منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   دراسات أدبية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=39)
-   -   ما الفرق بين اللغة العادية واللغة الشعرية؟/ رجاء بنحيدا (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=28185)

د. رجاء بنحيدا 12 / 11 / 2014 34 : 10 PM

ما الفرق بين اللغة العادية واللغة الشعرية؟/ رجاء بنحيدا
 
يقول تودوروف في كتابه نقد النقد ص24:
(( تجد اللغة العملية تبريرها خارجها في نقل الفكر وفي الاتصال بين البشر . إنها وسيلة وليست غاية، إنها إذا استعملنا كلمة علمية [ مغايرة ]
الغائية .
فيما تجد اللغة الشعرية بالمقابل تبريرها في ذاتها ، إنها لذاتها غاية ذاتها ولم تعد وسيلة، إنها إذن مستقلة ، إنها أيضاً [ذاتية ] الغائية . ))


]نلاحظ من خلال قولة تودوروف ورود مصطلحين ، لا بد من التوقف عندهما وتحديدهما
اللغة العملية أو العادية واللغة غير العملية أو الشعرية .
من هذا المنطلق نجد أنفسنا أمام سؤالين يفرضان نفسيهما بإلحاح :
في نظركم ما الفرق بين اللغة العادية واللغة الشعرية ؟
وما القواسم المشتركة بينهما ؟!

هدى نورالدين الخطيب 12 / 11 / 2014 28 : 11 PM

رد: ما الفرق بين اللغة العادية واللغة الشعرية؟/ رجاء بنحيدا
 
[align=justify]
ممتع سيكون الإطلال من هذه النافذة الناقدة الأديبة دكتورة رجاء

ترفع على شريط مواضيع ننصح بقراءتها
ولي عودة بالتأكيد للإجابة على السؤالين والمشاركة في الحوار النقدي
تقبلي عميق محبتي وتقديري
[/align]

د. رجاء بنحيدا 13 / 11 / 2014 23 : 07 PM

رد: ما الفرق بين اللغة العادية واللغة الشعرية؟/ رجاء بنحيدا
 
يعرض تودوروف في قولته إشكالية اللغة ، أو بالأحرى العلاقة الجدلية بين اللغة العملية وين اللغة الشعرية ، حيث أشار إلى أن اللغة العملية تجد تبريرها خارجها ، وبأنها وسيلة وليست غاية ،
وبالمقابل ، أشار إلى أن اللغة الشعرية تجد تبريرها داخلها ، وبأنها مستقلة ، وأيضاً ذاتية الغائية. فأين تكمن تجليات هاتين اللغتين ؟!
ويصنف النص الذي بين ضمن القولة النقدية ، وهي قولة تتأطر ضمن خطاب نقد النقد أو نظرية النقد (مبحث يفكر في الخطابين الأدبي والنقدي ) كما أنها تضمن تصورا نقديا حول طبيعة الاختلاف القائم بين اللغة العملية واللغة الشعرية ، وهو اختلاف نابع من وظيفة كل منهما ، ومن أجل إضاءة هذه الاختلافات وحصر أهمها ، فإننا سنعتمد في ورقة تقديمنا المنهجية الآتية :
- تفكيك القولة ( تحليلها إلى عناصرها المركزية ) اللغة العملية واللغة الشعرية.
- مناقشة هذا الاختلاف وحصر الأهم.
- القواسم المشتركة بينهما .
تركيب عام .

د. رجاء بنحيدا 13 / 11 / 2014 46 : 07 PM

رد: ما الفرق بين اللغة العادية واللغة الشعرية؟/ رجاء بنحيدا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب (المشاركة 199928)
[align=justify]
ممتع سيكون الإطلال من هذه النافذة الناقدة الأديبة دكتورة رجاء

ترفع على شريط مواضيع ننصح بقراءتها
ولي عودة بالتأكيد للإجابة على السؤالين والمشاركة في الحوار النقدي
تقبلي عميق محبتي وتقديري
[/align]

الغالية هدى الخطيب
متعك الله بالصحة والعافية
ومشاركتك في الحوار والنقاش النقدي .. شرف عظيم
تحيتي ومحبتي

علاء زايد فارس 15 / 11 / 2014 46 : 03 AM

رد: ما الفرق بين اللغة العادية واللغة الشعرية؟/ رجاء بنحيدا
 
تحياتي لك دكتورة رجاء .......

ما فهمته من قوله:

أن اللغة العادية نستعملها عملياً كوسيلة للاتصال والتواصل الحياتي مع البشر ونقل الفكر الإنساني وكل البشر هم بحاجة مآسةٍ لها.

أما اللغة الشعرية فهي ذاتية الغاية، أي أنها كيان مستقل
لها أصولها وقوانينها وأساليبها ومبرراتها المختلفة التي تتغير مع مرور الوقت والزمان والمكان
وكذلك فإن لها جمهورها الخاص حسب اللغة الشعرية المستخدمة...
وهنا نلاحظ أن كل من يعرف اللغة الشعرية هو بالتأكيد يستخدم اللغة العادية وليس العكس!
فاللغة الشعرية حكر على بعض النخب المثقفة في المجتمع وجمهورها يتأرجح تبعاً لللغة المستخدمة...
وكذلك فإن اللغة الشعرية لها تأثير ظاهر وله تأثيرات تسكن في العقل اللاواعي وغالباً ما تختفي تأثيراته داخل النفس البشرية وتتلاعب أفكاره في قناعات العقول، ويحمل في طياته اتصالاً وجدانياً فريداً من نوعه ........

لكني هنا أجد نفسي مقتنعاً بأن اللغة الشعرية أيضاً هي وسيلة للتواصل والاتصال والتأثير، وبالتالي فهي كاللغة العادية في هدفها ولكنها تسلك طريقاً ومنطقاً مختلفاً

لا أعرف هل أصبت كبد الحقيقة أم لا؟؟؟

تحياتي لك دكتورة رجاء

د. رجاء بنحيدا 17 / 11 / 2014 20 : 08 PM

رد: ما الفرق بين اللغة العادية واللغة الشعرية؟/ رجاء بنحيدا
 
الكاتب علاء زايد فارس
شكرًا على هذا التحليل الأدبي لتحديد العلاقة بين اللغة العملية واللغة الشعرية
لقد أصبت في حديثك عن اللغة العملية ، إذ كلما استحضرناها نستحضر تلك الميزة التي أنعم الله بها على الإنسان نعمة العقل واللسان ، ولهذا نجده يعبر عن أفكاره بلسان قومه " فاللغة حدها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم " حسب قول ابن جني في الخصائص
فاللغة من المنظور الوظيفي حسب رومان جاكبسون الذي جمع بين ستة عناصر للتواصل وست وظائف ، كل واحدة مرتبطة بعنصر ، بحيث يقوم المرسل بإرسال رسالة إلى المرسل إليه ، وتتطلب هذه الرسالة لكي تكون فاعلة ، سياقا تشير إليه يمكن للمرسل إليه استيعابه ، كما تقتضي الرسالة شفرة مشتركة بين المرسل والمرسل إليه ، وقناة تمكن من إقامة عملية الاتصال ، والإبقاء عليه [[ وفي حالة ما إذا تم التركيز على أحد عناصر التواصل دون غيره ، تنتج وظيفة معينة ، فإذا ما تم التركيز على "المرسل"تتكون وظيفة " انفعالية أو تعبيرية " أما لو تم التركيز على المرسل إليه فتصبح الوظيفة " إفهامية " أي تتوخى التأثير ، أما لو تم التركيز على السياق تصلح الوظيفة "مرجعية " أي تشير إلى المرجع الخارجي الذي تتحدث " الرسالة " عنه ، أما لو تم التركيز على الشفرة تصبح الوظيفة " ميتالغوية " أي شارحة ، أما لو تم التركيز على قناة الاتصال تصبح الوظيفة " تواصلية " أما لو تم التركيز على الرسالة نفسها .. تصبح الرسالة شعرية ... ]]. ..
نأمل مزيدا من التفاعل .. والنقاش ..

د. رجاء بنحيدا 19 / 11 / 2014 26 : 03 AM

رد: ما الفرق بين اللغة العادية واللغة الشعرية؟/ رجاء بنحيدا
 
تصنف اللغة بالنظر إلى الغاية التي من أجلها تستعمل ، فإذا استعملت بغرض التواصل ونقل الفكر فإن الأمر سيحيلنا بالأساس على نسق اللغة العملية باعتبارها لغة الحديث اليومي ، إذن نستطيع القول بأنها اللغة العادية لغة العامة ، لكن يمكننا الحديث عن أنساق لسانية أخرى ، يتوارى خلفها الاستعمال العملي للغة ، واللغة الشعرية واحدة من هذه الأنساق ، بل إنها أفضل نموذج يمكن من خلاله التمثيل للقيمة المستقلة .
من المهم التمييز بين النشاطات البشرية التي تحمل قيمة في ذاتها عن تلك التي تروم امتلاك هذه القيمة عبر كونها وسائل لتحقيق غايات خارجها .
ومعلوم أن اللغة عموما كما رأها دوسوسير " نظام إنساني من العلامات الصوتية المنطوقة التي تمكن الأفراد من التواصل بينهم " فالتعريف واضح ، لكن ما الباعث على وضع هذه التصنيفات للغة ؟ وما الغاية وراء التمييز بين اللغة العملية من جهة واللغة الشعرية من ناحية أخرى ؟!
في هذا الصدد لا بد من إلقاء نظرة عامة ولو موجزة عن كتاب " نقد النقد " الذي يناقش فيه تودوروف إواليات الممارسة النقدية سواء في مظهرها الكلاسيكي التقليدي أو وفق المنظور الحديث ، إذ يستعرض هذا الكتاب آراء بعض أهم رموز الثقافة والنقد في القرن العشرين ، بدءا من الشكلانيين الروس مرورا ببول بنيشو ، سارتر ودوبلين كذا باختين وبروست ، فراي وغيرهم الذين اعتبروا الممارسة التأليفية أو النقدية تداخلا نصيا مرتبطا بالإرث الأدبي ، تستحضر الأعمال السابقة وتنطلق منها في إطار بعد حواري تجعل من هذا الكتاب عملا إبداعيا يتعاطى مع القارئ ويحثه على خوض غمار تجربة القراءة ، وبذلك يتم تجاوز ظاهرة العزوف عن قراءة الكتب النقدية والأدبية عموما .
يتبع

د. رجاء بنحيدا 19 / 11 / 2014 50 : 08 PM

رد: ما الفرق بين اللغة العادية واللغة الشعرية؟/ رجاء بنحيدا
 
كما تم إيضاحه فاللغة العملية هي لغة التواصل في بعده المباشر الذي يستهدف نقل الفكرة والتعبير عنها في إطار العملية التواصلية ، ويفترض أن تكون هذه اللغة لغة مباشرة تبتعد عن المعاني الإيحائية البعيدة الإدراك وتتطلب حضور عنصر الوضوح وسلاسة التعبيردون التعقيد المعبر عن المعنى الذي يستدعي حضور الفعل ورد الفعل ، بمعنى إرسال الرسالة ثم تلقيها وقيام المستقبل برد الفعل الملائم .
أما اللغة الشعرية حسب جون كوهين تعني " ما ليس شائعا ولا عاديا ولامصوغا في قوالب مستهلكة "
فاللغة الشعرية إذن هي انزياح عن المعنى الواضح والمعلوم إلى معاني أخرى لم تتعود الغوص فيها فإذا كان " الشعر تجاوزا للظواهرومواجهةللحقيقة الباطنة في شيء ما أو في العالم كله ، فإن على اللغة حسب أدونيس أن تحيد عن معناها العادي ذلك أن المعنى الذي تتخذه عادة لا يقود إلى رؤية أليفة مشتركة ، إن لغة الشعر هي لغة الإشارة في حين أن اللغة العادية هي لغة الإيضاح ، فالشعر هو بمعنى ما ،جعل اللغة تقول ما لم تتعلم أن تقوله "
فاللغة الشعرية ذات خطاب مكثف غايته في ذاته بما توفره من خصائص جمالية سواء في الإيقاع أو الأسلوب أو التخييل والتي تتكامل فيما بينها بحيث تشكل بنية أو نسق يجعل اللغة مستقلة ومستغنية عن أي إحالة خارجية، وهذا ما جعل تودوروف يقول :" إننا لم نعد ندرس نتاج الأدب وإنما ندرس محتويات الخطاب الأدبي " ولعل أصول هذه الفكرة كانت هي المرتكز الأول الذي ميز الشكلانيين من حيث رؤيتهم للنقد عن باقي الرؤى النقدية التي كانت تغرف من جميع الحقول ( السياسية ، علم النفس ، السيرة ، الفلسفة ) إلا من الأدب ، لأن الاهتمام بهذه الحقول لا ينتمي إلى الأدبية حسب تعبيرهم ، بل على النقد أن يلتزم بالأثر ذاته ، أي في اللغة أساسا.
[يتبع ]


الساعة الآن 43 : 01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية