![]() |
نسج العنكبوت والحمامتين على غار ثور أثناء هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
[align=justify]انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أثناء هجرته إلى غار ثور، ويقع على بعد نحو أربعة كيلو مترات في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام، فدخلا فيه، فجاءت العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأوا على باب الغار نسج العنكبوت قالوا : لم يدخله أحد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قائماً يصلي وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: فداك أبي وأمي، هؤلاء قومك يطلبونك، أما والله ما على نفسي أبكي ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تحزن إن الله معنا ) - التوبة: 40 - ، وأمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان (وفي نسخة : ترفان) حتى وقعا بين العنكبوت وبين الشجرة (البداية والنهاية لابن كثير 3 / 182) وقال: هذا حديث غريب جداًّ (وانظر طبقات ابن سعد 1/ 229، وكشف الأستار على زوائد البزار 1741 وفي الإسناد: عون بن عمير: وهو مجهول، منكر الحديث).
ومنه صار كثير من الناس يحترزون من قتل العنكبوت، ولا صحة لذلك: فليس هناك نسجاً من العنكبوت، وليس هناك حمامة على شجرة على باب الغار، إنما كانت حماية الله ترافقهما في مسيرهما إلى المدينة؛ ولهذا قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، لو أن أحدَهم نظر تَحت قدميه لأَبصَرَنا (متفق عليه)، ولكن الله أعمى أبصارهم فلم يروا أحداً في الغار، وانصرفوا عنه. والقصةأخرجها بطولها عبد الرزاق (بن همام الصنعاني، ت: 211 هـ) في المصنف (9743)، وأحمد بن حنبل (الشيباني، ت: 241 هـ) في المسند (1/ 348( ، والطبري (محمد بن جرير، ت: 310 هـ) في تفسيره " جامع البيان في تأويل آي القرآن" (11 / 136) تفسير سورة التوبة، والطبراني (سليمان بن أحمد، ت: 360 هـ) في المعجم الكبير) 12155)، والخطيب البغدادي (أحمد بن علي، ت: 463 هـ) في تاريخ بغداد (13/191(، جميعهم من طريق: عثمان الجزري ويقال له عثمان المشاهد، وهو ضعيف، روى أحاديث مناكير (الجرح والتعديل 6 / 174، التاريخ الكبير 6 / 258)، ووهم فيه الهيثمي (علي بن أبي بكر، ت: 807 هـ) فظنه أنه الثقة عثمان بن عمرو بن ساج الجزري (مجمع الزوائد 7 / 27 ) والصواب أنه غيره. قال الشيخ الألباني (محمد ناصر الدين، ت: 1419 هـ / 1999 م): اعلم أنه لا يصح حديث في العنكبوت والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكن من ذلك على علم (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 3 / 339 ). وحسن قصة نسج العنكبوت بعض أكابر العلماء: كالحافظ ابن حجر (أحمد بن علي العسقلاني، ت: 852 هـ) في فتح الباري، وقال: ذكر نحو ذلك موسى بن عقبة (الأسدي، ت: 141هـ)، عن الزهري (محمد بن مسلم، ت: 124 هـ)، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي (ت: 292 هـ) شيخ النسائي (أحمد بن شعيب، ت: 303 هـ) في مسند أبي بكر الصديق 72 من مراسيل الحسن (البصري، ت: 110 هـ)، لكن في إسناده بشار بن موسى الشيباني الخفاف: وهو ضعيف، منكر الحديث، وكثير الغلط (تهذيب التهذيب رقم 812)، وقال الذهبي (محمد بن أحمد، ت: 748 هـ): من أوهى المراسيل عندهم: مراسيل الحسن البصري، وأوهى من ذلك: مراسيل الزهري، وقتادة (بن دِعامة السدوسي، ت: 117 هـ)، وحُميد الطويل (ت: 143 هـ)، من صغار التابعين. فمراسيل هؤلاء معضلات ومنقطعات، وغالب رواياتهم عن تابعي كبير، عن صحابي، فالظن بمرسله أنه أسقط من إسناده اثنين (الموقظة في علم مصطلح الحديث 17 ). ولم يرض الشيخ عبد العزيز بن باز (ت: 1419 هـ/ 1999 م) تضعيف قصة نسج العنكبوت والحمامتين، وقال: الإسناد حسن, واذا ضم اليه مرسل عروة الصحيح الإسناد الذي رواه عبد الرزاق في المصنف (5/389), من طريق معمر عن ابن شهاب في حديثه عن عروة مرسلاًً, ازداد الحديث قوة وارتقى إلى درجة الصحة, وحسنه الزرقاني (محمد بن عبد الباقي، ت: 1222 هـ/ 1710 م) في شرح المواهب اللدنية (1/323). والصواب أن الإسناد لا يحتمل التحسين لضعف طرقه، وإن تعدد طرقه لا تجعل الحديث يرتقي إلى مرتبة الحسن لأنها ضعيفة أيضاً، فيزداد بذلك ضعفاً إلى ضعف. وعادة أهل العلم جرت بالتسهيل في باب المغازي والفضائل ونحوها ما لا يتساهلون في باب الأحكام، وكلامهم في هذا كثير جداً. قال الإمام أحمد بن حنبل (الشيباني، ت: 241 هـ): إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشدَّدنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال، وما لا يضع حكمًا أو يرفعه تساهلنا في الأسانيد (الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي). ** ** ** وقالوا إن أبا بكر تعرض إلى لدغ حية في الغار، وهي قصة مشهورة، ذكرها أهل السير والتراجم: وممن ذكرها الخطيب البغدادي محمد بن عبد الله العمري (ت:741 هـ) في مشكاة المصابيح / باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه، والذهبي (محمد بن أحمد، ت: 748 هـ) في سير أعلام النبلاء، وقال: وهو منكر، سكت عنه البيهقي (أحمد بن الحسين، ت: 458 هـ) وساقه من حديث يحيى بن أبي طالب البغدادي (وهو ثقة، ت: 275 هـ)، لكن في إسناده عمر بن الحسن الراسبي، ذكره الخطيب البغدادي (أحمد بن علي، ت: 463 هـ) في تاريخه 11 / 89 فغمزه، وآفته منه، فهو ليس بثقة. فائدة: هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بصحبة أبي بكر رواها البخاري (محمد بن إسماعيل، ت: 256 هـ) من حديث السيدة عائشة (3905)، ولم يذكر فيها نسج العنكبوت والحمامتين. [/align][align=justify][/align][align=justify][/align] |
رد: نسج العنكبوت والحمامتين على غار ثور أثناء هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم أديبنا العزيز أ. منذر أبو الشعر
بوركت على كل ما تقدمه لنا وما يفتح أعيننا على كثير من الحقائق والسؤال هو هل فعلاً لم يكن هناك نسيج عنكبوت وحمامتين ؟ وأدامك الله ووجهك إلى الخير دائماً http://iraqnaa.com/ico/image2/f/053.gif |
رد: نسج العنكبوت والحمامتين على غار ثور أثناء هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك أستاذ منذر أبو شعر
دائما نستقي من نبع علمك شيئاً كل جديد ومفيد جزاك الله عنا كل خير |
رد: نسج العنكبوت والحمامتين على غار ثور أثناء هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
[align=justify] ملكة عذب البوح الجميل الحقوقية أختي الأديبة ميساء البشيتي:
الأديب الباسم، وجه النور الساخر، ابني علاء زايد فارس: الأخبار التاريخية، بل الأخبار بشكل عام، نعرف مدى صحتها بدراسة الإسناد، ودون إسناد نقف حائرين أمام سيل الأخبار. وهذه هي الخاصية الفريدة التي حظي بها ديننا الحنيف وأخبار تاريخنا. والحب كله لكما، وغداً أفضل دائماً إن شاء الله. [/align][align=justify][/align] |
الساعة الآن 32 : 11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية