![]() |
محكمة العقل و الخيال:هشام البرجاوي و نصيرة
[align=justify]حوار قناعات، و تبادل أفكار مع الأستاذة نصيرة (مداخلات الأستاذة نصيرة باللون الوردي) موضوع الخيال يبتعد عن التأمل العقلي، إنه لا يحتاج إلى تأطير عقلي خلاب هو في الحقيقة تركيز مسهب و غير مهم على ظاهرة عادية يختلف الناس في تفسيرها، فلماذا يبحث المثقفون عن تنميط للمفهوم، أ ليس ذلك نوعا من الاستبداد؟ أرى في الخيال غنى و نعمة إلهية تمنح البشر متنفسا و نافذة على عوالم غريبة. لا أعتقد أن العوالم المتعددة مكسب للإنسان، يجب أن نواجه ألام عالمنا الوحيد، لماذا يتطرف الخيال في ابتكار عوالمه؟ إنه يبعدنا عن أسى عالمنا الوحيد. لننتصر بتكامل الجهود و اتحادها على آلام عالمنا الحالي، و بعد ذلك نسبر غياهب العوالم التي يصنعها الخيال. وما المجدي في عيش الألم؟ أم أنك من أنصار القولة الفلسفية:"الألم ضروري كالموت"؟ لا أقصد عيش الألم، و إنما مواجهته الأولية بمضاده المعروف و هو السعادة، و بالفعل و الإجراء أيضا، و يظهر من تساؤلك أنك تفهمين أن الألم يسيطر على أغلب مناحي حياة البشر و هنا نلمس ضرورته، إنه مشكلة موضوعية تستلزم ارتباطا وثيقا بالواقع، ينقذها من التأملات الترفية الخيالية. كثرة المشكلات المتشابكة و الأحزان الثقيلة، أ كل هذه الأهوال تصنع التجربة الشرعية؟ أجد من الذكاء أن نتحرر قليلا من أغلال المصير و التخطيط و العقل. دائما تستبعدين أهمية تواصل العقل في خدمة البشرية، و دعيني أقول إن الجريمة مفتاح للدخول المظفر إلى التاريخ، و تاريخ الإنسان في جزء واسع منه سجل لأعظم الجرائم في كل مجالات المعرفة و السلوك البشريين. أنصح الإنسان الذي لا يقدر على تخليد منجز معرفي ما أن يرتكب خطأ عبقريا أي لم يحدث له مثيل في التاريخ. بالتدرج في الخير وصولا إلى قمته و بالعبقرية أيضا في اقتراف الأخطاء تتحقق التجربة الإنسانية الشرعية و تتطور. لا أقلل من أهمية العقل، إلا أنني أعتقد أن هناك فرقا بين استعمال الخيال و السكن فيه، و الخضوع المستديم للوهم؟ لا نستعمل كوسيلة إلا ما نعرف مضمونه. هل الخيال مضمون أم وسيلة؟ عندما نقول إنه وسيلة، فإننا ندمجه تماما بالعقل و حينما نقول إنه مضمون، فإننا نعطيه روحا عقلية، بل إننا نفرض عليه أن يكون إنتاجا عقليا. الخيال نسق ومجموعة وسائل كثيرة كأنه ناد فيه دراجات و مراكب و أجنحة و أشرعة لا أعتقد، إنك لا تمنحين الحساسية المطلوبة للخيال و معانيه، ما يتحكم في نقاشنا الآن هو الفهم العقلي لأهمية الإنصات للآخر و تفحص قناعاته. دعني أكمل اعتقادي، الخيال أبعاد نحن المتحكمون فيها و أنا الآن أتحدث و أعبر عن أفكاري عن الخيال و أستعمل خيالي تستعملين عقلك. أتحفظ على عبارة:"أستعمل خيالي"، السياق غير متكافىء، لو أن الخيال هو المستعمل لما كان التنظيم حاضرا في النقاش و لكان الحديث عن التعاريف و المفاهيم غير ممكن. عقلي لا يستطيع منطقيا تخيل مافي خيالي بلى. الخيال جزء من تفكيرنا. التحويل إلى اللغة يمارسه العقل، رموز الخيال يشرحها العقل، و الفكر هو العقل ما الفرق بين الأحلام و الخيال؟ في الحلم يقول التحليل النفسي إنه اللاشعور من يتحكم. لكنه العقل، إننا نستطيع أن نقص أحلامنا كوقائع، و في بعض الأحيان نستفيق و خصوصية الحلم تستوطننا، و يخلصنا منها المعرفة العقلية بالعلم و الاستعداد للتأويل. صحيح كلامك، لكنك تتحدث عن أحلام النوم لا أحلام اليقظة، ذلك الذي نسميه الخيال الواعي. إنها مقارنة فقط يا سيدتي، و المقارنة لا تصدر عن اعتقاد خاطئ. و تذكري أنني أسميك عبر كل مراحل تبادل الأفكار:"سفيرة السماء" من منطلق عقلي. مع ذلك يسرني أن أتخيل أنني سفيرة السماء. أعتقد أننا عثرنا يا سيدتي على نقطة التقاء. لأنني، الإنسان المقدس للعقل، من أطلق عليك ذاك اللقب دعني أكمل مداخلتي، و يسرني عبر صور الخيال اللامعة أن أقطف مزايا و شمائل هذا اللقب التالد. اقطفيها. فكل نفائس الخيال تظل أقل أهمية من وسام:"سفيرة السماء" الذي أطلقه العقل. و من يتحاور مع الشكل الميثولوجي للقب يستشف بسهولة أن العقل حاضر في مظاهر الميثوس التي يقول التاريخ إن العقلانية تكونت لتواجهها. يا إلهي، علينا أن نتوقف عند هذا المستوى، إنك تحول اللقب الجميل الذي وهبتني إياه إلى نقاش يسعى إلى تفسير اللوغوس أي العقل و الاسترسال في تمجيده الذي ينزاح نحو العاطفة، فيكون التفكير العاطفي محتميا بدرع عقلي. [/align] |
رد: محكمة العقل و الخيال:هشام البرجاوي و نصيرة
[frame="1 10"]
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');border:10px groove indigo;"][cell="filter:;"][align=right] تحياتي الأستاذة نصيرة والبرفسور هشام [/align][/cell][/table1][/align]محاكمة العقل والخيال حوار بديع و مختلف.. كنت أتمنى أن يطول أكثر حقيقة استمتعت به أتمنى حقيقة أن يتكرر هذا الحوار الراقي بينكما حتى يصبح ملفاً كاملاً عميق تقديري [/frame] |
رد: محكمة العقل و الخيال:هشام البرجاوي و نصيرة
l'imagination est profondeur.
Aucune faculté de l'esprit ne s'enfonce et ne creuse plus que l'imagination; c'est la grande plongeuse. La science, arrivée aux derniers abîmes, la rencontre. Dans les sections coniques, dans les logarithmes, dans le calcul différentiel et intégral, dans le calcul des probabilités, dans le calcul infinitésimal, dans le calcul des ondes sonores, dans l'application de l'algèbre à la géométrie, l'imagination est le coefficient du calcul, et les mathématiques deviennent poésie. Je crois peu à la science des savants bêtes Victor hugo... |
رد: محكمة العقل و الخيال:هشام البرجاوي و نصيرة
الأخ الكريم هشام البرجاوي
العزيزة نصيرة طابت اوقاتكما، تشدني الحوارات لأنها غالباً ما تقدم لنا نتيجة مدروسة . بالنسبة للخيال، انا اراه حديقة العقل الخلفية التى نهرب لها بعيداً عن اعين المتطفلين ، نمارس كل ما نحب في هذه الحديقة بعيداً عن المسموح واللامسموح، الممكن ، اللا ممكن، الخيال هو المساحة التى تخصنا وحدنا ، نحن من نختار من يشاركنا هذه المساحة ، ربما يكون من يشاركنا هذه المساحة غير موجود فيزيائياً . الخيال هو نوع من الأحلام، ولكن هي احلام يقظة ليست كتلك التى يفرضها علينا عقلنا الباطن والذي يعمل كهارد ديسك يدون رغباتنا ، طموحتنا، الامنا، افراحنا، ثم يخرجها على هيئة فيلم، اقصد حلم. استمتعت كثيراً بحواركما الراقي، فهل من مزيد من هذه الحوارات؟ استاذي الفاضل هشام ، اقترح ان نبدأ سلسلة ، تقدم لنا فيها سؤال يكون قاعدة للحوار ، يساهم فيها من يرغب من الأعضاء، ما رأيك؟ مودتي وتقديري، سلوى حماد |
رد: محكمة العقل و الخيال:هشام البرجاوي و نصيرة
الأستاذة سلوى: مساء الخير..
[align=justify] الخيال لا يسمح لنا بانفاق كل قدراتنا و امكاناتنا المادية داخل سياقنا الواقعي، الإستمرار في تمجيد الخيال و منحه الأولوية و الإمتياز يحول الفعل العقلاني التطبيقي العربي إلى استمتاع متواصل بالكلام الشاعري المتنافر مع المطلوب واقعيا. إذا تأملنا أغلب الكتابات التي تطرقت إلى ذكرى النكبة الفلسطينية فأول ملاحظة سنسجلها هي أنها أشعار و خواطر و سيول وجدانية مؤقتة التأثير، تنطلق من أحداث تحوم حولها صراعات و تساؤلات نوعية. تهاطلت الإبداعات الحماسية على أفعال ألحقت أضرار جسيمة بالعرب و كشفت عمق الولاءات الخارجية للفرقاء السياسيين في بلدان كان من المرتقب أن يتحكم تنوع أطيافها العقائدية في ريادتها للديمقراطية التوافقية. هذا موضوع آخر، للخيال، أو الحديقة الخلفية للعقل مثلما أسميته سيدتي العزيزة، جناية خطيرة على القناعة التاريخية للإنسان العربي. أعتقد أن الهدف الجوهري للعقل هو بناء قناعة تاريخية صحيحة باستطاعتها أن تخلق سلوكا تقدميا و تطوريا، أهم ما فيه، أنه سلوك، تطبيق، ممارسة...حياة. هذا ما يجب أن نحققه قبل أن نسافر عبر غياهب الخيال و متاهاته. [/align] لا يفوتني أن أشكر لك اقتراحك الرائع و سأعمل من أجل تحقيقه. |
رد: محكمة العقل و الخيال:هشام البرجاوي و نصيرة
مساء الخير بروفيسور هشام ،
تعليقي بالنسبة للخيال كان على المستوى الفردي الأنساني نظراً لأنني احتاج الى الحديقة الخلفية والتى اقضي وقتاً لا بأس به مع اوراقي وقلمي، ولكن للسياسة حسابات اخرى، انا معك في ان صياغة السياسة تحتاج الى عقل واعي خارج نطاق الخيال 100% حتى يستطيع ان يستوعب ما يحدث من مفارقات على الساحة وان يصيغ استراتيجية ملمة بكل الجوانب. اشكرك على الرد ولنبق على تواصل، تحياتي وتقديري، سلوى حماد |
الساعة الآن 54 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية