![]() |
حصار منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم للفتك به
[align=justify]
روى ابن إسحاق (محمد بن إسحاق المطلبي، ت: 151 هـ) في حصار منزل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للفتك به، من حديث التابعي محمَّد بن كعب القُرظي (ت: 108 هـ)، وإسناده ضعيف للإرسال، قال: لما اجتمعوا له، وفيهم أبو جهل بن هشام (عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي، ت: 2 هـ في غزوة بدر)، فقال وهم على بابه: إن محمداً يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بُعثتم من بعد موتكم فجُعلت لكم جنان كجنان الأردن، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح، ثم بعثتم من بعد موتكم، ثم جُعلت لكم نار تحرقون فيها. قال: وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ حفنة من تراب في يده، ثم قال: أنا أقول ذلك، أنت أحدهم. وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو هؤلاء الآيات: (يس. والقرآن الحكيم. إنك لمن المرسلين. على صراط مستقيم. تنزيل العزيز الرحيم. لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون. لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون. إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون. وجعلنا من بين أيديهم سداًّ ومن خلفهم سداًّ فأغشيناهم فهم لا يبصرون) ـ يس: 1 ، 9ـ حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات، ولم يبق منهم رجل إلاَّ قد وضع على رأسه تراباً، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب، فأتاهم آت ممّن لم يكن معهم، فقال: ما تنتظرون ها هنا؟ قالوا: محمداً، قال: خيبكم الله: قد والله خرج عليكم محمَّد، ثم ما ترك منكم رجلاً إلاَّ قد وضع على رأسه تراباً وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم؟ فوضع كل رجل منهم يده على رأسه، فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يتطلعون، فيرون علياًّ على الفراش متسجياً ببُرد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: والله إن هذا لمحمداً نائماً عليه بُرده، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا، فقام علي رضي الله عنه عن الفراش فقالوا: والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا (الروض الأنف 4 / 178 ). ولم يذكر أئمة التفسير هذا الخبر في تفسيرهم لآيات سورة يس، رغم عنايتهم بذكر أخبار أسباب النزول، كالطبري (محمد بن جرير، ت: 310 هـ) والزمخشري (محمود بن عمر، ت: 538 هـ) وابن الجوزي (عبد الرحمن بن علي، ت: 597 هـ) والقرطبي (محمد بن أحمد، ت: 671 هـ)، بل ذكر أكثرهم سبباً آخر للنزول لم يثبت هو الآخر؛ ولم يورد الخبر غير ابن كثير (إسماعيل بن عمر القرشي، ت: 774 هـ) نقلاً عن ابن إسحاق. وفي حديث الهجرة، من حديث السيدة عائشة، وإسناده صحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، وهي ساعة لم يكن يأتيه فيها، وأخبره بأنه قد أُذن له في الخروج، قالت: فجهزناهما أحثَّ الجهاز، وصنعنا لهما سفرة في جراب .. ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغارٍ في جبل ثور، فكمنا فيه ثلاث ليال (صحيح البخاري 7 / 230). فمتى حاصر المشركون بيته؟ هل كان قبل ذهابه إلى بيت أبى بكر؟ وأين قضى صلى الله عليه وسلم هذا الوقت الذي استغرق ليلة ونصف نهار قبل أن يذهب إلى بيت أبي بكر ؟ هل كان ذلك بعد عودته من بيت أبي بكر وإخباره له بالهجرة، مع أن هذا لا يستقيم ، لأن ظاهر حديث السيدة عائشة يقول إن التوجه إلى الغار كان من بيت أبي بكر ؟ ومتى تم استئجار ابن أريقط (عبد الله بن أريقط الديلي) دليل رسول الله في الهجرة ؟ أين كان بنو هاشم عن هذه المؤامرة ؟ ولماذا سكتوا عنها ؟ ولماذا لم يُسمع لهم فيها بأدنى ذكر؟ صحيح أن أبا طالب قد مات، لكن ذلك لا يعني عدم وجود آخرين من بني هاشم تأخذهم الحمية والأنفة لابن أخيهم، على رأسهم العباس بن عبد المطلب الذي رافق رسول الله صلى الله عليه وسلم في لقائه بنقباء الأنصار في بيعة العقبة الثانية سنة 13 من النبوة، رغم أنه لا زال على إشراكه، مبيناً أن ابن أخيه هو في عزّ من قومه ومنعة في بلده، فإن كانوا يرون أنهم وافون له بما دعوه إليه, وأنهم مانعوه ممن خالفه, فهم وما تحملوا من ذلك, وإن يروا أنهم مسلموه و خاذلوه بعد خروجه إليهم فمن الآن فليدعوه لأنه في عز ومنعة من قومه و بلده. وكيف علمت قريش بموعد هجرته صلى الله عليه وسلم حتى تقوم بمثل هذه الأمور؟ أخرج البيهقي (أحمد بن الحسين، ت: 458 هـ)، وإسناده صحيح، من طريق ابن إسحاق: وأقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثلاث ليالٍ وأيامها - يعني بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم – حتى أدى عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق رسولَ الله صلى الله عليه وسلم (السنن الكبرى 6 / 289 ). [/align][align=justify][/align][align=justify][/align][/align] |
الساعة الآن 54 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية