![]() |
وجهة نظر
من أسوأ عيوبنا أننا نفتش دوماً عن عيوب الآخرين, نتحدث عن عيوبهم، ولا ننتبه إلى العيب الكبير فينا وهو حديثنا عن عيوبهم.. ندع لساننا يشارك عيوننا حين نضطر لنقدهم, وننسى أن للناس ألسناً وأعيناً, وأنً ذكْرَ العيوب صعبٌ على النفوس فهي تأنفه, ولا تستسلم له, ولا تتقبله, على عكس المديح ففيه رفع للشأن, واستمرار على الصواب. فما من أحد فينا حتى وإن علا شأنه, إن كان عالماً، أوكان ذا فضل, أو شريفاً, إلاَّ وفيه عيب ما, يحتاج لمن يلفت انتباهه إليه, أو يصححه له. وحين يكون النقد سراًّ يبقى مقبولاً أكثر, خاصة حين يتعلق بمن لهم مكانة في محيطهم, فما ينبغي ذكر عيوبهم لفضلهم, ولعلمهم, ولقدرهم, حتى لانشهر بهم, فنسيء لهم مرتين حين نصغرهم في عيون أنفسهم, ثم نصغرهم في عيون محبيهم.. وحتى نصل إلى مانريد من النصح علينا أن نستخدم الأسلوب واللغة التي تؤثر وتوصلنا إلى مانبغيه, فكلما ارتقى أسلوب الخطاب كان وقع كلمة النصح أنجع وتأثيرها أقوى, فالأسلوب هو فن التعامل مع الآخرين, فهناك لغة الابتسامة مع نظرة العتب, وهناك لغة الكلمة الطيبة مع كلمة نقد مبطنة, أو لغة الحوار والنقاش, أو تقديم خدمة معينة. ولننتبه لنبرة الصوت الحادة, لأن الصوت الهاديء أقوى من الصراخ, وليكن الوجه باشاً, ليدل على سلامة الصدر، فتكون رسالة من الداخل للتعبير عن احترامنا لمن نخاطب, فعندها نجبر الطرف الآخر على احترامنا وتقبل آرائنا.. ولنتذكر أننا حين نذكر عيباً أو نقدم نصحاً, فلنبتعد عن الحقد والتشهير والتهكم والتجريح, ونضع الحل ولا نستبعد الإصلاح, ونركز على الجميل, ونصغِّر الزلل والخطأ, ونعظم المبادرة الحسنة, والخطوة الإيجابية .. ولنجعل - على الدوام - أعيننا ترى الجميل, وتسمع الخير.. فنكون كالنحل لاكالذباب, ونكون كالشمس صادقين, واضحين, لنتعود الخير والجمال والحب, فما نحن إلاَّ مجموعة من العادات، فلنصنع عادتنا الجميلة بأنفسنا, ونتقبل نصائح الآخرين لنا بصدر رحب, لتأتي النصيحة منا مقبولة, لطيفة كرسالة من داخلنا تعبر عن إخلاصنا وحبنا واهتمامنا بكل من نعيش معهم. وبذلك تقترب من تحقيق مجتمع مثالي نصبو إليه. |
رد: وجهة نظر
صدقتِ أستاذة أميمة من العيب أن ننبش بأخطاء وعيوب الآخرين , ونتجاهل أخطاءنا , وبالتالي فإن للأسلوب الراقي والمهذب في توجيه الآخرين أكبر الأثر في تغيير سلوكهم الخاطئ وإجبارهم على احترامنا. وجهة نظر رائعة , وبانتظار المزيد من هذه الإبداعات , ودمتِ بألف خير. |
رد: وجهة نظر
وكذلك نفعل إن شاء الله..وجهة نظر سديدة أيتها الأخت الحكيمة..بارك الله فيك وزادك من فضله..مودتي..
|
رد: وجهة نظر
الأخت الأديبة الفاضلة بوران شما:
الأستاذ الأديب الفاضل محمد صالح الجزائري: الشكر الجزيل لتطابق أفكارنا، ولحسن مروركم الذي شجعني على مواصلة تقديم النافع والجديد، وعذراً لتأخري في الرد عليكم بسبب ظرفي الصحي. |
الساعة الآن 34 : 09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية