء بامتنان. والشكر كله لك، ونبقى مع طيب صدق اللقاء. |
رد: الحزن
الأستاذة الأديبة هدى الخطيب سيدة وجه النور: لكم أحببت أن أمسح عنك دمعة حزن، بوسيلة ما، بأمر ما ،بموضوع ما..فدققت باب(الحزن) عسى أن يفتح مسرب نور ضوء يغسل حلكة أساك. وثقي أننا معك، وتبقين قوية قوية. والخير كله لك، ونبقى مع طيب صدق الحديث. |
رد: الحزن
مهندس شَجَن الحرف أخي سلمان الراجحي نخل عراق الخير: تغمرني دائماً بحماس أطلبه وأسعى إليه في أسى أيام سود أمشي بها..وتأتي كلماتك تحمل لي عزة شموخ صدق شعب العراق وأصالة أهله.. شامخاً تبقى..وصادقاً تبقى. والخير كله لك، ونبقى مع صدق طيب الحديث. |
رد: الحزن
الدكتور منذر أبو شعر
للألم والفاجعة طقوسهما التي لا يعرف تفاصيلها سوى من مرّ بفاجعة الموت والفراق. قيل الكثير على هذا المتصفّح وقرأت بوح الأديبتين العزيزتين. من الصعب تجاوز حالة الفراق حين تلاحقنا الذكريات في كلّ موقع ومكان، وأحيانًا يستحيل الحصول على البلسم، ويصبح التعامل مع الذكرى المؤلمة يومية، وهنا تأتي نصائحك للتخفيف من هذا الوقع الثقيل. شكرًا لك ولقلمك المعطاء صديقي منذر. |
الساعة الآن 53 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية