منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   خدوش وجراح على زجاج العمر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=431)
-   -   صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=25979)

هدى نورالدين الخطيب 28 / 09 / 2013 09 : 12 AM

صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب
 
[align=justify]
لعلها المرة الأولى في حياتي التي أكتب فيها لك..


ألمي لآلامك كان هائلاً بحجم ما ترسخه العشرة في النفس ..

تألمت من أجلك وتألمت من أجل ابني وخوفاً عليه ورعباً على قسوة فقده لوالده في مراحل يحتاج فيها الابن لأبيه..

حملت هم ابني وأوجعني ألا تحمل أولاده وتكون إلى جانبه حين يحتاجك وما أكثر وأشد حاجته لوجودك، لكني تألمت أكثر من أجلك وأوجعني بقسوة ألا تعيش تلك المراحل التي يعيش من أجلها كل أب.

عشت آلامك وأوجاعك وانفطر قلبي عليك وأنت في العناية الفائقة على سرير الموت تكابد سكراته، ودعوت الله لك في كل صلاة أن ينجيك وينقذك ويعيدك صحيحاً معافى..

صدمني رحيلك ووقعت في دوامة الذهول وما زلت عاجزة أن أصدق هذا الرحيل الغريب وأتمنى لو أستطيع إحالة المستشفى إلى القضاء والتي أدخلت إلى جسدك إهمالاً في التعقيم، الجرثومة التي كان لها أن تقضي عليك.

وسط كل هذا الحزن أبتسم أحياناً من بين دموعي وأنا أتخيل أنك تراني من خلف البرزخ وأنك فرحاً بشدة حزني عليك، ويسعدك أن تطلع عليه..

في دوامة أوجاعك كما في كل حزن ووجع تنزاح كل السلبيات ولا يبقى غير معاني العشرة الإنسانية الناصعة والشعور بالقرب والتماهي مع كل نفس موجوع وكل نخزة آخ..

أب ابني، أروع وأجمل وأثمن ما في حياتي حماه الله من كل سوء...

نبرة صوتك في صوته والكثير من التفاصيل الأخرى.

رجل أحبني محبة نادرة، هذا الحب الذي من شدته وقسوة غيرته أتعبك وأتعبني وأتعب كل من حولنا!
تتضاءل وتنزاح اليوم كل الذكريات المؤلمة، وتتقدم الذكريات الجميلة والإيجابية وما تشاركنا فيه في سنوات عشرتنا وما أكثر صفحاتها.

أذكر حين كنا نمارس رياضة الركض معاً ولعبنا على الثلج في الجبال، أذكر السهرات والاحتفالات، أذكر فترة الوحام وأذكر مولد شادي وعيد ميلاده الأول، يوم أوصينا على صناعة ملابس بيضاء بجناحي ملاك له.. يوم أخطتَ له عند الخياط طقم رجالي وهو لم يتجاوز العامين بعد..

أتذكر كيف كان يعترينا الخوف أنت وأنا إذا نام طويلاً وكيف شعرنا بالرعب من الفتحة الجمجمية التي تكون للمواليد الجدد في الرأس ( النافوخ ) ولم نكن نعلم عنها شيئاً وأتذكر أول يوم دخل به حضانة المدرسة وكيف جلسنا معاً في السيارة نبكي بعد تركه هناك خائفاً يبكي وينادينا حتى لا نتركه مع الأغراب وحيداً، وأتذكر إصرارك على رفض تسجيله في حافلة المدرسة واستمرارك في إيصاله وإعادته بنفسك كل يوم من شدة خوفك عليه على مدى سنوات وحتى مجيئه إلى كندا، وإصرارك ألا يناديك أحد باسمك منذ ولد لتحمل فقط لقب: "أبو شادي" ..

أذكر كم كنت تعشق وتتفنن في صنع طعام العشاء وترتيب المائدة، وكان لك أن تصنع أطيب مشاوي ومقالي وكيف كنت تجلس ممسكاً بالفرشاة أولاً بخل التفاح وتدهن الدجاج المشرّح والمنقوع بمتبل الثوم بزيت الزيتون طوال فترة الشواء والتقليب على منقل الفحم وطريقتك الخاصة والفريدة بصنع السلطة الغنية بكل لون من الخضار وأسلوبك بتحضير الكبة النيئة وغزارة وتعدد أطباق المقبلات..

ولا أنسى ديكوراتك المبتكرة التي كانت تدهش كل من يزورنا ويراها، وجماليات تطبيقاتك لها..
أتذكر كيف كنا نجوب القرى والمناطق المختلفة بحثاً عن زهور نادرة..


أتذكر مرات مساعدتك لي في مشاريع تحقيقاتي الصحفية الشائكة في أماكن ما كان يمكن لي أن أدخلها لوحدي، كتلك القرى النائية حيث لا يستطيع حتى أمن الحكومة الدخول وتتأجج جرائم الثأر وحواري مع بعض من ارتكبوا الجرائم لمحاكمة خلفياتهم الذهنية وتبريراتهم ، وأتذكر جيداً ذلك المجرم الذي واجهك بغضب قائلاً لك: "أتصاحب زوجتك لتقابل الرجال وتجلس معهم تحادثهم؟!" ولما ضحكت متعجباً زاد غضبه منك.

أتذكر تلك الجملة التي خرجت على لسان أحدهم حين سالتُه وتحولت على لسانك لنكتة كنت ترويها بلهجة قائلها وأسلوبه:

" ممارسة القتل صعبة في المرة الأولى فقط وبعدها تسهل ممارسته وتغدو كشرب المياه "!!

أتذكّر كيف كان من طقوسنا اليومية لعب البرجيس معاً ، حتى لو كنا على خصام أو أحضرت أعمالك المكتبية لتنهيها أو انشغلت أنا بدراستي الجامعية أو تحضير مواد الصحيفة، في كل ليلة كنا نجد الوقت نقتطعه للعب البرجيس معاً..

كثيرة هي ذاكرتنا المشتركة ومواقف جمعتنا معاً فضحكنا وبكينا وسرنا في شوارع الحياة وفوق أرصفتها..

صفحاتك كثيرة في كتاب حياتي..

ودائماً والد ابني والرجل الذي كان زوجي.

حقاً.. أفجعني وأوجعني رحيلك عدنان ..

إلى رحمة الله وجنة عرضها السموات والأرض أدعو الله لك

ولتكن روحك بخير وسلام وحبور وليكن نومك هانئاً....

هدى الخطيب
[/align]

ميساء البشيتي 28 / 09 / 2013 18 : 12 AM

رد: صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب
 
ليرحمه الله رحمة واسعة ويلهمك غاليتي والعزيز شادي الصبر والسلوان
بعد فترات من الزمن تتلاشى كثير من الأشياء ولا يبقى إلا الذكريات الجميلة
هي سنة الحياة بدون هذه الذكريات لا تستمر الحياة
مشاعر صادقة من قلب نبيل جداً وكيف لا يحب كل هذا البهاء وهذا النقاء ..
دمت بخير غاليتي وجعل الله مثواه الجنة .

حسن ابراهيم سمعون 28 / 09 / 2013 36 : 12 AM

رد: صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب
 
اكتبي أختي هدى ,, فما تكتبين ,, صابون يغسل محطات الحياة التي شعرنا يومًا بأننا لن نستطيع تجاوزها ,, فتوقفنا ....
اكتبي يا أختي ,,, وإن تمكنت من البكاء ,, وممارسة الحزن النبيل ,, فابك ...
أستطيع ولو جزئيًا أن أحس بك , وأن أشعر بشعورك ,, فبين الواقع الكائن ,, وبين ماكنا نحلم ونريد ( كما يجب أن يكون ) توقف الزمن , وربما ضاع العمر ,, لإثبات أمر , أو وجهة نظر ,, ونحن محقون ,, لكن قضية الموت تقلب المعادلة ,,, وتخلط القيمة الحدية مع القيمة المضافة للأشياء ,,,,, وصرنا على عتبات الآخرة , ولم نتمكن بكل وسائلنا,,, من التغيير ... فلاجديد تحت الشمس ,,, مانصنعه قد صنع , ومانفعله قد فعل ,, ولن نجني إلا قبض الريح ,, محبتي لك , والبركة بالأستاذ شادي ,, أختي

محمد الصالح الجزائري 28 / 09 / 2013 57 : 02 AM

رد: صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب
 
أبو شادي رحل..سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا..لكنّ قلبا كبيرا طاهرا نقيا ما زال قصره..والذي كانت هدى أما لولده سينام حتما هنيئا..نصك أختاه أحد أسرارك الجميلة ..وأعترف أننا فعلا عائلة..أسرة واحدة..شكرا لك ألف شكر..ورحم الله (أبو شادي) والبركة في (أبو شادي الصغير)..مودتي.. بلّغي ولدك عزاء خاله محمد الصالح الجزائري..

نصيرة تختوخ 28 / 09 / 2013 55 : 11 AM

رد: صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب
 
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وأتمـنى أن يكون هناك مساحات للالتئام الجراح ومواعيد للفرح.
أعانك الله وسدد خطاك وأثابك على صبرك.
دمت بخير وحفظك الله من كل سوء.

فهيم رياض 28 / 09 / 2013 43 : 12 PM

رد: صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب
 
هذا هو الحب وهذا هو الوفاء حقا .
ما أجمل أن يتمكن المرء من غسل قلبه
إلاّ من أطيب الذكريات عن صحبه وخلانه .
الموت حق إن من مرض و إن من غيره
وإن رزءنا في محبوب من أحبتنا قلنا
"إنا لله وإنا إليه راجعون " .
أستاذة هدى : رغم الرزء بل الأرزاء
التي توالت ( نسأل الله اللطف )، وبالرغم
من الصدمة والأحزان وبرغم الأوجاع، يبقى
قلبك أبيضا سليما من كل شائبة يدفع لسانك
ويجبره على الدعاء للأحبة بالرضا والقبول
وجنات الرضوان، وهذا لعمري أحر تعزية و
أجمل سلوى .
الله أسأل أن يرحم أحبتك ويجمعهم على سرر
متقابلين، وأن يرضى عنك آمة مسلمة مؤمنة
صادقة صابرة محتسبة صفية نقية و طاهرة .
اللهم إنا لانسألك رد القضاء وإنما نسألك
اللطف فيه .آمين ..آمين ..آمين ..يارب العالمين .


ليلى مرجان 29 / 09 / 2013 37 : 06 AM

رد: صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب
 

اعتصار مرارة الألم ظاهر بين ثنايا الكلمات

أ. هدى الموت علينا حق و إن كان صعب فراق شريك الحياة

و لا أملك سوى أن أسأل الله أن يلهم قلبك صبر المؤمنين

و يعوض فقدك و يقر عينيك بابنك شادي أسعدك الله و وهبك فرحا به لا ينتهي

كما أسأل الله أن يرسل شآبيب الرحمة و الرضوان على الفقيد

و يبيض وجهه يوم تبيض وجوه و تسود وجوه

و يظلل عليه يوم لا ظل إلا ظله و يسكنه فسيح الجنان

آمين


ناهد شما 30 / 09 / 2013 47 : 03 AM

رد: صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب
 



عظم الله أجرك غاليتي أستاذة هدى
وتأكدي هذا ابتلاء من رب العالمين ولا يبتلى الا العبد المؤمنين
الصبر عند المصيبة واحتساب الاجر وطلب العوض بالخير من الله

لايوجد ما يقال من التعبيرعند الموت سوى لغة رحيله الصامت وحروفه المخنوقة ولسانه الدموع
حين تنتهي بنا رحلة الحياة فوق قارعة البكاء ويأتي ملك الموت لانتزاع الأرواح
قال الله - تبارك وتعالى -: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}.
جعلك الله والغالي شادي من الصابرين


اللهم اجعل قبر أبو شادي روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم اعذه من عذاب القبر وجاف الارض عن جنوبه
اللهم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور
اللهم اجزه عن الاحسان احساناً وعن الاساءة عفواً وغفراناً
اللهم ان كان محسن فزد في حسناته وان كان مسيئ فتجاوز عنه يارب العالمين




هدى نورالدين الخطيب 30 / 09 / 2013 52 : 09 PM

رد: صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب
 
[align=justify]
تحية طيبة وكل الشكر والتقدير لكم
الأخت العزيزة الأديبة الأستاذة ميساء البشيتي
الأخ العزيز الشاعر الأستاذ حسن سمعون
الأخ العزيز الشاعر الأستاذ محمد الصالح الجزائري
الأخت العزيزة الأديبة الأستاذة نصيرة تختوخ
الأخ العزيز الأديب الأستاذ فهيم رياض
الأخت العزيزة الأديبة الأستاذة ليلى مرجان
الأخت العزيزة المشرفة الاجتماعية والموثقة الأستاذة ناهد شما
لكم عظيم شكري وامتناني في التعقيب والاهتمام بما كتبته عن زوجي السابق ووالد ابني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
المودة والرحمة والحفاظ على الصلة الطيبة من أساسيات إنسانية الإنسان
أنا والله مخنوقة وما زلت مصدومة خصوصاً وأني عملت على إقناعه رحمه الله بدخول المستشفى لإجراء تلك العملية البسيطة، والتي كان لها بعدم تعقيم الأدوات إدخال جرثومة إلى جسده عانى منها أشهراً ثم قضت عليه بعد معاناة طويلة لا تحتمل آلامها.
شكر الله سعيكم ورحم عدنان رحمة طيبة وألهمنا الصبر على المحنة، راجية من الله أن يترفق بابني ويهون عليه ليتجاوز مصابه الأليم ومصابنا جميعاً ، فهذه العائلة بأسرها عزيزة علي جداً كما أنا عزيزة عليهم،وكانت دائماً وستبقى أسرتي الثانية.
[/align]

فاطمة البشر 01 / 10 / 2013 56 : 01 AM

رد: صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب
 

رحم الله أبو شادي وأسكنه فسيح جناته ،
لك الله سيدتي ثم الصبر والصبر ،
خفف الله مصابك أ. هدى ، وإن شاء الله خاتمة الأحزان ..


الساعة الآن 18 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية