منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الجغرافيا والسياحة العربية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=84)
-   -   سوريا/ في رحاب وطننا العربي.. اطلالة تاريخية/ السيف الدمشقي: مهنة السرّ الأعظم (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=27113)

مازن شما 03 / 02 / 2014 56 : 04 AM

سوريا/ في رحاب وطننا العربي.. اطلالة تاريخية/ السيف الدمشقي: مهنة السرّ الأعظم
 
[align=justify]السيف الدمشقي: الصنّاع لم يفشوا سره، ولا نصله خان حامله

مهنة السرّ الأعظم، السيوفي، صانع السيف الأسطورة الذي حيّر الحضارات، سيف طالما جعل الأعداء يرتعدون خوفاً، وكلّ مَن حمل السيف الدمشقي قيل عنه إنّه فارسٌ لايُقهر ولايُغلب، لأنّه يحمل سيف الإله «حُدُد» إله الحرب السوريّ.

السيف الدمشقي ظلَّ دمشقياً على مرّ العصور، فلم يَبُح صُنّاعه بالسر، وما استطاعت الحضارات أن تكشف سرّه المكنون، ولكن، بعد مرور آلاف السنين، عُرف سبب تسمية «سيف الآلهة».

الأسطورة السورية تقول إنّ الإله «حُدُد» كان يرسل إلى الدمشقيين برقاً يضرب قاسيون، فيترك في ترابه آثاراً هي عبارة عن نترات حديدية كان يخرج السيوفيون ليستخرجوها من ترابه، وليبدؤوا أولى خطوات صناعة هذا السيف الخالد بطعناته النافذة وسرّه الأزليّ، حيث إنّ نترات الحديد، التي يتركها البرق في تراب الجبل، كانت تشكّل العنصر الأول في صناعة السيف هذا، فتُجبل بمزيج لا يعرفه إلا شيخ الكار، والمؤتمنون على السرّ، فيجبلون تلك العناصر بعضها مع بعض حتى تخرج العجينة التي يُشكّل منها السيف، فتوضع في الأتون حتى تنال منها النار، فتصبح مطواعة ليدي الصانع، وبعدها كان يدقّ ذلك الحديد حتى يرقّ ويتّخذ الشكل المطلوب، ومن ثمّ يُجلخ حتى يصبح قادراً على شقّ الهواء، بحسب ما تقوله الأسطورة، ومن ثمَّ يُلمّع وتُنقش عليه كلمات مناجاة للإله «حُدُد»، كالصلاة التي تقول: «حُدُد، لم يخسر حربه كلّ مَن حمل سيفك»، وأخرى تقول: «إله الحرب أعِنّا ليفتك سيفُك بالأعداء»، وبعد دخول الإسلام إلى دمشق، صارت الآيات القرآنية هي التي تُنقش على السيف.

كان السيف الدمشقي مختلفاً كلّ الاختلاف عن باقي السيوف، ففي حين كانت السيوف معروفة بعرضها الذي يتجاوز عرض كفّ يد الرجل، ووزنها الذي يعجز عن حمل ثقله إلا الرجال الأشاوس الأشداء، كان السيف الدمشقي يتميّز برشاقته وخفّة وزنه التي كثيراً ما خدعت الأعداء، وجعلتهم غير متيقظين لمضيّه، فتهاون الكثير منهم في تفادي ضربات سيف «حدد» ظناً منهم أنّها لن تكون ذات أثر على دروعهم الحديدية الثقيلة، ولايدركون فداحة خطأهم إلا حينما كان يشقّ السيف دروعهم، ليشقّ صدورهم أو رؤوسهم، فيدركون، متأخرين، أنّهم استخفوا بأعجب سلاح في التاريخ.

لقد حيّر سرّ صناعة هذا السيف كلّ صانعي السيوف في أوروبا، حيث حاولوا، جاهدين على مر العصور، اكتشاف كيف يصنع، والمواد الداخلة في صناعته، إلا أنّ كلّ تلك المحاولات باءت بالفشل، وظلّ السر مقتصراً على سيوفيي دمشق، وفي الحملة الصليبية على بلاد الشام، اعتكفت مجموعة مؤلفة من أمهر صُنّاع السيف الدمشقي لعدّة أسابيع ليخرجوا بعد انقطاع عن العالم دام قرابة الشهر بمجموعة تضمّ آلاف السيوف الدمشقية المعدّة ليستخدمها أهل المدينة من مسلمين ومسيحيين، جنباً إلى جنب، في دفاعهم عن دمشق ضدّ الحملة الصليبية على المشرق، وكان لتلك السيوف أثر السحر، حيث إنّها جعلت الصليبيين يرتعدون خوفاً من هذا السلاح الضئيل الحجم ذي المفعول القاتل، وأكثر ما حيّرهم أنّه ليس كباقي السيوف التي كانت ترتطم بالدروع الغليظة، فتنكسر إن لم تنجح بشقّها، وإنما كان يلتوي كجسد الأفعى، ويعود إلى حالته السابقة دون أن ينكسر، وقام الصليبيون بعدها بإرسال مئات من الجواسيس بهيئة مستشرقين، وراغبين في تعلم المهنة، لعلّهم يصلون إلى مبتغاهم في معرفة سرّ السيف، إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل أيضاً.

السيوفي المتقاعد، عز الدين السيوفي، الذي كان يملك ورشةً خلف قلعة دمشق، روى قصة أخبره إيّاها جدّه عن اثنين من أعمام الجدّ، اللذين أرادا أن يسوّقا لصناعتهما خارج دمشق، فارتحلا إلى اسطنبول، وافتتحا فيها ورشة لصناعة وبيع السيوف الدمشقية، إلى أنّهما لم يجدا زبائن لهما من الأتراك، وإنما محاولات جاهدة لمعرفة سرّ صناعة السيف. وذكر أحد المراجع التاريخية أنّ الأتراك كانوا يقصدون ورشة الأخوين السيوفي بهدف تعليم أبنائهم تلك الصنعة، وبعد عدّة مرات، رفض فيها الأخوان تعليم أبناء الأتراك، وصل الأمر إلى السلطان العثماني، فأمر بسجنهما إلى أن يبوحا بالسرّ بالإكراه أو الطواعية، ووصل خبر الاعتقال، الذي أمر به السلطان، إلى رجل حلبيّ كان يعمل مترجماً في القصر السلطانيّ، فأرسل على عجل من يخبر الأخوين، وأرسلهما إلى بيت أحد أصدقائه ليختفيا عن الأنظار، إلى أن نجح في تهريبهما خارج الدولة العثمانية، فعادا سالمين إلى دمشق، بعد أن قاما، بمعاونة الرجل الحلبي، بإتلاف جميع المواد الموجودة في ورشتهما خوفاً من أن يكتشف أحد سرّ المعادن المستخدمة.

مجدي السيوفي، الذي لايزال يمارس مهنة أجداده في صناعة السيوف الدمشقية، سليل أسرة السيوفي، التي تفاخر بأنّ قلة من أبنائها تخلّت عن مهنة الأجداد، بينما ظلّ القسم الأعظم منهم يمارسها كيلا تموت، فمن لم يعمل بصناعتها، قام بافتتاح متجراً لبيعها. يقول مجدي عن مهنته: «منذ نعومة أظفاري، اعتاد أبي اصطحابي إلى ورشته لأقف هناك أراقبه لساعات كيف يصنع السيوف، إلى جانب جدي الذي كان يشرف على وضع الحديد في بيت النار، وعمّي الذي كان يقوم بدقّها بمطرقته حتى يستوى متن السيف، وبالرغم من أنّ بعض الأطفال ما كانوا ليحبذوا فكرة وقوفهم لساعات دون أن توكل إليهم أيّة مهمة، إلا أنني كنت أجد متعة كبيرة في مشاهدة كيف تصنع تلك المعجزة، وتتزاحم في رأسي كلّ القصص التي كان يقصّها جدي عليّ عن تاريخ هذا السيف الرائع الذي لا يُكسر ولا يلتوي، دون أن يعود كالمطاط إلى حالته السابقة»، وأضاف: «إنّ الشيء العجيب في هذا السيف، الذي حيّر الشعوب لقرون طويلة، هو أنّ تفاعل المعادن والمواد في نصل السيف الدمشقي تجعل خطوطاً متموّجة تظهر على سطح النصل، فتبدو وكأنّ شرائط معدنية قد رُصّت جنباً إلى جنب، وكلّ شريط يحمل تموجاً مختلفاً عن الآخر، إلا أنّ ذلك لم يكن سوى نتيجة للتفاعل الغريب لتلك المعادن والمواد».

وقال ختاماً: «ربما كان بعضهم قد استمرّ في مهنة صناعة السيوف رغبة في استمرار مهنة العائلة، إلا أنّني أزاولها حبّاً بها قبل أيّ سبب آخر، ولا يمكنني وصف سعادتي كلّما أتممت صناعة إحدى القطع من هذه التحفة الدمشقية».

عبد الرحمن السيوفي قال إنّ صناعة السيف الدمشقي كانت سابقاً تتضمّن ترصيعه بالجواهر، والجوهر كناية عن كلّ أنواع الأحجار الكريمة الثمينة، لتتميّز سيوف القادة عن سيوف باقي المحاربين والفرسان، وكذلك الأمر بالنسبة إلى السيوف التي كانت تقدّم هدية للملوك والأمراء، الذين طالما أبهرهم تفنّن صانعيها بترصيعها بالجوهر، إضافة إلى انبهارهم بمضيّ هذا السيف، وقدرته على الطعن النافذ، بالرغم من نحوله وخفّة وزنه، وقد بيّن عبد الرحمن السيوفي أنّ عادة ترصيع السيف لم تعد رائجة، فبات الصناع يكتفون بزخرفته بآيات قرآنية، أو رسوم جميلة، كما أشار إلى أنّ سوقه لم يعد مزدهراً، وذلك بحكم بطلان استعماله، وقلّة إقبال السياح على شرائه.

وهكذا انتهت رحلة السيف الأسطوري، ووجد أخيراً السلام والراحة بعد قرون طويلة من حروب لم يُهزم فيها أيٌّ ممّن حملوه وقاتلوا به، وبات اليوم، كما الملوك الذين تقلّدوه، مكللاً بالمجد، يرتاح في غمده المزخرف، الذي يحكي آلاف القصص عن الحروب التي خاضها وانتصر بها حاملوه على جميع أعدائهم، منذ أن كان هدية الإله «حُدُد» لأبناء البشر، حتى صارت الآيات القرآنية تزيّن نصله وتباركه، وظل سرّه محفوظاً بأمان، فلا الصنّاع أفشوا هذا السر، ولا نصله خان حامله.

كمالا جلال خير بك

baladnaonline[/align]

مازن شما 03 / 02 / 2014 01 : 05 AM

رد: سوريا / في رحاب وطننا العربي.. اطلالة تاريخية
 
[align=justify]السيف الدمشقي / يحكي قصة المدينة ومنعتها وإرثها الحضاري

اشتهرت مدينة دمشق قديما بصناعة السيوف القتالية التي أطلق عليها السيوف الدمشقية ذات الجودة والصلابة ، وسمي المعدن الذي تصنع منه بالأسطوري بسبب عدم معرفة سر المعدن الذي تصنع منه رغم محاولات الأوروبيين اكتشاف ذلك في العصور القديمة عبر استقدامهم أمهر صناع السيوف من أجل معرفة هذا السر.

ونسجت العديد من الأساطير حول السيف الدمشقي ونصله، إذ تقول الأسطورة إن النصل الدمشقي كان يستطيع أن يشرح المصنوعات الفولاذية الأخرى وأخرى تحكي قصة انقسام قطعة من الحرير لدى سقوطها على سيف دمشقي ثابت لا يتحرك.

يقول فياض السيوفي أحد أشهر صناع السيوف الدمشقية إن تسمية عائلتي بالسيوفي نسبة إلى عمل أجدادي بهذه المهنة التي تعلمتها عن طريق والدي الذي ورثها بدوره من جدي، موضحا أن عائلته هي الوحيدة في مدينة دمشق التي تصنع السيوف وتقوم بتنزيل وتطعيم الذهب والفضة عليها حيث تحولت هذه الصناعة في بداية القرن الماضي من صناعة حربية إلى قطع تراثية يسعى الأغنياء والسياح لاقتنائها.

وأعرب السيوفي عن أمله في أن تولي الدولة مزيدا من الاهتمام على هذه الصناعة وتقدم لها الدعم الكافي لافتا إلى ازدياد الإقبال على تجارة السيوف بعد الانتشار الكبير للأعمال الدرامية التاريخية التي قدمت على شاشات التلفزة العربية حيث تعتبر شركات الإنتاج التلفزيوني زبونا متميزا عند السيوفي.

بدوره يرى سامر السيد أحد المتسوقين المهتمين بالتراث والفلكلور في سوق المهن اليدوية قرب الجامع الأموي أن السيوف الدمشقية ما زالت تحتل مكانة مرموقة ومميزة في الشارع السوري والعربي رغم عدم مقدرة البعض على اقتنائها، وتعتبر جزءا جوهريا من تاريخ وثقافة وتراث هذا البلد، منوها بما قامت به الأعمال التاريخية التي قدمت على شاشات التلفزة بتعريف المجتمع العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص بجودة السيف العربي اليماني والدمشقي، لافتا إلى أن السيف الدمشقي كان سيفا للأمراء وأعظم قادة الجيوش.

وعن كيفية تحديد أسعار السيوف الدمشقية يقول السيوفي إن سعر كل سيف تحدده الزينة التي تضاف إلى غمده وعمره الزمني لافتا أن هناك في السوق سيوفا دمشقية يصل عمرها إلى 500 عام، ويتفاوت السعر من 150 ألف ليرة سورية حتى المليون وأن صناعة السيف الواحد تحتاج لمدة أسبوع وقد تصل إلى ثلاثة أشهر وذلك وفقا للزينة المطلوبة عليه من قبل الزبون.

من جهته يقول الدكتور فيصل العبد الله أستاذ في قسم التاريخ بجامعة دمشق إن هذه الحرفة اليدوية أخذت بالتراجع منذ القرن الخامس الميلادي عندما اجتاح القائد المغولي تيمورلانك دمشق وأخذ معه إلى سمرقند نحو 15 ألفا من أشهر حرفيي صناعة السيوف ثم قيام السلطان العثماني سليم الأول بنقل عدد آخر من أشهر المهرة في صناعة السيوف إلى تركيا.

وعزا العبد الله تراجع هذه الصناعة إلى السرية التي تعامل معها صناع السيوف المشهورين في البلاد، إذ كان الأب يقوم بتعليم أولاده فقط تقنية صناعة السيوف معربا عن خشيته من ضياع وفقدان هذا الإرث التاريخي الجميل.

وحول تاريخ البدء بصناعة السيف الدمشقي وسمعته الأسطورية يؤكد العبد الله أنها تعود إلى القرن الثامن الميلادي مضيفا أن سمعة السيف الأسطورية تكونت أثناء الحملات الصليبية عندما وجد الأوربيون أنفسَهم أمام مدافعين عن أراضيهم مسلحين بسيوف أكثر تقدماً وأقوى وأحدّ من سيوفهم البدائية العريضة.

وللسيف الدمشقي نصب تذكاري في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق يدل ويشير إلى قوة المدينة ومنعتها وارثها الحضاري ويحكي عن الانتصارات والانجازات من خلال المعارك التي خاضها سكان المنطقة في الزود عن حمى الوطن إذ كان إنشاؤه عرفانا بالجميل وتذكيرا بمهارة الحرفي الدمشقي في صناعته للأسلحة الحربية.

وعن مصادر الشرقيات التراثية يقول سامي الحجة صاحب محل إن أغلبها من ورشات عمل مختصة بصناعة قطع الشرقيات وبعضها يعود لأبناء قبائل واسر عريقة وبرأيه أن من أهم زبائن السيوف في الوقت الحاضر منظمو المهرجانات الفولكلورية وأصحاب فرق العراضة الشامية الذين يلعبون بالسيف والترس في حفلاتهم وعروضهم أمام الجمهور.

الوكالة السورية للأنباء - سانا[/align]

مازن شما 03 / 02 / 2014 07 : 05 AM

رد: سوريا / في رحاب وطننا العربي.. اطلالة تاريخية
 
[align=justify]السيف الدمشقي أسطورة لا تزال حية

السيوف المعقوفة النادرة لا تقدر بثمن

محمد نوح يملك محلاً صغيراً في ظل مئذنة عيسى في قلب دمشق القديمة ويبيع الحلي الصغيرة لأفواج السياح التي تمر حول الجامع الأموي وبابه الأمامي، الكثير مما لديه على الرفوف (كما يعترف بذلك بصراحة) ليس مميزاً، بل فقط تقليد للقطع الأثرية.

أما ما هو مدفون في الخلف تحت كومة من الصناديق والقطع الخزفية الجديدة القديمة، فهو شيء استثنائياً وقيم بالفعل، سيف فولاذي دمشقي، وبنصله الرفيع وانحناءته ولونه الرمادي المعتم يكون نقيض سيوف العرض المبهرجة التي يبيعها لزوار كُثر.

يقول «هذه السيوف مميزة، هي جزء جوهري من تاريخنا وثقافتنا. يعرف بعض الناس السيف الفولاذي الدمشقي بالإسم ولكنهم لم يرَوا واحداً من قبل، وذلك مخجل فنحن لم نعد نرى الكثير منها هنا».
يمكن تقفي أثر الأسلحة الفولاذية الدمشقية التي تعود إلى القرن الثامن الميلادية، والتي حازت لمدة تقارب ألف سنة على سمعة أسطورية بأنها أفضل ما هو متوفر في أي مكان من العالم. معظم تلك الهالة تكوّنت أثناء الحملات الصليبية عندما وجد المحاربون الأوربيون أنفسَهم أمام مدافعين مسلحين بسيوف معقوفة أكثر تقدماً وأقوى وأحدّ وأرشق من سيوفهم البدائية العريضة.

يقول السيد نوح «الكثير من السيوف القديمة غير كاملة، كانت تُستخدم في القتال وذلك يعني أنها تعرضت للكسر، وذلك بدوره يعني أنه ليس من السهل العثور عليها، ومنذ خمس عشرة إلى عشرين سنة اعتدنا رؤية سيوف أكثر هنا، الآن هي قليلة، ذهب الكثير منها إلى الخليج، أو هواة الجمع في أوربا واليابان».

صُنع السيف الذي في محل السيد نوح من قبل أسد الله الدمشقي، واحد من الحرفيين الشهيرين الذين أقاموا في سورية في أواخر فترة الفولاذ الدمشقي، ورغم أنه جيد يقول السيد نوح إنه لن يساوي أكثر من سبعة آلاف دولار، بعض السيوف الفُضلى والأقدم منه تنتقل ملكيتها مقابل مليون دولار.

يقول «أفضّل ألا أبيع أياً منها، فعندما أبيع واحداً أبكي، أشعر بحزن عميق والله، لأنني أعرف أنه قد رحل، ولن أراه من جديد. إن اشترى أحدٌ هذا السيف فقد لا أرى سيفاً فولاذياً دمشقياً حقيقياً آخر لخمس أو عشر سنوات».

إن الضرورة الاقتصادية تدفع بعض العائلات إلى التوجه نحو السيد نوح كي تبيع أسلحتها، يقول «من الأحسن أن يورث الناس سيوفهم لأولادهم ويحتفظوا بها ضمن عائلتهم، أعتقد أن الجميع سيفضلون ذلك ولكننا مضطرون أحياناً إلى بيع هذه الأشياء، إننا بحاجة إلى المال لذلك علينا بيعها».

إن تلك العائلات والقبائل التي احتفظت بسيوفها تنزع إلى أن تكون متكتمة جداً، بحسب السيد نوح، «يغارون جداً عليها، السيف شيء شخصي جداً فلا يريدون إظهاره للغرباء». لقد انقرض فن صناعة السيوف الفولاذية الدمشقية الحقيقية على نحو غامض في القرن الثامن عشر، وحتى هذا اليوم لا يعرف أحد الطرق الدقيقة المستخدمة، وفي عام 2001، بعد مرور مئات السنين على ذروة عهد السيوف، حاول خبراء في الولايات المتحدة إعادة إنتاجها مستخدمين أحدث التقنيات ولكن النجاح كان محدوداً.

يقول الدكتور بن برونسون خبير الفولاذ الدمشقي والمقيم في شيكاغو «كانت هذه السيوف التقاء فريداً لنوع خاص من الفولاذ مع الطريقة التي صُنعت بها ببراعة من قبل صانعي سيوف ممتازين، عرف الصليبيون السيوف الدمشقية جيداً، عرفوها ورهبوها وأُعجبوا بها، كان السيف الدمشقي متفوقاً جداً على ما كانوا يستعملونه».

تقول الأسطورة إن النصل الدمشقي كان يستطيع أن يشرّح المصنوعات الفولاذية الأخرى، وقد تُقسم قطعة من الحرير إذا أُسقطت على سيف لا يتحرك، يقول الدكتور برونسون "تلك الحكايات محض أساطير".

«لكن أمكن شحذ السيف الدمشقي كحد الشفرة وحافظ رغم ذلك على حدته بشكل جيد، أظن أنه كان هناك شيء من الصحة في رواية أن فُضلى السيوف قد تَقسم قطعة من القماش إذا أسقطت على الحد».

يقول الدكتور برونسون القيم السابق على الآثار الآسيوية في متحف شيكاغو الشهير عالمياً، إنه لم يُلقِ بناظره أبداً على سيف فولاذي دمشقي صُنع في العاصمة السورية، العثور على سيوف فولاذية دمشقية أصيلة من سورية سيكون أمراً مثيراً جداً.

«إنها نادرة جداً لآن معظم السيوف لم تكن من دمشق، ربما يمتلكها السوريين ولكنهم يتكتمون على ذلك. اليابان مركز كبير آخر لصناعة السيوف وإذا ذهبت إلى هناك فلن يُظهر لك الناس سيوفهم القديمة، إنه أمر شخصي، لا يريدون أن يُظهروا سيوفهم: هي مُهمة جداً».
إن قدَراً كبيراً من الإرباك يحيط بالسيف الدمشقي، يعود في جزء منه إلى أن بعض الأشكال الحديثة منه ذاتُ تصميم دمشقي متقن: سلسلة من التموجات والعروق على سطح نوعِ فولاذ عادي أكثر، أما في السيف الدمشقي الأصلي فالتموجات أخف وليست مجرد تزيينات، بل جزء من تركيبة الفولاذ وأحد أسباب كونه قاسياً ومطواعاً معاً، يقول الدكتور برونسون «ربما لم يكن للسيوف الفُضلى تصاميم على نصالها، لو امتلكت سيفاً فولاذياً دمشقياً عالي الجودة أصلياً ما أردت إخفاءه تحت تصاميم إضافية، لم تكن السيوف الفضلى مبهرجة التصميم».

حدّد أكبر بائعي الأسلحة والدروع بالمزاد في لندن موعداً في الشهر القادم لمزاد سيضم عدداً كبيراً من سيوف الشرق الأوسط، ومنها نصال دمشق، يقول توماس ديل مار رئيس شركة مزادات علنية تحمل اسمه يمكن أن تصل الأسعار إلى خمسين ألف يورو.

اكتشف سورية / ترجمة هاني محفوظ عن The National
[/align]

د. رجاء بنحيدا 03 / 02 / 2014 17 : 05 AM

رد: سوريا / في رحاب وطننا العربي.. اطلالة تاريخية
 
الأستاذ الفاضل مازن الشما
جزاك الله الخير الكثير عن هذه المعلومات القيمة

عن السيف الذي يعد إرثا من موروثات الثقافة السورية
السيف أَصْــدَقُ أَنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتب

فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ

بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُـودُ الصَّحَائِـفِ فِـي
مُـتُـونِـهـنَّ جــــلاءُ الــشَّـــك والــريَـــبِ

والعِـلْـمُ فِــي شُـهُـبِ الأَرْمَــاحِ لاَمِـعَـةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ


وتحيتي وسلامي


الساعة الآن 05 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية