![]() |
ذكرى أجمل من الماضي
ذكرى أجمل من الماضي
نادى بصدى صوته: حروفي ..يا أحلى ذكرى في غدي ..ثم همس لي بفؤادي : اشربِ فنجاناً من قهوتي ..واسكبي لكِ فنجاناً آخر يسقيك من أنفاسي ،والتقطي الثمار من نخيلي وواحتي، وارويني من أقلامكِ الملونة المرصعة الزاهية البراقة.. كما هو وجهك ، اسقيني حرف مذهب من رواية ، -نظرت إليه بتعجب.. و قلبي ينبض وأنفاسي تلهث .. وجسدي يرتعش.. لحظة أعيشها غريبة -لا تُحسب من عمري- ، كانت هي إلى جانبه تنظر إليَّ مبتسمة ولم تَنْبُسْ ببنة شفة ، -سبحان الله- تبدو لي غير غريبة لقد رأيتها في أمسي وأتتني في المنام وداعبتني بقليل من الكلام ، أخافتني ثم اعتذرتْ ..وجهٌ ملائكي زارني وهو معي ودمائي تتعارك مع شريان قلبي ،أحاول أن أفتش عن شيء ضائع ! حاكتني ثانية.. فكذبتها ثم أكدت لي أنها رحلة ..خرجت من كوخ ليس له جدران .. مندهشة من تلك العاصفة بعد أن رممت ذاتي وحاولت أن أستعيد ذاكرتي، هكذا دوما أنا في الحلم أنسى وأضلُّ طريقي ،أدخل إلى دهاليز متعرجة تؤدي بي إلى عتمة ، وأنا أتمنى أن ألتقي به ، ويلاه..كم هو مشتاق لي ويداعبني منذ الطفولة ،طفلته أنا دوما ..إلى أن خرج من دائرة الزمن .. ولم يخرج من أضلعي وخيالي ! قال شيء أو ربما أشياء ..ولم ينطق ..! متأكدة أن هنالك مصطلح آخر له لا العشق ولا الحب يترجمه وإن أصدرت قاموس سأفتش عنه، إني أشعر بها ولكن لا أسميها فروحي تأبى أن أحفر تلك المفردة على الأوراق أوأنطق بها وإن لم أتعلم نطقها ! .. و لأني لا ألتمس لها شيء آخر ،ولكي لا أظلم مُفرَدَتي الخاصّة بي والتي أنا نفسي لا أعرفها سأغرسها في بقايا جسدي وفي ذكرى أجمل من الماضي .. لعلني أناديه جاءني طفل صغير يبكي ويهزني ساعدتهُ الصدفة على كشف أكاذيب المرأة نطق الطفل فسألني .. أن ألتفت للصبي الوسيم تمتمت وجسدي يرتعش.. من أنتَ أين كنت ،هل أنت أجمل من الماضي أم ذكرى طفولة حياتي! فجأة غزتتني رائحة عطره ..لم أشمها فيه يوما ربما لأنه قريب بعيد ..أقول ربما! صارت أنفاسي تتخذ إيقاعا حماسيا وبدأت أشعر بلهيب ولا أجمل من أن يعيش- الإنسان- بحثت عن المصدر وكلما أجده يتوه مني وأعود لأبحث عن الماضي لألتقى بأمسي و من لوعة الخيال سقط الطفل ابتسم الصبي وهو مغمض العينين وكأنه يتمنى أكون إلى جانبه ..فتآلفتُ معه جاء الغريب.. من الكوخ ليتناول الإفطار معي وابتسم باستخفاف لأفكاري العابرة ومفرداتي ،وحين دخلت غرفتي بهرتُ بالرسومات التي رسمها الطفل على جدار حجرتي، بحاجة أنا لحنانه.. هزني ثانية تركت لنفسي حرية الاستماع .. قال : ما أشد حاجتي إلى صدرك قلت : إن الماضي يسكنني ويشدني يا أجمل ذكرى.. ودون أن أغوص بالمعنى حاكيت نفسي : لأضع أمامها اسم يترجمها ربما هو امتداد حياتي، أو امتلاك ،أو العشق أو الحب، أو شيء يلاحق الروح ..إذا استسلمت للنوم ثم استيقظت، فهو يتراءى لي حين السكون وأثناء ضجيج المراكب.. ووسط المدينة ،قد يكون ذكرى أجمل من ماضي آتٍ..ومن غد ماضي .. و من لحظةأعيشها بانتظار و من شوق اللقاء.. وفي كل مكان يحتويني وغلاه يزداد في كل يوم ،فأعشق الأمس وأتوه معه لأكتب وأكتب .. لن أقول إلاّ : <من أكون إن لم تكون > لكم نخيل رياضي ...وذكرى أجمل من الماضي خولة الراشد |
رد: ذكرى أجمل من الماضي
ما أجمل ما سكبه قلمك من رحيق عذب ..
كعادتك خولة .. شلال هادر من البوح الجميل والتعابير الموغلة في البهاء . اسمحي لي بإدراج هذه الكلمات تعبيرا عن مدى استمتاعي ببوحك الجميل .. بالأمس زارني طيفك يغزو مخيلتي يسري في دمي يسيح في جوانحي ينهال علي يجلدني بسياط الحب ويغمرني بهالة العشق وبهمس الشوق قالت لي عيناك أشياء وشفتاك أشياء *** عودي لأحملك إلى السماء بين الأمل و الرجاء لتشفي كل داء وتكوني الدواء عودي مع غبش المساء لنعلن الحب والولاء والعشق والوفاء ونمشي سويا على درب الصفاء عودي وانثري كل الزهور وتضوعي بكل العطور مع أجمل ورد وأصدق مودة |
رد: ذكرى أجمل من الماضي
الأستاذ والأديب رشيد الميموني... هذه القصة جعلت قلمي يرقص مع -حروف أجمل من الماضي- بدأت أغني للغد وأتأرجح على الحاضر ،مهما يكون المهم أني كتبتها بعشوائية ، بعد أن استيقظت الفجر ولا أعلم كيف نكتب إنها مشاعر تترجم الخيال إلى أن تنفجر الحروف ونضحك معها بل نسلو ونسمر وهذا الفرق بيننا وبينهم ، فتحلق الحروف للحرية ..هي قدرات تفجر الطاقات تدفعنا لمجابهة التحديات ،ربما فيض من العطاء يرتبط مع الإلهام فيغرق في بحر حبور حينها تسمو النفس وينبض الحس بالقلم لنكتب كلمات ليست كالكلمات ، قد نراها جميلة وقد يقرأها البعض بشكل يعجبه يشكله كما يطيب له، وله الحق في ذلك فهو -سيدنا القارئ -ونحن مطواع -لفكر القارئ -، وعلى الرغم أني تأخرت في الرد إلى أني أشعر لي الحق لأن القلم يصمت حين يقرأ حروف تحادث ماضي أجمل من الغد وغد أجمل من اليوم ولحظة بلحظة مع الخيال والجمال... إن رائحته الذكية جعلتني أكتب ،و بحثي عن المجهول جعلني ألاحق الخيال ، هنالك شيء أكبر من أن نصفه ونكتبه ،ربما سأصل إليه في غدي ،أو أنه يلاحق فكري ولا أشعر به ، حتى صار قلمي يسهب ..ويسهب ..ويقطر حبرا. لمْ.. ولنْ ، تذوب شمعته من الشوق، أتعلم لما لأن -الحنان شيء أجمل من أي معنى -لأنه( عطاء ) لي ولكل روح أناجي فيها نفسي وغيري .. فيا ليت قلمي كل يوم يكتب ويقطر حنانا وحبا وجمالا لي ولكل روح .. أشكر ذوقك لأن البوح والقصة نالت إعجابك. أشكرك على الورود..والكلمات الشعرية الرائعة أبدعت فأجدت وكتبت ...حروف ولا أجمل... ولك مني تحيتي ونخيل رياضي وشيء من الماضي.. وبعض من الحاضر ..وكلمات أجمل من الغد. خولة الراشد |
رد: ذكرى أجمل من الماضي
العزيزة خولة ..
لا تختلف إبداعاتك عن ردودك .. فكلها تحمل من البهاء الشيء الكثير .. وأنت في ردودك تسمحين لقلمك بالإبحار بكل تلقائية وعفوية .. ألف شكر لنبض إبداعك الراقي .. مع خالص مودتي وجميل ورودي . |
رد: ذكرى أجمل من الماضي
الاديبة الراقية والمتميزة خولة ..
تميز واضح فيه من فلسفة الكاتب الكثير ... هذا الشىء العميق فى النفس الغائب الحاضر .. من يكون ؟ انه اكبر من حب واكبر من عشق !! وما يزال يداعب الحاضر الغائب والغائب الحاضر ... باقة فرح ..تحياتى العطرة راقية |
رد: ذكرى أجمل من الماضي
القاص والأديب م.زياد صيدم هي الفلسفة الأدبية التي تمتد بي إلى ما لا نهاية ، بل أحيانا تخترق الواقع المجنون ، تحيرني ، تأسرني، والجميل أنها تُمتعني ، لأني أتجوّل معها دون حواجز، دعني أسميها "فلسفة روحية" كما يحلو لي .. أصبت الفكر .. هي شيء من الغائب الحاضر، والتي لا مسمى لها ، أستاذ زياد جمال قلمك أن حبره لا يجف لأنه يكتب سطر ، أو أنك تقتصد في سكب زجاجتك ، بالتالي تكتب أكثر ،فأكثر.. أنت تشبع المعنى بقليل من اللفظ ، وتلتقط الصورة ربما لأنك تختفي وراء الستائر ، لا تهزأ مني عندما أشبه كتّاب الومضة -بخلاء اللفظ كرماء في المعنى – هكذا أراكم ، لا تستطيع أن تقفز أسوارهم أو تدخل بيوتهم إلا إن مددت جسر وبئر عميق من الفكر ، وهذا الغموض يعطيهم مساحة لأن يكشفوا اللعبة، أقصد لعبة الحياة ، وما الذكرى إلا شيء من الحياة وما الجمال إلا الروح ، فأمهلني أمسح عن وجنتي الحياة تعبي لأرتشف من شفاه الحروف ..أمهلني على نفسي .. لأدندن أغنيتي وأُشهر على الزمان سيف كلماتي ..أنتقم لكل جراحي وما انتقامي إلا حروف شفافة ..ونقد بناء للأدباء والأديبات لا تخافوا انتقامي جميل .. لأمضي مبتسمة بذكرى أجمل .. ابتسامة مسائية ..لك ولكل كاتب وقارئ.. شكري وتقديري ..لقلمك الساقي والراقي خولة الراشد |
رد: ذكرى أجمل من الماضي
راقية خولة ..
حقا ان الماضى الجميل للانسان لا يمكن ان يغيب عن حاضرة لاسيما لو لم يجد فى حاضره ما يعوض سنوات ولحظات قد مضت فى زمن لا يمحى من الذاكرة وان اعتلاها الزهايمر ستبقى صامده لانه يعيشها فى حاضرة بمعنى تتكرر دوما حتى التصقت كنقوش فى قلبه واركان عقله ...تحياتى العطرة |
الساعة الآن 17 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية