![]() |
الحبيبة سوريتي
(خاطرة كُتبت في بداية الأحداث في سورية قبل تكالب العالم علينا.. وللسخرية أنهم لمَّا تدخلوا، تدخلوا بغدرهم وأنانيتهم وشرورهم، وليتهم استمروا في نأيهم، لأن تصارع الأخوة مع بعضهم قد زاد تدخل العالم من ضراوته، فبعدت بالتالي كل الحلول الممكنة فتفاقم الشرخ): لبنان نأى بجانبه عنك يا حبيبة (غرباً). والعراق نأى بجانبه عنك (شرقاً). وتركيا نأت بجانبها (شمالاً). ومصر وغيرها نأت عنك (جنوباً). كل العالم نأى عنك يا حبيبة ! إلاَّ نحن أبناؤك لم ننأ عن بعضنا ! نحن نتصارع على أرضك الطاهرة ! نحن نتعارك في أحضانك الدافئة التي أصبحت دامية ! نحن نتذابح تحت أقدامك الثابتة التي أصبحت مشلولة ! كل المفترسين حولك.. علينا يتفرجون..يضحكون.. وأنت تستغيثين وتستجيرين..ولا مغيث ! كل الانتهازيين حولك..بنا يشمتون..ينتظرون. وأنت تحذرين وتصرخين..ولا مجيب ! كل الذين حملناهم وأسعفناهم وحضنَّاهم في كوارثهم ومحنهم وهجرتهم..باعونا ..خذلونا.. تخلوا عنا ! قاسمناهم لقمتنا وشربتنا.. مسكننا وراحتنا ! قسموا ظهرنا بمؤامراتهم ودسائسهم ومخططاتهم..فتحنا لهم أبوابنا وقلوبنا ! سماءنا وأرضنا ففتحوا لنا أفواههم الجائعة، وصدورهم الحاقدة، وأياديهم الملطخة بالدماء ! حبيبتي سورية.. أنت وأبناؤك الضحية. الجلاَّدون من حولك يتأهبون وسينقضُّون عليك بعد حين لينهشوا ما تبقى من جسدك الطاهر. استيقظي يا حبيبة..هبِّي من غفوتك..تنبهي من رقادك قبل فوات الأوان.. انهضي قبل فوات الأوان..انهضي قبل أن يسطر التاريخ خاتمته الأليمة لقصة الغدر والخيانة والعار..قصتك التي لم ولن تشبه أية قصة في الماضي والحاضر والمستقبل. عودي للحياة فأنت وأهلك تستحقين أعظم حياة. لن تموتي بإذن الله وستبقين منارة للبشرية. عودي..لا لتقطعي الأرجل والأيدي التي ساهمت في تقطيع جسدك الغض.. عودي..لا لتردي الصاع صاعين للجبناء الذين تركوك في وقت وجيعتك.. عودي..لا لتنتقمي من المتشدقين..من يقولون ولا يفعلون: دعاة التحضر والإنسانية وحقوق الناس. عودي لتعطي العالم درساً لا ينساه في السمو والعزة والكرامة. درساً في السلام والسماحة والملائكية. عودي لتضمي ما تبقى من أبنائك المكسورين، ونسائك الثكالى المجروحين ورجالك المكلومين. معاً ستزرعون ياسمين الشام ثانية..ستبنون مصانع حمص وحلب، وتحيون أراضي حوران والجولان..ستعيدون فتح مجرى الفرات..وتطهرون شواطيء السواحل والأنهار..ونعود سوية نتغنى بأناشيد الناعورة.. ستعود الدماء تجري في عروقك يا حبيبة، حين يعود النبض ثانية لقلبك الذي تعوَّد دوماً أن يعطي الحياة.. وحدك القادر يا قوي يا جبار..فلا تنأ رباه عنا..فالحبيبة، الجريحة سورية في حمايتك ولطفك ورعايتك.. سلِّمها لنا..وسلِّمنا لها رباه. |
رد: الحبيبة سوريتي
الأخت العزيزة الأستاذة أميمة أبو شعر خاطرة رائعة وبوح صادق صادر من قلب شفاف وصادق ويعبر عن مشاعر كل السوريين و الشرفاء الذين يحبون سوريتهم الحبيبة , أؤمن على دعائكِ بأن يحمي لنا الله سورية ويرعاها بحماه ولطفه وتعود لجمالها وألقها ورونقها . بانتظار المزيد من الإبداع والبوح , دمتِ بألف خير. |
رد: الحبيبة سوريتي
سيعود الأخضر أخضرا ،وتنجلي القرمزية من فوق السفوح ،،ستتجدد شرايان الحياة في سورية
إن الله على كل شئ قدير تحية بحجم تفاؤلك وإخلاصك أُستاذتي الكريمة |
رد: الحبيبة سوريتي
صرخة من قلب مكلوم يعيش ماساة وطنه الذي يعشش حبه في القلب والروح .
صرخةقلب ثائر على ما آلت إليه أوضاع بلد عريق نهشته مخالب المؤامراة والمكائد .. كلنا على يقين أختي أميمة أن حبل الكائدين والكذابين والفاقين قصير .. وستعود شآم العاصي وبردى أجمل وأبهى بفضل أبنائها البررة . مودتي . |
رد: الحبيبة سوريتي
الأستاذة الأديبة الفاضلة بوران شما:
الآنسة الأديبة الكريمة عروبة شنكان: الأستاذ الأديب المبدع رشيد الميموني: تغمرني السعادة ويتالق الأمل في نفسي من جديد حين اسمع أوأقرأ أو أحس بمثل هذه العواطف الصادقة المشحونة بحب الوطن والعروبة والأخوة التي تجمعنا شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، فيزداد إيماني وثقتي بأنه محالٌ هزيمتنا، محال تفريقنا، محالٌ تغريبنا. وكل الشكر والامتنان لكم إخوتي. وحقق آمالنا بوطن واحد كبير يجمعنا. |
الساعة الآن 23 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية