منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   فيض الخاطر على أنغام البوح (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=529)
-   -   (( رواية )) .... (( صفحة بيضاء )) رواية بقلم : ميساء البشيتي (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=26889)

ميساء البشيتي 07 / 04 / 2014 56 : 03 PM

(( رواية )) .... (( صفحة بيضاء )) رواية بقلم : ميساء البشيتي
 

" رواية " .... " صفحة بيضاء "
رواية بقلم : ميساء البشيتي
روايتي أنتَ ..
أنتَ .. أنتَ روايتي ..
أقصيك ثم أدنيك .. أسافر إليك ثم أرحل عنك .. أحاكمك .. أقاصصك ثم أصالحك .. أمزقك بشراسة لبؤة فقدت وليدها للتو ثم أعيد لملمة قصاصاتك بحنو قطة تجثو على صغارها .. أهجرك وأمعن في هجرك ثم أعود إليك كما تعود قطرات الندى إلى بتلات الزهر عند كل صباح ..
أنتَ .. أنتَ روايتي .. ولا رواية لي غيرك .
بعد أن مسح ذاك الصباح الغجري ذاكرتي .. بعد أن احتلها احتلال الغجر ومسح بهمجيته كل عناوينها .. بعد أن أجهز على جميع غرف الإنعاش فيها ولم يبقَ فيها شيء يتذكرني أو أتذكره .. بعد أن أصبحت ذاكرتي صفحة بيضاء كنورس صافحت عيناه نور الشمس لأول مرة على شاطىء البحر فأخذ يرسل قبلاته إليها ثم يستردها كمحارب عنيد يتعلم فن مغازلة الحياة ..
بعد أن أصبحت ذاكرتي خالية من كل شيء .. بعد أن أصبحت ذاكرتي نورساً أبيض .. ظهرت أنتَ .. ذاكرتي أصبحت خالية من كل شيء .. إلا منك .
وحدك من نجا من ذلك الإعصار .. وحدك من صمد في وجه ذلك الاجتياح .. وحدك من ظهر لي من غرفة الإنعاش وطبع على جبيني ابتسامة الحياة .. وغمر يدي بقبلة هامسة " عود أحمد للحياة " ..
كيف بقيتَ في ذاكرتي .. كيف لم يمحِك ذاك الصباح .. كيف تسرب كل شيء إلا أنتَ بقيت جديداً متجدداً لامعاً براقاً كنجمة ولدت منذ لحظات ؟
كيف اختصرت الزمن واختزلت المسافات وأخرست نغمات اللغة وعطلت عقارب الوقت وأتيت على جناحي يمامة تحمل إليَّ باقة من أزهار الأمل .. وتمنحني نافذة واسعة شاسعة مشرقة ضاحكة مستبشرة أطل من خلالها مرة أخرى على هذه الحياة ؟
كيف كنتَ أنتَ مع هذه الحياة جنباً إلى جنب .. تنتظرني دون أن يعيقك ملل الانتظار .. كيف لم ينتَبك اليأس ويقتلك الملل وأنتَ تنتظرني على أمل أن أطل عليك مرة أخرى من نافذة أخرى .. نافذة جديدة .. من نوافذ هذه الحياة .
كنتَ لي منذ دهر بعيد من الزمان .. وغبت عنك دهراً آخر .. وحين طويت تلك الدهور خلف ظهري .. ووضعت قدمي على أول رصيف من أرصفة النسيان .. وهممتُ بكتابة روايتي .. روايتي التي لا تنتمي إليك .. ولا تتكلم لغتك .. ولا تنتظرك كي تظهر من بين السطور كما تظهر النجوم للعشاق في سماء الأمنيات ..
كدتُ أشرع بكتابة رواية جديدة لن تكون أنتَ بطلها الوحيد .. أو حتى أحد أبطالها .. حينها فقط ظهرت أنتَ .. وجدتك أمامي متفتحاً كألوان قوس قزح .. لامعاً كنجمة صيفية .. باسماً كوجه القمر .. باشاً كوجه السماء حين ترسل إلى الأرض قبلاً من مطر .. حانياً كقلب قديس يبارك خطواتٍ باكية استجارت به من غدر الزمن ورجت المغفرة ..
الآن أنتَ بطل روايتي الجديدة .. روايتي القديمة الجديدة المتجددة المتعثرة المستقرة الآن في أمن وآمان بين يديك ..
كنتَ أنت تلك الرواية القديمة .. وأصبحت أنتَ الآن هذه الرواية الجديدة ..
روايتي أنتَ ..أنتَ روايتي منذ الأزل .. وإلى الأبد .

وقد خرج من رحم هذا النص كما جاء على لسان الأديب محمد بنقدور الوهراني هذه القصيدة
" صفحة بيضاء "

صفحة بيضاء : بقلم الأديب محمد بنقدور الوهراني

1- زمن جميل:
كنت لي...
كنت لي منذ زمن بعيد
تذكرتك،
عندما تركتك هناك
على أرصفة النسيان،
وهممت بكتابتك
بلغة هي منك
ولكن لا تنتمي إليك.
تذكرتك،
وأنت تظهر بين سطور غواياتي
تستهوي العابرين مثلي،
وككل العشاق
تعِدني بوردة
وبزمن جميل.

2- نافذة العمر:
لم يعد شيء يذكرني بك
ذاكرتي صفحة بيضاء
خالية من أي شيء
إلا منك.
أتذكرك،
وحيدا في وجه الإعصار
لامعا، براقا
كنجمة فريدة،
فريدا في كينونتك،
تختصر الزمن
تختزل المسافات
تقتنص تفاصيل الوقت
لكي تعود لي عريسا
شاعرا بأحلامي وأوهامي،
تحمل باقة ورد
ثم تفتح لي بلهفة
نافذة العمر الشاسعة.

3- بوصلة القلب:
أقصيك ،
ثم أدنيك...
أسافر إليك
ثم أرحل عنك
أحاكمك، أدينك
ثم أصالحك...
أهجرك وأهجرك،
ثم أعود إليك
مكتوبا بقدري،
قسماتي تسبقني
وبوصلة القلب تحملني
بعيدا في اتجاهي
قريبا من نفسي...
أعود إليك
مكتويا بدهشتي
لتكتبني أو ترسمني
في مرآتي،
لا أحد يشبهك في مرآتي.

تنبيه :
الخاطرة " رواية " هي خاطرتي .. نشرتها في موقع آخر .. أعجب بها الأديب الوهراني ورغب بإعادة صياغتها على شكل قصيدة .. فقط أردت أن أوضح أن الأديب الوهراني استلهم قصيدته .. بل أعاد تشكيل خاطرتي بقصيدة له .

د. رجاء بنحيدا 07 / 04 / 2014 41 : 08 PM

رد: " رواية " .... " صفحة بيضاء " رواية بقلم : ميساء البشيتي
 
إبداع .... من .....إبداع
وإبداع.....على.....إبداع
نِعْمَ البوح
نِعْمَ.... الرواية
دمت .. دائماً متألقة
أيتها ... الغالية
ودي واحترامي

رشيد الميموني 07 / 04 / 2014 41 : 08 PM

رد: " رواية " .... " صفحة بيضاء " رواية بقلم : ميساء البشيتي
 
هي فعلا ملحمة أدبية راقية .. ولا أدري إن كانت الخاطرة وليدة القصيدة أم العكس وإنما الأكيد أنهما متكاملتان وأعطتا نكهة خاصة لهذا البوح الجميل الساحر ..
هناك شيء آخر لا أستغرب منه .. وهو أن الخاطرة لميساء .. وهذا يكفي ..
تحية أكبار وإعجاب لك ميساء ..
مودتي وورودي .


اقتباس على سبيل المثال لا الحصر :
كنتَ لي منذ دهر بعيد من الزمان .. وغبت عنك دهراً آخر .. وحين طويت تلك الدهور خلف ظهري .. ووضعت قدمي على أول رصيف من أرصفة النسيان .. وهممتُ بكتابة روايتي .. روايتي التي لا تنتمي إليك .. ولا تتكلم لغتك .. ولا تنتظرك كي تظهر من بين السطور كما تظهر النجوم للعشاق في سماء الأمنيات .
.

علاء زايد فارس 08 / 04 / 2014 34 : 01 AM

رد: " رواية " .... " صفحة بيضاء " رواية بقلم : ميساء البشيتي
 
بوح جميل وملهم
وطبيعي جداً أن من يقرأ هذا البوح الآسر ستفتح شهيته على الكتابة
ومن وجهة نظري أن أجمل النصوص هي النصوص الملهمة
كنصك الرائع تعبيراً وإحساساً وتناسقاً وتصويراً...
دمت مبدعة كما عهدناك

بوران شما 08 / 04 / 2014 25 : 06 PM

رد: (( رواية )) .... (( صفحة بيضاء )) رواية بقلم : ميساء البشيتي
 
العزيزة الغالية أستاذة ميساء

استمتعت جداً وأنا أقرأ الرواية وأحسستها نابعة
من قلب صادق ووفي ، وتفاجأت بأنه بوح مستلهم
من قصيدة رائعة أيضاً ، وهذا قمة الإبداع وفن جميل
قائم بذاته .
دمت عزيزتي ودام لك هذا الإبداع ،
محبتي وتقديري .

ميساء البشيتي 10 / 04 / 2014 43 : 01 PM

رد: (( رواية )) .... (( صفحة بيضاء )) رواية بقلم : ميساء البشيتي
 
غاليتي د. رجاء
صباح النور
شكرا لك لأنك دائما أول المارين
وأول الناثرين للزنبق والياسمين
شكرا .. ودمت

ميساء البشيتي 10 / 04 / 2014 46 : 01 PM

رد: (( رواية )) .... (( صفحة بيضاء )) رواية بقلم : ميساء البشيتي
 
أهلا رشيد
صباح النور
الخاطرة قبل القصيدة .. القصيدة كانت إعادة تشكيل للخاطرة
ممكن نعتبر القصيدة استلهام من الخاطرة
ولكنها مجرد إعادة صياغة
هكذا أخبرني الأديب الوهراني أنه أعجب بالخاطرة ويرغب بصياغتها
على شكل قصيدة وطبعاً وافقت لأنني لا أريد أن أقف في وجه الإبداع
رشيد .. دائما شكرا لك .. ودمت

ميساء البشيتي 10 / 04 / 2014 49 : 01 PM

رد: (( رواية )) .... (( صفحة بيضاء )) رواية بقلم : ميساء البشيتي
 
غاليتي بوران
مساء النور
لا بأس بأن أستسر لك يا صديقتي
هذه الخاطرة هبطت عليَّ حين كنت في المشفى خارجة للتو من غرفة العمليات
هبطت عليَّ وكنت لست في حالة تامة من الصحو
وبقيت على بالي إلى أن تشافيت بعد شهر تقريباً وكتبتها
وهذه الرواية بصدق نال إعجاب الكثيرين دون أن يعرفوا قصتها
ولك أنت السبق الصحفي يا غاليتي
ودمت يا رب

ميساء البشيتي 10 / 04 / 2014 51 : 01 PM

رد: (( رواية )) .... (( صفحة بيضاء )) رواية بقلم : ميساء البشيتي
 
الغالي علاء
ألف شكر على المرور الرائع والذي أعتز به
صدقني علاء أنا لم أفكر يوماً أن أمنع أحد
من إعادة تشكيل خواطري واستلهام نص أو قصيدة
أما اليوم فلن أسمح بذلك
وعليك أنت أن تحذر جيداً من الآخر
ولا تكن طيب القلب مثلي وتقول الأدب يولد الأدب
فهناك من تسول له نفسه بسرقة أدبك الذي هو جزء لا يتجزأ منك
وينسبه لنفسه .. ويقول لك أنا أشرت بذلك لكن الموقع حذف هذه الإشارة ..!!!
شكرا لك علاء

رأفت العزي 11 / 04 / 2014 11 : 12 AM

رد: (( رواية )) .... (( صفحة بيضاء )) رواية بقلم : ميساء البشيتي
 
شيء محيّر بالفعل !

قلت لنفسي قد " أعود " ويكون البعض قد استُنزف
أو بالعربي الدارج " خلصو كزاتو "
أو بالعربي الأفصح نفُذ زيت قنديله ولكن !

قلت
ولم تذهبي من فكري
( لأنك مثل الوشم ) قد رسخ فيه ناتج فكرك .. قلت ..
ولكني / شيء محيربالفعل / وجدتك أغزر ، المع ، نورا يسطع
أكثر عمقا ، أجمل ما في حرفك أناقته انسانيته وبعض دموع
لا يتسخ منها الخد ، عالقة كحبة لؤلؤ في معرض فنان .

سيدتي الفاضلة الأستاذة الأديبة ميساء لك الشكر كل الشكر
رغم انني خائف من لون حبري تتسخ منه صفحتك البيضاء في حكاية الرواية
التي لا تشبه كل الروايات

احترامي محبتي وتقديري


الساعة الآن 45 : 03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية