منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   مدينة د. منذر أبو شعر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=489)
-   -   الطريق لنجيب محفوظ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=25909)

د. منذر أبوشعر 12 / 09 / 2013 37 : 12 AM

الطريق لنجيب محفوظ
 
صابر (رمز الإنسان عموماً، وابن الخطيئة عند النصارى) شاب فقد والده سيد سيد الرحيمي منذ الصغر ولا يعلم عنه شيئاً. توفيت والدته بسيمة عمران بعد دخولها السجن، وكانت لها ثروة كبيرة، جمعتها من احترافها البغاء والقيادة، وأفلست. تخبره قبيل موتها أنَّ عليه البحث عن والده لعله يكون حياًّ.(وبسيمة عمران:رمزٌ للحياة الدنيا. جمع اسمها بين البسمة والعمران،دلالة على ازدواجية السقوط والنقاء: أي بين مظاهر السرور الخارجي،والدمار الروحي). هربتْ منذ ثلاثين عاماً من القاهرة من بيت (سيد سيد الرحيمي) زوجها في صباها،واهبها العزّ والأمان، مع رجل عربيد من أعماق الطين وهي حبلى، قادها إلى البغاء والسقوط في الإسكندرية، فأضاعت الطريق، وحرمتْ (صابر) منه:
- ما أبعدك عنه إلاّ شهوة عمياء انتزعتك من أحضانه لتلدك في ماخور.
فعاشت تناقضاً صارخاً بين إلحادها الذي رافقها طيلة حياتها، فأنكرت الأب الأصل ،واتخذت من القيادة والعهر منهجاً في الحياة،وأرادت لابنها أن يسير عليه. ثم تراجعت وأكدت لابنها أنَّ سيد سيد الرحيمي موجود وعلى صابر (الإنسان) أن يبحث عنه، وأنه لابد ملاقيه،وسينعم بخيره الوفير.
والأب (سيد سيد الرحيمي) هو المخلّص المنتظر، وأقرب ما يكون إلى معاني الألوهية ! فهو سيد يسود ويحكم ويتعالى، وهو (رحيمي) يحمل اسمه صفة الرحمة: - إنّه سيد ووجيه بكلّ معنى الكلمة، لا حدّ لثروته ولا نفوذه، وفي كنفه ستجد الاحترام والكرامة، وسيحرّرك من ذلّ الحاجة إلى أيّ مخلوق بما سيهيّء لك من عمل غير البلطجة أو الجريمة، فتظفر آخر الأمر بالسلام.
فيبدأ (صابر) بسؤال مشايخ الحارات في الإسكندرية،ويتحرَّى عنه بمساعدة صديقه ضابط البوليس في السجون وسجلات المُلاك، دون فائدة. فيسافر إلى القاهرة ، ويكتري شقة في فندق (القاهرة) الشعبي وسط البلد، ويتعرَّف على (كريمة) زوجة (خليل أبو النجا) الطاعن في السن، مالك الفندق،ويقيم علاقة معها. وبعد بحث يائس عن أبيه في القاهرة، يستحسن الإعلان عنه في جريدة أبو الهول يومياً لمدة أسبوع في شكل دعوة للاتصال به سواء بالمراسلة أو بالتليفون، فيتعرف على (إلهام) التي أحبها وأحبته، ويكذب عليها قائلا إنه غني ووجيه. لكنه بقي حائراً بينها و بين (كريمة) التي سترث أموال زوجها الذي ناهز السبعين. فيختار (كريمة)، ويقررا قتل زوجها (خليل)، وينفذ جريمته. ويصارح إلهام بحقيقته، فلا تفاجأ وتبقى تحبه.
ويعلم من خادم الفندق (محمد الساوي) أنَّ (كريمة) كانت متزوجة من (محمد رجب) ابن خالتها ، وأنَّها لا تزال على علاقة معه، فيغضب ويذهب إلى بيتها ويقتلها، ويعترف للشرطة بجريمته ،فيلقى القبض عليه، ولا تتخلى عنه (إلهام)، وتعيِّن (محمد الطنطاوي) محامياً للدفاع عنه.
** ** **
وموت صابر قبل أن يلقى والده الحقيقي، رمز لمأزق الإنسان، ولإشكالية الإيمان وعدمه. وأنَّ يقين الأيمان مبدؤه (التلقين البسيط) ،فصابر تلقى موت الأب من أمه تلقي اليقين دون اعتراض ولا سؤال، ثم تلقى تلقيناً جديداً بوجوده ،فراح يبحث عنه، ولم يصل إليه لانغماسه بشهواته.
:- لكنه ميت، أنت قلتِ إنه مات قبل موتي، وبعد ثلاثين عاماً تدفعيني للبحث عنه؟!
:- كنتُ أفكر في مستقبلك، ولمَّا أتاني النجاح صدقتْ نيتي على الاستئثار بك.
فالعثور عليه هو الطريق للنجاة، والتأكد من وجوده لن يكون سهلاً، بل يحتاج إلى البحث الصادق. و(صابر) لم يسلك الطريق الصحيح إليه، ومنعه جهله من أن يعرف أنّ البحث عن الله /أبيه لا يكون بتلمّسه في الشوارع، ولكن بتلمّسه داخل القلب المؤمن به.
** ** **
ونشرت (الطريق)عام 1964م. وأخرجها سينمائياً بنفس العام حسام الدين مصطفى (1926م - 2000م) مخرج أفلام الإثارة على الطريقة الأميركية. بطولة رشدي أباظة، وشادية، وسعاد حسني.
وأخرجها ثانية سنة 1986م أشرف فهمي (ولد عام 1939م) باسم (وصمة عار)، بطولة نور الشريف، ويسرا، ويوسف شعبان.
** ** **
وسنعرض وصف الشخصيات الرئيسة - وسبق أن أشرنا في مقال سابق- أن الوصف عند نجيب محفوظ في هذه المرحلة من إبداعه ،أضيف إليه عنصر الحركة إلى جانب الوصف الخارجي، وأصبح تشكيل الصورة من خلال حركة الفعل. يتجلى هذا بوضوح في مشهد مراسيم دفن (بسيمة عمران) أم صابر:
اغرورقت عيناه. وببصر مائع نظر إلى الجثمان وهو يُحمل من النعش إلى فوهة القبر. بدا في كفنه نحيلا كأنْ لا وزن له. شدَّ ما هزلتِ يا أماه !
وتوارتْ عن ناظريه تماماً فلم يعد يرى إلا ظلمة. وسطعت رائحة التراب، ومن حوله احتشد الرجال ففاحت أنفاسٌ كريهة وعرق.وفي الحوش خارج الحجرة ارتفع لغط النساء. وانفعل برائحة التراب حتى عافت نفسه كل شيء..وتردَّد من بعيد صوت كالعواء،ودخل الحجرة طابور من العميان فطوَّفوا القبر في نصف دائرة، ثم جلسوا القرفصاء. وشعر بأعين كثيرة تحدِّق فيه أو تسترق النظرات..
مذاق الحياة أمسى كالتراب. وبرز من الفوهة الترابيُّ ومساعدُه فوقفا فوق سطح الأرض مرة أخرى، وأقبلا يسدَّان القبر، ثم يسوِّيان الأرض في نشاط وحيوية. ونادى السَّقاء على الماء، ورتل العميان، ثم ردَّد رئيسهم التلقين..وانخفضت الأصوات في نغمة حزينة موحية بالختام، ووقف الطابور في حال انتظار..وألقى نظرة على المقبرة نظرة شاملة فارتاح لأناقتها، وتراءى له بين قضبان النافذة اللبلاب والصَّبار والريحان التي تزركش جدار الفناء والأركان. كانت
رحمها الله تحب الرفاهية فأعدَّتها للدارين، ولكن لم يبق لها إلا المقبرة.وتحرَّك الناس في بطء نحو الحوش، فمضى إلى الباب الخارجي ليودِّع المشيعين. وصافحته النساء أولا، ورغم ثياب الحداد والبكاء واللطم لم تختف من أعينهن نظرات الفجور، ولا زايلت وجوههن القحة وفلتات التهتك. وتتابع الرجال.
1 بسيمة عمران، أم صابر: جاء الحنطور بأمه فغادرته معتمدة على ذراعه، وسارت في خطوات متثاقلة متخاذلة من الإعياء والضعف، وقد وهنت وهزلت وكبرت ثلاثين عاماً فوق عمرها الحقيقي الذي لم يجاوز الخمسين، بعد أن قضت في السجن خمس سنوات. وقالت بحسرة:- أمك انتهت يا صابر، من يصدِّق أن هذا الوجه وجه بسيمة عمران ؟! في استدارة البدر كان، ووجنة مورَّدة كالتفاح، والجسد الجسيم الهائل لم يكن ليهتز هزة واحدة عند القهقهة
وقهقهتها كانت تهتز لها المجالس ! وقالت وهي تجفف وجهها بكمها رغم لطافة الجو:
- صادروا مالي..أردتُ أن تعيش مثل الأكابر..ثم ضاع كل شيء في خبطة واحدة !
وطلبتْ سيجارة بإشارة من يدها.
2 سيد سيد الرحيمي:تزوج بسيمة أم صابر وهو طالب في الجامعة،فحفظها سراًّ في قفص من ذهب، وبعد معاشرة أعوام هربت وهي حبلى إلى الإسكندرية.
وهو شاب جميل، مفعم بالشباب والحيوية، ونظرته تفيض بالاعتداد بالنفس، ووجهه مائل للبياض، مستطيل، ممتليء، ذو جبهة عالية، طربوشه مائل إلى اليمين.
3 كريمة: رمز الشهوة، عرفها صابر غريرة بالأسكندرية وأنكرت ذلك. تمتاز بالسمرة الرائقة النقية، والعينان الدعجاوان وبريقهما المضيء المفعم بالاقتحام، وفي مقلتيها تسكن الليالي المعربدة بأنفاسها الجنونية.
امرأة أنيقة، بل حسناء طاغية بكل معنى الكلمة، فأين البنت المغطاة بماء البحر؟ وأين رائحة غفلة العذراء؟!
بدت مدملجة الجسم في جونلا سوداء (والجونلا: تسميها العامة خرَّاطة) وبلوزة حمراء، مطوَّقة الرأس والخدين بإشارب أبيض منمنم. ووشى خطرانها باكتناز سويّ هو الوسط المثالي بين النحافة والبدانة.
جسم صارخ، ونظرة متآمرة مع الغرائز، بل نظرة دسمة موحية تتفجر همساتها كالشرر من خلال حيرة ضبابية تلتمع بوارق إغراء لاسلكية.
ويصف محفوظ مجيئها إلى غرفة صابر في الفندق ليلا، فيتحقق معها حلم جنونه في دوامة من الذهول، وتستحكم لحظات النسيان المطلق فتلتهم الماضي والحاضر والمستقبل، وتتردَّد الأنفاس كصدى رنين الأوتار بعد توقف العزف:
سمع نقراً خفيفاً متقطعاً على الباب. جلس وهو يرهف السمع. فعاوده النقر الخفيف الحذر. مدَّ يده إلى مفتاح الكهرباء فأضاء المصباح العاري. ثم مضى إلى الباب وفتحه بخفة. وما إنْ تحركت الضلفة عن فرجة حتى مرق منها شخصٌ ثم ردَّ الباب وراءه بسرعة. اشتعل يقظة وهو يحملق فيها، ثم غمغم بذهول نشوان:
- أنت ؟!
نظرتْ حولها بحركة تمثيلية مازحة كأنما فوجئت بخطأ لم يجر على البال، وتمتمت
:- أين أنا ؟! أخطأتُ المكان ؟!
وحبكت الروب حول صدرها نصف العاري، وعضت على شفتيها لتئد ابتسامة، فجذبها إلى صدره، إلى بيجامته المبعثرة وشعره المنكوش، وضمها إليه بقوة الصبر المعذب الطويل. واتجها ملتصقين نحو السرير، وفي الطريق أطفأ النور.
وأصبح العشق المحور الذي تدور حوله حياته، العشق الذائب في أحضان الظلمة.
(كريمة) هي نسيان سحري لعذاب البحث العقيم عن الأب ويأسه، وهربٌ من دوامة القلق التي تخلقها (إلهام). وجاذبية (إلهام) لا تخمد، ولكن سيطرة (كريمة) لا مهرب منها كالقضاء.(إلهام) سماء صافية يجري تحتها الأمان،نسمة تستقر في ذروة لا يرتقي إليها أحد،وكم ناداها باطنه لكي تنقذه ولكنه نداء اليأس.و(كريمة) سماء ملبَّدة بالغيوم تنذر بالرعد والبرق والمطر ولكنها أيضاً سماء الإسكندرية المحبوبة، تغلي في شرايينها دواعي الفطرة والغزيرة والعمى والقحة، والتحمت في خياله بهدير البحر ورائحة الماء المالح واليود وحنين الوطن ومغامرات الليالي المفعمة بالشهوات والمعارك البهيمية. مع (إلهام) تعذبه (كريمة)، ومع (كريمة) تعذبه
(إلهام)، والتوفيق بينهما أمنية لا يجرؤ على تمنيها.
4 إلهام: ابنة المحامي عمرو زايد، محام معروف في أسيوط. انفصل أبوها عن أمها وهي في المهد. رشيقة، نحيلة، في وجهها تناقض محبوب جمع بين سمرة البشرة وزرقة العينين، وتكوين الرأس والوجه غاية في الأناقة، ينبعث منه شعور بالجذب والطمأنينة كنشوة نبيذ بتافرنا مع عزف كمان.(وتافرنا: مطاعم مائية شهيرة، تبعد عن الإسكندرية بحدود 50 كم على طريق القاهرة/ الإسكندرية الصحراوي).
لحظها (صابر) منقباً عن مواضع للإثارة ولكن طرفه رُدَّ إليه ممتلئاً بالإعجاب وحده.
هذه الطفلة الكبيرة، لعلها على استعداد للميل إليه، وهي طاقة من عبير يدعو إلى استباحة الأسرار، ومن معدن يخلق النشوات. رفعت إليه حاجبين مقوَّسين متباعدين، وبدا عنقها طويلا وهي خالعة جاكتتها، وفي صفحته اليسرى لاح خالٌ، ولاحظ (صابر) عنايتها بأظافرها وشعرها.
5 خليل أبو النجا: في السبعين من العمر، صاحب فندق (القاهرة) الشعبي.
بدا بطربوش غامق طويل، يطالع دفتر زبائن الفندق بيد لا تكفُّ عن الارتعاش من خلال عدسة مكبِّرة يمسك مقبضها المعدني الصغير، بوجه يصلح رمزاً للموت كعَلَم القرصان، من الصعب التنبؤ بملامحه الأصلية: اختفى تحت قناع التجاعيد، وبرز أنفه مقوَّساً حاداً مجدوراً، وفي عينيه الناضبتين نظرة باهتة ممصوصة كأنها لا تُعنى برؤية العالم.
لاينام إلا بالمنوِّم بعد أن تدلِّكه (كريمة) طويلا، وسعادته يمارسها في الحنان العقيم، ولذته الوهمية عندما يجرد (كريمة) من ثيابها فتذهب أمامه وتجيء ثم يحبها براحتيه.
6 محمد الساوي: عامل الفندق. عميق السمرة، مائل للقصر، دقيق الجسم. تتكوَّن ملابسه من طاقية بيضاء وجلباب رمادي مقلَّم ومركوب.
7 علي سريقوس: خادم آخر في الفندق، بين الشباب والكهولة. سريع الحركة بدرجة لا تتناسب مع العمل الذي يؤدِّيه. ضيِّق العينين جداً مستديرهما، صغير الرأس، يوحي منظره بالسذاجة.

محمد الصالح الجزائري 14 / 09 / 2013 52 : 04 AM

رد: الطريق لنجيب محفوظ
 
..ومقعدي المفضل في صف المطالعة عند الأستاذ منذر...سأقطع الطريق رفقة الطلبة...شكرا لك أستاذنا الغالي..
ملاحظة : الطريق لم أقرأه!!! هي إذن فرصة لاقتنائه...

محمد الصالح الجزائري 16 / 09 / 2013 24 : 03 AM

رد: الطريق لنجيب محفوظ
 
أين بقية الطلبة؟؟؟

د. منذر أبوشعر 16 / 09 / 2013 43 : 12 PM

رد: الطريق لنجيب محفوظ
 
الشاعر الحر أخي الأديب محمد الصالح الجزائري صوت الجزائر:
معاً يداً بيد ما زلنا نسير.
وقال لي قريب حبيب: كيف تغفل عن البطل الرئيس (صابر سيد سيد الرحيمي) ولا تذكر صفته ؟
وأجبته: أن نجيب محفوظ اكتفى بوصف أبيه، وأنه يشبهه تماماً، مؤولاً خطأ الحديث الشريف الصحيح إن الله خلق آدم على صورته ! والحديث معناه أن آدم خلقه الله على (شكله) الذي توارثه أبناؤه، أي لم يتطور آدم من (نوع ) إلى (نوع) آخر، بمعنى لم يكن (قرداً) وصار إنساناً عاقلا، فهو باق على صورته التي خلقه الله عليها. ففهم محفوظ ظاهر الحديث وبنى عليه كلامه ،وكان عنده (صابر) يشبه أباه !
وهذا مفصل هام فاتني التنبيه عليه، وأرجو أن يكون واضحاً في ذهن كل قاريء.
والشكر كله لك، وما زلنا مع عوالم نجيب محفوظ التي لا تنتهي.

هدير الجميلي 18 / 09 / 2013 39 : 01 PM

رد: الطريق لنجيب محفوظ
 
أنا سأحجز مقعدي بالمقدمة كم تمنيت لو كنت نقطة من مداد نجيب محفوظ وعقله
تحياتي لك

د. منذر أبوشعر 18 / 09 / 2013 07 : 04 PM

رد: الطريق لنجيب محفوظ
 
الآنسة الأديبة هدير الجميلي زهرة بلدي الأردن:
قدومك خير وبركة، وأهلا ومرحباً بك، فإطلالتك تعطيني مزيد ثقة مسير في درب عوالم نجيب محفوظ.
ومع طيب صدق الحديث دائماً نلتقي.


الساعة الآن 53 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية