![]() |
يوميات نصراوي: خمسة زهرات تقتل بوحشية
يوميات نصراوي: خمسة زهرات تقتل بوحشية
نبيل عودة بعض النقد السلبي الذي يوجه للمرحلة المبكرة من قصائد شعراء الوطن الفلسطيني، او شعراء المقاومة كما ذاع صيتهم، هو كون شعرهم أكثر مهرجانية، شعرا منبريا، خطابيا او شعارتيا .. ليت نقاد هذا الشعر يعيشون المراحل التاريخية بكل احداثها، التي فجرت قصائد شعرائنا قبل ان يدلو بدلوهم النقدي ويصدروا احكامهم. كتبت مرات عديدة عن هذه الظاهرة، ولن اعود لما سجلته، انما اضيف ان تبرير هذا الشعر وعظمته، تنجلي بقوتها اذا كشفنا النقاب عن خلفية الأحداث التي فجرت هذا اللون الشعري الذي لا اعرف شعرا عربيا بمستواه وبقدرته ان يصبح سلاحا قويا بأيدي مليون عربي يعانون من الاضطهاد القومي ، ويعاملهم العالم العربي ( في تلك الفترة) كخونة ، او شبه صهاينة حتى كانت حرب عام 1967 ليكتشف اولا الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني كنوزنا الشعرية.. ويصعق العالم العربي بشعر مقاوم متحد يواجه المخرز بكفه العزلاء بجرأة وقوة ولا يتردد بدفع حريته الشخصية ومستقبله ، ثمنا للدفاع عن وطنه وحقوق شعبه وفضح ممارسات النظام العنصري الابرتهايدي وممارساته الاجرامية ضد اقلية عربية محاصرة ومعزولة عن محيطها، ينظر اليها العالم العربي بعين الشك والازدراء، لكنها تهب بقوة دفاعا عن شرعية وجودها بوطنها وتهز الأرض ضد الممارسات الاجرامية للنظام الصهيوني. ____________ ما علق في ذاكرتي قصيدة ابكتنا حين القاها محمود درويش في مهرجان احتجاجي ضخم عقد في مدينة الناصرة وكان من المستحيل لشاب في جيلي ان ينسى مطلعها وخلفيتها المأساوية، ما زلت اذكر مطلعها الذي يقول : "يحكون في بلادي / يحكون في شجن/ عن صاحبي الذي مضى / وعاد في كفن" كيف لشاب في جيلي، ربط مصير حياته بمصير شعبه منذ بداية تفتح وعيه، ان ينسى حادثا فجر الغضب في شوارع بلداتنا، خاصة في مدينتي الناصرة، يوم انطلقت المظاهرات الجبارة وهي تهتف: "شعبنا شعب حي دمه ما بصير مي"؟ ******* عام 1961 وتحديدا اوائل شهر تشرين اول ، كنت طالبا في الصف التاسع في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة، كانت المدرسة بجانب ساحة كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس، عرفت باسم "مدرسة ابو جميل"، اسم احد مدرائها المشهورين يوم كانت مدرسة ابتدائية، ثم تحولت الى مدرسة ثانوية واليوم أصبحت دارا لبلدية الناصرة. صباحا مع وصولي للمدرسة وجدت قيادات من الحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية بانتظارنا على باب المدرسة ليزفوا لنا نبا مرعبا رهيبا.. السلطات ارتكبت جريمة نكراء بقتل خمسة شباب عرب وتشويه أجسادهم، على الأغلب قبل قتلهم ولا بد من تحرك احتجاجي. الضحايا هم ثلاثة شباب من حيفا: جورج شاما(17 سنة)، جريس بدين(16 سنة) وريمون خوري(17 سنة) وهناك ضحيتان من عرابة وسخنين هما الشابان فايز احمد سبع ومحمود عبد السعد، أيضا ما دون العشرين من عمرهما.. كنت عضوا في منظمة الشبيبة الشيوعية، تجمع عدد آخر من الطلاب الشيوعيين ، الخبر احدث ردود فعل غاضبة لدى جميع الطلاب، تقرر بمشاورة طلابية عامة وسريعة اعلان الاضراب عن التعليم والخروج بمظاهرة تتجه للمدارس في الناصرة من اجل اشراك طلابها بالإضراب والمظاهرة الطلابية الاحتجاجية. في الساعة الثامنة صباحا، موعد دخول الطلاب لغرف التدريس، كنا قد تنظمنا للخروج بمظاهرة تشمل كل الطلاب، توجهنا لمدرستين قريبتين، مدرسة مفتان الصناعية، حيث كانت في ايام زمان " سينما ريكس الجليل" قرب هيبر ابو خضرة اليوم (منطقة عين العذراء)، ليس بعيدا عنها المدرسة المعمدانية (الأمريكان) مقابل بستان البلدية، اخرجنا الطلاب الثانويين من الصفوف حيث انضموا الينا في مظاهرتنا الاحتجاجية. توجهنا باتجاه مركز المدينة، الى مدرسة سليم التوفيق الابتدائية، التي هدمت واقيمت مكانها حديقة في مركز المدينة. بعدها واصلنا مسيرتنا التظاهرية الى مدرسة المطران التي تقع على قمة جبل في حي المطران بالمنطقة الجنوبية في الناصرة، ايضا هناك اخرجنا الطلاب وصارت مظاهرتنا ضخمة حيث انضم اليها تلقائيا المئات من الشباب والأهالي، بعد ان علموا بالجريمة النكراء.. اثناء نزولنا من مدرسة المطران ومقابل معسكر الجيش بالمنطقة الجنوبية، كانت الشرطة وقوات حرس الحدود قد اعدوا لنا كمينا ، هوجمنا بعنف من قبل مئات رجال الشرطة وحرس الحدود، لم يكن امامنا الا التراجع ، عدا بعض من اعتقلوا، صددنا الهجمة البوليسية بالحجارة كالعادة وخضنا معركة استمرت لساعات طويلة قبل ان نتفرق في اتجاهات مختلفة. في اليوم التالي دعا الحزب الشيوعي الى اضراب عام ومظاهرة في الناصرة في الوقت الذي خرجت فيه الجنازة المشتركة للضحايا الثلاثة من مدينة حيفا والجنازتان في عرابة وسخنين. لأول مرة تشهد الناصرة مسيرة بمشاركة (10) الاف متظاهر. المظاهرة الأضخم في تاريخ الناصرة ولأهل الناصرة فقط. كان الغضب كبيرا ودوى الهتاف مثل الرعد: "شعبنا شعب حي دمه ما بصير مي" وطالبنا بلجنة تحقيق بمقتل الشباب الخمسة. تفاصيل قتلهم تدعو للشك في رواية جهاز الأمن الاسرائيلي خاصة عملية التشويه لأجساد الضحايا الثلاثة من حيفا. ما علمته ان الجنازة في حيفا تحولت الى مسيرة غاضبة بمشاركة الالاف من المواطنين من كافة انحاء البلاد. انتشرت قوات الشرطة في الأحياء العربية من حيفا، خاصة وادي النسناس لفرض جو من الارهاب،غير ان ارهابهم ضاعف الغضب ودفع المزيد من الجماهير للمشاركة في الجنازة المشتركة. اود ان أذكر حادثة صغيرة... الشباب الثلاثة من حيفا، هم اصدقاء من ايام الطفولة، قررت الجماهير ووافق الأهل على دفنهم بمقبرة واحدة وبقبر واحد. بعض العناصر المشبوهة حاولت ان تلعب لعبة الطائفية ..الشباب ينتمون لثلاث طوائف مختلفة، كاثوليكي، ماروني وأرثوذكسي. احد رجال الدين تفوه بشكل لا يليق بأهمية الحدث، رافضا الدفن المشترك جراء اختلاف الانتماء الطائفي. في المقبرة الأرثوذكسية كان قد حفر قبر واحد، تنادى الشباب ان وسعوا القبر ليتسع للأصدقاء الثلاثة سوية، لن يفرقهم الموت. تناول الشباب عدة الحفر ووسعوا القبر ليتسع للأصدقاء الثلاثة، كما كانوا في الحياة سوية دفنوا في قبر واحد ومقبرة واحدة، ولتذهب العقليات الطائفية الى الجحيم. رثى شعراءنا ضحايا الجريمة النكراء .. واتذكر ان محمود درويش كتب قصيدة جعلتنا نبكي، القاها (اذا لم تخني الذاكرة) في قاعة "سينما امبير" في الناصرة (اليوم مخبز). ها انا اسجلها كوثيقة، مع الخلفية التاريخية التي فجرت كلماتها. قصيدة مهرجانية، منبرية؟ أه ما كان احوجنا لهذا الشعر في تلك الأيام السوداء!! ___________________ يــحــكــون فــي بــلادنــا قصيدة محمود درويش في رثاء الشباب الخمسة -1- يحكون في بلادنا يحكون في شجن عن صاحبي الذي مضى وعاد في كفن كان اسمه... لا تذكروا اسمه! خلوه في قلوبنا... لا تدعوا الكلمة تضيع في الهواء، كالرماد... خلوه جرحاً راعفاً... لا يعرف الضماد طريقه إليه... أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام... أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء! أخاف أن تنام في قلوبنا جراحنا... أخاف أن تنام!! -2- العمر... عمر برعمٍ لا يذكر المطر... لم يبك تحت شرفة القمر لم يوقف الساعات بالسهر... وما تداعت عند حائطٍ يداه... ولم تسافر خلف خيط شهوةٍ... عيناه! ولم يقبّل حلوةً... لم يعرف الغزل غير أغاني مطرب ضيّعه الأمل ولم يقل لحلوة: الله! إلا مرتين! لم تلتفت إليه... ما أعطته إلا طرف عين كان الفتى صغيرا... فغاب عن طريقها ولم يفكر بالهوى كثيرا... ! -3- يحكون في بلادنا يحكون في شجن عن صاحبي الذي مضى وعاد في كفن ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب لأمه: الوداع! ما قال للأحباب... للأصحاب: موعدنا غداً! ولم يضع رسالة... كعادة المسافرين تقول: إني عائدٌ... وتسكت الظنون ولم يخطّ كلمةً... تضيء ليل أمه التي... تخاطب السماء والأشياء، تقول: يا وسادة السرير! يا حقيبة الثياب! يا ليل! يا نجوم! يا إله! يا سحاب! : أما رأيتم شارداً... عيناه نجمتان؟ يداه سلتان من ريحان وصدره وسادة النجوم والقمر وشعره أرجوحةٌ للريح والزهر! أما رأيتم شارداً مسافراً لا يحسن السفر! راح بلا زواًّدة، من يطعم الفتى إن جاع في طريقه؟ من يرحم الغريب؟ قلبي عليه من غوائل الدروب! قلبي عليك يا فتى... يا ولداه! قولوا لها، يا ليل! يا نجوم! يا دروب! يا سحاب! قولوا لها: لن تحملي الجواب فالجرح فوق الدمع... فوق الحزن والعذاب! لن تحملي... لن تصبري كثيرا لأنه... لأنه مات، ولم يزل صغيرا! -4- يا أمه! لا تقلقي الدموع من جذورها! للدمع يا والدتي جذور، تخاطب المساء كل يوم... تقول: يا قافلة المساء! من أين تعبرين؟ غصًّت دروب الموت... حين سدّها المسافرون سدّت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين لحظتين! لتمسحي الجبين والعينين وتحملي من دمعنا تذكار لمن قضوا من قبلنا... أحبابنا المهاجرين يا أمه ! لا تقلقي الدموع من جذورها خلّي ببئر القلب دمعتين! فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه أو صديقه أنا خلي لنا... للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين! -5- يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا حرائق الرصاص في وجناته وصدره... ووجهه... لا تشرحوا الأمور! أنا رأيت جرحه حدقت في أبعاده كثيرا... "قلبي على أطفالنا" وكل أم تحضن السريرا! يا أصدقاء الراحل البعيد لا تسألوا: متى يعود لا تسألوا كثيرا بل اسألوا: متى يستيقظ الرجال! ___________________ nabiloudeh@gmail.com |
رد: يوميات نصراوي: خمسة زهرات تقتل بوحشية
[align=justify]تحياتي لك أستاذ نبيل (( الشعر الفلسطيني المقاوم، في جيله الثاني، دراسة- طلعت سقيرق ))مهم جداً وقيّم هذا التوثيق وسأعمد لاحقاً لنشره لك في المجلة ، رحم الله هؤلاء الشباب وكل الشهداء من شعبنا الفلسطيني.. لدي ملاحظة بسيطة أو تذكير إذا سمحت لي بالإشارة إلى دور الأديب الشهيد غسان كنفاني في عملية توثيق الشعر الفلسطيني المقاوم وهو: " الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الأول" أمنيتي ألا ننسى شاعرنا وفقيدنا الأديب الموسوعي والشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق والذي أكمل التوثيق وتعب جداً في هذه الدراسة في كتابه: " الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني " وحبذا لو تضيف كما التوثيق للجيل الأول كذلك للجيل الثاني ، فطلعت صحيح أنه غاب لكن واجبنا جميعاً ألا ننسى ما قام به خصوصاً في الحديث عن التوثيق للشعر الفلسطيني المقاوم[/align] http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=11604 |
رد: يوميات نصراوي: خمسة زهرات تقتل بوحشية
شكرا على الملاحظة
للأسف لم تطبع وتوزع كتابات الشاعر والباحث طلعت سقيرق بشكل يليق بمكانته التي تعرفت عليها بشكل واسع في المنتدى.. لا اعرف اين تغيب المؤسسات الفلسطينية وماذا يشغلهم. نحن نعاني حتى اليوم من مسالة الطباعة والتوزيع وانا امتنع نهائيا عن نشر اعمالي المتراكمة (أكثر من 15 مؤلف) بعد تجارب مؤلمة مع ناشرين "وطنيين" قبضوا ثمن الطباعة وتملصوا من الاتفاق.. لا بد من اثارة هذا الموضوع لعل بعض اصحاب القدرات المالية الفلسطينيين يرعوا مؤسسة جادة ونظيفة لنشر الثقافة الفلسطينية بشكل لائق، ثقافتنا بكل روافدها تشكل قاعدة هامة فكرية وحضارية في مواجهة النفي الذي يمارس ضد حقوق الشعب الفلسطيني ووجوده. كان اول لقاء لي مع اسم الأديب طلعت سقيرق في مقدمة كتبها لدراسة عن ادب المقاومة في الأرض المحتلة للأديب محمد توفيق الصواف.. ووجدت الكتاب بالصدفة في موقع اتحاد الكتاب العرب .. وبعدها لم اسمع شيئا عن طلعت او الصواف حتى تعرفت على منتدى نور الأدب.. تسجيلي لكتاب غسان كنفاني لكونه الاشارة الاولى للأدب المقاوم في الوطن الفلسطيني الذي نسيه العرب وعاملونا وقته كخونة ولدي ذكريات مؤلمة من تلك الفترة!! شكرا لتنبيهي للموضوع الذي يستحق مراجعة خاصة لتعريف حركتنا الأدبية المحلية على تلك الدراسات .... |
رد: يوميات نصراوي: خمسة زهرات تقتل بوحشية
1 مرفق
تحياتي لك مجدداً أستاذ نبيل الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني من قصيدة الثبات إلى قصيدة الإنتفاضة في الوطن المحتل ( دراسة ) صدرت النسخة الأولى عن اتحاد الكتّاب العرب عام 1993 ويقع في 200 صفحة قطع 17,5 في 25 يدرس في هذا الكتاب أقانيم الثبات وموضوعة الأرض والشخصية الفلسطينية وملامحها في القصيدة ، ويتحدث أيضاً عن الانتفاضة وانعكاساتها وتعامل الشعراء مع موضوعة الفعل المتوهج في الوطن المحتل ، وهو ما يشكل ملمحاً هاماً من ملامح القصيدة عند شعراء الجيل الثاني.. والحقيقة أنه جهد كبير ومتابعة بالإضافة لجمالية الأسلوب في الدراسة وموضوعية التناول. وطلعت لم يتوقف عند الشعر المقاوم والشعراء فقط ، وكان من آخر أعماله إنجاز: " موسوعة كتّاب وأدباء فلسطين" وبالتأكيد أفرد فيه مساحة لك بشكل رائع وحاول جهده ألا يبخس أحداً من الأدباء والكتّاب. إذا أعطاني الله عمراً وقوة سأكمل أما بالنسبة للمؤسسات الفلسطينية ، للأسف يتم تغييب وتهميش معظم أدباء فلسطين في الشتات وبشكل خاص وبصراحة غير المنتسبين لفتح وغير الحزبيين وكما تعرف طلعت غير منتسب لأي حزب أو فصيل وبعمره لم ينتم لأحزاب وفصائل- وكان دوماً يردد - أن حزبه الذي ينتمي له هو أرض فلسطين وفلسطين فقط. معظم أناشيد الانفاضة التي غنتها الفرق الفلسطينية وأنشدت في الانتفاضة دون أن يعرفوا أو يعلنوا أنها للشاعر طلعت سقيرق، وفي بحث كنت أجريته أعقبه استفتاء وجدت أن كثر في الداخل يظنون أنها من التراث أو لشعراء آخرين. ولأن المؤسسات الرسمية وبقية الفصائل في الداخل تتجاهل أدباء الشتات غير المنتسبين لأحزابها ، فالدور يأت عليكم أنتم أدباء الداخل في التعريف بأدباء وشعراء فلسطين في الشتات هذا التجاهل من قبل المؤسسات ليس حديثاً ويصل إلى حد الطمس المتعمد، فعلى سبيل المثال لا الحصر - أبي وخال طلعت - الشاعر والأديب والناشط الفلسطيني وأحد أهم مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية " نور الدين الخطيب " عملوا على طمسه وطمس كل أثر له ونسب جهوده في منظمة التحرير لغيره، وعن سابق تصور وتصميم. إذا كان للفلسطينيين اتحاد كتّاب في الداخل واتحاد آخر في الشتات ، واتحاد الداخل لا يعترف ولا يعرّف بكتاب الشتات ولا اتحاد الكتّاب في الشتات!! وكأنه لا يكفينا تشردنا وغربتنا وتمزق عائلاتنا وشتاتنا بعيداً عن وطننا، شخصياً لا أسامحهم.. لو كان هناك بعض العدل الأكاديمي والحس الوطني السليم في تلك المؤسسات لكان اسم طلعت عالياً في كل فلسطين لأنه لا يقل أهمية عن تلك الأسماء المعدودة التي يتعهدونها بالرعاية وهي بالتأكيد تستحق ولكن أيضاً لدينا عدد من الأدباء والشعراء في الشتات الذين حملوا اسم فلسطين عالياً عاشوا من أجل قضية وطنهم السليب ونزفوا آلام القضية وحملوا مشاعلها وتميزوا إبداعياً حيث كانوا، يستحقون تسليط الضوء عليهم فلسطينياً وهم ثراء للمشهد الأدبي الفلسطيني، من أمثال طلعت سقيرق، هذا الأديب العظيم والشاعر الذي ابتكر كثيراً في مجال الإبداع وهو بحد ذاته مدرسة خرّجت الكثير من شعراء الشتات وغيرهم من العرب. سامحني لكن القلب مثقل بالعتب على الأسلوب الذي يتم التعاطي به من قبل المؤسسات الفلسطينية، لا سامحهم الله الأخ العزيز والغالي جداً الأديب والباحث السوري الكبير الأستاذ محمد توفيق الصواف ، قدم لفلسطين الكثير حتى ظنه الناس فلسطينياً ، وهو شقيق طلعت روحياً وصديق عمره ونحن جميعنا نعتبره من العائلة ، وهو موجود هنا معنا وفي لجنة المسابقات وقام بجهد كبير ودراسة الأعمال المقدمة في المسابقة الأخيرة للقصة القصيرة، وأنا على تواصل شبه يومي معه لكنه يقيم في منطقة ساخنة وهذا ما يجعله لا يكتب كثيراً حالياً ، لكنه باقي هنا معي وسيعود بقوة إلى نور الأدب وسننجز الكثير، وقدم منذ فترة بحثاً قيماً عن ((الإجراءات الإسرائيلية لتهويد القدس )) ليتك تطلع عليه على الرابط التالي: http://www.nooreladab.com/vb/showthr...751#post179751 وكنت نشرته له أيضاً في المجلة. بالنسبة لأعمال طلعت الكاملة، أنا كنت رفعت نسخة من الموقع القديم حتى عام 2009 وغيرت رابطه وترخيصه لأحذف ما فيه ونعيد تقسيمه ونخصصه لنشر أعمال طلعت كاملة، لكني حتى الآن للأسف لم أبدأ بسبب ظروفي الصحية والنفسية التي ما زلت أعيشها منذ صدمة رحيل طلعت وثلاثة غيره من العائلة في عام واحد هذا هو الرابط للموقع القديم الذي يحمل اسم طلعت وسيتم تخصيصه لأعماله: http://talaatskairek.nooreladab.com تفضل بقبول فائق آيات تقديري |
الساعة الآن 06 : 03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية