منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   ملف القصة / خيري حمدان (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=281)
-   -   حياة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=26538)

خيري حمدان 25 / 01 / 2014 53 : 11 AM

حياة
 
أصرّ على مرافقة والده في رحلة الصيد القصيرة في أحد أيام الصيف، رفع والده البندقية وأصاب أرنبًا بريًّأ، تجندل الأرنب وسارع الفتى راكضًا نحو الضحية. الأب فخورًا تبع ابنه بخطات بطيئة، لكنّه أصيب بصدمة غير متوقعة حين وجد ابنه يجري عملية تنفّس اصطناعي مطبقًا فمه على فم الأرنب جاهدًا في إعادته للحياة.

خولة الراشد 16 / 04 / 2014 59 : 06 PM

رد: حياة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان (المشاركة 189062)
أصرّ على مرافقة والده في رحلة الصيد القصيرة في أحد أيام الصيف، رفع والده البندقية وأصاب أرنبًا بريًّأ، تجندل الأرنب وسارع الفتى راكضًا نحو الضحية. الأب فخورًا تبع ابنه بخطات بطيئة، لكنّه أصيب بصدمة غير متوقعة حين وجد ابنه يجري عملية تنفّس اصطناعي مطبقًا فمه على فم الأرنب جاهدًا في إعادته للحياة.


الأديب والقاص خيري حمدان..


سأتناول القصة من عدة نواحي ولا أعلم لما ملت لها ربما لأنها مشهد كل يوم نسمع به ونراه ، فأنا لست بناقدة ولكن هاوية للتحليل فأتمنى أن أصيب لو اللقيل...

*المكان : البر لأن الأرنب غالبا ما نجده في البراري الزمن : في فصل الصيف والمدة قصيرة ، الحالة يعبر لنا فيها الكاتب عن -موقف طارئ- في حياة البطل فيكون سوء الحال في الإخفاق أو سوء الحال أو الموت أي أن الكاتب يتقن في وصف حالة -بسطرين- يسردها في- قصة قصيرة جدا- فهو الإبداع ، يذكرني بالكاتب -مروان المصري من سوريا، والكيالي- كونك تجعلها قصة كفلم سينمائي..على الرغم من سردك الخيالي ،هي رحلة الحياة في قصة قصيرة.. القاص خيري حمدان يبدع ويكتب لنا قصته بسخرية رمزية فيها الواقع والخيال عندما يقع الأرنب وينفخ الطفل أنفاسه بدل أن يأكله ...
*قد كتبت نقد مطول عنها وأتمنى أن تتقبلها لأنها شدتني فكأنك تحكي عن الصراع في هذه الحياة من خير ..وشر.. وموت ..وحياة .
*وقد يكون فيها نوع من الفلسفة الدنيوية ، وهي رحلة حياة الأب الأولى ينجب من صلبه روح للحياة وهو ابنه.. ثم ينتقل بنا لرحلة ثانية تأخذه لرحلة برية قاتلة .. ثم يقتل ..ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي القفلة يبعث ا لطفل بأنفاسه -الحياة- للأرنب الصريع أو الضحية و ينجيه من الموت ..."
وقد تكون الحياة اللهو ..ثم الموت..من ثم حياة الآخرة ..
* عنوان القصة
يشتمل على الكل... من جزء فالحياة كل من جزء و هي الروح ...وإن ما تمعن في القصة وجدنا أنك تعني - حياة ..الروح -
لكن الأجمل أنها تحمل معاني متعددة لذا أتيت من رياضي ألهث لأصطاد وأرمي معاني القصة فأرتد بصيد معاني روح قصتك وحياة تتواصل لتستمر الحكاية
لنبدأ بعنوان القصة –حياة- ... إلى النهابة ...فالكاتب يكتب حياة...للحياة وهناك فرق حيث أن النهاية عرفت البداية و استعجاب إذا اسم غير معرف فلو قلت الحياة لالتزم قلمك الصمت ولم تسرد قصتك لأن الحياة نهاية البداية لذا بدأت وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو... جندلَ يجندل ، جندلةً ، فهو مُجندِل ، والمفعول مُجندَل:
• جندل خصمَه صرعه ، طرحه أرضًا " طعن خصمه وتركه مُجندلاً ". في محيط المعاني
وهو اسم علم مذكر عربي ، هو الصخر العظيم . وفعله جندلَ : صرعَ .

*إن امتلاك المتلقي، سامعاً كان أم قارئاً، قصة حياة، نجد أنها تشده وتجذبه كي لا يزوَّر عما بين يديه من كلام أو سطور، خاصة وأن الكاتب يتوخى منها أن تكون منسوجة نسجاً خاصاً يجعل منها جنساً أدبياً حائزاً جمالية ،نجد أنه يتلاعب بقصته بين الإنسان وبين الروح سواء كطفل أو حيوان ، وكأنه يعيد الحياة للروح لأن الحياة روح
ننظِر إلى طبيعة القصة على أنها فن صوتي نسمع فيها صوت الرصاص هو الحدث وحركية ، يتخلله وصف يقصر، و يشوبه حوار ذاتي أو تأنيب، نجده يجمع بين القسوة والرحمة وهنا يلعب بالمعاني بالتناقضات، ويبرز فيه شخصية تقتل، والأخرى تبعث وكأنك تقول اطياد الأرنب هو قتل الشهداء بينما الآخر وهوالجانب الخير يحي حيوان أرنب شتان بينهما ، محورية أو ثانوية، تنهض بالحدث ،
فالكاتب هنا يصور ما يشبه القدر الاجتماعي والسياسي الغاشم الذي يصفع فيه المرء، ولا يجرؤ على أن يجأر مستنكراً أو ثائراً. وهو بهذا يلامس حقيقة نفسية تتجسد في عبارته الأخيرت(نفّس اصطناعي مطبقًا فمه على فم الأرنب جاهدًا في إعادته للحياة )، وله سياق ثقافي واجتماعي وسياسي. ويرمي ذلك كله إلى ترك انطباع واحد في نفس السامع أو القارئ، دونما شَطْح إلى ما يشتت أو يبعثر... لقد نفخ في قصته ثلاث أرواح الصياد وابنه والأرنب ، فالصياد يمثل الشر الذي بعث منه روح الخير ابنه والروح الثالثة الأرنب الضحية والتي بعثت للحياة من جديد..
حركية من أول حرف إلى أن أصابه إلى أن اصطدم الأب إلى أن وقع إلى وصفه عندما وضع فمه بفم الأرنب ...وبهذا أجدت
الشخصيات في القصة والأزمنة و الأصوات نسمعها بضربة من البندقية والصيد قصته تتكلم وحروفه تنطق، إن القصة القصيرة تصور دوامة واحدة من سطح الأرض، فهي تعزف عن تقديم حالة كاملة لقرية أو عائلة أو شخصية أو ظالم ومظلوم، مكتفي بلقطة أو موقف قصير أو لحظة مختزلة، لتقدم فكرة أو عبرة أو إحساساً، أو لتعزز موقفاً خلقياً يحسن أن يَتَخَفَّى ولا يختفي، وأن يصور ولا يقرر، وأن يجسد ولا يجرد، لأن المباشرة الصريحة، والتقريرية الفجة، والوعظ الصارخ، تضعف نسيج القصة، وتهلهل بناءها، وتصدع دعائمها، وقد تؤول إلى خلْط ما بين القصة القصيرة، وغيرها من الأشكال السردية الأخرى لذا تضمن مشاهد أصلية مأخوذة من الحياة وهي أحداث غير عادية تقع في مسيرة الحياة اليومية. دون محاولة لفهم شخصية البطل ودوافعه النفسية، ، فالكاتب يفترض وجود حدث مختلق أكثر من الأول، ونسبة الخيال فيه أكثر، بينما نسبة الحقيقة في السخرية أكثر كأنك تقول العقل ليس له عمر والطفل على صغره أكبر عقل فهو بعث الحياة ونجدك تجمع بين الواقعية والرومانسية في الرحمة والقسوة.. لقد اصطحب الأب ابنه ليثبت لابنه ويعلمه الشجاعة لكن عقل الطفل رفض لأنه كان يعتقد أنها تسلية ، يبدو نحن لعبة واصطياد وتسلية لهم ولكن من يبعث الحياة . يعتمد عليه الخيال من أرض الواقع، فالحدث الذي يقوم به الإنسان، أو الحيوان الذي يتم إلباسه صفات إنسانية، أو الجمادات، يتألف من سلسلة من الوقائع المتشابكة في حبكة، حيث نجد التوتر والاسترخاء في إيقاعهما التدريجي من أجل الإبقاء على يقظة القارئ، ثم تكون النهاية مُرضية من الناحية الجمالية.
لقد أجاد القاص المبدع خيري حمدان لطرح قصته بأسلوب جميل مميز وهو يستعين بروح الحيوان ليسخر بحياة الإنسان ونجد المبدعين في القصص القصيرة لا تخلو قصصهم من أنواع الحيوانات سواء مفترسة أو ضعيفة كما هو هنا الأرنب ..وزادها جمالا قصر القصة المفرط كان له علاقة بسردها، إذ تقل فيها المتواليات السردية، وتضعف فرص نمو الحدث، وتصبح القصة أشبه ما تكون بـ(الحالة) التي مرَّ الحديث عنها من قبل. فالقاص هنا يتحلى ببراعة كبرى تتمثل بالإيجاز الشديد والتكثيف الواضح والاقتصاد في اللغة والخبرة المميزة في اختيار المفردة الدالة وصنع القفلة المحكمة. وهذه القفلة المحكمة يعود بها الكاتب للعنوان فالروح الصريعة والنفس تأخذنا للعنوان- حياة- إذا -حياة وهو العنوان- تختلف -الحياة-بالطبع وهنا الجمال إذ تلك غير معرفة والأخرى معرفة وقد ترك ذلك للقارئ ليبحث عن الرمز ...هكذا نجح الكاتب بقصته الأكثر من رائعة بأسلوبها وحكمتها وسخريتها و سردها ومضمونها..
لك تقديري وتحيتي ونخيل رياضي
خولة الراشد

خيري حمدان 16 / 04 / 2014 37 : 08 PM

رد: حياة
 
الأخت العزيزة، الأديبة والناقدة خولة الراشد.
حين يسطر الكاتب قصته، يتخلّى عنها بمعنى أنّ القصّة أو النصّ ترسم/ يرسم طريقها/ طريقه الخاصّ في عالم الأدب.
حين ذكرتِ في تعليق سابق هذا العنوان، لم أعرف عما تتحدثين، وانا صادق معك، نسيت النصّ بالكامل، والآن عادت القصة إلى الحياة في ذاكرتي ثانية. نعم، أتحدث عن الحياة ثانية، أنتِ يا عزيزتي أعدتِ الحياة للأرنب ولهذه القصة المنطوية في إحدى زوايا الذاكرة.
ما تفضّلت به هو ملك فكرك وتفاعلك مع النصّ، تحليل لا أقوى عليه ولا يتمكن منه سوى من يتعامل مع النص بشكل حيادي، ينظر إليه من مسافة ما، كما هو الحال معك، وأنت كالنسر تحلّقين حول النصّ بصبر، تدركين مكامنه لتمتلكيه بأكمله، وهذه خاصّية لا تتأتى للكثيرين سوى لعشاق القلم والإبداع.
أشكرك من جوانية القلب مرتين، الأولى لأنّك قمت بتحليل واسع وعميق للنصّ، وثانية لأنّك أعدت الحياة لنصي "حياة" وهذا ليس بالقليل بأيّ حال من الأحوال.
تقبّلي خالص مودّتي.


:nic93:

فتيحة عبد الرحمن 05 / 06 / 2014 46 : 09 PM

رد: حياة
 
تحية تقدير لروحيكما ولحرف جميل جميل جمع المعنى والرسم فكان الثاني مكملا للأول
يستحق المكان هنا لبخور محبة و تستحق القصة والنقد معا كمشة ورد ولروحيكما عبقه ,,, وتحياتي

خيري حمدان 06 / 06 / 2014 29 : 12 AM

رد: حياة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتيحة عبد الرحمن (المشاركة 195435)
تحية تقدير لروحيكما ولحرف جميل جميل جمع المعنى والرسم فكان الثاني مكملا للأول
يستحق المكان هنا لبخور محبة و تستحق القصة والنقد معا كمشة ورد ولروحيكما عبقه ,,, وتحياتي

الأديبة العزيزة فتحية عبد الرحمن
لحضورك دفء ومودة أعتز بها. الأدب هو مشروع لطرح القيم الإنسانية بشتى تناقضاتها
والنقد محاولة لتشريح النص والغوص في أعماقه. شكرًا لك وللناقدة خولة.
دمت بخير ودام قلمك المبدع.


الساعة الآن 48 : 02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية