![]() |
25نوفمبر، ليلة الطائرات الشراعية
[frame="15 98"]25نوفمبر 1987
ليلة الطائرات الشراعية .كُنت في طريق عودتي من المدرسة، وكعادتي اليومية عليّ ابتياع الصُحفِ اليومية، وقعت عيناي على مجلة فلسطينية تصدر غلافها طائرة شراعية، جميلة الألوان تُحلق في السماء لم أعد أستذكر العنوان، فقد راحت مجلاتي وذكرياتي أدراج الرياح،، كما ترحل يوميا أحلام الصبايا في وطني، إلى حيثُ المنفى وقساوة اللجوء والإغتراب!! عادت اليوم إلى ذهني الشارد حُزنا، صورة تلك الطائرة الشراعية إنها ذاتها التي وقعت عيني عليها قبل عقدين من الزمن، نظرت إلى التاريخ إنها الذكرى السابعة والعشرين لتلك الطائرة الاستثنائية فلسطينيان لا تزال أسماؤهم طي السرية، وتونسي يدعى “ميلود نجاح”، ومقاتل سوري أسمه “خالد محمد أكر فوق وادي البقاع اللبناني وقف الأبطال الأربعة وأدوا التحية العسكرية لقادتهم في (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة) قبل أن يحلقوا مقلعين بطائراتهم الخفيفة في ليلة الخامس والعشرين من نوفمبر عام 1987م، الليلة التي دعيت في كل الأوساط “بليلة الطائرات الشراعية”. رحلة بلا عودة،، تذكرة ذهاب إلى السماء، عندما تحط طائرتهم في نقطة الهدف،،يعني أنهم وصلوا نقطة اللا عودة، ولكن نتيجة صعوبات ميكانيكية فإن طائرتين اضطرتا للهبوط داخل الحدود اللبنانية، بينما تحطمت طائرة التونسي “ميلود” في المنطقة العازلة التي تسيطر عليها قوات “جيش لبنان الجنوبي” والذي كان يدين بولائه لجيش الاحتلال الإسرائيلي أما خالد فقد استطاع السيطرة بإحكام على طائرته وحافظ على تحليقه فوق منطقة الأحراش ليتفادى الرادارات الإسرائيلية ونقاط مراقباتهم. ونتيجة حجم الطائرة الصغير والتحليق الصامت وبراعة وأستاذية الطيار، استطاع “خالد” أن يصل إلى منطقة الهدف: “معسكر غيبور” قرب “بيت هيلال” والذي يضم الصفوة من القوات الخاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك. هبط البطل في هدوء، وحاملا “الكلاشنكوف” بيمناه ومسدسه الكاتم للصوت بيسراه، بدأ تحركه نحو بوابة المعسكر، وكانت مفاجأة قاتلة لجنود الاحتلال وهم يواجهون مقاتلا منفردا يقاتل كما الأسود. وقبل أن يستشهد البطل السوري “خالد أكر”-بعد أن تمزق جسده بفعل رصاصات الاحتلال- كان قد تمكن من قتل 37 جنديا بجيش الاحتلال وجرح 20 آخرين وبعد اتصالات عاجلة بين نقاط المراقبة الإسرائيلية بدأت دوريات الاحتلال في مسح الحدود لكشف تواجد مقالتين آخرين وفي دورية مشتركة مع “جيش لبنان الجنوبي” عثر على طائرة “ميلود” المحطمة، الذي كان يختبئ على مقربة بعد أن التوي كاحله جراء هبوطه العنيف. ولم يستسلم “ميلود” وقاتل كما يجب أن يقاتل، وقد استطاع”ميلود” أن يقتل 5 من جنود الاحتلال قبل أن يستشهد. سميت العملية بعملية قبية، لتكون قبية تاريخ فجر جديد مشرق بالانتماء لكل فلسطين: الأرض والإنسان، فلسطين هوية الأحرار والمناضلين. قبية: قرية تقع في قضاء رام الله وفي تاريخ 14 – 10 – 1953 م من يوم الأربعاء مساءً شن العدو الصهيوني عدواناً إجرامياً بقيادة ارئيل شارون – لعنة الله عليه- ليوقع 51 شهيداً من سكانها و 15 جريحاً وكلهم من المدنيين والمواطنين المسالمين المجردين من السلاح، ثم قامت العصابات بنسف جميع منازل القرية الصغيرة ودمرتها تدميراً شاملاً… وها هو المقاتل العربي الفلسطيني لا ينسى جراح شعبهِ وإن مضى عليهاعقودا وبعد انتهاء المعركة نقل جنود الاحتلال جثة الشهيد خالد أكر في نقالة إلى المستوصف الصحي في مستوطنة “كريات شمونة” في الجليل المحتل ووضعوها خارج المستوصف قرب الباب، وعندما وصل قائد لواء جولاني المكان ذهب إلى المستوصف فمر بجثمان الشهيد خالد أكر ملفوفا ببطانية فأدى قائد اللواء التحية العسكرية أمام الجثمان فهمس قائد المعسكر في أذنه “إنها هذه جثة المخرب منفذ العملية”، فرد عليه قائد اللواء “إنه يستحق التحية فعلى روحك الطاهرة ياخالد سلام، ولدت وعلمت بأن الحياة كفاح أبت أن تزِل نفوسكم الكريمة ارقد في العيون آمنا مُطمئنا،، أيها النسر الشامخ،، أنت والرفاق لكم في القلوب المكانة الأوسع وذكراكم أبدا من البال لن ترحل وفلسطين حافظة لكم بطولاتكم بين خافقيها في سجلات حطين واليرموك ملحماتكم أبدا لن تُنسى تحية وسلام [/frame] |
رد: 25نوفمبر، ليلة الطائرات الشراعية
الشهيد خالد أكر
قائد عملية قبية العمر 30 عاما هو واحد من /11/ ولداً في عائلة من أصول فلاحية في "حلب الشهباء" شمال سورية ، انضم إلى المقاومة الفلسطينية عام 1983 . الشهيد البطل ميلود نجاح تونس العمر 34عاما استمرت المعركة ما يقارب الـ 90 دقيقة استشهد خلالها الرفيق السوري البطل خالد محمد أكر قائد التشكيل المقاتل. استنجد العدو كعادتهِ الجبانة بقوات من خارج المعسكر وغطت سماء المعركة طائرات مروحية وقذائف الإنارة والإضاءة. شهادات لا بد منها 1 صرحت قوات العدو أن المقاتل خالد عندما اقتحم معسكراتهم كان يصرخ: "فلسطين عربية والموت لكم يا أوغاد"، وذلك في الوقت الذي كان يوزع فيه خالد أكر صليات نيرانهِ على الجنود وقد تجمعت أغلب إصابات خالد أكر في منطقة (الخصية) ليفقد قادة العدو رجولتهم وفحولتهم حسبما أفادت إذاعة العدو ووكالات الأنباء العالمية. 2 صرح تلفزيون العدو الصهيوني ان وابلا من الصواريخ اسقط على معسكر (غيبون) وقد احدث خسائر فادحه حيث قتل وجرح أكثر من 35 عسكرياً صهيونياً من بينهم: ضابط وضابط صف، تدمير ثلاثة مهاجع وحرق خمس خيم، وتدمير وإعطاب أكثر من ست آليات مختلفة، إلا أنَّ العدو الصهيوني تراجع ولم يعترفَ سوى بالقتلى الست الذينَ أسقطهم المقاتل الشهيد خالد محمد أكر. صحيفة (روبابيلكا) الايطالية وصفت الشهيد أكر ب"رامبو الفلسطيني". ورأت صحيفة انترناشيونال هيرالدتريبيون ان الفارق بين اسطورة رامبو الاميركي والواقع الفلسطيني، أن:" رامبو الذي هو بدعة من إنتاج المخيلة السينمائية الأمريكية المصابة بوهم التفوق على شعوب العالم و إرادته ... و " الفلسطيني " القادم على ظهر شراع لانتزاع حقه التاريخي على تراب وطنه ... رغم تلك المسافة الفارقة بين الموقفين ، فإن الوصف يترك انطباعاً واضحاً على المدى البعيد الذي وصلت إليه العملية في تأثيراتها على مختلف الأصعدة". صحيفة "الاوبزرفر" رأت في العملية أنها المفجر للانتفاضة الاولى في 8.12.1987. والجدير بالذكر أن شاحنة اسرائيلية اجتاحت جماهير من غزة كانت عائدة من احدى منسبات التشييع وقتلت عدد من الفلسطينيين الامر الذي الهب الشاعر الفلسطيني واطلق الانتفاضة الاولى اسحق شامير فانه اعتبر أن:"هذا الهجوم من أكثر الهجمات التي شنت على إسرائيل تطوراً منذ سنين ، كما أنه أكثرها جرأة و دموية ، و استناداً للمصادر الإسرائيلية شارك في الهجوم فدائيان فلسطينيان بطائرتين شراعيتين ، غير أن ناطقاً بلسان " الجبهة الشعبية – القيادة العامة " في دمشق ، ذكر أن المجموعة من خمسة فدائيين شاركت في العملية ،و أن ثلاثة من المشاركين عادوا لقاعدتهم 0 وقد تصرف المهاجم الذي تمكن من الاختراق والوصول لهدفه ، بمنتهى الاحتراف ، و تبين أنه كان مزوداً بنظارات للرؤية الليلية ، و بمسدس مزود بكاتم للصوت ، إلى جانب بعض القنابل اليدوية و بندقية هجومية ، و قد تمركز في أفضل موقع ممكن ، و أطلق على الخيمة صليات من نيران بندقية من نوع " إيه كاي –47 " ثم ألقى خمس قنابل يدوية على الجنود حين خرجوا للتصدي له . |
رد: 25نوفمبر، ليلة الطائرات الشراعية
الشاعر مظفر النواب رثى الشهيد خالد في قصيدة قال مطلعها
الدجى والمدى جنحهُ نجمة للصباح الجميل كرياح الاعالي اختفى ما أحست به غير زيتونة الف قلب لها على كل غصن بالجليل شفرته الى الارض وارتفعت قبلت قدميه فلقد جاء في الزمن المستحيل آه من ومض عينيه في الانبساط السماوي يكشف موقعه |
الساعة الآن 02 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية