![]() |
التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
أبدأ مقدمتي بتحية الإسلام لما لها من معنى ومغزى في مثل هذا البحث الذي أقدم له. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأمة العربية أو رجل العالم المريض ( كما يلقبونه اليوم في الغرب) وطائفته الأوسع والتي تعتبر هي الأمة وقاعدتها وأساسها - فلا أمة دون هذه الطائفة - وأعني بالتأكيد: " الطائفة السنية". 1- الغالبية العظمى من الشعوب العربية والإسلامية تنتمي لهذه الطائفة ، وهي عنوانها والتي كانت تشكل الوجه الحضاري لها عبر التاريخ وحتى الهجمة الشرسة عليها، ومعظم الطوائف الأخرى في العالم العربي متأثرة بمفردات وثقافة هذه الطائفة.. وكان كثير من المسيحيين العرب من كبار الكتّاب والمفكرين كتبوا في هذا الشأن: (( مسيحي العقيدة مسلم الثقافة إلخ..)). 2- كثير من الطوائف والمذاهب الأخرى لها مرجعيات خارج حدود العالم العربي، أما الطائفة السنية فهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأمة العربية حتى من قِبل المسلمين غير العرب، بالقرآن والسنّة ولغتهما والقِبلة الوحيدة والنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الكرام وصحابته. الغرب الإستعماري: - في الغرب كان يتم التعريف عن الإسلام بأنه فكر وثني أسسه رجل بدوي كان مصاباً بالصرع ، من خلال إدخاله بعض المفاهيم اليهودية والمسيحية لصياغتها في دين جديد ، مستفيداً من نوبات الصرع التي يصاب بها وادعاء أنها الوحي الذي يرسله له ربه ، ويقولون أن هذا الدين يحضّ على العنف وسفك الدماء ويمتهن المرأة إلخ... - خلال حقب الاستعمار لبلادنا خرج البعض من الباحثين في الغرب إلى فكرة التفكيك والاختراق الداخلي للعقيدة الإسلامية وأهميته لهدم وتفكيك هذه الأمة. مع مؤامرة سايكس - بيكو، وتقسيم العالمين العربي والإسلامي وزرع الكيان الإسرائيلي اللقيط في قلب هذه الأمة وأحد أقدس بقاعها وبدء مشروعه في الضرب على وتر النعرات الطائفية والعرقية ، بدأ الإعلام الغربي باستغلال كل أدواته في عملية التشويه هذه، وهاهي هوليود على مدى تاريخها تصور العرب والمسلمين على أنهم قتلة ولصوص وأفاقين وقطاع طرق - بعملية منظمة تماماً يرصد لها أموالا طائلة - ريثما يتم طبخ المشروع على نار هادئة والذي تلاقى لاحقاً مع مشاريع أخرى انضمت له نتعرض لها لاحقاً. ويبقى السؤال مع هذه المؤامرات على الأمة متمثلة بهذه الطائفة تحديداً والمشاريع المنظمة التي تحاك، هل انتكست الأمة إلى الوثنية الجديدة بأشكال مختلفة؟؟! وقعت الطائفة السنية التي تنتمي معظمها إلى الفكر الأشعري والذي يلخص فكره: ( استخدام العقل في توضيح النقل ) ومن خلفها الأمّة بين الحركات المتطرفة التي تسيئ لسمعتها وتشوه عقيدتها التي لا تشبهها وتبلبل وحدة الصف وتسرق منها أبناء لها ليكونوا معاول هدم وأدوات تخريب وهم يظنون العكس في حين اضطرت الطائفة للوقوف بمربع الدفاع عن نفسها وعن وصمها بالتطرف وجاء رد فعل آخر معد له أيضاً ومدروس ، ليصبح صك البراءة والاعتدال للمسلم السني خروج آخر - فالمعتدل اليوم - هو غير الملتزم دينياً والعاصي عقائدياً - وصك براءته ، الانحلال إذا جاز التعبير من كل القيم الدينية فيقال : (( هذا مسلم معتدل لا يصوم ولا يصلي ويسهر ويشرب الخمر وزوجته كاسية عارية إلخ.. )) ما أشد وأقبح تدين الخوارج الجدد وليس أقل منه قبحاً اعتدال الانفلات والتملص من الدين للدفاع عن النفس!! ماذا نحتاج الآن منكم للمساهمة في إعداد هذا البحث، والذي نحن جميعاً بأمس الحاجة له؟ ما هي الحركات الإسلامية المعتدلة؟ هل بعض هذه الحركات الإسلامية المعتدلة هي واجهة يقف خلفها تنظيمات سرية متطرفة؟؟ ماذا تعرف عن تاريخ التطرف الديني وكيف انتقل أو تم نقله إلى الإسلام؟؟ ما هي الحركات الدينية.. تاريخها وكيف تشكلت ومن يقف خلفها؟ هل هذه الحركات مخترقة وكيف وممن؟؟ ما هي الحركات المتطرفة وما هي المعتدلة بينها؟؟ هل تظن أن بعض الأنظمة اليوم تنسق أو بمعنى أدق تشتري بعض هذه الحركات لتنقذها من ورطاتها وكيف؟؟ هل هذه الحركات تشبه تشبه الحركات الصهيونية المتطرفة في فكرها ونشأتها؟ هل هذه الحركات تعمل ضد مصلحة الأمّة وشعوب هذه الأمة دون أن يدري معظم أتباعها؟؟ هل هي نسخة جديدة تشبه المافيا الإيطالية في أوج ازدهارها؟ كيف يتم غسل عقول الشباب لاستغلالهم؟ هل ما يشاع عن هذه التنظيمات فيه الكثير من المبالغة والحقيقة مختلفة؟؟ وأخيراً كيف نحمي هذه الطائفة من هذا الاستهداف والتشويه الذي تتعرض له؟ نرجو منكم التعاون في دعم ورفد هذا البحث ، حتى نخرج بملف كامل شامل يفيد أبناء هذه الأمة ويصبح مرجعاً مفيداً وإيجابياً لها وعنها ، ولأني مهتمة بهذا البحث وبجهودكم في رفده ، فأنا أقبل المشاركات من غير الأعضاء في نور الأدب ترسل إلى بريدنا الالكتروني: nooreladab.media@gmail.com أو poets.nooreladb@gmail.com يسمح بإرسال المساهمات بأسماءكم الحقيقية أو ألقاب تختارونها سنقوم بمراجعة ونشر ما يردنا من السادة الزوار الذين يودون المشاركة في هذا البحث ويبقى أملنا في المتخصصين من الباحثين كبيراً لإنجاز هذا البحث الهام. تفضلوا بقبول فائق آيات تقديري واحترامي هدى الخطيب |
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..فعلا هو من أهم المواضيع التي تضع الدين والسياسة والفكر والعولمة على الطاولة في صحن واحد يصعب تناول أجزائه إلا مجتمعة (حسب رأيي المتواضع)..شكرا لك غاليتنا الأستاذة الأديبة هدى..سنشارك حتما في إثراء هذا البحث الهام جدا جدا والخطير في نفس الوقت..مودتي..
|
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
[align=justify]إلصاق تهمة التطرف بكل من هو مسلم بدأ مع خيوط المؤامرة الأولى على الإسلام منذ الهجرة ..
وإذا كانت قريش تتآمر في نطاق ضيق من أجل مصالحها بذريعة الذود عن آلهتها فإن المؤامرة التي بدأت بعد الهجرة بتكالب اليهود والمنافقين ، أخذت لها أبعادا أخرى وتداعيات خطيرة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ومسلسل اغتيال الخلفاء الراشدين . وكان لدخول أمم أخرى في الاسلام أثره في ظهور حركات شعوبية تعمل في الخفاء من أجل تقويض أركان الدين الجديد وبث سموم التفرقة بين العرب من جهة وبين ما كان يسمى بالموالي .. المؤامرة لم تتوقف ولم تخب جذوتها مع مرور الزمن وظهرت طوائف ومذاهب جديدة ساهمت في توسعة شق التفرقة بين المسلمين ، وبدل أن يكون الاختلاف رحمة ونعمة ، أضحى نقمة ووبالا على بلاد الاسلام وخاصة على من كان يحلم بمجتمع اسلامي يستمد نقاءه ومبادئه من الرعيل الأول دون أن ينبذ فكرة التجديد ومسايرة العصر .. العصر الحديث عرف أكبر هذه المؤامرات المتجلية في القضاء على الخلافة العثمانية التي وإن كان الكثيرون يعيبون عليها طمس الهوية العربية فإن آخر خلفائها السلطان عبد الحميد – ومن باب إعطاء كل ذي حق حقه – لم يفرط في فلسطين ورفض فكرة هجرة اليهود إليها رغم الوعد والوعيد .. ثم ما تلا ذلك من اتفاقيات سرية لتفكيك الوطن العربي واغتصاب فلسطين . المسلم المعتدل والمسلم المتطرف صارت نغمة متداولة من أجل المضي قدما في بث روح التفرقة بين العرب والمسلمين وصرنا نجد أبناء الجلدة الواحدة يرددون كالببغاء هذا المصطلح وكأن المسلم الذي يتشبث بمبادئ الدين الداعية إلى التقوى ونبذ المحرمات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، صورة من صور هذا التطرف الذي يمقته الغرب لأنه يعارض مصالحه المتمثلة في التسلط المادي والخلقي (الربا – المتاجرة في الزنا والخمر – تشجيع القمار) وهي آفات نعلم بتسببها في انهيار مجتمعات بكاملها .. وربما لم يسمع الكثيرون بأصوات تتهم هذه الآفات بالتسبب في الأزمة الاقتصادية الحالية .. لكن الإعلام الغربي وسيطرته لا يدعان مجالا لسماع تلك الأصوات الشريفة . المسلم المعتدل بالنسبة لهم ، كما ذكرت أستاذة هدى ، هو من يوافق الغرب في هواه ويتسلم شهادة الرضا منه ، وذلك بالإذعان لتعاليمه والاكتفاء بأداء بعض طقوس العبادة وفي حدود .. وآخر فصول المؤامرة حاليا تتجلى في بث نار الفتنة بين السنة والشيعة ونحن نعلم أن الاختلاف ليس جوهريا بين الفئتين وإنما هو في بعض المسائل النظرية كما قال أحد الفقهاء على إحدى الفضائيات .. طبعا هناك غلاة من الجانبين .. وهذه المغالاة هي التي تتسبب في إذكاء نار العداوة والبغضاء بين المذهبين .. وأهم ما يعيب أمتنا هو الانفعال عند تلقي الأخبار رغم أننا نعلم بمن وراءها .. فحين نسمع بخبر مفاده أن شيعيا يسب آل البيت تقوم الدنيا ولا تقعد وتصوب التهم نحو كل الشيعة بينما والحق يقال هناك منهم من يتمتع بأفكار نيرة .. والغريب أن تيارا أخذ طريقا له وسط هذا المعمعة من الاتهامات ليفسح المجال أمام العدو الصهيوني ليبدو كحمامة سلام وتنتفي عنه صبغة العداوة للأمة العربية وتحل محله إيران . في الطرف الآخر .. نجد من السنة من يسيء إلى الأمة بتكفير كل من يدلي برأي مخالف ، بل وتشحن النفوس بالبغضاء لمجرد أن أحدا انتقد الاسلام وتعاليمه بسبب عدم إلمامه بعمق هذه التعاليم فيتم تهديده أو تهديد مصالح بلده مما يعطي صورة غير لائقة بالدين الحنيف الداعي إلى الحوار والنقاش لتوضيح الأمور . ومن البديهي أن المسلم مدعو للدفاع عن نفسه وهويته بكل الوسائل دون عنف الله إذا كان مجبرا لرد العدوان .. فذلك من أوجب الواجبات . شكرا لك أديبتنا الكبيرة أستاذة هدى على إفساح المجال لنا لندلي بدلونا في هذا الموضوع الشائك . وتحية مودة وتقدير لشخصك الكريم .[/align] |
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
[align=justify]
الأخ الغالي الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية الجزائري تحياتي [/align]ونحن بانتظار مشاركتك في هذا البحث بكثير من الاهتمام الأخ الغالي الأديب الأستاذ رشيد الميموني تحياتي مداخلة قيمة وقراءة واعية أشكرك عليها وبانتظار المزيد منك ما زلنا ننتظر تفضلوا بقبول فائق آيات تقديري واحترامي |
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
[align=justify]
حتى أشجع البحث دعونا نبدأ بنبذة في موضوع التطرف الديني من هنا: يعود تاريخ الإرهاب الديني إلى الديانات الوثنية التي كان معتنقيها يقدمون نذوراً بشرية لآلهتهم، وعلى مر التاريخ كانت اليهودية أكثر الديانات السماوية التي وُصمت بالإرهاب والقيام بطقوس سرية تعتمد على سفك الدماء كما كان يشاع عنهم بالإضافة للنظرة الاستعلائية التي ترفض الآخر ( شعب الله المختار ) واعتبار كل البشر من غير اليهود كما ورد في التلمود مجرد بشر خلقهم الله لخدمتهم إلخ.. كذلك الأمر مارست الكنيسة المسيحية في العصور الوسطى الإرهاب واشتهرت بمحاكم التفتيش، ولعل أقبح فصول العنصرية الدينية في رفض الآخر والإرهاب الموجه هو الذي مورس على المسلمين واليهود بعد سقوط الأندلس. القناؤن واسمحوا لي أن أعرفكم بفرقة يهودية قديمة / حديثة لم تزل تمارس عنفها تعرف باسم: " القناؤن " وما يهمنا هنا كون كل ما اتصفت به هذه الفرقة تحديداً هو ما نقل ويلصق بالمسلمين اليوم من أهل الطائفة السنّية! هذه الفرقة اليهودية شعبة من الفريزيين امتازت بالتطرف الشديد والعنف ، وتم وصفهم بأنهم سياسياً ودينياً (( غلاة اليهود)) ومعنى هذا الاسم عند اليهود: (( الغيور)) أو (( صاحب الحمية )) – النهي عن المنكر بقوة وجرأة وعنف وكانوا قديماً يحملون خناجر يستعملونها لطعن ضحاياهم ، ويعتمدون على ما ورد حين ذهب " إلياهو " إلى جبل حوريب حيث كان الله قد كلم موسى ( عليه السلام ) يقولون: قال الرب ما لك هنا يا إلياهو؟ فقال: قد غِرتُ غيرة للرب إله الجنود لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك ، وقتلوا أنبياءك بالسيف ... ) ويقول أصحاب المدارش إن من أشهر القنائين القدماء الذين أخذتهم الغيرة لله " فنحاس بن إلعازر بن هارون الكاهن " الي أثر عنه في سفر العدد(25/6-13) الخبر التالي: وإذا رجل من بني إسرائيل قد جاء وقدم إلى إخوانه ( زوجته ) المديانية أمام عيني موسى ، وأعين كل جماعة بني إسرائيل ، وهم باكون لدى باب خيمة الاجتماع، فأخذ رمحاً بيده ودخل وراء الرجل الإسرائيلي إلى القبة ، وطعت الرجل الإسرائيلي كما طعن المرأة في بطنها ، فامتنع الوباء عن بني إسرائيل ، فقال الرب لموسى بعمله ردّ سخطي عن بني إسرائيل ، لكونه غار غيرتي في وسطهم ، حتى لا أفني إسرائيل بغيرتي، لذلك قل له إنني أعطيه ميثاقي ، ميثاق السلام ، فيكون له ولنسله من بعده ميثاق كهنوت أبدي ، لأجل أنه غار لله ، وكفَّر عن بني إسرائيل )). كما نرى ونلاحظ – غيرة دموية جداً – ورفض عنصري للآخر يصل إلى حد اعتبار المرأة الغريبة وباء! هذه الفرقة أسست دستوراً للعنف والتطرف والمغالاة والحكايات القديمة عنهم كثيرة في باب القضاء ( السنهدرين 81 ) إلى حد أصبح العنف والدموية والتكفير الذي تمارسه هذه الجماعة مضرب مثل وتثير الخشية والخوف بين اليهود وعند غيرهم على مدى التاريخ وإلى سنوات خلت حين تم عالمياً استبدال عنف القناؤون اليهود بعنف الحركات المتطرفة الإسلامية. |
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
[align=justify]
منذ ثلاثين سنة أو أكثر قليلاً بدأت الهجمة الشرسة لربط الإسلام بالإرهاب وهذا الربط طال الطائفة السنّية العريقة التي كانت تمثل عبر التاريخ الوجه الإسلامي الأرقى حضارياً ومدنياً وعلمياً وتنتهج الوسطية وصمام الأمان والحماية لكل المذاهب والطوائف في العالمين العربي والإسلامي.. [/align]كيف لا وعقيدة الإسلام تقتضي أن يسود السلام بين المسلمين بكافة مذاهبهم وطوائفهم، و بينهم و بين غيرهم من المعتنقين للديانات السماوية الأخرى؟ إذا ما الذي حصل؟! أعود تالياً بنبذة عن الخوارج عبر التاريخ وكيف تم التعريف بهم |
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
ما زلت أنتظر التعاون لإنجاز هذا البحث |
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
لا شكّ بأنّ التطرّف الديني في الشرق الأوسط مرتبط بعوامل سياسية موجّهة، وقد ساعد في ظهور الحركات المتطرّفة التكفيرية عوامل كثيرة منها الفقر والتجهيل والأمية، وهناك فارق كبير ما بين المنظّمات الإسلامية المعتدلة وتلك المتطرّفة. الإسلام بالطبع هو دين التسامح وهناك علاقة ما بين هذه التسمية وكلمة "سلام" كما هو متعارف عليه. وكي نتمكن من إضفاء سمة التسامح على الإسلام ومكافحة التنظيمات المتطرفة المسيئة للإسلام، هناك ضرورة عاجلة لتعديل العوامل المذكورة والانتقال بالأمّة الإسلامية إلى الرقيّ الحضاري والتخلّي عن الاعتماد عن الغرب الذي حوّل عوالمنا إلى دول وشعوب مستهلكة بصورة شبه كاملة. كما توجد هناك ضرورة للتعامل مع الحدث والفعل وليس الاعتماد على ردود الفعل، حيث يمكن دومًا التنبّؤ بردود الفعل ورسم سياسات مغرضة تجاه عالمنا الإسلامي والعربي لقدرتهم على توقّع النتائج المتمخّضة عن الفعل وردوده.
نعم، هناك أزمة في الوقت الراهن بشأن هذه التنظيمات التي تعمل على حزّ الأعناق وتريد أن تفرض أجندة مخالفة للتسامح الإسلامي وإظهار المسلمين باعتبارهم شعوبًا ظمئة للدمّ والتقتيل. وعمل الغرب بسهولة على دعم هذه التوجهات بسبب الفراغ السياسي الكبير الذي يعاني منه العالم العربي، والسيطرة المطلقة للدكتاتوريات الجاثمة على صدور العباد، وحجب المفكرين وتكبيل أيديهم وإبعادهم عن المنصات ومراكز اتخاذ القرار. لن يقوم الغرب وليس من الرجاحة مطالبته برفع الظلم عن عوالمنا، فهو كغيره من من الامبراطوريات السابقة يسعى لملء الفراغ وفرض أجندته السياسية والاقتصادية، ويبقى الأمر مرهون بين أيدينا، فنحن وحدنا القادرون على رفع كلمة الإسلام الحقيقي، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي والحضاري في الغرب، والعناية بمجتمعاتنا، وتوزيع خيرات هذه الأمّة بطريقة عادلة كي يفكّر الإنسان العربي بالمستقبل وتحديث العصر والواقع والاستغناء عن الأفكار المتطرفة المدفوعة لصالح جهات مشبوهة. لا شكّ بأنّ الإسلام يمتلك الكثير من البدائل الممكنة لإظهار الوجه الحقيقي السمح والمشرق لهذه العقيدة السمحة العظيمة، ولا بدّ من التوقّف عن غمر الرؤوس في التراب لتجنّب العواصف الآنية فهي كثيرة وليس من المتوقع أن تتوقف في الوقت الراهن أو المستقبل المنظور. ملف شيّق وفي غاية الأهمية، وقد لجأت لتسليط الضوء على مشاكل وتعقيدات العصر، بعد أن رأيت توجهًا لنشر دراسات وآراء تاريخية، والشكر موصول للسيدة هدى على هذه المبادرة ولكافة الزملاء الذين ساهموا في إثراء هذا الملف. |
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
[align=justify]
الأخ الغالي الأديب الأستاذ خيري تحياتي [/align]مداخلة شديدة التميز ، ومن جهتي أوافقك فيما تفضلت بالإشارة إليه مئة بالمئة أتمنى أن تبقى بالجوار وأقرأ لك المزيد من المداخلات في هذا الملف تقبل أعمق آيات تقديري |
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
[marq]ومن يقتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً[/marq] قبل أن أبدأ بالكتابة عن الخوارج أود توضيح بعض النقاط: الإسلام في مسيرة انتشاره هو أكثر الأديان قاطبة بممارسة الحوار على أساس الإقناع و الاقتناع "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة" ولم يسعَ أبدا إلى محاربة العقائد الأخرى بل تجاور معها و احترمها وشاركها أهدافها ما دامت تعبد الله "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله " و إذا كان ذا هو سلوك المسلمين الدين تلقوا تربية روحية سليمة انطلاقاً من الدين الإسلامي الحنيف تجاه غير المسلمين من أهل الكتاب، و تجاه الذين لا دين لهم، فإن احترام المسلمين يكون أولى كيفما كان الاختلاف معهم، و كيف ما كانت تأويلاتهم للنصوص الثابتة من الكتاب و السنة. و مهما كان المذهب الذي يقتنعون به، و هو ما يجيز لنا أن نقول بأن - الدين الإسلامي هو دين السلام - و السلام يعني تجنب إلحاق الضرر بأحد مع سبق الإصرار و الترصد، سواء كان الضرر مادياً أو معنوياً، وهو ما يتنافى مع الشريعة الإسلامية التي تنهى عن ذلك فقد ورد في القرآن الكريم "و من يقتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" فالسلام إذن هو منهج إسلامي سام ، في إطاره يمكن الحفاظ على سلامة الإنسان مادياً و معنوياً، وقد أخذت عنه المنظمات الدولية و الجمعيات المختصة واقتبست منه الدول الغربية في تنظيم شؤون المجتمع وحقوق المواطن، سعياً إلى حماية البشرية من الأضرار التي تلحق بها، والسلام كما نعرف جميعاً نقيض الإرهاب الذي تأنف منه النفس السوية ويتفق الجميع على مناهضته مهما كان مصدره. |
الساعة الآن 07 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية