منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   فيض الخاطر على أنغام البوح (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=529)
-   -   طفل في السبعين (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=26005)

ميساء البشيتي 05 / 10 / 2013 40 : 08 PM

طفل في السبعين
 
[frame="13 10"]طفل في السبعين .
جماله .. لم يفقد من جماله الكثير .. بل ربما أصبح في السبعين أجمل بكثير ..
العيون جحظت قليلاً .. لكنها مبتسمة طِوال الوقت ..
الشفاه ترهلت قليلاً .. لكنها يفيض منها الشهد ..
الأنف كَبُر قليلاً .. لكن بهيبة ووقار وشموخ ..
التجاعيد فرشت لها مساحات على الخد والوجه .. لكنها مساحات من ورق الورد .
هدوؤه .. لم يعد يطيق الهدوء .. ولا يعرف إليه سبيلاً .. أصبح كثير الحركة .. بالرغم من أنها تمنُّ عليه أحياناً .. وتقسو أحياناً أخرى .. إلاَّ أنه يستطيع أن يشاكس هنا وهناك محاولاً جهده أن ينال منها .. أن يستفزها .. أن يغيظها .. ومحاولاً أكثر من هذا وذاك الانضمام وبشراسة الفرسان إلى قائمة الأطفال المشاكسين .
حديثه .. على قلته فيما مضى .. أصبح الآن يكثر من الحديث .. كأنه تحرر من ضريبة اللغة .. وضريبة الحديث .. فأصبح يتحدث كثيراً .. كثيراً .. دونما حواجز .. دونما خطوط حمراء .. يقفز من فوق السطور .. يتعدى النقاط والفواصل .. ويخدش عن قصد .. أو عن غير قصد علامات الترقيم .. ثم يقف في وسط الكلام ليرسم قُبلة .
أشعاره ..أشعاره في السبعين تضع النقاط على الحروف .. تُكمل ما بدأه طِوال السبعين .. أشعاره التي كانت في الماضي ينقصها توابل الشعر .. وبهارات القصيد .. أصبحت الآن تامة النضج .. نضجت على نار هادئة عمرها سبعون .. ومذاقها عسل مصفى .. وشهد مكرر .. وسكر يخلو من السكرين .
غضبه .. سريع الغضب .. سريع الاشتعال .. سريع النفاذ .. سريع الاحتراق .. ونيرانه سريعة الإخماد .. غضبه باختصار شديد .. زوبعة في فنجان قهوة الصباح .. هبة ريح في صحن الدار .. غيمة عابرة فوق مظلات الصيف .. كمشة من مطر الياسمين .
طفل في السبعين .. أجمل طفل في الأكوان .. يدرك جيداً ما أنتَ تقول .. ويدرك أكثر ما يودُّ هو أن يقول .. وفي النهاية يحتفظ بكل الحديث في جيبه .. ثم يضع في كفك اليمين .. سكر الكلام .. شهد الكلام .. عسل الكلام .. أطيب الكلام ..
وهذا ما لا يعرفه طفل في الكون ..
إلا طفل في السبعين .

[/frame]

د. منذر أبوشعر 05 / 10 / 2013 54 : 08 PM

رد: طفل في السبعين
 
أميرة عذب البوح الجميل الحقوقية أختي الأديبة ميساء البشيتي:
ذاك الوصف الحالم أعيش تفاصيله اليوم بكل دقائقه، كأنك معي تشاهديني وتراقبين حركاتي وتصوغين من ذلك قصيدة شعر حالمة يرغب أي منا أنْ
يكونها، بل يسعى أن يكونها ! صادقة شفافة، فراشة ملونة تطير في تهويمات الخيال وتسكب سحر عوالم بهجة راقية.
ملاحظة: أرجو أن تقولي:طوال السبعين، وليس طوال السبعون.

محمد الصالح الجزائري 06 / 10 / 2013 56 : 03 AM

رد: طفل في السبعين
 
أما أنا ..فقد أعدتُ تنسيق النص إكراما لصاحبته وإعجابا بقلمها..خاطرة وزنها دهب !! شكرا لك أختي الأستاذة الأديبة ميساء..مودتي..

ميساء البشيتي 06 / 10 / 2013 30 : 07 PM

رد: طفل في السبعين
 
هكذا إذا ً أخي المنذر تحضر للسبعين ,, ومما تشكو الخمسون ؟
شكرا لك على هذا الحضور الجميل والقراءة العميقة ومشاعرك
الجميلة التي بالتأكيد أقدرها جيداً وبالتأكيد نشعر بها جميعاً لكن
قد لا يخطر ببال أحدنا أن يبوح بها ..
شكرا لك مرة أخرى وتم التصويب وربي يبارك بعمرك ويسعدك دائماً .

ميساء البشيتي 06 / 10 / 2013 34 : 07 PM

رد: طفل في السبعين
 
الله يبارك فيك أخي العزيز أ. محمد ..
تنسيق جميل .. أجمل من الخاطرة ..
هي خاطرة عفوية خرجت معي بثوان ولم اكن أنوي نشرها
بل كنت أريد أن أنشرها في مكان ما ليقرأها مجموعة من الأصدقاء لي
هم جميعم فوق السبعين وهم رفاق عمر طويل .. وكان يعجبني جدا
ما يربطهم من صداقة لأنها كانت متميزة جداً .. فجأة انقلبوا على بعض
وأصبحوا أعداءً وأنا تعبت بينهم جدا وعلى ما يبدو لا أمل في المصالحة ..
فكتبت لهم هذه لكني للآن لم أجرؤ على نشرها هناك .. أريد أن أرى صداها
قبل أن أتورط .. ههههههههههههه.. شكرا لك أخي محمد على التنسيق وعلى التصويب
وعلى حضورك الحلو وعلى كلامك العذب وعلى كل شيء ..

محمد الصالح الجزائري 06 / 10 / 2013 45 : 11 PM

رد: طفل في السبعين
 
يُثبّت النص في:
2013/10/06

ميساء البشيتي 07 / 10 / 2013 26 : 12 AM

رد: طفل في السبعين
 
شكراً .. شكراً .. شكراً .
زيارتك تكفي .. حضورك يكفي .. ردك يكفي ..
الله يبارك فيك أخي العزيز أ. محمد


http://iraqnaa.com/ico/image2/f/053.gif

نصيرة تختوخ 07 / 10 / 2013 48 : 07 AM

رد: طفل في السبعين
 
جميلة هذا البوتريه الإنساني السبعيني بكل تشربه لألوان الحياة وحكمتها.
تقديري وتحيتي

ميساء البشيتي 08 / 10 / 2013 52 : 10 PM

رد: طفل في السبعين
 
شكرا لك غاليني نصيرة
سعدت أنك كنت هنا
دمت بكل المحبة

فتيحة الدرابي 07 / 11 / 2013 37 : 08 PM

رد: طفل في السبعين
 
عزيزتي ميساء ، وأنا أتابع سطور خاطرتك أتخيل أمامي والدي فكأنك تصفينه وصفا دقيقا أو كأنك تعيشن معه، إحساسك عميق جدا جدا بوركت وبورك إبداعك اللامنتهي تحياتي ومودتي إلى أعز الناس إلى قلبي.
حبوبتي " الله إيوصلنا للسبعين بسلام ، أنظري للخمسين وما فعلت فينا فما بالك بالسبعين ؟ هذا لو عشنا ههههههههههه.


الساعة الآن 00 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية