منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   المقــالـة الأدبية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=62)
-   -   الإمام المفقود و الألم الموجع (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=2849)

نصيرة تختوخ 12 / 03 / 2008 46 : 09 PM

الإمام المفقود و الألم الموجع
 
والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهّداً، وأُجرّ في الأغلال مصفداً، أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيءٍ من الحطام.
وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلى البلى قفولها، ويطول في الثرى حلولها، والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بُرّكم صاعاً، ورأيت صبيانه شعث الشعور غبر الألوان من فقرهم كأنما سودت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكداً وكرر علي القول مردّداً، فأصغيت إليه سمعي، فظن أني أبيعه ديني، وأتبع قياده مفارقاً طريقي فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها.
فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه؟ وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه؟ أتئن من الأذى؟ ولا أئن من لظى؟ وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها، ومعجونة شنئتها، كأنما عُجنت بريق حية أو قيئها، فقلت: أصلة أم زكاة أم صدقة؟ فذلك محرم علينا أهل البيت.
فقال: لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية.
فقلت: هبلتك الهبول، أعن دين الله أتيتني لتخدعني؟ أمختبط أنت؟ أم ذو جنة أم تهجر؟ والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت افلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها! ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى؟ نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين. "هذا علي رضي الله عنه ،ابن عم الرسول الكريم وأحد الخلفا ء الراشدين العادلين ورجل من رجال الجنة يأتيه أخوه طالبا معونة فيرده خائبا ويصده معاتبا و يذكره بالأمانة و الله و اليوم الآخر ويشعرنا بحرصه على حق المسلمين ومالهم.
علي يخاف الله و يخاف على امته من شرورالنفس وعبث الظلم، فها هو يخاطب الناس و يقول:'لم تكن بيعتكم إياي فلتة؛ و ليس أمري وأمركم واحدا.
إني أريدكم لله ، وأنتم تريدونني لأنفسكم! أيها الناس، أعينوني على أنفسكم، وايم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه، ولأقودن الظالم بخزامته، حتى أورده منهل الحق ولو كان كارها".
فأيننا من أيام الخلافة و من حضن حاكم يضمنا و يخاف علينا مثل علي.
خفافيش البيت الأبيض تطير إلى العواصم العربية ولا تلقى جبينا مقطبا ووجها رافضا يقول لها لا كما قالها رضي الله عنه لأخيه الذي لم يطلب منه الشيء الكثير.
إنها تستقبل بالابتسام و التهليل و الترحاب و يفرش لها البساط الأحمر لتمشي عليه مزهوة منتشية كنشوتها بإراقة دماء المسلمين الأبرياء صغارا و كبارا دون اكتراث.
الخفافيش تلقى فيضا من الكرم و استعراضات لامنتهية للتعبيرعن حسن النوايا وتضحيات مسبقة لجبر خواطرها التي عليها أن لا تكسر و لا تخدش ولا تتوجس.

وليمت التعساء والبؤساء ومن استبيحت دمائهم في غزة أو العراق أو في أي بقعة من العالم الإسلامي الكبيرو المستصغر شأنه.
وهل لأطفال غزة و نساء هاو شيوخها ولكل مواطنينا المترامين على الخريطة العربية الإسلامية رجل يخاطبهم و يخاف عليهم و ينبههم و يسهرعلى أن يستتب بينهم العدل كما فعل علي??.
ليس لأمتنا رمز ولا رأس و قد أضحت العروبة أرملة تركل و تجوع و تتشرد و تتهم و يسخر منها في الرسوم الكاريكاتورية و الأفلام الهوليوودية.
لقد أكلنا يوم أكل الثور الأبيض الذي تخاذلنا في حمايته وإننا نصفع كل يوم و نقول أوكي مادامت هناك حياة فهناك أمل، فقد تعلمنا أن نقول أوكي وأن نردد العبارات المستوردة، لأننا شعوب تحاول الإنفتاح ،شعوب مجبرة لا مخيرة ومسيرة لا مسيرة (بكسرالياء) شعوب تطوي الألم لتتعايش مع الصفعات بشكل سلمي وديع أخاذ.
آه ياعلي و أينك يا علي وهل من قلب يخفق من أجل مسلمينا المعذبين ويقيم الدنيا و يقعدها لينصف المظلومين.
إخوة لنا يجوعون و في الظلام مساء ا يغرقون وتحت أنياب القهريعيشون وإن ماتواأحيانا إلى الأكفان يفتقرون وما من مغيث و مامن منقذ , لكل حاكم شؤون ،أجل حكامنا مشغولون و عالمنا الإسلامي مجرد زبون للخفافيش و الرعاع و لتجار الأفيون والحروب وفقاقيع الصابون.
آه ياعلي و آه ياحبيبنا يامحمد يا من بلغت الرسالة ،رسالة الخيروالعزة و الكرامة؛ آه ياحبيبنا غزة تحتضر و العراق يلفظ الجثث ،بغداد الرشيد تتنفس الأشلاء المحروقة وتذرف دموعها في دجلة في مشرق بلاد الإسلام و مغربها يمشي المواطن كالمومياء مغلفا بالصمت متجرعا الذل ، خائفا من الغد و السلطة وأية سلطة تلك التي تمثلها الشرطة لا الجنود فنحن لم يعد عندنا جنود للقتال نحن قوم سلمنا بواقع الحال و قلنا نحن مسلمون بالشدة والكسر على اللام لإننا كسرنا و هزمنا و تعودنا على المومياء ات الماشيات و الأموات وزيارات مصاصي الدماء و المهرجانات.
Nassira


الساعة الآن 58 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية