![]() |
وفى بوعده - قصة للأديبة فاطمة يوسف عبدالرحيم - في الميزان على بساط النقد
[align=justify]
[frame="1 10"]تحية نور أدبية إبداعية طيبة للجميع [/align]بعد غياب عن ميزان النقد الإبداعي ، يسرني أن أعود لتفعييل هذا القسم لأقدم لكم قصة جديدة على بساط النقد للأديبة القاصة الأستاذة فاطمة يوسف عبد الرحيم بعنوان: وفى بوعده لأن الأديب هو مرآة المجتمع وما يتعرض له المجتمع.. سلطت الأديبة في قصتها المختارة هذه الضوء على هذه الآفة الإجرامية وأحد الأشد وحشية ومحنة أخلاقية وفتكاً بالمواطنين الآمنين من جهة وبعقول شباب بعمر الزهور يرسلونهم إلى الانتحار وقتل الناس بتفخيخ سيارة يقودها انتحاري يستطيعون إقناعه أنه بهذا يقوم بعمل استشهادي محمود دينياً نصيبه الجنة والفوز بالحور العين !! ينتحر ويتناثر أشلاء ويقتل ويحول أجساد الناس إلى أشلاء في عمليات غسيل الأدمغة الاجرامي ، ولعلنا لو تبعناه إلى الضفة الأخرى حيث ستستقبله الملائكة بغضب ليحل عليه سخط الله وليكتشف الغياب والتغييب العقلي الذي كان عليه ، تاركاً من خلفه ضحايا لا ذنب ولا جريرة لهم وسيقاضونه أمام المحكمة الإلهية من جهة وأهل أنجبوه وربوه وتحملوا الكثير من أجله ففاجأهم بقمة العقوق بخسارته بلا حتى قبر يأوي جسده ولعنة سيتحملونها ويحملون عبئها من خلفة لأنهم أنجبوا للعالم مجرم كهذا ، ومن جهة أخرى وهو الأمّر والأقسى والذي ستعرفه روحه بعد الرحيل، أن من يديرون هذه الحركات هم من أعداء الدين والساعون لهدمه وأنه أساء أشد الإساءة بعمله الإجرامي لدينه ونبيه ومكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم كما لا يستطيع أن يفعل أعدى الأعداء!!.. محنة كبيرة نعيشها اليوم بكثير من الألم والسخط والاحباط.. حقيقة أن القصة التي تعرضت لها أديبتنا الأستاذة فاطمة هنا بالتركيز على طفل صغير كان ضحية لهذا العمل الإجرامي ، لكنه للأسف أحد وجوه الواقع الذي جسدته بعملها القصصي هذا ، وهو لعمري دور الأديب الأخلاقي خاصة في مجال السرد. قدمت لنا القاصة هنا أحد زوايا هذه اللوحة التي تقطر دماً وإجراماً جزء منه باسم الدين والدين منها براء .. براء.. لقد أجادت السرد الذي انتهى نهاية مأساوية لكنها شديدة الواقعية تسعى لدق ناقوس الخطر ، لعل رجال الدين والإعلام والأدب يأخذون دورهم الضروري للتصدي لأخطر آفة نعيشها اليوم .. قريب جداً من الواقع ودار الأيتام أمس الأول في بيروت خير شاهد ، ولا ننسى كل هذه التفجيرات بأشكالها وفصولها الإجرامية على مختلف الأطراف في سبيل إشعال الفتنة المذهبية وصولاً إلى مسجدَي التقوى والسلام في مدينة طرابلس والتي خلفت أكثر من خمسين قتيلاً ومئات الجرحى والمعاقين. أترككم مع قراءة لهذه القصة راجية أن نجد في دراستها شيئاً مما نبحث عنه ولنثير نقاشاً أدبياً وأخلاقياً حياً بانتظاركم دمتم وسلمتم هدى الخطيب[/frame] [align=justify] [frame="15 10"] وفى بوعده - قصة - فاطمة يوسف عبد الرحيم اليوم عطلته المدرسيّة، ألحّ عليها بلثغته المحببة:أمي أريد "فطويا فاخيا"!! [/frame][/align]أضحكتها حروفه التائهة فردت ممازحة: إمّا أن تصحح حرف الراء أو تتجنب نطق الكلمات التي فيها راءً، احتضنها بقوة: أحبّك أمي ! هدهدت خده:نريد خبزا أسرع إلى أقرب محل واشترِ كيسا من الخبز. ردّ راجيّا: انتظري حتى أُنهي اللعبة، والله والله.. سأحضر لك خبزا لا تقلقلي، دائما أوفي بوعدي. امتطى حذاءه ولوّح لها مودعا ناثرا قبلاته في الهواء وهرول طاويا الدرجات: لا تخافي لن يسقط الخبز مني أرضا ،سأربطه في معصمي مع أني لا أحب القيد في معصمي ، سآتيك بكيس الخبز لأجد الطعام جاهزا. تأخر قليلا،أطلت من الشرفة، عشرات السيارات مصطفّة في الشارع، انتابتها هواجس السيارات المفخخة، فرددت: "ليتني ذهبت ولم أرسله"، نظرت من بعيد، ها هو قادم ملوحا لها بيده ليريها كيس الخبز وضحكة كبيرة على وجهه وإشارة تساءُل بيده الصغيرة:هل الفطور جاهز؟ ابتسمت له، وقبل أن يرتدّ وميض الابتسامة، هزّ انفجار الشارع، ضباب أسود، نيران لاهبة، التفت بومضة برق تريد النزول بحثا عنه، لمحت على أرضيّة الشرفة شيئا، حدقت فيه ذراع صغيرة مبتورة وقابضة على كيس خبز، هزّ صراخها دويّ الانفجار ........ المصدر: http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=26646 |
رد: وفى بوعده - قصة للأديبة فاطمة يوسف عبدالرحيم - في الميزان على بساط النقد
الله أكبر
غاليتي الأستاذة هدى أنت وضعت يدك على كنز .. إنها فاطمة يوسف عبد الرحيم التي أنا أعشق قصصها حد الإدمان إنها كاتبة وقاصة وأديبة خطيرة جداً أول مرة قرأت لها فيها أصبت بالذهول .. قلمها ساحر ولا يرحم .. تضع إصبعها على الجرح ولا تفلته حتى يتم وصف الداء بالكامل دون لف ولا دوران ودون إسهاب أو تقصير تأخذنا فاطمة نحو الجرح .. نحو الوجع وتضع إصبعها فينفجر .. فاطمة بقصصها التي تبكينا وتضحكنا وتدهشنا وترسم دائماً ألف علامة استفهام هذه القصة لم أقرأها من قبل والحمدلله .. أحمد الله أنني لم أقرأها لأنني لن أنجو من براثن التفكير فيها وتخيلها معظم الوقت .. فاطمة قلم ساحر جداً هنيئاً لمن يقرأ لها وهنيئاً لها بهذه الموهبة الفذة .. طبعاً أنا شهادتي في فاطمة مجروحة لأنها صديقتي ولكن أيضاً هذه القصة لا تخفى على خافٍ فهي جاءت مختصرة ولكن غير مخلة .. معبرة .. مؤثرة .. صادمة بحقيقة .. حين تصل اللقمة إلى الفم .. وصل .. ورأته وسألها ثم تفجر .. إبداع مخيف .. بالكلمة نحارب الإجرام .. فاطمة هنا كانت هي البطلة .. غاليتي الأستاذة هدى اختيار في قمة الذكاء لا يفوت أديبة بحجم وقامة الأستاذة هدى هنيئاً لي بصديقات مثلكن وأفتخر بكن إلى الأبد وشكرا . :nic92::nic92::nic92: |
رد: وفى بوعده - قصة للأديبة فاطمة يوسف عبدالرحيم - في الميزان على بساط النقد
السلام عليكم
شكرا للأُستاذة هدى الخطيب، حُسن الخيار وقلم أ.فاطمة عبد الرحيم يواكب الأزمات رسماً وكتابة إنه من نبض الشارع، والموسم سيارات مُفخخة، لمح الدم بين الأسطر والحزن والألم والشجن يلخص واقعا نحياه تحيتي للقلب العروبي والحس العروبي والنبض العروبي |
رد: وفى بوعده - قصة للأديبة فاطمة يوسف عبدالرحيم - في الميزان على بساط النقد
بسلاسة وهدوء نسجت لنا المبدعة الأستاذة فاطمة عبد الرحيم قصة قصير جداً ، جعلتنا نعيش أجواء الضحايا الذين يسقطون من جراء هذا الجنون الذي اجتاح بلادنا ، وهذا الإجرام العبثي وهو يحصد الأبرياء ،فأوصلت الرسالة ، وشعرنا بحزن الأم ، وبكينا على الولد ، الولد الذي لا يتقن حرف نطق حرف الراء ولكنه وفى بوعده لأمه وراح ضحية.
|
رد: وفى بوعده - قصة للأديبة فاطمة يوسف عبدالرحيم - في الميزان على بساط النقد
[align=justify]شكراً لمداخلتك الأديبة الأستاذة ميساء شكراً لمداخلتك الأديبة الأستاذة عروبة شكراً لمداخلتك الأديب الأستاذ زياد بانتظار انضمام المزيد من الأدباء ونقد القصة[/align] |
رد: وفى بوعده - قصة للأديبة فاطمة يوسف عبدالرحيم - في الميزان على بساط النقد
القصة ملتصقة بالواقع التصاقا قويّا ، لأنها باختصار شديد تعكس في تفاصيلها ما يحدث في الوطن العربي..قصة قصيرة بامتياز ، فطرفاها أم ووليدها..ويُستشفّ من خلال الحوار (الجميل البريئ) الذي أحسنتِ القاصّةُ اختيار ألفاظه ،أنّ الأم (أرملة) وأن ابنها (وحيدها) لأننا لم نسمع (حركة الآخرين)..بدايةُ القصّة جاءت هادئة ، سعيدة ، ولكنّها تُنذر بنهاية مؤلمة حزينة ، (الهدوء الذي يسبق العاصفة)..ومثلما أحكمتِ القاصّةُ سردية البداية أتقنت نهايتها ! والجميل ـ على طريقة الكبار ـ الحوار الداخلي للأم بعد رؤيتها اصطفاف السيارات..وهذا عبارة عن موسيقى تصويرية تملأ الفراغ بين ذهاب الولد وعودته ! إلا أن القاصة وقعت في بعض الهفوات اللغوية الناتجة عن أسباب مختلفة ـ وهذا أمر طبيعي جدا ـ يقع فيه حتى المتمرّسون ! أوجزها في الآتي: 1 ـ التي فيها راءً: ( التي فيها راءٌ) 2 ـ لا تقلقلي: (لا تقلقي) 3 ـ امتطى حذاءه:(انتعل حذاءه) 4 ـ وإشارة تساءُل بيده :(..تساؤل..) 5 ـ هزّ انفجار الشارع : التعبير سليم إلا أنه يفتقر إلى السلاسة والقوة ، وهناك بلاغة التقديم والتأخير لاجتناب الثقل في السياق ..(هزَّ الشارعَ انفجارٌ عنيفٌ) ملاحظة: مستقبلا يجب شكل بعض الألفاظ تجنّبا للقراءة الخاطئة.. |
رد: وفى بوعده - قصة للأديبة فاطمة يوسف عبدالرحيم - في الميزان على بساط النقد
جمهرة نور الأدب الأعزّاء والأصدقاء
لا شكّ بأنّ الأديبة فاطمة عبدالرحيم متمكّنة، وقادرة على إيصال الفكرة. نلاحظ هنا دورين للطفل، الأوّل في براءته حين لثغ ولم يتمكن من لفظ حرف الراء، والدور الثاتي هو دور الكبير العاقل، الذي أنضجه هول ما يجري في الوطن، وإلا فكيف يمكن لطفلٍ صغير أن يدرج عبارة "أكره القيد في يدي"! الأديبة أتاحت المجال لجيل كامل بأن يتحدث بلسان الصغير، والقيد برأيي يمثّل اختزال حياة المواطن بالقدرة على البقاء فقط، ما يدلّ على وجود بعد اجتماعي واضح وهموم سياسيّة خفيّة. أعتقد بأن النهاية متوقّعة ومعروفة وهذا مأخذي على القصّة، الشفافية أحيانًا قد تُلغي عامل المفاجأة. جمهرة نور الأدب الأحبّاء الأديبة الغالية هدى نورالدين الخطيب، عودتك النشطة وتعافيك المبدع ((هذا لا يعني بأنّك غائبة فأنت الحاضرة حتّى في غيابك))، سيضخّ الدماء في أوردة المنبر وبخاصة الحيوية منها كميزان النقد، الذي أسّس له المرحوم بإذن الله الأديب الصديق طلعت سقيرق، الذي نقد إحدى أوراقي هنا ولم يترك معلّمنا الجميل شاردة إلا وذكرها. خالص مودّتي ولي الشرف أن أجدَ الدفءَ بينكم، وللأديبة فاطمة تمنّياتي بمزيدٍ من العطاء. |
رد: وفى بوعده - قصة للأديبة فاطمة يوسف عبدالرحيم - في الميزان على بساط النقد
ما من شك في أن التقليب الأوّلي للعنوان - وفى بوعده- لما يقترحه النص السردي للكاتبة فاطمة ، يفتح المجال للتساؤل و الاستخبار، لكن ضمن نبرة نوستالجية موخزة و أليمة نكتشف هذا الوفاء الممزوج بالألم والحسرة على واقع فُقدت فيه الإنسانية وجميع القيم النبيلة والجميلة .
فتستعيد الذات الكاتبة، من موقف التآزر مع أناها / قناعها السردي ، عين التّمثل الفجائعي العتيق الذي كان أن انبثقت منه ساعة سردها لواقعة الإبن البريء و لحظة تقربها لمصير تنبأت به الأم قبل وقوعه ، انطلاقا من رصيد لغوي سردي متمكن ، متلون بحالة الشعور والإحساس المتأرجح بين حدين : حد الأمل : ابتسمت له، وقبل أن يرتدّ وميض الابتسامة وحد فقدان الأمل : هزّ انفجار الشارع، ضباب أسود، نيران لاهبة، التفت بومضة برق تريد النزول بحثا عنه، لمحت على أرضيّة الشرفة شيئا، حدقت فيه ذراع صغيرة مبتورة وقابضة على كيس خبز، هزّ صراخها دويّ الانفجار ........ وفي الأخير تتمكن الكاتبة من تغليف هذين الحدين بحد الموت الشرس . تمكن وإبداع |
رد: وفى بوعده - قصة للأديبة فاطمة يوسف عبدالرحيم - في الميزان على بساط النقد
[align=justify]
تحياتي لكم [/align]الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية الجزائري الأديب القاص الأستاذ خيري حمدان الأديبة القاصة الدكتورة رجاء بنحيدا نقد فني قيّم لكم عميق شكري وتقديري ننتظر المزيد قبل عرض نص جديد في الميزان وسأقوم في الختام بتلخيص المداخلات النقدية ومداخلة نقدية فنية أخيرة مني بانتظاركم وبانتظار اطلاع الأديبة القاصة الأستاذة فاطمة عميق تقديري |
رد: وفى بوعده - قصة للأديبة فاطمة يوسف عبدالرحيم - في الميزان على بساط النقد
لا شك بأن قراء نور الأدب على ثقافة واسعة واهتمام بميزان النقد للنصوص بلغ عدد القراء لهذا الملف حتى الآن: 26216 ما شاء الله وهذا يعني أن نهتم أكثر وأكثر بقراءة النصوص ووضعها في ميزان النقد بانتظار المزيد شكراً لكم |
الساعة الآن 37 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية