![]() |
في حضني كتاب
إستيقظت من نومي و رأيته على مخدتي:هذا الكتاب الجديد الذي اشتريته منذ يومين
.كنت بصدد التهام كلماته قبل أن أغفو.توجهت من غرفتي إلى المطبخ بنية أن أحضر بعض الرغائف, لكنني إكتشفت أن كيس الدقيق يوشك على النفاذ و أنه لا يكفي حتى لصنع رغيفة واحدة.امتطيت دراجتي و قصدت السوق الممتاز. في طريقي تذكرت الكتاب الجديد إنه ''لغز الحب"" لماريان فريدريكسون,توقفت, قبل نومي, عندها و هي تقول على لسان أنجليكا:"الأطفال يكتشفون العالم بكل حواسهم و كل جسدهم مادام مايصادفونه أولى تجاربهم و اكتشافاتهم.أما بعد ذلك فإن نفس الصور أو شبيهاتها تتكرر, لذا تحس أحيانا بالحزن لرؤية أمر ماحتى ولو كان جميلا لأنك تعرف أنه جميل دون أن تلمسه ,هناك شيء ما ضاع منك". كلام وجدته معقولا فانبهار أول مرة لا يتكرر و الإنفعالات لا تعاد و تجارب الطفولة غنية و نحملها دوما معنا حتى دون إدراك. توقفت عند إشارة المرور لأترك مجالا لسائقي السيارات للاستمرار في تلويث البيئة و الوصول إلى مقاصدهم بسرعة.و بعدها و اصلت طريقي و تفكيري في "لغز الحب"الذي سيأخذني إلى بلدات و شوارع السويد. و كم من كتاب فرش لي بساطه الطائرو جعلني أزور بلدانا دون تذاكر أو تأشيرات. رافقت غابرييل غارسيا ماركيز في مئة سنة من الوحدة مع أسرة تتوارث نفس الأسماء و لا تضيف إليها إلا أرقاما,و عشت معه و هو يروي عن الكهل ذو التسعين الذي يهوى فتاة في مقتبل العمر و ينظر إلى عمره الطويل الهارب. عرفني طوني بارسون بأغاني سيناترا ,و هونغ كونغ و قوة تحدي المرأة. أحببت الطبخ و صرت أشتم باقات الأعشاب و البهارات عند شرائها و أنا برفقة أنطوني كابيلا و هو يبحث مع برونو عن وصفة لذيذة لتحبه لاورا. تهت مع دان براون بين فيبوناتشي ودافنشي و ماريا ماغدالينا و الألغاز إلى أن وصلنا بأمان إلى متحف اللوفر. ميلان كوندرا كشف لي عن معاناة المهاجر العائد و فكتورهيجو جعلني أتأمل ماحولي كل يوم... بقي في ذاكرتي من كل كتاب مقطع جميل,و صورة لمنظر لم أره لكنني تخيلته بعناية. تعلمت أن أحترم كل الناس رغم اختلافاتهم,رغم معتقداتهم,رغم ثقافاتهم. أدركت أن العالم واسع و شاسع و أن الناس مبعثرون في هذا الكوكب لكنهم متشابهون, في بيوتهم جميعا حكايات. هم مختلفون أيضا لأن تجاربهم إختلفت و أحكامهم و قناعاتهم أيضا. اكتشفت أن الإنسان مخلوق بالغ التعقيد وأن كل واحد منا يحمل في حناياه آلاف الأسرار والأمور الغامضة. الإنسان مهما بدا بسيطا صعب الاستيعاب و الإحتواء. وأنا تعلمت فعلا احترام الإنسان و تقديس الخالق الذي وضع فيه كل هذه الملكات و كما قال هيجو وهو يتأمل البحر من فوق صخرة عالية:"الرياح كانت تطرد التيارات و الأشكال العديدة , امواج المياه كانت تهدهد امواج الظل,كان الكل شاسعا واسعا و يجعلك تحس وجود الإله. أحببت هيجو و أحببت الإله. Nassira |
الساعة الآن 00 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية