![]() |
تعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه / ندوة مفتوحة للحوار والتفاعل
[align=justify]
تحية أدبية إبداعية طيبة لكل السيدات والسادة.. [/align]كمدخل لعودتي إلى النشاط والتفاعل في نور الأدب، أفتتح معكم هذه الندوة التي سنسعى من خلالها لتعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه ومناقشة الآليات التي ينبغي لنا من خلالها حماية الإبداع من المتطفلين عليه. الأدب والأديب والفرق بين الأديب والكاتب من جهة، والكاتب والمتطفل على فن الكتابة من جهة أخرى. 1- الأدب: الأدب وبناء على تعريف كبار النقّاد عربياً وغربياً ، قديماً وحديثاً ، مضيفة وجهة نظري ينقسم إلى شقين أساسيين: - الأدب الكتابي من حيث الشمولية الأدبية أو تعدد الأصناف الكتابية، من قصة ورواية ونثر ومقالة ونقد وأو شعر وقصة ونقد ( تعدد الألوان الإبداعية في مجال الكتابة ). - الرقي الإنساني باللغة والأدب واختيار الألفاظ الراقية المهذبة التي تبني ولا تهدم وترتقي ولا تنحدر، والمواقف النبيلة والمعاملة المتأدبة والالتزام بقضايا الوطن وهموم المواطن ، والمبادئ والأخلاق وحفظ التراث إلخ.. ملاحظة: يمكن وللمشاركين ولي أثناء الحوار إيراد بعض تعريفات المفكرين والأدباء والنقاد في تعريف الأدب والأدباء. الأديب : إنسانياً هو المهذب الراقي المتبني لقضايا أمته والمساهمة في رقي مجتمعه وثقافته ، من يمتلك التشكيل اللغوي الجمالي والخيال الواسع واللغة الصحيحة، وإبداعياً هو من تعددت مواهبه الكتابية ولم ينحصر في صنف واحد.. الكاتب: هو من يجيد فن الكتابة ( متخصص في جنس واحد ) أو كاتب صحفي وقد يكون كاتباً في أي مجال آخر ( كتابة وظيفية – يسمى أيضاً كاتباً ) . الأديب يمثل واحداً من أرقى مراحل تطويع اللغة والسمو بها، فلا يكون ركيكاً ولا رقيعاً ولا شتّاماً ولا مأجوراً أو مبتذلاً ، يستعمل لغة راقية بأسلوب رفيع لبق ( لغة الثقافة والأدب / يتأدب ويؤدب ويلتزم بأخلاق الأدب ومفرداته / يرتقي باللغة ولا ينحدر بها ) تختلف جملة وتفصيلاً عن لغة السوقة وقاع المجتمعات ( الفرق واضح لا يقل عن شرط الموهبة من عدمه ) وأن يكون مثقفاً مطلعاً على العلوم والآداب وتطوراتها عبر الأجيال وعلاقة هذا بتطور المجتمع ، ومتابعة النصوص الأدبية متمتعاً بالقدرة على التحليل والنقد والتفكير ، ويعرف الفرق بين البلاغة والفصاحة تعريف البلاغة مختصراً : الوصول والانتهاء ويكون الكلام ( كلام بليغ ) مطابقاً لمقتضى الحال ، فلا يكتب في الأدب الموجه للأطفال كما يكتب للكبار ولا يستعمل مفردات صعبة وأسلوب شاق يصلح للمتخصصين حين يتوجه للعامة، ولا يخاطب كبار السن كما يخاطب الأصغر منه سناً إلخ.. تعريف الفصاحة مختصراً: القدرة على التعبير وإيصال المعنى ( البيان ) القدرة على التعبير وإيصال المعنى والإظهار واستعمال المفردات المفهومة لإيصال المقصود بأسلوب سلس إلخ.. والآن نبدأ الندوة تعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه / أرجو البدء ما رأيك هل تتفق أو تختلف مع التعريف أعلاه؟؟ ما هو الأدب وما تعريفك له؟؟ من هو الأديب وما هي مواصفاته ليستحق لقب أديب؟؟ من هو الكاتب؟ ما الفرق بين الكاتب والأديب؟؟ بين الأديب والمتطفل؟؟ ماذا تقترح لحماية الأدب من المتطفلين عليه ومن ينحدرون بذائقة المتلقي ؟؟ |
رد: تعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه / ندوة مفتوحة للحوار والتفاعل
موضوع بالغ الأهمية أختي الغالية الأديبة الأستاذة هدى نور الدين الخطيب..مررتُ للاطلاع والقراءة والاطمئنان عليك..ولي عودة بإذن الله لإثراء الموضوع..محبّتي وتقديري..
|
رد: تعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه / ندوة مفتوحة للحوار والتفاعل
بداية تسعدني إطلالتك أستاذة هدى ومبادرتك لفتح ملف نتمناه أن يغتني بالآراء والحوار.
قبل الإدلاء بأيّ رأي حول الفرق بين '' الكاتب '' و '' الأديب '' أحبّ أن أشير لأهمية الكلمة المنيرة وذات البعد الإيجابي في هذه الفترة من التاريخ العربي. إشعال شمعة في الظلام ضرورة ملّحة والمبادرة لإزاحة اليأس والبناء عوض المشاركة في الهدم إن لم أقل أنهما من ضمن الواجبات سأقول أنهما مستحبان من كل قادر عليهما. لقد كان المشوار طويلا لتخرج أوروبا من القرون الوسطى المظلمة إلى عصور التنوير لكن مفكريها وأدبائها لم يستسلموا بل واصلوا منفردين ومجتمعين دأبهم يسعوون للسمو بإنسانيتهم وإنسانية مجتمعاتهم. الكتابة باللغة السليمة لنقل المعلومة أو الخبر والكتابة ذات البعد والعمق والدافع الإنساني تتباعدان في ملامستهما للقارئ ومدى قدرتهما على التسلل إلى وجدانه. بالنسبة لي استعمال كلمة الكاتب كوصف للممارس لفعل الكتابة واستعمال كلمة الأديب للمنتج في الحقل الأدبي يجعلان من الأديب كاتبا ومن الكاتب غير متخصص بالضرورة في الأدب لكنهما لايحسمان التفوق للأديب على حساب الكاتب لأن المشتغل في الحقل الأدبي يمكن أن يضيف للمجال مؤلفات وإصدارات لاتصل للتميز والتأثير الذي يقدر عليه الكاتب, وهنا أتحدث طبعا عن الأثر الإيجابي لا الهدّام والذي يزيد الذوق العام تدهورا فيستحيل شرًّا يقدّم للآخر لا ارتقاءً بمستواه. الإبداع بالنسبة لي شيء آخر ممكن في مجالات عدّة وهو القدرة على الإتيان بالجديد شكلا أو تناولا أو أسلوبا مايسترعي الإنتباه وينجح في نقل حواس أو إدراك الآخر من الحياد واللامبالاة إلى الاهتمام أو الإعجاب والتفاعل وماقد يتبع ذلك. سأتوقف هنا وربما لي عودة لاحقة. مع تحياتي للمشاركين في الملف وكثير من الأماني الطيبة لك. |
رد: تعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه / ندوة مفتوحة للحوار والتفاعل
الحمد لله على سلامتك يا سيدة النور الفاضلة,,,
الأدب في اعتقادي هو ما قال عليه السلام : أدبني ربي وأحسن تأديبي والكتابة عندي أنه من لا يقرأ لايكتب والأديب في نظري هو من يمتلك أحاسيس الألوان وتنوعها ومعرفة الأشكال وتدرجها أما الكاتب من يعبر دون قيد أو شرط مستوعبا لمعاني النص .. بكامل الحرية والقارئ مازال لم يطرح السؤال عنه.. ولك كامل الود والتقدير والإحترام ولي عودة إن اتسع الأجل وقدر الرحمان |
رد: تعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه / ندوة مفتوحة للحوار والتفاعل
الأديبة المتميزة هدى الخطيب
ما شاء الله على هذه الهمة وعلى هذا النشاط ، .. وعلى مثل المواضيع القيمة التي تحدد المصطلحات وتدقق في معناها ، وتميز وتوضح .. لتعم الفائدة والاستفادة .. هو ملف غني متشعب الزوايا ، والمحاور والتساؤلات التي تصب جميعها في الفرق بين الكاتب والأديب وبين الأديب وغير الأديب .. وعلاقتهم بالإبداع .. لهذا ارتأيت أن أقوم برحلة حول مصطلح الأدب ، هذه الكلمة التي مرت بأطوار متعددة وبرحلات متغيرة في المعنى والدلالة منذ أن ظهرت في العصر الجاهلي إلى العصر الحديث ... نجد طرفة بن العبد يقول : نحن في المشتاة ندعو الجفالى ****** لا ترى الأديب فينا ينتقر ونجد في كتاب النعمان بن المنذر إلى كسرى مع وفد العرب : ((وقد أوفدت ، أيها الملك، رهطا من العرب لهم الفضل في أحسابهم وأنسابهم، وعقولهم وآدابهم )) فنجد مصطلح الأديب في المثال الأول بمعنى الداعي إلى الطعام ، لا يتنافى مع المعنى الثاني الذي يدل على الأخلاق ، بل يكمل المعنى الأول لأن إكرام الضيف من آثار الخلق الحسن .. وفي العصر الإسلامي اتسع مدلول الكلمة ليشمل التهذيب اللساني والخلقي معا ، قال الرسول ﷺ (( أدبني ربي فأحسن تأديبي )) فجاء بمعنى حب الفضيلة ونبذ الرذيلة .. أما في العصر الأموي نجد عبد الملك بن مروان يخاطب مؤدب أبناءه : (( أدِّبهم برواية شعر الأعشى )) فحمل مصطلح الأدب مضمون السيرةالحسنة وتهذيب الخلق ، وتقويم اللسان .. وتعلم جملة من المعارف من قبيل رواية الشعر والنثر ، وما يتصل بهما من أخبار ، فضلا عن اللغة والنحو ،، أما في العصر العباسي وقد اتسعت العلوم والمعارف واتسع معها مدلول كلمة الأدب ، فأطلقت على الأشعار والأخبار والأحاديث والوصايا والخطب لما لها من أثر في تهذيب الأخلاق وتقويم اللسان ، فالمطلع عليها يحصل له التأدب ، ولهذا سمي ابن المقفع كتابيه (( الأدب الصغير ، الأدب الكبير )) نظرا لتضمنهما مجموعة من الحكم والنصائح الخلقية والسياسية ، وقد أشار محمد منذور في كتابه الأدب ومذاهبه .. أن الأدب يدل حسب ما تعارف عليه الأدباء في القرنين الثالث والرابع الهجريين على مأثور الشعر الجميل والنثر البليغ ، المؤثر في النفوس ، المثير للعواطف ، وبهذا فالأدب .. كل شعر أو نثر يؤثر في النفس ، ويهذب الخلق ويدعو إلى الفضيلة ويبعد عن الرذيلة ، بأسلوب رائع .. أما مفهوم الأدب في العصر الحديث فهو علم ومنهج وفن وتصور وطريقة ونقد .. إلخ بل هو عند البعض (( كل شيء قيد الطبع )) وعند آخرين هو (( تلك الكتب العظيمة التي تشتهر لشكلها الأدبي ولتعبيرها )) وقد يقول قائل الأدب أكثر شمولا من التاريخ والسيرة ، فهو ذو طبيعة خالدة.... بل هو مؤسسة تأخذ دلالتها الحقة في إطار تاريخ محدد.. من الصعب جداً تحديد هذا المصطلح و تضييق مفهومه في هذا العصر الذي تناوله الباحثون والمهتمون تارة باعتباره لغة تنتج الجميل والجمال ، وتارة أخرى باعتبار نزوعه الفني والجمالي ، وثالثة باعتبار الثأثير والإقناع.. وإمتاع النفس .. وأخرى باعتباره ذاك التعبير البليغ الفصيح الذي يحقق المتعة واللذة الفنية.. لكن لماذا تناولت بداية الحديث عن مصطلح الأدب ، واختلاف مفاهيمه وتقاربها عبر هذه المراحل .. ؟؟ لأن كل ماتم إدراجه تحت خانة مصطلح الأدب هو الذي يحدد ملامح الأديب وشخصيته وإنسانيته .. وتاريخه وواقعه .. فالأديب غير منعزل عن كل الأحداث والوقائع التي يشهدها مجتمعه والتي شهدها من قبل ،بل هو متفاعل وفاعل ومنفعل ، لأنه يحاول جاهدا التأثير على نفسية القارئ وأحاسيسه.. بأسلوب متميز بليغ فصيح متمكن وراقٍ .. ”كم من الناس عاشوا وماتوا دون أنْ يشعر بهم أحد، وكذلك كم من النماذج الأدبية أصبح هشيماً تدروه الرياح أو قُلْ أصبح هباءً، لأنه لا يحمل الصفات التي تبقي عليه فضلاً عن تلك التي ترفعه شامخاً في الوجود البشري كالطود الراسخ“ -1 الأديب هو الذي يجعلك تتأثر معه بكل كلمة،مستمتعا بكتاباته ، متذوقا لضروب الفن والإبداع ، متجاوبا مع إدراكاته وقناعاته . الأديب هو الذي يجعل النص الأدبي زاخرا بالقيم الفنية والجمالية والإبداعية والإنسانية .. هو القادر على إعطاء نفس مختلف لكتاباته ، مما يتيح لها الاستمرار والبقاء ، بل الخلود .. إنها الروح التي يستمدها من سعيه نحو الحقيقة .. وإخلاصه لفنه .. وللواجب الإنساني أولا وأخيرا .. إذا أردت أن تعرف من هو الأديب ، لما وجدت أجمع ولا أدقّ في معناه منْ أنْ تسميه الإنسان الكوني، وغيره هو الإنسان فقط“-2- .. -1شوقي ضيف، في النقد الأدبي. القاهرة. دار المعارف. ط 6. 1981. ص 184- -2-مصطفى صادق الرافعي، وحي القلم. ج3. ص 214 |
رد: تعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه / ندوة مفتوحة للحوار والتفاعل
الحبيبة الغالية الأستاذة هدى الخطيب سعدتُ جدا جدا بإطلالتكِ الرائعة من جديد على نور الأدب ، وعودتكِ للتفاعل والنشاط ، بهذا الموضوع الهام جدا جدا والذي يهم أديباتنا وأدبائنا في نور الأدب ، متابعة باهتمام هذه الندوة وهذا الحوار الشيّق والهام ، وسأشارك بإذن الله في الاستفتاء الموضوع . كل المحبة والتقدير والاحترام . |
رد: تعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه / ندوة مفتوحة للحوار والتفاعل
تحياتي لك أستاذة هدى
طرح مهم وملف مهم قد جاء في وقته أحجز مقعدي ولي عودة لطرح آرائي حول هذا الموضوع إن شاء الله |
رد: تعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه / ندوة مفتوحة للحوار والتفاعل
طاقة هائلة من دسم الكلام وفصاحة الكلمة ورقة العواطف . تصدرها أديبتنا الغالية هدى نور الخطيب , لنا عودة إن شاء الله . تحياتي لإطلالتك البهية , والحمد لله على السلامة .
|
رد: تعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه / ندوة مفتوحة للحوار والتفاعل
الأدب من وجهة نظري هو استخدام للقوالب الأدبية مثل الشعر والنثر والخاطرة والمقالة والقصة ... للتعبير عن خواطر الإنسان وأفكاره وآرائه وتوثيقه وتوصيفه للأحداث التي يمر بها هو شخصياً " تجاربه الإنسانية " أو تجارب الآخرين.
والأدب هو منتج إنساني يتسم بالتغير المستمر وهو شكل من أشكال توظيف الطاقات الإبداعية لدى الإنسان. ومن وجهة نظري كل أديب هو كاتب وليس كل كاتب هو أديب... لأن أي إنسان يمكنه أن يكتب أي شيء ولكن درج أن نقول عمن يكتب كثيراً وباتقان مختلف الأصناف الأدبية أو من يعمل في جريدة أو وسيلة إعلامية مطبوعة أنه كاتب... وفي الغالب الكاتب يتقن فن المقالة أكثر من غيرها... بالنسبة التي أوردتها الأستاذة هدى ، أتفق معها بنسبة كبيرة وهي وضحت لي بعض الأمور التي لم أكن ألقي لها بالاً .. المتطفل على الأدب، هو إنسان يرفض أن يمتلك المهارات الضرورية ليصبح أديباً، يرفض النقد والتطور، ويرفض أن يحسن أداءه اللغوي وبالتالي فهو يدعي الأدب وهو ليس بأديب وقد يوظف المال والعلاقات ليأخذ مكاناً أكبر من حجمه بكثير. لحماية الأدب من المتطفلين علينا بالنقد البناء أولاً لعل من يتطفل على الأدب يرتقي قليلاً في طرحه، وإذا كان الإصلاح مستحيلاً فالترك أفضل وسيلة لثنيه عن تخريب المسيرة الأدبية وتشويهها والانحدار بالذوق العام إلى مستوى سيء من الانحطاط الفكري والإنساني... تحياتي لك أستاذة هدى بارك الله فيك وشكراً على هذا الملف الرائع |
رد: تعريف الإبداع الأدبي وشروطه وضوابطه / ندوة مفتوحة للحوار والتفاعل
تعريف الأدب ليس من السهل تعريف الأدب تعريفاً شاملاً , بسبب تعدد عناصره , وتداخل فنونه , وكثرة الآراء التي تدور حوله . فإن كان الأدب هو التهذيب , وقد أخذ من التأديب , أو من التربية , فهل هذا التهذيب بلغته يشمل فصاحة الكلام ويشتمل على بلاغة القول , بالكلام الفصيح واللهجة على حد سواء ؟ ألم نجد الفصاحة والبلاغة والفائدة في كلام العامية ؟ وهل تدخل العامية في مدخل الأدب ؟ وإن كانت التربية , أولى بتعريف الأدب , فهل الكلام الخارج عن الأدب وخارج عن التهذيب نعتبرهما من الأدب ؟ وهل الغزل الإباحي الفاضح والكلام البذيء الموزون والممهور بالبلاغة والفصاحة , هل نعتبرهما من الأدب أيضاً ؟ لذلك فقد اختلط عليّ الأمر , وأصبح لديّ صعوبة قصوى في تعريف الأدب بشكله الشمولي الوعر , وبخاصة عندما أشاهد ألوان أدبية قديمة وحديثة مختلفة المنابت والأصول , قبل الإسلام باللهجات المتعددة , وبعد الإسلام بلغة قريش, وفي عصرنا الحالي باللهجات اللبنانية والعربية عامة , التي تخلط اللغة الفصيحة بالعامية . وبما أن لكل شخص حرية التعبير عن رأيه فيما يتخيله أو يتصوره , فإنني أستطيع أن أعرف الأدب بأنه : الكلام الجميل الهادف لصلاح المجتمع , وخيره , وسعادته , وتحذيره من الأضرار , سواء أكان هذا الكلام خيالياً , أو واقعياً صادقاً , ما دامت كتابته بلغة سليمة موزونة بالأدب النافع , بلفظ الفصاحة , ومنتهى البلاغة , به متعة للنفس , أو به إثارة المشاعر بحزن أو بفرح , أو ترح , بكلام يتمازج مع واقعنا الذي نعيش , فلكل أديب روضته الأدبية , وحديقته التي يتفنن ويبدع بزراعة أنواع الزهور التي يستخرج منها العطور لفائدة المجتمع . وأما المتطفل على الأدب , فهو ليس بأديب , لأنه لو كان أديباً لما أحوجه ذلك للسرقة والادعاء الكاذب بالأدب . وما أكثر هؤلاء , والعيب هو عيب الناقد , الذي يتعاطف مع الآخرين , ويجاملهم فيزدادوا غروراً , ويظنون بأنفسهم بأنهم أدباء , وما هم كذلك , ويظنون بأنفسهم بأنهم شعراء وما هم كذلك . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . غالب الغول . |
الساعة الآن 46 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية