منتديات نور الأدب - العيادة الفكرية ...

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , و على آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

العيادة الفكرية , هي عيادة من نوع خاص , تكشف فيها عن نفسك بنفسك , فأنت المريض وأنت الطبيب المداوي , وفي أي مكان هادئ تختاره بنفسك .

تعالج سقمك بأفكار مضيئة , مقتبسة نورها من خير المناهج على سطح الأرض .

إنك لا تحتاج للذهاب إلى الصيدلية لإقتناء الدواء , ولست بحاجة لمواعيد الجلسات النفسية . إنك في حاجة إلى قليل من الواقعية :

ضع رجليك على الأرض واترك عقلك يستسلم لجاذبيتها , لا تستغرب أيها القارئ المحترم , فإنه يؤسفني أن أخبرك بوجود فئة من الناس ينطبق عليهم المثل الفرنسي المشهور :

(( رجليه في الأرض وعقله في القمر ))

il a les pieds sur la terre l’esprit dans la lune

يكفيك أن تكون رجليك وعقلك معا خاضعين لجاذبية الأرض , حتى تبدأ علاج أسقامك في العيادة الفكرية. ها هنا أضع بين يديك بعض الأسقام الشائعة , وأععطيك بإذن الله طريقة العلاج . وقبلها نستعين بالله ونقول كما قال معلمنا وحبيبنا صلوات ربي عليه وسلامه: ((اللهم اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك شفاءً لا يغادر سقما )) .

1) إذا كنت تعاني من مرض (( لا أعلم )) فخذ دواء ((تعلم )) , واعلم رحمك الله , أنه ما يؤسفني , بل يسرني , أن أوصيك بأخذ جرعات يومية ومكثفة طيلة حياتك , وأن أقول لك لا تخف من التأثيرات الجانبية فكل التجارب الفكرية , منذ بداية الكون إلى الآن , أثبت أن دواء ((تعلم )) ليس له تأثير سلبي , مهما زودت في الجرعات , و كلما زادت مدة العلاج كلما توصلت لنتائج أفضل.

2) إذا كنت تعاني من مرض (( لا أعرف كيف )) فعليك ب ((حاول )) كعلاج ويأخذ لمدة طويلة , وبجرعات يومية متكررة , قد تصل أحيانا إلى أزيد من عشرة جرعة في اليوم الواحد , ولا يوقف العلاج إلا بعد اختفاء أعراض المرض نهائيا .

3) إذا كنت تعاني من مرض (( لا أستطيع )) فعليك بدواء (( جرب ) ) بجرعات يومية تتراوح بين خمسة وعشرة في اليوم الواحد , وقد يستمر العلاج لمدة بضع أشهر دون الخوف من التأثيرات الجانبية , فقد أثبثت كل التجارب الفكرية دون استثناء والتي أجريت في كل أنحاء العالم , ومنذ خلق الإنسان , أن هذا الدواء ليس له أي تأثير سلبي . ولا يوقف العلاج حتلى تختفي كل الأعراض المرضية .

4) إذا كنت تعاني من مرض (( فشلت ولم أنجح وقد لا أنجح )) فعليك بدواء ((كرر )) وهذا العلاج يؤخذ بجرعات متوسطة يوميا , وتنقص منها بالتدريج , كلما بدا لك التحسن في الحالة المرضية , وكل التجارب الفكرية , وفي كل زمان ومكان أجريت فيه , أكدت أن بضع أيام تكفي للعلاج , وليس له أي تأثير سلبي .

5)إذا كنتت عاني من مرض (( الجرأة على إتيان المحرمات )) أو المرض المعروف عند الناس ب(( الجرأةعلى المعصية )) ولهذا المرض أسماء عديدة لن ندخل فيها ....

هذا مرض خطير و معدي , وسامحني أن اكون معك صريحة , فمصلحتك تهمني , ليس لدينا خيار فإما الجنة و إما النار .

عليك اعتزال كل الناس دون استثناء حتى أقرب الناس , من أجل الحد من العدوى القاتلة, والعلاج هو التالي :

في وحدتك خذ خمسة كيلوغرامات من الفحم وأوقدها لغاية ما يتطاير لهيبها , ثم حاول أن تضع جزءًا من الأصبع الصغيرلإحدى رجليك .

حاول عدة مرات , وكل التجارب التي أجريت سالفاً , تدل على أنك لن تستطيع , لكن عليك أن تستمر لغاية ما تخاطبك نفسك قائلة:

أتخاف على جزء من الأصبع الصغير في رجلك , ولا تخاف على جسمك كاملا من نار جهنم وما أدراك ما نارجهنم ! ؟ . آنذاك توقف وابدأ المرحلة الثانية من العلاج وهي:

الدواء:

((التوبة والإستغفار والإكثار من الطاعات والتضرع والإنابة لله وعبادته بالحب والخوف والرجاء والإكثار من كل عمل صالح ))

قد تبدو لك اللائحة طويلة , وتخاف من تأثير الأدوية !! , أطمئنك فمصلحتك تهمني , لأنها هم من هموم أمتي , كل التجارب 100% أثبثت أن كل هذه الأدوية إذ أخذت في آن واحد ولجرعات مكثفة في اليوم والليلة وطيلة الحياة , فإن النتيجة تكون إيجابيتها في كونها هيالموصلة لجنة الرحمن.

اعلم رحمك الله وسدد خطاك أن لائحة الأسقام طويلة , وكذلك لائحة الأدوية .

ولكن لن أطيل عليك قارئي المحترم أكثر , وأثق في فراستك بأنك قادر على استئناف معالجة ما لم نطرحه في هذا الموجز بنفسك , وفي عيادة أفكارك , وإلا فالأمراض كثيرة والتجارب التي أجريتوالأدوية التي اكتشفت موجودة بإذن الله .

نفعني الله وإياك قارئي المحترم بما قلنا , ونسأله جل في علاه أن يرزقنا جميعا الفردوس الأعلى من الجنة , إنه سميع عليم وعلى ذلك قدير.

وفاء النجار( أم إبراهيم)