منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   مدينة د. منذر أبو شعر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=489)
-   -   أسماء المحبة ومعانيها 2 (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=26771)

د. منذر أبوشعر 17 / 03 / 2014 29 : 01 PM

أسماء المحبة ومعانيها 2
 
[align=justify]قال ابن قيم الجوزية (محمد بن أبي بكر 691هجرية - 751هجرية / 1292 م - 1349 م) في كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين، (ولم ألتزم بكلامه، فاختصرت منه في مواضع، وعدَّلت منه في مواضع، ليكون كلامه قريباً على جادة سهلة المسالك من قاريء اليوم، غير عسر المنال):

العلاقة وتسمى العلق بوزن الفلق، هي من أسماء المحبة. قال الجوهري (إسماعيل بن حماد، ت:393 هجرية): والعلق أيضاً: الهوى، يقال: نظرة من ذي علق، قال الشاعر:
ولقد أردت الصبر عنك فعلَّقني
عَلقٌ بقلبي من هواك قديم
وقد علِقها (بالكسر)،وعلق حبها بقلبه، أي: هويها، وعلق بها علوقاً. وسميت )علاقة) لتعلق القلب بالمحبوب. قال الشاعر:
أعلاقة أم الوليد بعدما
أفنان رأسك كالثغام المخلس
والهوى: هو ميل النفس إلى الشيء، وفعله هوِي يهْوَى هوًى مثل عمي يعمى عمى. وأما هَوَى(بالفتح) يهوي(بالكسر)، فهو السقوط، ومصدره الهُوِّي(بالضم) .ويقال: الهوى أيضاً على نفس المحبوب. قال الشاعر:
إن التي زعمت فؤادك ملَّها
خلقت هواك كما خلقت هوى لها
ويقال: هذا هوى فلان وفلانة هواه، أي مهويته ومحبوبته، وأكثر ما يستعمل في الحب المذموم، قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى). ويقال: إنما سمى هوى، لأنه يهوي بصاحبه. وقد يستعمل في الحب الممدوح استعمالا مقيداً، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما أتيت به ". وفي الصحيحين: إن خولة بنت حكيم السلمية من اللاتي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت السيدة عائشة: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل! ؟ فلمَّا نزلت: (ترجي من تشاء منهن) قلت: يا رسول الله، ما أرى ربك إلا يسارع في هواك.
وفي قصة أسارى بدر، قال عمر بن الخطاب: فهوي رسول الله ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت .
وفي السنن: أن أعرابياً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: جئت أسألك عن الهوى. فقال: المرء مع من أحب.
والصَّبْوة والصَّبَا: من أسماء المحبة، قال في الصحاح: والصَّبا: من الشوق، يقال منه: تصابا وصبا يصبو صبوة وصبواً، أي: مال إلى الجهل. وأصْبته الجارية. وصبي صَباء مثل سمع سماعاً، أي: لعب مع الصبيان.
وأصل الكلمة من الميل، يقال: صبا إلى كذا، أي: مال إليه. وسميت الصبوة بذلك لميل صاحبها إلى المرأة الصبية. والجمع صبايا مثل مطية ومطايا.
والتصابي: هو تعاطي الصبوة، مثل التمايل وما شاكله كالغنج والتدلل.
والفرق بين الصبا والصبوة والتصابي، أن التصابي هي: تعاطي الصبا وأن تفعل فعل ذي الصبوة، وأما الصبا فهو: نفس الميل، وأما الصبوة: فالمرة من ذلك، مثل الغشوة والكبوة، وقد يقال على الصفة اللازمة مثل القسوة.
والصَّبابة: هي رقة الشوق وحرارته، يقال: رجل صب عاشق، أي مشتاق. وقد صَببت(بكسر الباء الأولى، فسكون الثانية).
قال الشاعر:
تشكى المحبون الصبابة ليتني
حملت ما يلقون من بينهم وحدي
ويقال: رجل صب، وامرأة صب، كما يقال رجل عدل وامرأة عدل.
والشغف: من أسماء المحبة أيضاً، قال الله تعالى: (قد شغفها حباً).
والشَّغاف: غلاف القلب، وهو جلدة دونه كالحجاب. يقال: شغفه الحب، أي بلغ شغافه. قال ابن عباس (عبد الله بن عباس، ت: 98 هجرية) في قوله تعالى: (قد شغفها حباً(: دخل حبه تحت الشغاف.
وأما الشعف(بالعين المهملة)، فهو من قولهم: شعفه الحب، أي: أحرق قلبه، وقال أبو زيد (سعيد بن اوس الأنصاري، 122 هجرية- 215 هجرية): أمرضه. وقد شعف بكذا فهو مشعوف.
والمَقة: هي(فعلة) من ومق يمق، والمَقة: المحبة، والهاء عوض من الواو كالعظة والعدة والزنة، أصلها(فعل) فحذفوا الفاء وعوضوا منها تاء التأنيث جبراً للكلمة وتعويضاً لما سقط منها، والفعل وَمِقه يَمِقه بالكسر فيهما، أي أحبه، فهو وامق.
والوجد: الحب الذي يتبعه الحزن، وأكثر ما يستعمل الوجد في الحزن، يقال: وجد وَجْداً بالفتح. ويقال: وجد مطلوبه يجده وجوداً، فإن تعلق ذلك بالضالة سموه وجداناً. ويُستعمل الوجد في حالات النفس: الحزن، والغضب؛ وفي الغنى:
فيقال في الغضب: وَجَد عليه مَوْجدة؛ ويقال في الحزن: وَجَد وَجْداً بالفتح؛ ويقال في المال: وَجَد أي صار وَاجداً وَجْداً ووُجْداً ووِجْداً بالفتح والضم والكسر وجدة إذا استغنى. وأما إطلاق اسم الوَجْد على مجرد مطلق المحبة فغير معروف، إنما يطلق على المحبة معها ما يوجب الحزن.
والكلف: هو من أسماء الحب أيضاً، يقال: كلفت بهذا الأمر، أي أولعت به، فأنا كلف به. قال الشاعر:
فتعلَّمي أنْ قد كلفت بكم
ثم اصنعي ما شئت عن علم
وأصل اللفظة من الكُلفة والمشقة، يقال: كلَّفه تكليفاً إذا أمره بما يشق. قال الله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )،ومنه: تكلَّفت الأمر ، إذا تجشمته.
والكلفة (بضم الكاف): ما يتكلف من نائبة أو حق، والمتكلف: المتعرض لما لا يعنيه. قال الله تعالى: (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين). وقيل: هو مأخوذ من الكلف (بفتحتين) الأثر ، وهو شيءٌ يعلو الوجه كالسمسم ، لونه بين السواد والحمرة. والاسم الكلفة.
والتتيم : هو التعبد، ومن أسماء العرب: تيم الله ،أي عبد الله، وأصله من قولهم : تيَّمَه الحب، إذا عَبَّده وذلله، فهو متيم ، ويقال: تامته المرأة. قال لقيط بن زُرارة:
تامت فؤادك لو يحزنك ما صنعت
إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا
والعشق: هو أخبث أسماء المحبة، وقلَّ ما أولعت به العرب، كأنهم ستروا اسمه وكنوا عنه بهذه الأسماء فلم يكادوا يفصحوا به، ولا تكاد تجده في شعرهم القديم ، وإنما أولع به المتأخرون. ولم يقع هذا اللفظ في القرآن ولا في السنة إلا في حديث سويد بن سعيد وإسناده تالف.
والشوق: مصدر شاقه يشوقه، إذا دعاه إلى الاشتياق إليه. فالشوق داعية الاشتياق ومبدؤه، والاشتياق موجبه وغايته، فيقال: شاقني فاشتقت، فالاشتياق فعل مطاوع لشاقني.
وقالت فرقة: الاشتياق يكون إلى غائب، وأما الشوق فإنه يكون للحاضر والغائب.
واختلف أرباب الشوق، هل يزول الشوق بالوصال أو يزيد، فقالت طائفة: يزول، فإن الشوق سفر القلب إلى المحبوب فإذا وصل إليه انتهى السفر.
ولأنَّ الشوق إنما يكون لغائب فلا معنى له مع الحضور، ولهذا إنما يقال للغائب: أنا إليك مشتاق، وأمَّا من لم يزل حاضراً مع المحب فلا يوصف بالشوق إليه.
وقالت طائفة: بل يزيد الشوق بالقرب واللقاء، واستدلوا بقول الشاعر:
وأعظم ما يكون الشوق يوماً
إذا دنت الخيام من الخيام
فالشوق هو حرقة المحبة والتهاب نارها في قلب المحب، وذلك مما يزيده القرب والمواصلة؛ كما أن الشوق الحادث عند اللقاء والمواصلة غير النوع الذي كان عن الغيبة عن المحب. قال ابن الرومي (علي بن العباس 221 هجرية - 283 هجرية):
أعانقها والنفس بعد مشوقة
إليها وهل بعد العناق تداني
وألثم فاها كي تزول صبابتي
فيشتد ما ألقى من الهيمان
ولم يك مقدار الذي بي من الجوى
ليشفيه ما ترشف الشفتان
كأن فؤادي ليس يشفي غليله
سوى أن يرى الروحين تمتزجان
والخَلابة (بفتح الخاء): هي الحب الخادع الذي وصل إلى الخلْب (بفتح الخاء، فسكون)، وهو الحجاب الذي بين القلب وسواد البطن.
وسمى الحب (خلابة( لأنه يخدع ألباب أربابه. والخلابة: الخديعة باللسان، يقال: خلبه يخلبه (بالضم) واختلبه. وفي المثل: إذا لم تغلب فاخلب، أي: فاخدع. والخُلبة: الخداعة من النساء. وقال ابن السِّكِّيت (يعقوب بن إسحق: 186 هجرية - 244 هجرية): رجل خلاَّب، أي خداع كذاب، ومنه: البرق الخُلَّب، الذي لا غيث فيه، كأنه خادع . ومنه قيل لمن يعد ولا ينجز: إنما أنت برق خُلَّب، والخُلَّب أيضاً: السحاب الذي لا مطر فيه. ومنه الحديث الصحيح: "إذا بايعت فقل لا خلابة" أي: لا خديعة. والحب أحق ما يسمى بهذا الاسم لأنه يعمي ويصم ويخدع لب المحب وقلبه.
والسَّدَم بالتحريك: هو الحب الذي يتبعه ندم وحزن. قال في الصحاح: السدم بالتحريك: الندم والحزن. وقد سدم بالكسر، ورجل نادم سادم وندمان سدمان، ويقال أيضاً: ما له هم ولا سدم إلا ذاك.
والغمرات: هي جمع غمْرَة، والغمرة: ما يغمر القلب من حب أو سكر أو غفلة. قال الله تعالى: (قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون) أي في غفلة قد غمرت قلوبهم. وقال تعالى: )فذرهم في غمرتهم حتى حين). ومنه: الماء الغَمْر: وهو الكثير الذي يغطي من دخل فيه. ومنه: غمرات الموت، أي: شدائده. وكذلك غمرات الحب: وهو ما يغطي قلب المحب فيغمره، ومنه قولهم: رجل غمْر الرداء، كناية عن السخاء، لأنه يغمر العيوب، أي يغطيها فلا يظهر مع السخاء عيب. قال كُثير عزة (الشاعر الأموي، واسمه كثير بن عبد الرحمن الخزاعي 40 هجرية - 105 هجرية):
غمر الرداء إذا تبسم ضاحكاً
غلقت لضحكته رقاب المال
والوَهَل(بتحريك الهاء): أصله الفزع والروع، يقال: وهل يوهل، وهو وهل ومستوهل. وإنما كان الوهل من أسماء الحب لما فيه من الروع، فالمحب إذا رأى محبوبه فجأة يرتاع لذلك ويصفر لونه ويبهت. قال الشاعر:
وما هو إلا أنْ أراها فجاءة
فأبهت حتى لا أكاد أجيب
وكثيرٌ من الناس يرى محبوبه فيصفر ويرتعد، فالجمال سلطان على القلوب، إذا بدا المحبوب راع القلوب بسلطانه كما يروعها الملك ونحوه ممن له سلطان على الأبدان؛ فسلطان الجمال والمحبة على القلوب وسلطان الملوك على الأبدان؛ وإذا كان السلطان الذي على الأبدان يروع إذا بدا فكيف بالسلطان الذي هو أعظم منه.
وقالوا أيضاً: الجمال يأسر القلب فيحس القلب بأنه أسير، فيرتاع كما يرتاع الرجل إذا أحس بمن يأسره. قال الشاعر:
علامة من كان الهوى بفؤاده
إذا ما رأى محبوبه يتغير
والشجن: هو من أسماء المحبة، فإن الشجن: الحاجة حيث كانت، وحاجة المحب أشد شيء إلى محبوبه. قال الراجز:
إني سأبدي لك فيما أبدي
لي شجنان شجن بنجد
وشجن لي ببلاد السند
والجمع شجون وأشجان. قال الشاعر:
تحمل أصحابي ولم يجدوا وجدي
وللناس أشجان ولي شجن وحدي
ويقال: شجنتني الحاجة تشجنني شجناً، إذا حبستك. ووجه آخر أيضاً: وهو أن الشجن: الحزن، والجمع أشجان، وقد شجن بالكسر فهو شاجن وأشجنه غيره وشجنه أي: أحزنه، والحب فيه الأمران هذا وهذا.
واللاعج: اسم فاعل من قولهم: لعجه الضرب: إذا آلمه وأحرق جلده. قال الهُذلي:
ضربا أليما بسبتٍ يلعج الجلدا
ويقال: هو لاعج، لحرقة الفؤاد من الحب.
والوَصَب: هو ألم الحب ومرضه، و أصل الوصب: المرض، يقال: وصب الرجل يوصب فهو وصب، وأوصبه الله فهو موصب. والموصَّب، بالتشديد: الكثير الأوجاع. وفي الحديث الصحيح: "لا يصيب المؤمن من هم ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" . ووصب الشيء يصب وصوباً: إذا دام. تقول: وصب الرجل على الأمر، إذا داوم عليه. قال الله تعالى: (ولهم عذاب واصب) ، وقال تعالى: (وله الدين واصباً) أي الطاعة دائمة.
والحنين: الشوق وتوقان النفس، تقول: حن إليه يحن حنيناً، فهو حان. والحنان: الرحمة، تقول: حن عليه يحن حناناً. ومنه قوله تعالى: (وحناناً من لدنا). ويقال: تحنن عليه، إذا ترحم. والعرب تقول: حنانك يا رب وحنانيك، بمعنى واحد، أي: رحمتك. قال طرفة بن العبد البكري:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا
حنانيك بعض الشر أهون من بعض
وفي الحقيقة إن الحنين من آثار الحب وموجباته، فحنين الناقة: صوتها في نزاعها إلى ولدها، وحنة الرجل: امرأته.
ولوعة الحب: حرقته، يقال: لاعه الحب يلوعه، والتاع فؤاده، أي احترق من الشوق. ومنه قولهم : أتان لاعة الفؤاد إلى جحشها، أي: لائعة الفؤاد، وهي التي كأنها ولهى من الفزع.
والود: خالص الحب وألطفه وأرقه، وهو من الحب بمنزلة الرأفة من الرحمة. يقال: وددت الرجل أوده وداً، إذا أحببته. والوُد والوَد والوِد: المودة، تقول: بودي أن يكون كذا. والود: الوديد، بمعنى المودود. والجمع أود مثل قدح وأقدح وذئب وأذؤب. ويقال: هما يتوادان، وهم أوداء. والودود: المحب، ورجال ودداء، يستوي فيه المذكر والمؤنث لكونه وصفاً داخلاً على وصف للمبالغة. والودود: من صفات الله تعالى، أصله من المودة، فقيل: هو ودود بمعنى واد، كضروب بمعنى ضارب وقتول بمعنى قاتل ونؤوم بمعنى نائم، ومثله في صفات الله تعالى: غفور بمعنى غافر، وشكور بمعنى شاكر، وصبور بمعنى صابر. وقيل: بل هو بمعنى مودود، وهو الحبيب. وبذلك فسره البخاري (محمد بن إسماعيل 194 هجرية - 256 هجرية) في صحيحه، فقال: الودود: الحبيب، لاقترانه بالغفور في قوله تعالى:(وهو الغفور الودود) وبالرحيم في قوله تعالى: (إن ربي رحيم ودود)، وفيه سر لطيف وهو أنه يحب التوابين، وأنه يحب عبده بعد المغفرة فيغفر له ويحبه كما قال تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) فالتائب حبيب الله.
ولذلك قالوا: الود: أصفى الحب وألطفه.
والخلة: توحيد المحبة. والخليل: هو الذي توحد حبه لمحبوبه، وهي رتبة لا تقبل المشاركة، ولذلك اختص بها الخليلان سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد صلوات الله عليهما، قال تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلاً)، وفي الحديث الصحيح، أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: " إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ".
ولما كانت الخلة مرتبة لا تقبل المشاركة، امتحن اللهُ سبحانه إبراهيمَ الخليلَ بذبح ولده لمَّا أخذ شعبة من قلبه، فأراد سبحانه أن يخلص تلك الشعبة له ولا تكون لغيره فامتحنه بذبح ولده - ومراده تعالى ذبْحه من قلبه لا ذبْحه بالمدية -؛ فلمَّا أسلما لأمر الله، وقدَّم إبراهيم محبة الله تعالى على محبة الولد، خلص مقام الخلة وفدي الولد بالذبح.
وقيل: إنما سميت خلة لتخلل المحبة جميع أجزاء الروح. قال الشاعر:
قد تخللت مسلك الروح مني
وبذا سمي الخليل خليلا
والخليل: الصديق، والأنثى خليلة، والخلالة والخلالة والخلالة (بكسر الخاء وفتحها وضمها): الصداقة والمودة.
وظن بعضهم أن الحبيب أفضل من الخليل، والصحيح أن الخلة خاصة والمحبة عامة.
والخلم : هو مأخوذ من المخالمة، وهي المصادقة والمودة. والخلم: الصديق، والأخلام: الأصحاب.
والغرام: هو الحب اللازم، يقال: رجل مغرم بالحب، أي لزمه الحب. وأصل المادة من اللزوم، ومنه قولهم : رجل مغرم، من الغرم أو الدين. والغرام: الولوع، وأغرم بالشيء: أولع به، والغريم :الذي عليه الدين، يقال: خذ من غريم السوء ما سنح. ويكون الغريم أيضاً الذي له الدين، قال كثيرعزة (كثير بن عبد الرحمن الخزاعي 40 هجرية- 105 هجرية):
قضى كل ذي دين فوفى غريمه
وعزة ممطول مُعَنًّى غريمها
وقال تعالى في جهنم:(إن عذابها كان غراماً) أي العذاب الدائم اللازم والهلاك.
وللطف المحبة عند العرب واستعذابهم لها، لا يكادون يطلقون عليها لفظ الغرام، وإن لهج به المتأخرون.
والهيام: من قولهم: هام على وجهه يهيم هيماً وهيماناً، ذهب من العشق أو غيره. وقلب مستهام: هائم. والهيام بالضم: أشد العطش. والهيام: كالجنون من العشق. والهيام: داء يأخذ الإبل فتهيم لا ترعى، يقال: ناقة هيماء. والهيام بالكسر: الإبل العطاش، الواحد هيمان وناقة هيمى، مثل عطشان وعطشى. وقوم هيم: أي عطاش، وقوله تعالى: )فشاربون شرب الهيم( هي الإبل العطاش.
والتدليه: ذهاب العقل من الهوى، يقال: دلهه الحب، أي حيره وأدهشه، ودله هو يدله. قال أبو زيد (الأنصاري سعيد بن أوس 122 هجرية- 215 هجرية): الدَّلوه: الناقة لا تكاد تحن إلى إلف ولا ولد، وقد دلهت عن إلفها وعن ولدها، تدله دلوهاً.
والوله: ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد، ورجل واله وامرأة واله ووالهة. وقد وله يوله ولهاً وولهاناً ،وتوله واتله. والتوليه: أن يفرق بين الأم وولدها، وفي الحديث: "لا توله والدة بولدها" أي لا تجعل والهاً، وذلك في السبايا. وناقة واله:اشتد وجدها على ولدها. والميلاه: التي من عادتها أن يشتد وجدها على ولدها، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها نحو ماء/ مياه. ويقال: هو موله، إذا أرسل في الصحراء فذهِب به، أي اختطفته الجن.
والتعبد: هو غاية الحب وغاية الذل. يقال: عبده الحب، أي ذلله. وطريق معبد بالأقدام : أي مذلل، وكذلك المحب قد ذلله الحب ووطأه، ولا تصلح هذه المرتبة لأحد غير الله تعالى. فمحبة العبودية هي أشرف أنواع المحبة، وهي خالص حق الله على عباده. وفي الحديث الصحيح، أن حق الله على عباده أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم بالنار.
وقد ذكر الله سبحانه رسوله بالعبودية في أشرف مقاماته: وهي مقام التحدي ومقام الإسراء ومقام الدعوة، فقال في التحدي(وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله)، وقال في مقام الإسراء: (سبحان الذي أسرى بعيده ليلاً من المسجد الحرام)، وقال في مقام الدعوة: (وأنه لما قام عبدالله يدعوه).
فأشرف صفات العبد صفة العبودية، وأحب أسمائه إلى الله اسم العبودية، وفي الحديث الصحيح: أن أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها: حارث وهمام، وأقبحها: حرب ومرة.
وإنما كان حارث وهمام أصدقها لأن كل أحد لا بد له من هَمٍّ وإرادة وعزْم ينشأ عنه حرثه وفعله، فكل أحد حارث وهمام؛ وإنما كان أقبحها حرب ومرة لما في مسمى هذين الاسمين من الكراهة ونفور العقل عنهما.
** ** **
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.[/align]

علاء زايد فارس 17 / 03 / 2014 01 : 02 PM

رد: أسماء المحبة ومعانيها 2
 
يسعدني أن أكون أول من قرأ موضوعك
من المفيد جدا قراءة هكذا مواضيع تثري لغتنا وتقويها
شكرا لك أستاذنا القدير
حقيقة مهما ظن الواحد منا أنه يعرف الكثير في اللغة العربية يجد نفسه لا يعرف شيء حينما يقرأ بعض التفاصيل فيها كهكذا موضوع
وهذا من مميزات اللغة العربية
سلمت يداك وسلم فكرك وبارك الله في مجهوداتك الطيبة

د. منذر أبوشعر 18 / 03 / 2014 46 : 06 PM

رد: أسماء المحبة ومعانيها 2
 
الأديب الباسم، وجه النور الساخر، ابني علاء زايد فارس:
كم أسعدني أن تكون أول قاريء لمقالتي، فمرورك يعني لي مطلق خير ووجه سعادة وفيض هناءة.
بوركت، ولك الخير كله، ومازال في الجعبة بقية، أرجو أن توافق صدى من نفسك.

فاطمة البشر 18 / 03 / 2014 03 : 11 PM

رد: أسماء المحبة ومعانيها 2
 

موضوع مفيد ومعلومات قيمة ،
لاعدمنا تواجدك الرائع و مواضيعك المفيدة أ. منذر
ودي ووردي

د. منذر أبوشعر 27 / 04 / 2014 37 : 04 AM

رد: أسماء المحبة ومعانيها 2
 
ابنتي الأديبة فاطمة البشر، اللوز المقشر:
تواجدك من جديد يضفي على رتابة (المدينة) بهجة حضور، وسعادة لقيا.
فأهلا لطيب حسن حضورك، وكرم جمال ملقاك.
ودائما أتمنى لك الخير كل الخير.


الساعة الآن 55 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية